مقال بغارديان: بريطانيا معتادة على الأزمات لكن هذا اليأس الواسع الانتشار جديد ومخيف
تاريخ النشر: 26th, June 2023 GMT
يقول جون هاريس كاتب العمود بصحيفة غارديان البريطانية (Guardian) إنه لا يعتقد أنه قد مر، خلال 15 عاما من التقارير السياسية الميدانية، بمزاج عام بائس ومحبط أكثر من الحالة الموجودة في بريطانيا اليوم.
وأضاف هاريس في مقاله أنه في بلدات الأسواق وضواحيها، يعبر الناس عن الخوف والإرهاق المرتبطين في العادة بالإهمال الذي ظهر فترة ما بعد الصناعة.
وأوضح أن بعض مظالم الناس مألوفة للغاية: الأجور المنخفضة، انعدام الأمن، الشعور بالبعد اليائس عن السلطة والنفوذ، بالإضافة لمظالم أخرى ظهرت مؤخرا نسبيا مثل التضخم، مدفوعات الرهن العقاري المستحيلة، الإيجارات، الآثار التي تم التغاضي عنها للوباء.
اتساع نطاق المشاكل
وما يبدو جديدا، يقول الكاتب، هو مدى وصول هذه المشكلات إلى أجزاء من السكان ربما كانت تُعتبر في السابق غنية نسبيا، معلقا بأن كل هذا يشير إلى سؤال يبدو الآن أنه لا مفر منه: أهي سياسات الإنهاك الكامل؟
وقال هاريس إنه قضى يوما في التحدث إلى عدد كبير من الناس، وما آلمه حقا كان شعورا واسع الانتشار باليأس القاتل الذي لم يركز على السياسة، بل على استحالة الحياة اليومية.
واستمر في حديثه بأن ما يسمى التضخم الأساسي لا يزال في ارتفاع، وعلامات الاضمحلال اليومي هي الانخفاض المفاجئ بالخدمات البريدية، والحالة المتردية للمواصلات العامة، والمجالس المحلية التي تصطدم بالانهيارات المالية، وكل هذه المشاكل موجودة في كل مكان.
جوهر الكابوسوأضاف أن بنك إنجلترا يبدو الآن أقرب إلى أن يدفع البلاد قريبا إلى الركود، في محاولة بطريقة ما لترويض الأسعار والفائدة. وتساءل هاريس إن كان هناك أي شخص يعتقد بجدية أنه بعد 15 عاما من الانهيار المالي لعام 2008، يمكن أن يكون الجمهور مقبلا على دورة أخرى؟
وختم بالقول إن جوهر الكابوس الذي ربما تنزلق إليه المملكة المتحدة هو اجتماع الخوف والقلق مع الفراغ السياسي، وقد كان هذا المزيج هو بالضبط الذي بدأ، قبل 10 سنوات، رحلة البريطانيين إلى البريكست، وهي على ما يبدو أزمات لا تنتهي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هدية "القصر الطائر" لترامب.. ماذا يقول القانون الأميركي؟
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، دافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خططه لقبول طائرة رئاسية فاخرة كـ"هدية" من قطر، رغم القوانين الصارمة التي تحظر قبول مثل هذه الهدايا من دول أجنبية.
وبحسب تقرير نشرته شبكة "آيه بي سي" نيوز الأميركية، فإن الطائرة، وهي من طراز بوينغ 747-8 جامبو، قد تكون "أثمن هدية تتلقاها الحكومة الأميركية على الإطلاق"، وُصفت بأنها "قصر طائر".
وأفاد تحليل قانوني أجراه مستشارو البيت الأبيض ووزارة العدل الأميركية بأن قبول هذه الهدية لا يُعتبر مخالفا للقوانين التي تحظر الرشوة.
ونقلت مصادر مطلعة أن الطائرة ستُستخدم كطائرة رئاسية مؤقتة حتى نهاية ولاية ترامب، قبل أن يتم نقل ملكيتها إلى مكتبته الرئاسية.
وفي السياق، أكد البيت الأبيض أنه سيتعامل مع المسألة "بأقصى درجات الشفافية"، نافيا أن قطر تتوقّع في المقابل أي معاملة تفضيلية.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لقناة "فوكس نيوز" إن "الحكومة القطرية تكرّمت بتقديم طائرة لوزارة الدفاع. وما زالت التفاصيل القانونية لهذا العرض قيد الدراسة".
وشدّدت على أن "أيّ منحة تقدّم لهذه الحكومة تكون دوما بطبيعة الحال متماشية بالكامل مع القانون. ونحن نلتزم بأقصى درجات الشفافية وسوف نواصل على هذا المنوال".
وتشكّل هذه المنحة بقيمتها المالية واستخدامها المقترح كطائرة رئاسية، سابقة في تاريخ الولايات المتحدة وتثير تساؤلات أمنية وأخلاقية عدّة.
ويحظر الدستور الأميركي على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا "من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية".
يُذكر أن ترامب قد اطلع على الطائرة، التي تُلقب بـ"القصر الطائر"، خلال زيارتها لمطار "ويست بالم بيتش" في فلوريدا في فبراير الماضي، حيث هبطت بالقرب من مقر إقامته.
ويشعر الرئيس الأميركي منذ فترة طويلة بعدم الرضا عن طائرتي الرئاسة من طراز بوينغ 747-200B اللتين تم إدخال تعديلات كبيرة عليهما.
وسبق أن أعلن هذا العام أن إدارته "تبحث عن بدائل" لشركة بوينغ بعد تأخرها في تسليم طائرتين جديدتين.
ووقّعت بوينغ عام 2018 عقدا لتوفير طائرتين جديدتين من طراز 747-8 بقيمة 3.9 مليارات دولار، قبل نهاية 2024.