انعقاد قمتين عربية وإسلامية بالرياض لبحث عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
الرياض – مباشر: تستضيف مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، الأيام المقبلة، قمتين عربية وإسلامية لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، مساء الثلاثاء، أنه تقرر تأجيل موعد انعقاد القمة العربية الإفريقية الخامسة إلى وقتٍ يحدد لاحقاً، بعد التنسيق مع أمانة جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وحرصاً على ألّا تؤثر الأحداث السياسية في المنطقة على الشراكة العربية الإفريقية التي ترتكز على البعد التنموي والاقتصادي.
وأضافت الخارجية، أنه تم تأجيل موعد انعقاد القمة؛ نظراً إلى التطورات الحالية في غزة، والتي استدعت الدعوة إلى انعقاد قمة عربية غير عادية وقمة إسلامية؛ تختصان ببحث الأزمة الحالية، وما تشهده من تداعيات إنسانية خطيرة.
وكان من المقرر عقد القمة العربية الإفريقية الخامسة في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بالعاصمة الرياض.
ومن المقرر أن تستضيف الرياض، مطلع الأسبوع المقبل، القمة العربية الطارئة، في خطوة يعول عليها الشارع العربي التوصل إلى موقف موحد تجاه عدوان الكيان الصهيوني المحتل ضد المدنيين في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 10 آلاف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء.
وتلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في وقت سابق، طلبا رسميا من كل فلسطين والمملكة العربية السعودية؛ لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة برئاسة المملكة العربية السعودية، التي ترأس الدورة الحالية في الرياض.
وفي 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقدت أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى وزراء الخارجية، برئاسة ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وحضور وزراء الخارجية بالدول العربية، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لبحث العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وسبل التحرك العربي لوقف هذا العدوان.
وكان اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري؛ بناء على طلب دولة فلسطين والمملكة المغربية وتم خلال الاجتماع بحث سبل التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، وتحقيق الأمن والسلام المرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
كما أعلنت منظمة التعاون الاسلامي، أمس الثلاثاء، أنها ستعقد قمة إسلامية استثنائية بناء على دعوة المملكة العربية السعودية، بصفتها رئيس القمة الإسلامية الحالية، وذلك يوم الأحد المقبل الموافق 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023م، في مدينة الرياض؛ لبحث العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني.
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي، في وقت سابق، التصريحات العنصرية لوزير الثقافة الإسرائيلي، عميحاي إلياهو؛ بشأن دعوته إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، مشددة على أنها تعتبر أن ذلك يعكس خطاب التطرف والكراهية والتحريض على العنف والارهاب المنظم وجريمة الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي يوميا ضد الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والمواثيق والقرارات الدولية.
واعتبرت المنظمة أن هذا الخطاب المرفوض يشكل امتدادا لفكر ارهابي متطرف، ما يستدعي من المجتمع الدولي إدانته، واتخاذ الاجراءات الفعالة لوقف العدوان العسكري والمجازر اليومية وجريمة الابادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وعقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، اجتماعا طارئا للجنة الفرعية لذوي العلاقة المعنيين بتحقيق التنمية المستدامة بالدول العربية المتأثرة بالنزاعات وذلك من أجل دعم غزة؛ وذلك في إطار تنفيذ القرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية بتاريخ 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بشأن سبل التحرك السياسي لوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق السلام والأمن.
وتتطلع جامعة الدول العربية في هذا الاجتماع إلى مواصلة تقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني والإغاثي من الدول الأعضاء ومختلف المنظمات والجهات الرسمية العامة والأهلية والقطاع الخاص وكافة الشركاء، خاصة وأن العدوان الإسرائيلي الغاشم وسياسة الحرب المفتوحة المدمرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، قد خلف وما يزال معاناة إنسانية كارثية طالت مختلف مناحي الحياة لحوالي 2.3 مليون شخص.
ومن جانبه، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم الأربعاء، من انفجار كامل للوضع في الضفة الغربية؛ بسبب إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القتل والقمع وتشديد الحصار على السكان، فضلاً عن تسليحها على نحو متزايد للمستوطنين الخارجين على القانون، بما يُنذر باندلاع المزيد من العنف.
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
المصدر: معلومات مباشر
كلمات دلالية: لجامعة الدول العربیة جامعة الدول العربیة العربیة السعودیة
إقرأ أيضاً:
مأزق الوحدة العربية الكبرى
في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.
ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.
إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.
إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».