“موانئ أبوظبي” تستحوذ على 10 سفن بقيمة 200 مليون دولار
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي، اليوم عن الاستحواذ على 10 سفن، لتعزيز العمليات البحرية للمجموعة في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
وتبلغ قيمة الاستثمار نحو 200 مليون دولار أمريكي، يتم تخصيصه لشراء أسطول متنوع وبحالة صيانة جيدة، يبلغ متوسط عمره حوالي 9 أعوام، وهو أقل بكثير من متوسط النسبة المتعارف عليها في هذا المجال.
تم شراء السفن من الشركة المالكة والمشغلة “إي-ناف” E-NAV، وتضم سفن الإمداد متعدد الأغراض (MPSV)، وسفن الإمداد للمنصات البحرية (PSV)، وسفن دعم عمليات الغوص (DSV)، وسفن الدعم المخصصة لإقامة الطواقم البحرية (AWB) والتي تقدم معاً خدمات متميزة، لا سيما فيما يتعلق بالمشاريع البحرية الكبرى المقرر إقامتها في منطقة الشرق الأوسط، والتي تعاني من نقص في الأصول البحرية عالية الجودة.
وبالإضافة إلى أهمية هذه الصفقة في تعزيز القدرات البحرية لمجموعة موانئ أبوظبي وتوسيع رقعة انتشارها جغرافياً، فإنها تدعم أيضاً استراتيجية المجموعة لمواصلة تحقيق التوازن بين محفظتها من الأعمال البحرية وبين الأصول والخدمات الخاضعة لظروف وتقلبات السوق المختلفة، وبالتالي الحد من تذبذب أدائها في ضوء التوقعات بأن يشهد سوق النفط والغاز البحري اتجاهاً تصاعدياً على المدى المتوسط والطويل.
وتتيح هذا الصفقة لمجموعة موانئ أبوظبي إدارة عقود قائمة مع عدد من المتعاملين الرائدين في قطاع النفط والغاز، وشركات نفط وطنية ودولية في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، مع توقع الاستفادة من ما يزيد على 95% من العقود الحالية خلال الفترة المقبلة، وتحقيق إيرادات سنوية تزيد على 70 مليون دولار أمريكي سنويا خلال 3-5 أعوام قادمة.
كما ستحقق القيمة المؤسسية للصفقة بالنسبة إلى الأرباح قبل استقطاع الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك معدل 5 أضعاف، وذلك خلال الأشهر الـ 12 القادمة.
وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، بهذه المناسبة : “يسرني الإعلان عن هذا الاستحواذ الذي يأتي في إطار مواصلة العمل وفقاً لتوجيهات ودعم قيادتنا الرشيدة. ومع رفد أسطولنا البحري بهذا العدد من السفن، فإننا نقطع شوطاً كبيراً في رحلتنا لتحقيق هدفنا الاستراتيجي المتمثل في توسيع نطاق تواجدنا في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. كما يتيح تعزيز أسطوانا ترسيخ مكانتنا كمزود رئيسي للخدمات البحرية في هاتين المنطقتين وتمكيننا من تلبية الاحتياجات المتنوعة والمتزايدة لمتعاملينا.”
جدير بالذكر أن السوق العالمي للنفط والغاز البحري وطاقة الرياح البحرية قد حقق أداءً إيجابياً، ومن المتوقع أن يواصل هذا السوق نموه بمعدلات جيدة.
وباعتبارها مزوداً رائداً للخدمات البحرية، تعتزم مجموعة موانئ أبوظبي تعزيز إمكاناتها الحالية في هذا القطاع والاستفادة من هذه التطورات الإيجابية، لتواصل تحسين التكامل في عملياتها التشغيلية، والارتقاء بخدماتها التي تقدمها لمتعامليها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الشرق الأوسط موانئ أبوظبی
إقرأ أيضاً:
لعنة "الشرق الأوسط الجديد"
سالم البادي "أبومعن"
لطالما كان مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" يتردد في الأروقة السياسية والدبلوماسية، حاملا معه آمالا وتخوفات بشأن مستقبل هذه البقعة الحيوية المهمة إقليميا وعالميا.
لم يعد المفهوم مقتصرا على مجرد تغيير في الخرائط الجيوسياسية، بل تطور ليشمل رؤى مختلفة لمعادلة إقليمية جديدة، مدفوعة بتغيرات داخلية وإقليمية ودولية.
ومع ذلك، يبقى "الشرق الأوسط الجديد" مفهومًا غير محدد المعالم بشكل كامل، تتنازعه آمال التعاون، ومخاوف التهميش، وواقع التحديات المعقدة.
ظهر مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" في بداية التسعينيات من القرن الماضي، مع محادثات السلام بين الكيان الصهيوني المحتل والفلسطينيين.
ولكنه ظهر بشكل بارز في فترة تولي كوندوليزا رايس منصب وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة جورج دبليو بوش، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ، حيث بدأ الترويج لمفهوم "الشرق الأوسط الكبير" الذي كان يُنظر إليه على أنه إعادة تشكيل للمنطقة.
بينما كان كجزء من رؤية لإعادة تشكيل المنطقة على أسس ديمقراطية تخدم المصالح الغربية والصهيونية والأمريكية، ومنها إقامة دولة الكيان الصهيوني بما يسمى "إسرائيل الكبرى" التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، وتشمل فلسطين التاريخية، ولبنان، وسوريا، والأردن، وأجزاء من مصر والعراق، والكويت، والسعودية.
كان الهدف المعلن هو نشر الديمقراطية، وتعزيز الاستقرار، ومكافحة الإرهاب، لكنه ظهرت ملامحه الصهيوأمريكية بأنه يهدف إلى إعادة رسم الحدود وتقسيم الدول خدمةً لمصالح الكيان المحتل والغرب.
مع مرور الوقت وتغير الظروف، تحول المفهوم، ولم يعد يقتصر على رؤية خارجية مفروضة، بل بات يشمل مبادرات ورؤى داخلية من دول المنطقة نفسها تسعى لإعادة تعريف أدوارها ومكانتها.
تطور المفهوم ليشتمل على أبعاد اقتصادية وسياسية وأمنية، تعكس تحولات في موازين القوى وطبيعة التحديات.
مرتكزات الرؤية الجديدة للمشروع
يمكن تلمس عدة مرتكزات أساسية لمفهوم "الشرق الأوسط الجديد" في خطابات بعض القوى الإقليمية والدولية:
أولا التحالفات المتغيرة: شهدت المنطقة تحولات في التحالفات التقليدية وبرزت اتفاقيات إبراهيم (أبراهام) كنموذج لتحالفات جديدة تجمع دولًا عربية مع الكيان الصهيوني المحتل، مدفوعة بمصالح اقتصادية وأمنية مشتركة، أبرزها مواجهة النفوذ الإيراني والتطرف.
هذه التحالفات تعيد تشكيل ديناميكيات المنطقة وتثير تساؤلات حول الأدوار المستقبلية للقوى التقليدية.
ثانيا الأولوية الاقتصادية: برز التركيز على التنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي كركيزة أساسية، مشاريع ضخمة مثل "نيوم" في السعودية، ومبادرات الربط الاقتصادي والتجاري، تعكس رغبة في تحويل المنطقة إلى مركز عالمي للاقتصاد والاستثمار، وتقليل الاعتماد على النفط. يُنظر إلى هذا البعد الاقتصادي كقوة دافعة للتعاون وتهدئة التوترات.
ثالثا تحديات الأمن الإقليمي: بالرغم من التوجه نحو التعاون، تبقى التحديات الأمنية قائمة، أبرزها النفوذ الإيراني في المنطقه، وتهديدات الجماعات المتطرفة، والصراعات المستمرة في مناطق مثل اليمن وسوريا وليبيا.
رابعا دور القوى الإقليمية الصاعدة: لم يعد اللاعبون التقليديون وحدهم من يحددون ملامح المنطقة، فدخلت قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات وتركيا، وحتى مصر.
تلعب هذه الدول أدوارًا متزايدة في تشكيل مستقبل المنطقة، مستفيدة من قدراتها الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية المتنامية.
خامسا التطبيع مع الكيان الصهيوني
وقَعت العديد من الدول العربية معاهدات سلام وتطبيع مع الكيان بدءًا بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية (١٩٧٩)، وعلى الرغم من الفشل في تنفيذ اتفاقيات السلام الصهيونية اللبنانية (١٩٨٣) فقد استمرت المزيد من المعاهدات مع عملية السلام الصهيونية الفلسطينية (١٩٩١ حتى الآن)، ومعاهدة السلام الأردنية الصهيونية (١٩٩٤)، ووقعت دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب اتفاقية التطبيع (٢٠٢٠).
تحديات ومخاوف
على الرغم من تفاؤل بعض الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني، إلا أن هناك تحديات ومخاوف كبيرة:
أولا: القضية الفلسطينية
تبقى القضية الفلسطينية حجر الزاوية في أي رؤية مستقبلية للمنطقة، أي شرق أوسط جديد لا يعالج جذور هذا الصراع بشكل عادل وشامل لن يحقق الاستقرار الحقيقي، بل سيبقى عرضة لتوترات كامنة.
ثانيا: الاستقطاب والانقسامات
لا تزال المنطقة تعاني من استقطابات عميقة، سواء بين المحاور الإقليمية المتنافسة مثل (المحور الإيراني ومحور المقاومة ومحور الدول العربية ومحور الكيان الصهيوني)، أو داخل الدول نفسها بسبب قضايا الهوية والطائفية.
ثالثا: التدخلات الخارجية
بالرغم من محاولات دول المنطقة لتعزيز استقلاليتها، إلا أن نفوذ القوى الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين) لا يزال مؤثرا، ويمكن أن يعيق أو يوجه مسار التغيرات.
رابعا: غياب التوافق الشامل
لا يوجد توافق إقليمي واسع على تعريف أو ملامح "الشرق الأوسط الجديد" فما يعتبره طرف فرصة، قد يراه طرف آخر تهديدا.
الخلاصة:
إن "الشرق الأوسط الجديد المزمع" هو في الحقيقة مجرد غطاء لتدخلات خارجية في المنطقة، والولايات المتحدة، والكيان المحتل، وحلفاؤهما يسعون إلى إعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالحهم.
والتحديات الأمنية والسياسية العميقة، وخاصة القضية الفلسطينية، تظل عقبات كبرى أمام تحقيق شرق أوسط مستقر ومنسجم.
مستقبل المنطقة سيتوقف على قدرة قواها على التوفيق بين المصالح المتضاربة، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراعات، وبناء أساس حقيقي للتعاون الشامل الذي يخدم مصالح شعوبها.
ومستقبل "مشروع الشرق الأوسط" الجديد بات مصيره في أيدي المقاومة الفلسطينية في غزة والمقاومة في لبنان واليمن، كذلك إيران التي أصبحت قوة عظمى في الإقليم خاصة بعد الحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني المحتل الذي أثبتت نتائجها هشاشة قوته العسكرية وضعف قبته الحديدية التي كان يتفاخر بها، ولولا الدعم الأمريكي والغربي وبعض دول الإقليم لأصبح الكيان اليوم في خبر كان.
وخرجت إيران من الحرب قوة عظمى لا يستهان بها أبدا بفضل تقدم وتطور أسلحتها العسكرية.
ستظل لعنة "التطبيع" تلاحق كل دولة أو كيان أو نظام يسعى أو يسهم في إنجاح هذا المشروع الصهيوأمريكي.
بلا شك أن اللعنة قد حلَّت على الكيان الصهيوني وهي حتمية وأبدية، يقول الله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا} (الإسراء:٤- ٦).
رابط مختصر