بوابة الوفد:
2025-05-20@07:12:39 GMT

إسرائيل تستعيد سيناريو النكبة

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

يتجاوز ما يحدث فى غزة حدود العقل والمنطق، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإيمان المطلق بالقوة وحدها بعيدا عن كل القيم الحضارية هو ما دفع الدولة الصهيونية إلى كل هذا التوحش، وكل هذا الظلم، وهو الذى جعلها تعصف بكافة مواثيق العدل، وتعادى الإنسانية، وتطيح بأحلام السلام العادل.

فالإبادة الجماعية التى تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية كل يوم لا تكتفى بتتبع عناصر حركة المقاومة أو ملاحقة كوادر حماس فى غزة أو خارجها، وإنما تقوم على مبدأ التصفية الكاملة للوجود الفلسطينى كله فى إطار مشروع مُعد سلفا لإنهاء القضية بمنطق فرض الأمر الواقع بالقوة.

ولا شك أن وصول حكومة نتنياهو إلى الحكم، بما تمثله هذه الحكومة من تطرف سياسى بغيض يقوم على رفض الدولة الفلسطينية ولا يقبل بأى اتفاقات سلام، بل ويسعى أيضا إلى محو اتفاق أوسلو باعتباره خطأ فى مسيرة المشروع الصهيونى، يعبر بيقين عن توجه عام داخل المجتمع الإسرائيلى لا يقبل بالسلام ولا يرغب فيه.

ومن هنا، كان تعبير وزير التراث الإسرائيلى عميحاى إلياهو بإمكانية ضرب غزة بالقنابل النووية كحل نهائى لما تمثله هذه المدينة من خطر على إسرائيل، انعكاسًا لرأى عام متطرف سائد وشائع داخل إسرائيل ولا يمت بأى صلة لقيم التحضر، وقيم التعايش الإنسانى، والرغبة فى السلام والأمن الدوليين.

ومن يتابع تطورات القضية الفلسطينية على مدى تاريخها يلاحظ بوضوح كيف تزايدت المساحة الجغرافية لدولة إسرائيل على مر الزمن، ما أكد انطلاقها وراء مشروع سابق للتوسع الجغرافى، فقد كانت المساحة المخصصة لإسرائيل وفقا لقرار التقسيم سنة 1947 تمثل نحو 55 فى المئة من مساحة فلسطين، وخلال العام التالى وفيما عرف تاريخيًا بالنكبة نفذت عصابات إسرائيل مذابح بحق الأطفال والنساء والمدنيين وأجبرت سبعمائة ألف فلسطينى على النزوح، لتسيطر إسرائيل على نحو 85 فى المئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة سبعة وعشرين ألف كيلو متر. ثم بعد حرب يونيو 1967 أحكمت إسرائيل سيطرتها على مدينة القدس، كما استولت على الجولان والضفة وسيناء.

ولا شك أن هناك دعوات وتصورات إسرائيلية لدى الأجيال الجديدة لإعادة تكرار سيناريو النكبة وترحيل باقى الوجود الفلسطينى تماما عن أراضيه، وهو ما يواجه صمودا بطوليا من جانب الشعب الفلسطينى يستحق كل تحية وتأييد.

وفى تصورى فإن الفلسطينيين يدركون يقينا هول ترك الأرض تحت أى لافتة كانت، لأنهم خبروها من قبل وذاقوا مرارة التشتت فى العالم، ولم يتمكنوا من العودة أبدا إلى ديارهم، وظلت قضية اللاجئين إحدى أخطر القضايا العالقة فى أى مفاوضات يتم إجراؤها.

ومن المؤكد أن الحرب الجارية تثبت حقيقة مهمة من حقائق الصراع العربى الإسرائيلى التى قد ينكرها البعض بحسن نية، وهى أن هذا الصراع القائم هو صراع مختلف عن كافة الصراعات المعروفة فى العالم، فهو صراع وجود، وهوية، وقيم، وحضارة، وثقافة، وليس مجرد صراع على الأرض.

كما أن الرهان على دعاة السلام فى إسرائيل هو فى حقيقة الأمر رهان واهن ضعيف خاصة أن الدولة الصهيونية نفسها قامت على الحرب، والعدوان، والتهجير، والتصفية، وأى سلام فى مسيرتها لم يتجاوز خطوات تكتيكية مؤقتة اضطرتها الظروف إليه مثلما حدث مع مصر بعد نصر أكتوبر المجيد، وهذا الأمر لا يجب أن يغيب عن دعاة التطبيع فى العالم العربى.

وكلنا أمل أن تتكاتف جهود العرب لوقف العدوان ومنع التهجير والاصطفاف أمام تصفية القضية الفلسطينية بقوة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هاني سري الدين غزة لقضية

إقرأ أيضاً:

واشنطن ستتخلى عن إسرائيل إن لم توقف حرب غزة

أفادت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر مطلع بأن أعضاء في إدارة ترامب أخبروا إسرائيل بأن واشنطن ستتخلى عن الدولة العبرية إن لم تنه الحرب في قطاع غزة.
وقال المصدر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستطيع إنها الحرب في غزة ومعه الأغلبية إن أراد ذلك، لكنه يفتقر (نتنياهو) لإرادة السياسية، على حد قوله.
وأضاف قائلا أن “نتنياهو روّج لفكرة استئناف المساعدات في اجتماع مجلس الوزراء مساء الأحد على أنها مجرد مسألة شكلية”.
وتابع المصدر “ضغوط ترامب تزايدت في الأيام الأخيرة مع استدعاء إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وتصعيدها قصف غزة واقترابها من نقطة اللاعودة في الحرب”.
وخلال الأسبوع الماضي، التزمت الحكومة اليمينية في إسرائيل صمتاً دبلوماسياً، في الوقت الذي أطلق فيه ترامب عاصفة من التصريحات التي هزت افتراضات الإسرائيليين إزاء مكانة بلادهم لدى أهم حلفائها، خصوصاً أنه تجاوز الدولة العبرية خلال زيارته الشرق أوسطية التي شملت السعودية وقطر والإمارات.
ويواجه نتنياهو ضغوطاً من المتشددين الدينيين القوميين في حكومته الذين يصرون على مواصلة الحرب في غزة حتى إنزال هزيمة ساحقة بحماس، ومن باقي المواطنين الإسرائيليين الذين يتزايد ضيقهم بالصراع الدائر منذ أكثر من 18 شهراً. وانحاز نتنياهو حتى الآن إلى صف المتشددين.
ويؤكد مسؤولون في إدارة ترامب على أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية ما زالت قوية، لكنهم عبروا أحياناً عن خيبة أملهم تجاه نتنياهو في جلسات خاصة في وقت يسعى فيه ترامب للوفاء بوعد حملته الانتخابية بإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا بسرعة، وفق رويترز.
ويريد المسؤولون من نتنياهو أن يعمل بجد أكبر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق مع حماس للإفراج عن الرهائن.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جيمس هيويت: إن الإدارة الأميركية تواصل العمل مع إسرائيل لتحرير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة وعددهم 58 وتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط. وأضاف “لن تحظى إسرائيل بصديق في تاريخها أفضل من الرئيس ترامب”.

سكاي نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • واشنطن ستتخلى عن إسرائيل إن لم توقف حرب غزة
  • النكبة مستمرة
  • إسرائيل تستعيد الأرشيف السوري لجاسوسها إيلي كوهين (صور)
  • إسرائيل منفتحة على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي
  • النكبة في ذكراها الـ77.. مأساة الفلسطيني المتجددة بغزة تحت الحرب والتطهير العرقي
  • آل مغني ينتقد توجه الهلال لاستعارة لاعبين من أندية أخرى
  • أحزاب: كلمة الرئيس بقمة بغداد تؤكد الالتزام المصري بدعم القضية الفلسطينية وإدانة آلة الحرب الإسرائيلية الباطشة في غزة
  • مظاهرة لندن: الآلاف يحيون ذكرى النكبة ويطالبون بوقف الحرب في غزة
  • الأردن:العالم وقف عاجزًا أمام إنهاء الحرب في غزة