فعالية ثقافية بالمتحف القومي للحضارة لتعزيز الوعى الأثري لجميع الفئات
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
تحت عنوان "أثر في طابع" نظَّم المتحف القومي للحضارة المصرية، على مدار اليومين الماضيين، فعالية ثقافية فنية، وذلك في إطار سلسلة الأنشطة التي ينظمهما لتعزيز الوعى الأثري والثقافي والحضاري لجميع فئات المجتمع، وترسيخ دور المتاحف كمراكز للإبداع والمعرفة والحوار بين الأجيال.
وجاءت الفعالية بالتعاون مع الهيئة القومية للبريد المصري، ونادي الرواد المصري لهواة جمع طوابع البريد، وكلية التربية الفنية – جامعة حلوان، ومتحف الشرق، وبمشاركة نخبة من الفنانين المصريين.
وأوضح الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، إن هذه الفعالية تجسد رؤية متكاملة لربط الماضي بالحاضر، وتسعى إلى تسليط الضوء على طوابع البريد لاسيما التذكارية بوصفها وسائط ثقافية وفنية تعكس الهوية المصرية كما توثق الأحداث والشخصيات التاريخية، كما تُعد أداة فعّالة في الترويج الثقافي والسياحي.
وأضاف أن هذه الفعاليات تهدف إلى تتيح للمجتمع إعادة اكتشاف عناصر الثقافة المادية والمعنوية المصرية.
من جانبها أوضحت الأستاذة نانسي عمار، المسؤلة عن تنظيم الفعاليات بالمتحف، أن الفعالية شملت مجموعة من المعارض الفنية والتفاعلية، من أبرزها معرض نادر للطوابع التذكارية والبريدية، والمراسلات والبطاقات البريدية، بالتعاون مع نادي الرواد لهواة جمع الطوابع، ومعرض فني مبتكر لأعمال ومجسمات مستوحاة من تصميمات الطوابع نفذها طلاب كلية التربية الفنية بجامعة حلوان، وعرض خاص من الهيئة القومية للبريد المصري لمجموعة من الطوابع التذكارية توثق أبرز الأحداث والشخصيات، من بينها مجموعة "موكب المومياوات الملكية"، ومعرض تعريفي بتقنية الواقع المعزز (AR) لطوابع يزيد عمرها عن قرن من سبع دول عربية، بمشاركة متحف الشرق الافتراضي عبر شبكة الانترنت.
وفي سياق متصل، أشارت كل من الأستاذة منار حسن وجيرمين جورج، مسؤلي الأنشطة بالمتحف، إلى أن البرنامج تضمن أيضًا عرض حي لبطاقات بريدية نادرة من مختلف دول العالم من مقتنيات الدكتورة نجوى بكر، وورشة فنية تفاعلية مستوحاة من الطوابع والمراسلات، إلى جانب ورشة خاصة بشخصية "البوسطجي" ونموذج لصندوق بريد قديم، وورشة فنية لتعليم الخط الهيروغليفي، وفن البازل، إلى جانب ورشة رسم كاريكاتيري داخل إطار طابع بريدي قدّمتها الفنانة رانيا محمود، وعروضًا موسيقية حية قدّمتها أوركسترا "الأنامل الصغيرة" ومجموعة من الفنانين المستقلين.
واختُتمت الفعالية بتوزيع شهادات تقدير لجميع المشاركين، تكريمًا لإسهاماتهم المتميزة في إنجاح هذا الحدث الثقافي الفريد، الذي رسخ مكانة المتحف كمنصة إبداعية تدمج بين التاريخ والتراث والفن .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف القومي للحضارة المتحف القومي للحضارة المصرية وزارة السياحة والآثار القومي للحضارة مصر المتحف القومی للحضارة
إقرأ أيضاً:
فضـ.يحة في متحف اللوفر.. غرق مكتبة الآثار المصرية بسبب تسرب مياه
أثار حادث تسرب المياه في متحف اللوفر بباريس، يوم 27 نوفمبر الماضي، صدمة كبيرة في الأوساط الثقافية والأثرية، بعد أن أدى إلى إتلاف مئات الكتب والوثائق النادرة في مكتبة قسم الآثار المصرية.
ويعد هذا الحادث أحدث حلقة في سلسلة أزمات تعرض لها المتحف، الذي يُعتبر الأكبر والأكثر زيارة في العالم، ويحتوي على مجموعات فنية وتاريخية لا تقدر بثمن. فبعد سرقة مجوهرات بقيمة 88 مليون يورو في أكتوبر، وإغلاق جزئي لمتحف اللوفر بسبب هشاشة أرضياته في نوفمبر، يسلط الحادث الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه إدارة المتحف في حماية تراث الإنسانية من المخاطر الطبيعية والبشرية.
أكد فرانسيس شتاينبوك، نائب المدير العام لمتحف اللوفر، أن الفيضان وقع في جناح موليان بعد فتح عرضي لصمام في شبكة الإمدادات المائية لأنظمة التدفئة والتهوية، والتي كانت تعرف بتلفها مسبقًا.
أدى هذا التسرب إلى غمر المكاتب والرفوف بمياه قذرة، وتضرر نحو 400 غلاف كتاب ووثيقة قديمة، بعض منها أصبح غير قابل للإصلاح.
ووصف البريد الإلكتروني الداخلي للحادث، الذي كشفته قناة BFMTV الفرنسية، ما حدث بأنه "كارثة كادت تتفاقم بسبب قربها من لوحة كهربائية رئيسية"، مؤكداً أن التدخل السريع من قبل حراس الليل حال دون كارثة أكبر.
وتعد مكتبة الآثار المصرية جزءًا أساسيًا من متحف اللوفر، فهي تحتوي على أكبر مجموعة مصرية خارج القاهرة، تضم آلاف الكتب والوثائق التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر.
وتستخدم المكتبة يوميًا من قبل علماء الآثار لدراسة حضارة الفراعنة، وهو ما يجعل خسارة أي وثيقة أو كتاب أمرًا بالغ الخطورة على البحث العلمي والتراث الثقافي.
سلسلة من الأزمات المتراكمةيأتي هذا الحادث بعد أسابيع قليلة من عملية سرقة مجوهرات بقيمة 102 مليون دولار في المتحف، والتي كشفت عن ثغرات أمنية واسعة.
كما تعرض المتحف لإغلاق جزئي في نوفمبر بسبب هشاشة الأرضيات في قاعات عرض أخرى، مما يعكس المشكلات الهيكلية المتفاقمة في المبنى التاريخي، الذي يعود إلى القرن الثاني عشر ويتطلب ملايين اليوروهات سنويًا لأعمال الترميم والصيانة.
وسلط الإعلام الفرنسي الضوء على مطالبة قسم الآثار المصرية منذ سنوات بالحصول على استثمارات لحماية المجموعة، إلا أن التمويل لم يتحقق، ما جعل الكتب والوثائق عرضة للأضرار الناتجة عن التسربات المائية والمخاطر الهيكلية الأخرى.
وأوضح شتاينبوك أن المتحف يعمل حاليًا على تقييم حجم الأضرار وإعادة تأهيل الوثائق، لكنه أقر بأن بعض الأغلفة القديمة "فقدت إلى الأبد"، مما يهدد بمحو معلومات تاريخية قيمة عن التراث المصري.
تداعيات الحادث على التراث والبحث العلمييؤكد هذا الحادث على هشاشة إدارة التراث الثقافي في متاحف عالمية مثل اللوفر، ويبرز الحاجة الماسة للاستثمار في صيانة المباني التاريخية وأنظمة الحماية من الكوارث الطبيعية.
ويشكل فقدان مئات الكتب والوثائق ضربة للباحثين في علم المصريات، الذين يعتمدون على هذه المصادر لإجراء الدراسات والتحليلات الأكاديمية.
ويثير الحادث أيضًا تساؤلات حول جدوى خطط الإصلاح المستقبلية، خاصة مع الإعلان عن برنامج إصلاح لأنظمة المتحف كان من المزمع البدء به في سبتمبر 2026، أي بعد نحو عام من وقوع الحادث.
يمثل تسرب المياه في متحف اللوفر ليس مجرد حادث فردي، بل انعكاسًا للأزمات المستمرة التي تهدد سلامة التراث الثقافي العالمي.
وبينما يواصل المتحف جهود إعادة التأهيل وإصلاح الأضرار، يظل السؤال مطروحًا حول مدى قدرة المؤسسات الكبرى على حماية كنوز الإنسانية من الأخطار المادية والإدارية، وضمان استمرار نقل المعرفة التاريخية إلى الأجيال القادمة دون فقد أو تشويه.