تقرير: كيف تؤثر عودة الحرب على تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
الجبهات تتحفز للقتال مجددا.. وغروندبرغ يضغط من طهران لدفع الحوثيين نحو السلام..
هل هناك مؤشرات لعودة الحرب في اليمن؟
ما مصير الهدنة الأممية بين الأطراف اليمنية في حالة عودة القتال؟
ما المتوقع من زيارة غروندبرغ لطهران على عملية السلام في اليمن؟
(عدن الغد) محمد ربيع/ توفيق الشنواح:
مؤشرات العودة للحرب تطل بقرونها في اليمن مجدداً مترجمة حال الانسداد السياسي في قنوات التفاهم التي شهدت خلال الأشهر الماضية جهوداً إقليمية ودولية مكثفة بغية التوصل لتهدئة دائمة تكتب المقدمة لنهاية الصراع.
وعقب أيام من حديث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الذي حمل خيبة أمل من عدم التوصل لسلام مستدام وبقاء البلد تستنزفها حال اللا حرب واللا سلم، باشرت قوات الجيش التابعة لحكومته استعداداتها العسكرية التي تقابلها حشود حوثية على خطوط التماس ما ينذر بعودة اشتعال ألسنة نار الحرب وتلاشي آمال التهدئة التي شهدتها على مدى العام الجاري.
وأطلع العليمي خلال رئاسته لاجتماع مجلس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن الأسبوع الماضي رئيس وأعضاء الحكومة على المستجدات المتعلقة بجهود الأشقاء في السعودية وسلطنة عمان، من أجل تجديد الهدنة وإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن إنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية، واستعادة مؤسسات الدولة، بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً.
واستبعد حتى اللحظة التوصل لصيغة سلام وذلك نظراً لاستمرار ميليشيات الحوثي بانتهاكاتها العسكرية والحقوقية والتنصل من كافة التزامات التهدئة، وتغليب مصالح قادتها وداعميها (في إشارة لإيران) على مصالح الشعب اليمني.
ووسط تصعيد الجماعة الحوثية ميدانياً، لا سيما في جبهات محافظة تعز ومأرب مؤخرا، أنهى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ زيارة إلى طهران ضمن مساعيه للضغط على الجماعة من أجل دفعها نحو السلام.
ومن أكثر من عام على انتهاء الهدنة الأممية لا تزال التهدئة العسكرية قائمة في معظم الجبهات اليمنية، إلا أن الجماعة المدعومة من إيران رفضت تجديد الهدنة وتوسيعها في الملفات الإنسانية، بما في ذلك صرف الرواتب وفتح الطرقات وإنهاء حصار تعز.
وأفاد بيان من مكتب المبعوث غروندبرغ (الاثنين) الماضي، بأنه زار طهران والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وعدداً من كبار المسؤولين الإيرانيين، حيث تبادلوا الآراء حول أهمية إحراز تقدم للتوصل إلى اتفاق حول تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد بشكل مستدام، واستئناف عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة.
وشدد المبعوث الأممي غروندبرغ- وفق البيان- على الدور المهم للمجتمعين الإقليمي والدولي في تقديم الدعم المستدام لجهود تحقيق سلام دائم يلبي تطلعات نطاق واسع من أصحاب المصلحة اليمنيين.
> مساعٍ متواصلة
كان المبعوث الأممي اختتم الشهر الماضي زيارة إلى لندن، عقد خلالها سلسلة من الاجتماعات، حيث التقى اللورد طارق أحمد، لورد ضاحية ويمبلدون، وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا والأمم المتحدة في وزارة الخارجية والتنمية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى مسؤولين كبار آخرين من وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO).
وتضمنت المناقشات التطورات الأخيرة في اليمن وجهود الأمم المتحدة لتسهيل التوصل إلى اتفاق على تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وعملية سياسية يمنية جامعة برعاية الأمم المتحدة.
وأكّد غروندبرغ على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، كما شدد على أهمية تضافر جهود كل من المجتمع الدولي والدول الأعضاء في مجلس الأمن معاً لتقريب اليمنيين من السلام العادل الذي يطمحون إلى تحقيقه.
كما شارك المبعوث الأممي أيضاً في مناقشات الطاولة المستديرة التي نظمتها المجموعة البرلمانية المشتركة بين جميع الأحزاب لصالح اليمن، والتي جمعت أعضاء برلمان المملكة المتحدة المكرسين للقضايا المتعلقة باليمن.
وتناولت المناقشات تطورات الوضع والجوانب التنموية الحاسمة لتعافي اليمن وتهيئة الظروف المواتية لعملية سلام مستدامة.
> إيران مستمرة
وترجمة لحال الانسداد هذه، جاءت تحركات قادة الجيش اليمني في عدد من جبهات القتال، قابلته الجماعة الحوثية بإرسال مزيد من عناصرها وعتادها إلى الضالع وتعز (جنوب غرب) وحجة والحديدة (شمال غرب) ومأرب (شرق)، وفقاً لاتهامات حكومية، مترافقة مع قيامهم بعدد من المناورات العسكرية في محافظات ذمار والبيضاء وصنعاء (شمال)، يوم الأحد الماضي بالتزامن مع ما تضيفه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة من توتر في المنطقة.
وفي وقت يحشد فيه وزير الدفاع في الحكومة الشرعية، محسن الداعري، معنويات مقاتليه في المنطقة العسكرية السابعة التي يختص مسرح عملياتها القتالي بمناطق صنعاء وذمار (شمال)، نفذت قوات أخرى للجيش يوم أمس عملية انتشار عسكري جديد تضمن الدفع بمزيد من المقاتلين على تخوم محافظة مأرب الاستراتيجية.
وبالحديث إلى جنوده، قال الداعري، إن مقاتلي المنطقة السابعة هم "رأس حربة القوات المسلحة"، متطرقاً إلى "ما تقوم به مليشيات الحوثي الإيرانية من تحشيد لمقاتليها وتنفيذ عمليات عدائية في مختلف الجبهات"، وحذرهم من الجماعة المدعومة من إيران كونها "دأبت على نقض الاتفاقيات والعهود لتثبت في كل مرة أن عدوها الوحيد هو الشعب اليمني".
وخلال لقاء جمعه الخميس الماضي بالسفيرة الفرنسية لدى اليمن، كشف الوزير الداعري عن "استمرار النظام الإيراني بتهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية لاستخدامها في زيادة التوتر وإقلاق سكينة المنطقة وتهديد الملاحة الدولية".
ونتيجة لبقاء هذا الدعم لفت إلى "رفض المليشيات الانصياع للسلام العادل الذي يحقق تطلعات الشعب اليمني، زاعمة حقها الإلهي بالسلطة والثروة، وهذا ما لم ولن يقبل به اليمنيون الأحرار على امتداد الوطن".
وخلال زيارة قام بها الأسبوع الماضي للوحدات العسكرية في جبهات مران ورازح بمحافظة صعدة، معقل الجماعة الحوثية ومركز انتشارها التاريخي (شمال)، توعد رئيس هيئة أركان الجيش، صغير بن عزيز، بـ "التصدي لتنظيم جماعة الحوثي الإرهابية ومشروعها الإيراني الذي يسعى خائباً إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن وتهديد أمن دول الجوار والعبث بالأمن القومي الإقليمي والعالمي في المنطقة".
> غزة للتكسب الداخلي
ومع تزايد الضغوط الدولية لدفع عملية السلام الذي عززت من آماله الجهود السعودية والعمانية وعودة العلاقات السعودية الإيرانية بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، تواصل الجماعة الحوثية في المقابل تصعيد تحركاتها ولغتها الرافضة لدعوات السلام المستدام.
وهدد زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي الشهر الماضي بعودة القتال، زاعماً أن السلطة الشرعية والتحالف الداعم لها يسعيان إلى كسب الوقت، بعد أن أعطت ميليشياته مساحة لجهود سلطنة عمان.
وإزاء حالة التحشيد العسكري المتبادل حذر المبعوث الأممي في أغسطس/ آب من التحشيد العسكري الأخير لميليشيات الحوثي، وقال إنه "على رغم الانخفاض الملموس في القتال منذ بداية الهدنة في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، إلا أن الجبهات لم تصمت بعد إذ وقعت اشتباكات مسلحة في الضالع وتعز والحديدة ومأرب وشبوة".
ودعا الأطراف إلى وقف الاستفزازات العسكرية والانخراط في اتفاق شامل لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني ومفاوضات سلام تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن.
يأتي هذا على وقع الأحداث الفلسطينية الدامية وحديث الحوثيين عن إطلاق صواريخ إلى إسرائيل "نصرة للقدس" انتهى المطاف بجميعها في عرض البحر.
ووفقاً لمراقبين فإن استمرار مليشيات الحوثي في استغلال الأحداث الفلسطينية هدفه التحشيد الداخلي للمعركة المقبلة، ما يعني أن الملف اليمني ما زال مرشحاً لمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة.
إذ يحاول الحوثيون في الوقت الحالي "صنع تأثير" في إسرائيل، على رغم المسافة الطويلة التي تفصل اليمن عن فلسطين، حسبما يقول نصر الدين عامر رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، ونائب رئيس "الهيئة الإعلامية لأنصار الله".
وعقب نفي طهران المتكرر عن دعمها للحوثيين، ذكر الناطق باسم قواتها، أبو الفضل شكارجي، في سبتمبر (أيلول) 2020 أنهم "وضعوا تقنيات إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة تحت تصرف اليمن"، في إشارة إلى جماعة الحوثي.
وقال شكارجي حينها "نحن لا نرسل الصواريخ إلى اليمن، لكنهم باتوا يصنعونها بأنفسهم ليطلقوها على أعدائهم"، مضيفاً أن اليمنيين يمتلكون خبراء تمكنوا من صناعة طائرات مسيرة "متطورة" في زمن قياسي.
ورفعت الميليشيات الحوثية شروطها ومطالبها للقبول بالانخراط في مفاوضات السلام إلى سقف غير مسبوق، حيث حددت القبول بها وبالنفوذ الذي حققته محدداً للموافقة على بدء مفاوضات السلام.
> غليان شعبي
ومع بوادر عودة اشتعال آلة الحرب على امتداد نحو 50 جبهة قتال، تتزايد مخاوف الشارع اليمني مصحوبة بحالة من الغليان الشعبي جراء الانهيار المتلاحق للعملة المحلية وموجة الغلاء المتزايدة، التي تقابل برفض حوثي مستمر لصرف رواتب الموظفين العموميين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهي مؤشرات قد تدفع لموجات عنف مقبلة ضد المليشيات.
وسبق أن طالبت الحكومة الشرعية بإلزام ميليشيات الحوثي ببنود الهدنة وفتح الحصار عن تعز التي تضم أكبر تجمع سكاني في اليمن وتسليم رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من عائدات النفط، كما دعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات وداعميها لوقف إطالة أمد الحرب وما نتج بسببها من زيادة معاناة المواطنين، وتهديد استقرار دول الجوار والمنطقة وممرات الملاحة البحرية.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الجماعة الحوثیة المبعوث الأممی الأمم المتحدة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن عند مفترق طرق: خارطة طريق معطلة وانقسامات داخلية تعمّق الأزمة
الدوحة– بعد تحول الأزمة اليمنية من صراع حول السلطة إلى معضلة إقليمية، كشف مسؤولون يمنيون وخبراء عن تعثر كامل لخارطة الطريق التي كان من المفترض أن تقود البلاد نحو السلام، في ظل انعدام شبه كامل للثقة بين الأطراف المتصارعة وتآكل الجهود الدولية لحل النزاع.
وأكد المتحدثون أن غياب شريك حقيقي للتفاوض، إلى جانب التعامل مع نتائج الأزمة بدلا من أسبابها البنيوية العميقة، يدفعان اليمن نحو مزيد من التعقيد والتشظي، خاصة مع التطورات الأخيرة في المناطق الشرقية من البلاد التي أظهرت تصدعات داخل معسكر الشرعية نفسه.
وحذروا من أن الانخراط الدولي الذي يركز فقط على البعد الأمني من دون فهم عميق لطبيعة الصراع اليمني لن يقود إلى حلول مستدامة، مشددين على أن أمن اليمن يشكل جزءا لا يتجزأ من أمن المنطقة بأسرها.
جاءت هذه التصريحات خلال جلسة متخصصة حول اليمن عقدها منتدى الدوحة في نسخته الـ23 بالشراكة مع مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، تحت عنوان "اليمن عند مفترق طرق"، وشارك فيها وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني شايع الزنداني، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، ورئيس مركز دراسات الخليج الدكتور عبد العزيز الصقر.
ورغم مرور عامين على الحديث عن خارطة طريق للسلام في اليمن، فإن الواقع يكشف عن تعطل كامل لهذا المسار، في ظل غياب شريك حقيقي للتفاوض وفقا لما أكده وزير الخارجية اليمني، مبينا أن الحكومة وافقت على خارطة الطريق التي توصل إليها الوسطاء في السعودية وسلطنة عمان، مشيرا إلى أن "مجلس القيادة الرئاسي وافق عليها نتيجة جهود الأشقاء في المملكة وسلطنة عمان"، لكنه أضاف أن "المليشيات الحوثية لم تستفد من هذه الاتفاقية وقامت بالتصعيد".
إعلانوشدد الزنداني على أن المشكلة الأساسية تكمن في طبيعة الطرف الآخر، متسائلا: هل الحوثيون لديهم استعداد للسلام؟ وما برنامجهم السياسي؟ وما رؤيتهم للدولة اليمنية؟" موضحا أن "كيفية التعامل مع جماعات تعتقد أن لها الحق الإلهي في الحكم وأن الله اصطفاهم على بقية أبناء الشعب اليمني لكي يديروهم بجانب أيديولوجي" تمثل تحديا جوهريا.
وأكد الوزير اليمني أن الحكومة شكلت فريق مفاوضات منذ سنتين أو ثلاث، مشددا على أن "الفريق موجود ولدينا القدرات والإمكانيات والكفاءات القادرة على التعامل مع كل الظروف المتعلقة بالتفاوض"، لكنه استدرك: "المشكلة أننا لا نجد شريكا أساسا للتفاوض".
وانتقد الزنداني التعامل الدولي مع الأزمة اليمنية، مؤكدا أن "العالم حتى الآن لم يفهم اليمن بما يكفي ولم يشخص جوهر المشكلة الموجودة"، مشيرا إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار 2216، لم تُنفذ بالشكل المطلوب".
تآكل الثقة وضرورة الانخراط الدولي الشاملوفي تشخيص دقيق للواقع اليمني الراهن، أقر المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بأن "أكبر ضرر شهدناه خلال العامين ونصف الماضيين هو تآكل كامل للثقة"، مضيفا أن "مستوى الثقة داخل اليمن، وأيضا من المنطقة ومن المجتمع الدولي، قد انخفض إلى أدنى مستوى على الإطلاق لأي حل للصراع".
وشدد غروندبرغ على ضرورة بناء أي تسوية مستقبلية على "حلول قابلة للقياس والتحقق"، وأضاف أن "الوضع الحالي وكيفية الحلول يجب تعريفها بطريقة مختلفة قليلا عن تلك التي كانت في سبتمبر/أيلول 2023، حيث كان هناك مستوى أكبر من الأمل".
ودعا المبعوث الأممي المجتمع الدولي إلى "التأكد من البقاء منخرطا في الشأن اليمني"، محذرا من أن "الانخراط يجب ألا يركز فقط على المنظور الأمني"، مؤكدا أن "اليمن بحاجة إلى نهج شامل يتطلب انخراطا جادا من المجتمع الدولي، ويتجاوز بكثير مجرد مفهوم الحرب بالوكالة أو الإرهاب أو انعدام الأمن في البحر الأحمر".
وأكد غروندبرغ ضرورة فهم اليمن بعمق قبل تقديم الحلول، قائلا "عليك أن تفهم اليمن، وهذا ليس بالأمر السهل. أي شخص هنا يعرف اليمن أو يتابع شؤونه يعرف أن اليمن بلد غني ومعقد، وقد عانى من صراعات منذ فترة طويلة حتى قبل أن تبدأ الحروب". ووصل إلى خلاصة مفادها "في النهاية، لا يمكن حل أزمة اليمن إلا بواسطة اليمنيين أنفسهم، وهذه هي القاعدة الأساسية".
التدخلات الخارجية والمصالح الخاصةمن جانبه، قدم رئيس مركز دراسات الخليج عبد العزيز الصقر قراءة نقدية للتدخلات الدولية في الملف اليمني، مشككا في فعالية تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة. وقال "الولايات المتحدة وضعت الحوثيين في قائمة الإرهاب في المرة الأولى، ثم جاء رئيس آخر وأزالها"، مضيفا أن "العمليات العسكرية سواء الأميركية أو البريطانية أو الإسرائيلية كانت لها أهداف محددة لديها، ولم تكن لأهداف تغيير النظام في اليمن".
وأشار الصقر إلى تباين المواقف الإقليمية تجاه الأزمة اليمنية، موضحا أنه "حينما تطغى المصلحة الوطنية أو القُطرية على المصلحة الإقليمية ربما يختلف القرار هنا". وأضاف أن المملكة العربية السعودية "حرصت على ألا يكون هنالك تصعيد عسكري وأن يظل الحوار السياسي بين الفصائل"، موضحا أن "أي تصعيد عسكري سوف يدفع ثمنه اليمن".
إعلانوشدد الصقر على أن "الدور الخارجي لن يؤثر في تغيير الوضع في اليمن، لا سيما البريطاني والإسرائيلي والأميركي"، مؤكدا أن "ما سوف يغير في اليمن هو إما من الداخل أو القوى الإقليمية". وحذر من أن "الجماعات المسلحة غير الحكومية خطورتها في الوطن العربي كبيرة، ورأيناها في العراق وفي أماكن أخرى".
وختم الصقر بالتأكيد على أن "أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة، ومن دون وجود يمن آمن مستقر سواء على الحدود البرية للسعودية أو عمان أو الحدود البحرية، بالتأكيد تأثيره يكون بشكل كبير على كل المنطقة".
وفي مداخلة ضمن الجلسة نفسها، قال عضو المجلس الرئاسي اليمني عبد الله العليمي إن الحكومة الشرعية "تعرضت لمحطات واهتزازات معينة"، مشيرا إلى أحداث 2018 و2019 و2020، وما حصل بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي بنحو 4 أشهر في شبوة، وصولا إلى الأحداث الأخيرة في حضرموت في ديسمبر/كانون الأول 2025.
وأكد العليمي أن "هناك قاسما مشتركا للجميع هو أنهم يقفون على أرضية واحدة في الموقف فيما يتعلق بالحوثي"، موضحا أن "كل المكونات السياسية تقف على أرضية صلبة فيما يتعلق بالموقف من الحوثي" باعتباره "تهديدا وجوديا حقيقيا للدولة".
وأضاف أن "هذا الفهم هو واحد من العوامل التي تساعد على حلحلة بعض النتوءات أو التجنحات التي حصلت في مسيرة الشرعية".
وشدد عضو المجلس الرئاسي على أن "المبدأ الذي لدينا لا يمكن أن ندعم أو نقف مع أي طرف من أطراف الشرعية يريد أن يستولي بالقوة أو يحتكم إلى لغة السلاح في فرض توسع في أي مكان"، مؤكدا أن "الأشقاء في المملكة العربية السعودية بذلوا جهود كبيرة جدا وهم اليوم لا زالوا داخل حضرموت يعملون على ترميم ما تم"، كما أن "الأشقاء في الإمارات أيضا هناك تواصُل ودور إيجابي في المرحلة هذه".
يُذكر أن منتدى الدوحة يُعقد في نسخته الـ23 تحت شعار "ترسيخ العدالة: من الوعود إلى الواقع الملموس"، ويحتضن فندق شيراتون الدوحة على مدار يومي السبت والأحد جلسات المنتدى بمشاركة زعماء ومسؤولين من عدد من الدول.
ويشارك في المنتدى أكثر من 6 آلاف شخص، و471 متحدثا من نحو 160 دولة، لمناقشة قضايا محورية تشمل الأمن الغذائي والطاقة والتغير المناخي والذكاء الاصطناعي والنزاعات الإقليمية، في إطار سعي المنتدى لتحويل النقاشات النظرية إلى حلول عملية قابلة للتطبيق.
ويُعد المنتدى منصة عالمية رفيعة المستوى تجمع قادة العالم وصناع القرار والخبراء لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الدولي.