طالب ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا فيليب لوكليرك الاتحادَ الأوروبي والدول المطلة على البحر المتوسط بـ"ضرورة بذل جهود مشتركة للتنسيق والتضامن وتحمل مسؤولية إنقاذ أرواح المهاجرين".

وأعرب لوكليرك -في مقابلة خاصة مع الأناضول- عن "حزنه العميق" على فقدان عشرات الأشخاص حياتهم نتيجة انقلاب قارب صيد كان يقل مهاجرين غير نظاميين قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز (مورا) اليونانية في 14 يونيو/حزيران الماضي.

وأشار إلى أنه مع زيادة حركة اللاجئين والمهاجرين في البحر المتوسط، يجب على الاتحاد الأوروبي والدول المطلة على البحر المتوسط إنشاء آلية إقليمية متفق عليها لإنقاذ المهاجرين عبر البحر وضمان وصولهم إلى البر.

وتابع "من الواجب إنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر في البحر من دون تأخير، هذه قاعدة أساسية في القانون البحري الدولي".

وأكد المسؤول الأممي أنه بحلول نهاية عام 2022، بلغ عدد النازحين والمهاجرين بسبب الحرب والاضطهاد والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان 108.4 ملايين شخص، في أكبر زيادة على الإطلاق بعدد 19.1 مليون مقارنة بالعام السابق، بينهم 35.3 مليون لاجئ و62.5 مليون نازح و5.4 ملايين طالب لجوء و5.2 ملايين شخص بحاجة إلى حماية دولية.

أزمة السودان

وأشار لوكليرك إلى أن الصراع في السودان أدى إلى زيادة أعداد النازحين داخليا والمهاجرين خارجيا.

وأردف قائلا "بحلول مايو/أيار 2023، ارتفع عدد النازحين والمهاجرين إلى نحو 110 ملايين نسمة. كما لم يُظهر الاتجاه المتزايد في النزوح القسري العالمي أي علامات على التباطؤ خلال العام الجاري".

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات عنيفة خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.2 مليون نازح ومهجر في إحدى أفقر دول العالم، حسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.

وأوضح المسؤول الأممي في الوقت الذي فر فيه نحو 1.7 مليون شخص داخل السودان، سعى نحو نصف مليون لاجئ إلى الحصول على مكان آمن في البلدان المجاورة بسبب تصاعد العنف داخل البلاد.

وشدد لوكليرك على أن هناك حاجة ماسة إلى منع حدوث أزمة نزوح كبرى يمكن أن تزيد زعزعة استقرار المنطقة، مؤكدا أن المفوضية مستعدة لاستقبال المزيد من اللاجئين، من خلال العمل عن كثب مع الدول والشركاء في البلدان المجاورة للسودان.

ولفت إلى أن النزاعات المسلحة في السودان جعلت 24.7 مليون شخص -أي ما يقرب من نصف سكان البلاد، وأكثر من نصفهم من الأطفال- بحاجة ماسّة للمساعدات الإنسانية والحماية.

دعم تركيا

وأشار لوكليرك إلى أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم بنحو 4 ملايين لاجئ ومهجّر منذ عام 2014، مشددا على أن مسألة الاستمرار في دعم تركيا أصبحت حاجة ملحة، وقضية مهمة أكثر من أي وقت مضى.

ولفت لوكليرك إلى أهمية توفير المساعدات للأشخاص المتضررين جراء زلزال كهرمان مرعش (جنوب)، الذي وقع في السادس من فبراير/شباط الماضي، وتقديم الدعم المالي وإعادة الإعمار والتنمية للمناطق المنكوبة.

ودعا المسؤول الأممي المجتمع الدولي إلى إظهار الدعم بما يتماشى مع الإجماع العالمي بشأن اللاجئين، وكذلك التضامن مع الشعب التركي الذي استقبل ملايين اللاجئين وحماهم وساعدهم.

وشدد لوكليرك على ضرورة قيام الدول ذات الدخل المرتفع بتقديم المزيد من الدعم للاجئين وغيرهم من النازحين والمهجّرين في جميع أنحاء العالم.

وتابع أن "المنتدى العالمي للاجئين -الذي يعقد نسخته الثانية في جنيف في ديسمبر/كانون الأول المقبل- سيوفر فرصة لإثبات أن هذا التضامن لا يزال قويا، حيث من المقرر أن تتبادل الحكومات وأصحاب المصلحة الآخرون معلومات بشأن مجموعة من التطبيقات الجديدة، إلى جانب التعهد بالتزامات جديدة لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة".

حق اللجوء

وبشأن الانتقادات الموجهة لأوروبا بأنها فتحت أبوابها أمام اللاجئين الأوكرانيين وأغلقتها أمام السوريين، قال لوكليرك "نحن ندافع دائما عن ضرورة حصول جميع طالبي اللجوء على حق اللجوء. موقفنا هذا معلن أمام الدول والرأي العام العالمي؛ فاحترام حقوق الإنسان ليس اختيارا، لكنه التزام قانوني وأخلاقي".

وشدد على أنه لا ينبغي قبول طلبات اللجوء وفقا للجنسية أو طريقة الوصول إلى البلد، بل من خلال تقييم كل حالة على حدة.

وأضاف أنه عندما واجه الاتحاد الأوروبي التدفق الهائل للأوكرانيين الفارين من الحرب لجأ إلى طريقة الحماية المؤقتة التي قدمتها تركيا للسوريين.

وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما تعده أوكرانيا "تدخلا" في سيادتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

إنقاذ طائر من نوع عقاب نساري مصاب وإطلاقه في بيئته الطبيعية بمحمية وادي الجمال

أعلنت محميات البحر الأحمر، نجاح جهود إنقاذ وعلاج طائر من نوع العقاب النساري، بعد تلقي بلاغ يفيد بوجود طائر مصاب بمنطقة أبو غصون داخل نطاق محمية وادي الجمال – حماطة، في إطار الدور المستمر لوزارة البيئة في حماية الحياة البرية وصون التنوع البيولوجي.

وأوضح بيان رسمي أن محميات البحر الأحمر، وبناءً على توجيهات وزارة البيئة، سارعت بتشكيل لجنة متخصصة لفحص البلاغ ميدانيًا واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع الحالة، حيث تم استلام الطائر المصاب ونقله لتلقي الرعاية البيطرية اللازمة.

وبالتعاون مع إحدى العيادات  البيطرية بمدينة مرسى علم، خضع العقاب النساري لسلسلة من الفحوصات الطبية شملت الكشف السريري وإجراء أشعة X-Ray، والتي أظهرت عدم وجود أي كسور أو إصابات هيكلية، بينما تبيّن أن الطائر يعاني من طفيليات جلدية استدعت تقديم علاج متخصص وبرنامج رعاية بيطرية دقيق.

وخلال فترة المتابعة داخل العيادة، شهدت الحالة الصحية للطائر تحسنًا ملحوظًا، ومع استكمال العلاج والتماثل التام للشفاء، تقرر إطلاق العقاب النساري في بيئته الطبيعية داخل نطاق المحمية، وسط إجراءات تضمن سلامته وقدرته على العودة لممارسة سلوكه الطبيعي في موطنه الأصلي.

العقاب النساري.. مؤشر على سلامة البيئة الساحلية

ويُعد العقاب النساري من الطيور الجارحة النادرة نسبيًا، ويرتبط وجوده بالبيئات الساحلية، حيث يعتمد في غذائه بشكل شبه كامل على الأسماك. ويتميز بقدرة عالية على الغوص بدقة وسرعة لاصطياد فرائسه، كما يبني أعشاشه الكبيرة على الأشجار أو الأعمدة المرتفعة القريبة من المسطحات المائية. ويؤكد الخبراء أن وجود هذا الطائر يُعد مؤشرًا بيئيًا مهمًا على صحة النظم البيئية الساحلية وتوازنها.

شكر وتقدير لدور المجتمع المحلي

وتقدمت محميات البحر الأحمر بخالص الشكر والتقدير إلى أحمد محمد عبد الغني، العامل بميناء أبو غصون، على سرعة الإبلاغ والتعاون الإيجابي، كما وجّهت الشكر إلى كل من الدكتور عبد الرحمن طارق، والدكتورة يوستينا خليل، وطاقم عيادة فورجيف – مرسى علم، لدورهم المهني والإنساني في إنقاذ الطائر وإعادته إلى بيئته الطبيعية.

وأكدت وزارة البيئة – قطاع حماية الطبيعة – أن هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية متكاملة لحماية الحياة البرية، وتعزيز الشراكة مع المجتمع المحلي وشركاء العمل الميداني، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة، وأن حماية الأنواع والنظم البيئية تمثل ركيزة أساسية لضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

طباعة شارك اخبار البحر الاحمر البحرالاحمر مدينة الغردقة محافظة البحر الاحمر محافظ البحر الاحمر مرسى علم

مقالات مشابهة

  • إنقاذ طائر من نوع عقاب نساري مصاب وإطلاقه في بيئته الطبيعية بمحمية وادي الجمال
  • وسط انتقادات واشنطن لقرار أممي.. مؤتمر دولي لبحث إنشاء «قوة غزة»
  • قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن استهداف مقر أممي في كادوقلي
  • كاتب بريطاني: على أوروبا فتح الأبواب أمام المهاجرين
  • كوشنر وويتكوف في مهمة حساسة ببرلين.. سلام أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية
  • وزراء خارجية المملكة ودول عربية وإسلامية يؤكدون على دور (الأونروا) في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين 
  • عاجل| وزراء خارجية دول عربية وإسلامية يؤكدون أهمية دور “الأونروا” في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين
  • مسؤول أممي: غزة تعيش أخطر أزمة صحية ونفسية
  • قارب المهاجرين باليونان| غرق وفقدان 32 شخصا.. وغالبية الضحايا من مصر والسودان
  • ترامب يتباهى: أحرر المعتقلين في تركيا بمكالمة مع أردوغان!