يعتبر تمكين المرأة السعودية أحد المستهدفات الواعية والمسؤولة التي نصت عليها رؤية المملكة 2030 م، ومهدت لأجلها السبل أمام سيدات الوطن ليسهمن في مختلف أوجه الحراك التنموي، وصاحب ذلك تطوير واطلاق برامج عملية عديدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على واقع المرأة السعودية وحضورها في الحياة العامة.

وبالاشارة هذه الانطلاقة الناعمة ضمن الرؤية السعودية الطموحة بقيادة سمو ولي العهد يقول د. ” ميشيل وولش” مدير المركز الطبي ” في مركز جونزهوبكنز” أرامكو السعودية الذي شهد من موقع عمله مدى تميز المرأة السعودية في مختلف التوجهات: “أبهرني ماشاهدت ولمست من الكفاءة العالية التي تتمتع بها المرأة السعودية وقدرتها على القيادة رغم كل الصعوبات والتحديات”.
وأضاف: ‏”لدينا عدد كبير جداً من السيدات السعوديات العاملات في مركز جونز هوبكنز، وأتمنى أن يكون لدينا المزيد؛ لما لهن من قدرة وإمكانية على إضافة جوانب مميزة في خدمة المريض بطريقة متقنة تسهم في رفع مستوى جودة الحياة بشكل لايقل تميزاً عن نظرائهن في مختلف دول العالم”
ويؤكد موقفه الداعم للمرأة بقوله: “إن الرؤية الثاقبة للقيادة السعودية أسهمت باحترافية عالية في تمكين المرأة التي تشكل نصف المجتمع، وكما ذكرت سابقاً حول عمل نخبة كبيرة من الموظفات والإداريات الناجحات في مركز جونز هوبكنز، استحضر نموذج رائع يعد أفضل ما يمكن التدليل به على مثل هذا التميز والنجاح السعودي مع كل مايمتلكنه من مقومات النجاح بذكاء وطموح عالي، وخير مثال على ذلك السيدة هنادي الدوسري، فهي نموذج رائع يختزل هذه النجاحات ويؤكد ثمرة هذه الرؤية. وبتفصيل أكثر أعود للبدايات عندما استلمتْ رئاسة مركز جونز هوبكنز بأرامكو السعودية في عام 2020 م، حينها لم تكن هنادي المسؤول الأول بإدارة طب الأسنان حيث كانت تشغل منصب مدير العمليات آنذاك، ومع مغادرة المدير السابق كان هناك حاجة إلى اختيار شخص مؤهل لاستلام المنصب، على إثر ذلك قمت باختيار هنادي مباشرة بلا أي تردد من بين العديد من الأسماء المقترحة والمطروحة وذلك لعدة إعتبارات في مقدمتها أن لديها الخبرة والإلمام الكافي من خلال تجربة عملية تجاوزت 25 عاماً، تدرجت خلالها في عدة مناصب بعيادة الأسنان، مايجعلها أكثر دراية وتمكناً بمهام هذا العمل. ويضاف الى ذلك امتلاكها للشهادات العليا ‏ والدورات المطلوبة المؤهلة لها لتشغل هذا المنصب. كما جاء اختيارها من موقع الاختبار الذاتي للوقوف على إمكانياتها كسيدة سعودية ملهمة بعد فتح المجال لاستثمار الفرصة التي أتيحت لها لتثبت قدراتها ضمن برنامج ورؤية المملكة 2030 لتمكين المرأة السعودية”

واضاف ” لدى هنادي شغف لا ينتهي فهي ملتزمة بالأنظمة والقوانين، ولديها القدرة والتوازن بين تقديم أعلى جودة للمريض، و أفضل تعامل في محيطها العملي لكل من الزملاء والموظفين والإداريين ، من خلال إشراكهم في القرارات المهمة ورفع الروح المعنوية التي لها انعكاساتها على مستوى العطاء و الرضا الوظيفي، وفي هذا دليل على مدى وعي هنادي وتمكنها من مهارة الذكاء العاطفي والوظيفي واستخدامه بالشكل الأمثل في الوسط الاداري والعملي”.

اقرأ أيضاًالمجتمعتنظيم الحفل الختامي للدورة الأولى لجائزة الأمير عبدالعزيز بن عياف لأنسنة المدن الاثنين المقبل

وعن ماحققته هنادي يقول “هنالك العديد من الإنجازات التي يصعب حصرها في كلمات لكن تجربتها في الجودة ودعم المرضى من خلال جلب أفضل المعدات والأجهزة الحديثة التي تساعد في التطوير تعد من الأمور التي تدعو للفخر لأنها بذلت وفريق عملها الجهد الكبير في الحصول على هذا الامتياز المتفرد”.
ويلفت د. وولش النظر إلى محور أساسي في قواعد العمل المتقن والمكتسب بالخبرة والتجربة، حيث ذكر أن هنادي لم تحقق أو تصل إلى ما وصلت إليه كونها سيدة أو لديها معارف وعلاقات داعمة، ولكن هذا النجاح تحقق كونها قائدة متمكنة تسعى دائماً للتطوير ومواجهة التحديات، فقد أنهت برنامجاً صعباً مكثفاً لتأهيل القادة لدى أرامكو السعودية بامتياز رغم أنه ليس مرتبط بصورة مباشرة في طبيعة عملها.

وأضاف “أحد أهم الميزات التي تمتلكها هنادي برأيي كشخص مسؤول عنها بصورة مباشرة إنها تتحلى بشجاعة الابتكار والتعلم من الأخطاء لذلك هي شخصية خلاقة، تقدم بمعية فريق عملها الأفكار المتجددة وغير التقليدية التي بدورها تساهم في رفع مستوى الجودة ، ذلك يجعلني أعود لقول الكاتب الأمريكي ديفيد إستس في تعريف “الغباء” انه تكرار فعل نفس الأشياء وتوقع نتيجة مختلفة، هذا التوصيف للتوقعات المغايرة رغم التكرار يجعلنا نلمس مدى الوعي الذي تعمل على أساسه هنادي فهي متجددة بشخصها وأفكارها، و أتمنى أن يكون لدينا نسخ مكررة منها لأن شخصيتها مختلفة وإيجابية في كل الظروف مهما تعاظمت التحديات”.

مما يجدر ذكره أن الدكتور وولش تم تصنيفه على أنه أحد أبرز الشخصيات العالمية العاملة في المجال الطبي لعام 2023 ، فضلاً عن عمله رئيساً للخدمات الطبية بجونزهوبكنز أرامكو السعودية منذ عام 2020 حتى تاريخه.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المرأة السعودیة

إقرأ أيضاً:

الإمارات مركز بارز للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط

حسام عبدالنبي (أبوظبي) 

أصبحت دولة الإمارات مركزاً بارزاً للتكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل إطارها التنظيمي القائم على الابتكار، والدعم الحكومي، ومبادراتها لتشجيع ريادة الأعمال واستقطاب الشركات العالمية، حسب تقرير لجامعة «هيريوت-وات دبي». 
وأكد التقرير أن المبادرات الأخيرة في الإمارات تُركز على الاتجاهات الناشئة والمجالات الاستراتيجية مثل العملات الرقمية، والأصول المشفرة، والخدمات المصرفية المفتوحة، ومنها إصدار قانون جديد لتنظيم أعمال الأصول الافتراضية، بما في ذلك العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وإنشاء هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA) للإشراف على هذا القطاع وترخيصه.
وأشار التقرير إلى أن المناطق المالية الحرة في دولة الإمارات مثل أبوظبي العالمي (ADGM) ومركز دبي المالي العالمي (DIFC)، تؤدي دوراً مهماً في تعزيز قطاع التكنولوجيا المالية المتنامي في الدولة، حيث توفران بيئة عمل مواتية تمكن شركات التكنولوجيا المالية من الازدهار. 

أخبار ذات صلة 100 مليار درهم الاستثمارات الموجهة لقطاع الترفيه في الإمارات نائب الرئيس الأول لمجموعة «إكسبيديا» «الاتحاد»: الإمارات وجهة سياحية رئيسة للمسافرين الدوليين


العصر الرقمي
ويرى التقرير أنه في العصر الرقمي الحالي، أصبحت التكنولوجيا المالية عامل تغيير جذري في الأسواق المالية التقليدية، ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق التكنولوجيا المالية العالمية إلى 644.6 مليار دولار بحلول عام 2029 من 209.7 مليار دولار في عام 2024. وقال إن الاعتماد على الخدمات المصرفية التقليدية في المعاملات المالية، بات من الماضي، إذ أدى اندماج التمويل والتكنولوجيا إلى عصر جديد من الابتكار حيث تكون إمكانية الوصول والكفاءة والشمول هي القوى الدافعة.
 وأشار إلى أن أحدث التقارير الصادرة عن «موردور إنلتلجنس» توقع أن يصل حجم سوق التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات إلى 3.56 مليار دولار في عام 2025، ثم إلى 6.43 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.56% خلال الفترة المتوقعة (2025 - 2030).
وذكر تقرير «هيريوت-وات» أن التكنولوجيا المالية أحدثت ثورةً في كيفية إدارة الأفراد والشركات لاحتياجاتهم المالية حيث غيّرت تماماً كيفية تقديم الخدمات المالية، مما أدى إلى خلق سوق تنافسية شرسة تدفع البنوك التقليدية إلى تحسين خدماتها.
 وأوضح أن البنوك التقليدية تجد نفسها الآن في منافسة مع شركات التكنولوجيا المالية التي تقدم حلولًا متطورة مثل المدفوعات الرقمية والخدمات المصرفية عبر الإنترنت والإقراض بين الأقران، مبيناً أن هذه المنافسة دفعت البنوك إلى تحسين عروضها، مما يجعلها أكثر ملاءمةً ووصولًا إلى العملاء.

تمكين البنوك
وقالت الدكتورة يلينا جانجوسيفيتش، أستاذة مشاركة في المالية بجامعة «هيريوت-وات دبي»، إن التطور الحادث حفز وشجع على المزيد من الابتكار من خلال طرح تقنيات جديدة يجب على البنوك التقليدية تبنيها للحفاظ على مكانتها، مدللة على ذلك بإحداث تقنية البلوك تشين تحولاً في المعاملات المالية، ما جعلها أسرع وأكثر أماناً وفعالية من حيث التكلفة، إضافة إلى تمكين البنوك من تبسيط عملياتها وخفض نفقاتها. وذكرت جانجوسيفيتش، أن تقنية البلوك تشين، تقدم حلولاً مبتكرة تبدأ من الخدمات المصرفية والمدفوعات إلى الإدارة المالية والتمويل والتأمين، تُبسط العمليات وتُعزز إمكانية الوصول وتُحسّن الكفاءة، ما يعني إنها تُحدث ثورة في الأسواق المالية التقليدية بتقنيات ونماذج أعمال مبتكرة تتحدى المعايير المعمول بها. 
وقالت إن التكنولوجيا المالية تُحدث ثورة في القطاع المالي من خلال زيادة إمكانية الوصول والشمول حيث تُتيح الخدمات المصرفية الرقمية والمدفوعات عبر الهاتف المحمول الخدمات المالية لمن يعيشون في المناطق النائية أو المحرومة من الخدمات من خلال السماح بالوصول إلى الائتمان والتأمين والخدمات المالية الأخرى، مشددة على أهمية مشاركة القطاع الخاص ومعالجة الثغرات القائمة لتحسين منظومة التكنولوجيا المالية، وبحيث يُعدّ الوصول إلى رأس المال، بما في ذلك من خلال تمويل رأس المال، أمراً بالغ الأهمية.

فجوة
وأفادت جانجوسيفيتش، بأن التكنولوجيا المالية أحدثت ثورة في تعاملاتنا المالية بسهولة وصول وكفاءة غير مسبوقة، وغيرت الوضع السائد اليوم، حيث صار في الإمكان عبر نقرة واحدة على الهاتف الذكي إدارة كل شيء، من المعاملات اليومية إلى الاستثمارات الكبيرة، مما يُلغي الحاجة إلى طوابير الانتظار في البنوك أو أوراق القروض المعقدة.
وأوضحت أنه نظراً للتطور المتسارع المستمر، تكمن فجوة كبيرة في منظومة التكنولوجيا المالية في استقطاب الكفاءات، إذ أدى تطور واعتماد تقنيات مثل البلوك تشين إلى زيادة الحاجة إلى المتخصصين، علاوة على تأثر القطاع بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. 
وأضافت أن الوظائف في هذا المجال تشمل علماء البيانات، ومتخصصي التعلم الآلي، وباحثي الذكاء الاصطناعي، والمهندسين، منبهة إلى ضرورة تطوير قوى عاملة متنوعة وماهرة للحفاظ على زخم التكنولوجيا المالية عبر تعاون الشركات مع المؤسسات الأكاديمية لتخصيص التعليم، وتوفير فرص التدريب، وتعزيز التعلم المستمر، علاوة على تعزيز ثقافة الابتكار والمرونة كأمر بالغ الأهمية لجذب العقول النيرة التي ستشكل مستقبل القطاع المالي والاحتفاظ بها.

مقالات مشابهة

  • رئيس الهيئة السعودية للمياه يهنئ القيادة بنجاح موسم الحج
  • الوفود الإعلامية الدولية المشاركة في تغطية موسم الحج تزور مركز القيادة والتحكم في المشاعر
  • الصحة تثمن جهود السلطات السعودية والبعثة الطبية المصرية في موسم الحج 2025
  • محطة "تحيا مصر 2" بميناء الدخيلة: مشروع عملاق لتحويل مصر إلى مركز لوجيستي عالمي يوفر 2000 فرصة عمل
  • نائب تأمين صحى القليوبية يتابع سير العمل بالمستشفيات واستمرارية الخدمات الطبية
  • الإمارات مركز بارز للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط
  • دباس الدوسري: لا يوجد رئيس في تاريخ الكرة السعودية توفرت له إمكانيات بن نافل
  • الخدمات الطبية للداخلية تواصل خدمة ضيوف الرحمن في مشعر منى
  • وكيل صحة الشرقية يتفقد تقديم الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام
  • تجهيز 16 مركزاً لغسيل الكلى و27 مرفقا صحيا للتامين الصحي للعمل أيام عيد الأضحى بالجزيرة