الملك تشارلز الثالث يلقي أول خطاب عرش له امام البرلمان
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
لندن "أ.ف.ب": ألقى الملك تشارلز خطاب العرش الأول له أمام البرلمان اليوم الثلاثاء، والذي سعت من خلاله حكومة المحافظين بقيادة ريشي سوناك إلى تقديم رؤية "طويلة المدى" مع اقتراب موعد الانتخابات.
و"حرصاً" منه على إدامة إرث "والدته الحبيبة" إليزابيث الثانية، شارك تشارلز في أحد طقوس الحياة السياسية البريطانية الذي يتمّ من خلاله افتتاح الدورة البرلمانية بشكل رسمي.
وكان قد شارك في هذا التقليد عندما كان لا يزال وريثاً للعرش. فقد تلا الخطاب الأخير للعرش في مايو 2022 نيابة عن الملكة إليزابيث الثانية، التي كانت صحّتها هشّة.
وفي نهاية مراسم ذات تقاليد تعود إلى قرون مضت، تحدّث الملك الذي كان يرتدي التاج الإمبراطوري الاحتفالي، والذي جلس على العرش الذهبي لمجلس اللوردات بجوار الملكة كاميلا.
وفي إطار هذه المراسم، يقوم "حرّاس الملك" الذين يشكّلون أقدم فيلق عسكري في الجيش البريطاني، بتفتيش الأقبية بحثاً عن متفجّرات في إطار إحياء ذكرى "مؤامرة البارود" التي وقعت في العام 1605، حينما أراد الكاثوليك تفجير البرلمان، خلال وجود الملك البروتستانتي جيمس الأول لإلقاء خطابه.
وقال الملك في الخطاب الذي أعدّه رئيس الحكومة ريشي سوناك، إنّ "أولوية حكومتي هي اتخاذ القرارات الصعبة ولكن الضرورية على المدى الطويل لتغيير هذا البلد"، بعد تفشّي فيروس كورونا والحرب في أوكرانيا، اللتين ساهمتا في أزمة تكلفة المعيشة التي تشهدها المملكة المتحدة.
ويعدّ هذا الخطاب الأول أمام البرلمان لريشي سوناك الذي تولى رئاسة الحكومة قبل عام، بعد فضائح عهد بوريس جونسون وفي أعقاب 49 يوماً زاخرا بالأحداث خلال عهد ليز تراس. غير أنّ هذا الخطاب قد يكون الأخير بالنسبة لسوناك، إذ من المقرّر إجراء انتخابات بحلول يناير. ويشهد المحافظون الذين يحكمون البلاد منذ حوالى 14 عاماً، تراجعاً في استطلاعات الرأي التي يتصدّرها حزب العمّال بقيادة كير ستارمر.
ويشكّل هذا الخطاب الذي لا يتعدّى عشر دقائق، لحظة أساسية في الحياة السياسية رغم أنّ محتواه السياسي عادة ما يكون غامضاً وعامّاً. بالتالي، فإنّه يمثّل إحدى الفرص الأخيرة لريشي سوناك لإعطاء فكرة عن المسار المتّبع لعكس اتجاه التطوّرات في الممكلة المتحدة، وللنأي بنفسه عن حزب العمّال.
وأكمل الملك الخطاب الذي أعدّه سوناك، فكرّر فيه رغبته في محاربة التضخّم وخفض الفواتير الذي يدفعها المواطنون البريطانيون، وأيضاً تدريب المزيد من الأطباء والممرّضين وحظر بيع السجائر تدريجياً في المملكة المتحدة.
ويرغب ريشي سوناك الذي دخل داونينغ ستريت منذ ما يزيد قليلاً عن عام، في رسم "أطر قانونية جديدة" لدعم تطوير المركبات ذاتية القيادة وتشجيع الابتكار في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي.
ومنح سوناك وعوداً للجناح اليميني في حزب المحافظين، حيث اقترح تشديد العقوبات على القتلة ومرتكبي الجرائم الجنسية، وتعزيز صلاحيات الشرطة والمحاكم لمكافحة "الجرائم الإلكترونية أو استغلال الأطفال".
وكما أفيد امس، فإنّ هناك مشروع قانون "سيدعم ترخيص حقول النفط والغاز الجديدة لمساعدة البلاد على تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050، من دون إضافة المزيد من الأعباء على الأسر"، حسبما قال الملك أثناء تلاوته خطاب سوناك، وذلك من دون أن يرفّ له جفن لا سيما أنّه معروف بالتزامه طويل الأمد بالدفاع عن البيئة.
غير أنّ هذه الإجراءات المتخذة باسم أمن الطاقة، تتعرّض لانتقادات قاسية من قبل الناشطين في مجال البيئة، الذين يتحرّكون منذ بداية نوفمبر بدعوة من منظمة "جاست ستوب أويل" ضدّ مشاريع الحكومة الجديدة الهادفة إلى استخراج المحروقات.
وقال ريتشارد كار أستاذ السياسة العامة في جامعة أنغليا رسكين، لوكالة فرانس برس، إنّ هذه ستكون "واحدة من الفرص الأخيرة" لرئيس الوزراء لفرض رؤيته قبل الانتخابات التشريعية. ويضيف أنّ "المشكلة بالنسبة إلى سوناك هي أنّ الوقت ينفد أمامه، كما أنّ الناخبين متعبون وغاضبون من حكومات المحافظين".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تحديات كبيرة امام القوات رغم النجاحات..
بالرغم من التحولات السياسية الإقليمية التي كان من المفترض أن تصبّ في مصلحة "القوات اللبنانية" والفريق السياسي المتحالفة معه، إلا أن الواقع السياسي للقوات يبدو أكثر وتعقيدًا مما كان متوقعًا. فالحزب الذي لطالما قدم نفسه كرافعة للمشروع السيادي في لبنان، يواجه اليوم تحديات داخلية وخارجية تهدد بتآكل صورته وقدرته على توسيع نفوذه في المرحلة المقبلة.
أول هذه التحديات هو الفشل في تقديم نموذج مختلف في إدارة الدولة. فالقوات، التي دخلت الحكومة الحالية تحت شعار الإصلاح وبناء المؤسسات، لم تتمكن من تحقيق إنجاز ملموس يمكن استخدامه لإدانة خصومها أو تظهير فشلهم. بل على العكس من ذلك ، فقد ذابت في لعبة النظام التقليدية، وأصبحت جزءًا من منطق التسويات المرحلية، ما أدى إلى اهتزاز صورتها كقوة تغيير داخل الدولة. هذا الفشل أضعف قدرتها على مخاطبة جمهور جديد، واسع، كان يتطلع إلى بديل فعلي للطبقة السياسية.
أما التحدي الثاني، فهو غياب الإنجازات السياسية في مواجهة حزب الله، خصوصًا في واحدة من أكثر المراحل حساسية وضعفًا مرّ بها الحزب، نتيجة الحرب الاخيرة، وتبدّل المزاج العربي والدولي تجاهه. كان يُفترض أن تستثمر القوات هذه اللحظة التاريخية لتقليص نفوذ الحزب أو على الأقل تعزيز موقعها في المعادلة السياسية، إلا أن أداءها ظلّ تقليديًا ومترددًا، قائمًا على الخطاب والمواقف من دون ترجمة عملية على الأرض.
ومع اقتراب الانتخابات النيابية المقبلة، يواجه الحزب تحديًا كبيرا يتعلق بإعادة تثبيت موقعه كأقوى تمثيل مسيحي، وهو أمر غير مضمون. فنجاحاته في الانتخابات البلدية الأخيرة، وإن كانت لافتة، إلا أنها ارتكزت إلى تحالفات محلية واسعة النطاق، يصعب تكرارها في الانتخابات النيابية ذات الطابع السياسي الواضح. كما أن هذه النجاحات لا تعكس بالضرورة تمدداً فعليًا للقاعدة الشعبية، بقدر ما تعكس مرونة تكتيكية وتوظيفًا جيدًا للخصومات المحلية.
في ظل هذا المشهد، تبدو القوات اللبنانية أمام مفترق حقيقي: إما أن تجدد أدواتها وتراجع خطابها وتبحث عن روافع جديدة داخل البيئة المسيحية والسيادية، أو أن تدخل مرحلة من الانكماش السياسي التدريجي، حيث تصبح رقماً عادياً في معادلة أكبر منها، بعدما كانت تراهن على لعب دور محوري. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة المفتي حجازي: البلديات أمام تحديات كبيرة ونحن مع جمع الكلمة Lebanon 24 المفتي حجازي: البلديات أمام تحديات كبيرة ونحن مع جمع الكلمة