يشبه لبنان متحفاً حيّاً للطوائف، وفسيفساء مذهبية فريدة من نوعها في محيطه العربي. وقد اتسم تاريخه بالتداخل بين الدين والسياسة، والصراعات على النفوذ وحفظ الهوية، ما جعل منه حالةً فريدةً في الشرق الأوسط، أو ربما استثناءً تاريخياً في تشكيله الطائفي المتنوّع الذي يتجاوز الصورة التقليدية لطوائفه الكبرى المعروفة، والتي لعبت أدواراً محورية منذ استقلاله، مروراً بالحرب الأهلية، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الطائف.

إذ تختزن ذاكرة هذا البلد الصغير تنوعاً مذهلاً لطوائف ومذاهب، بقي بعضها مجهولاً للكثيرين، تُشكّل جزءاً لا يتجزأ من نسيجه الاجتماعي والثقافي والتاريخي. وفي ظلّ تجاهل إعلاميّ معتاد، بقيت هذه الطوائف في الظلّ، رغم ما تحمله من إرث غنيّ وقصص غير مروية، ودورٍ لا يُستهان به في تشكيل الهُوية اللبنانية، والتأثير على المشهد السياسي والاجتماعي.

من هنا، يخصص موقع "عربي 21" سلسلة مقالات بعنوان "لبنان متحف طوائف الشرق الأوسط" ويتحدث في هذه الحلقة عن الطائفة اليهودية، في محاولةٍ جادةٍ وعميقة لإلقاء الضوء على هذه الطائفة وغيرها من الطوائف، واستكشاف خصائصها وتاريخها وتراثها، والتعرف إلى الدور الذي لعبته وتلعبه اليوم في الواقع اللبناني، بعيداً من الصور النمطية والأحكام المسبقة. هذه السلسلة ليست مجرد بحثٍ معرفي، بل هي جولةٌ بين مكوّنات مجتمعٍ زاخر بالتنوع، لا يزال رغم صراعاته قادراً على البقاء كأحد أغنى نماذج التعددية في الشرق الأوسط.

تُمثّل الطائفة اليهودية في لبنان أحد أكثر المكوّنات إثارة للجدل والحساسية، لا سيما في ظلّ العداء التاريخي والسياسي القائم بين لبنان والدولة العبرية. وبينما تندمج الطوائف الأخرى في الحياة العامة والسياسية، بقي حضور الطائفة اليهودية موضع شك وريبة منذ نشوء الكيان الإسرائيلي عام 1948 وبدء الهجرة التدريجية ليهود لبنان إلى إسرائيل أو إلى دول أخرى، فتقلّص وجودها في لبنان إلى حدٍّ يشبه الانقراض برغم استمرار الاعتراف الرّسمي بها. ويبقى الحديث عن يهود لبنان مقيّدًا بالحذر، وغالبًا ما يكتنفه الصمت أو يُحاط بالشبهات.

الخصائص الدينية

تُطلَق صفة "المزراحي" على كل يهوديّ لبناني، وتعني باللغة العبرية "المشرقي" وهي تنطبق أيضاً على كل المتحدرين من سلالة يهود الشرق الأوسط. وتبنّى يهود لبنان "التقاليد السفاردية الشرقية" وهي الطقوس والممارسات الدينية التي يتبعها يهود السفارديم، الذين تعود أصولهم إلى شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) والذين انتقلوا إلى مناطق شرق المتوسط بما فيها لبنان بعد طردهم من إسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر.

وتتميز هذه التقاليد بما يلي:

ـ الطقوس الدينية: تختلف صيغ الصلوات السفاردية عن نظيرتها الأشكنازية (المتأثرة بيهود أوروبا الوسطى والشرقية)، خصوصاً في ترتيب الصلوات وتلاوة النصوص العبرية، مع استخدام نغمات شرقية مميزة.

تُطلَق صفة "المزراحي" على كل يهوديّ لبناني، وتعني باللغة العبرية "المشرقي" وهي تنطبق أيضاً على كل المتحدرين من سلالة يهود الشرق الأوسط. وتبنّى يهود لبنان "التقاليد السفاردية الشرقية" وهي الطقوس والممارسات الدينية التي يتبعها يهود السفارديم، الذين تعود أصولهم إلى شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) والذين انتقلوا إلى مناطق شرق المتوسط بما فيها لبنان بعد طردهم من إسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر.ـ اللغة: غالبًا ما كان السفارديم في المشرق يستخدمون العربية والعبرية، وأحيانًا اللغة اللاديينو (مزيج من الإسبانية والعبرية)، لكن في لبنان تحديدًا كانت العربية والفرنسية أكثر شيوعًا.

ـ المرجعية الدينية: تعتمد التقاليد السفاردية على فقه الحاخام يوسف كارو، صاحب كتاب الشولحان عاروخ، الذي يُعد من أهم الكتب الشرعية اليهودية للسفارديم.

ـ الاحتفالات: يُعطى اهتمام كبير للأعياد اليهودية الكبرى مثل: روش هاشانا (رأس السنة العبرية) يوم كيبور (يوم الغفران) بيساح (عيد الفصح) سوكوت (عيد المظال) حنوكا (عيد الأنوار)

ـ الدور المركزي للكنيس والحاخام: كان الحاخام في الطائفة السفاردية يشرف على الحياة الدينية والاجتماعية ويُعدّ مستشاراً ومرشداً للأفراد، وتُدار شؤون الطائفة من خلال المجالس الدينية المستقلة. وكان الكنيس يؤدي دورًا يتجاوز الصلاة، ليشمل التعليم، وحل النزاعات، وتوثيق العقود.

تبنّى يهود لبنان هذه التقاليد بالكامل، خصوصًا في كنيس "ماغين أبراهام" الذي اعتُبر الكنيس المركزي والذي كان حاخامه يتمتع بسلطة كبيرة وبنفوذ اجتماعي وتأثير على حياة الأفراد من أبناء الطائفة، ما جعلهم من أكثر الطوائف التزامًا بالنمط الشرقي المحافظ، مع مظهر اجتماعي حديث نسبيًا نتيجة اندماجهم في بيئة حضرية كبرى مثل بيروت.

لا بدّ من التوقف عند رمزية كنيس ماغين أبراهام في بيروت. فبرغم تدهور أوضاع الطائفة، ما زال كنيس "ماغين أبراهام" في وسط بيروت شاهدًا على وجود اليهود في حقبة طويلة ومهمة من تاريخ لبنان. وقد بدأت عمليات ترميمه منذ العام 2009 بتمويل من الجالية اليهودية اللبنانية في المهجر وبإشراف رئيس الطائفة اليهودية في لبنان إسحق أرازي (توفي لاحقاً عام 2023 ولم يُعيَّن أي خلفٍ له) وبدعم لوجستي من السلطات اللبنانية. هذا الكنيس الواقع في حيّ وادي أبو جميل وسط بيروت، ليس أقدم كنيس في لبنان لكنه الأكثر شهرة. وبعد أن لحقت به أضرار جسيمة خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1990)، تأخرت أعمال ترميمه بسبب غياب المسؤولين عنه فأصبح رمزًا لغياب الطائفة اليهودية وانعدام دورها في لبنان.

في الواقع، أُعيد ترميم السقف والهيكل الخارجي والداخلي، واستُخدمت مخططات هندسية أصلية للحفاظ على طابعه التاريخي لكن، رغم الانتهاء من الترميم الأساسي، لم يُفتتح الكنيس رسميًا للعبادة الدورية إنما تُفتح أبوابه في مناسبات محددة جدًا، أبرزها الزيارات الرمزية من قبل أعضاء الجالية اليهودية اللبنانية المقيمة في الخارج أو الأبحاث الجامعية والصحافية. ولا تُقام فيه صلوات منتظمة، بسبب عدم وجود حاخام يقيم الصلاة فقد غادر آخرهم لبنان عام 1978 وهو شحود شرام وأيضاً بسبب غياب النصاب الشرعي (minyan) المطلوب للصلاة اليهودية، والذي يتطلب عشرة رجال يهود بالغين على الأقل وذلك برغم أن عشرات اليهود ما زالوا في لبنان غير أنهم لا يمارسون الطقوس الدينية علَناً ويفضل معظمهم التحفّظ عن هويته الدينية خوفاً من اتهامه بالعمالة لإسرائيل.

يُشار إلى أن الكنيس مُدرَج ضمن الأوقاف اليهودية اللبنانية، وهي أملاك مسجّلة قانونيًا في الدوائر العقارية باسم الطائفة الإسرائيلية (التسمية القانونية المعتمدة في لبنان) ولا يُشرف عليه أي مرجع ديني خارجي، بل يخضع للأطر القانونية اللبنانية، ولا سيّما لوزارة الداخلية اللبنانية وهو تحت إشراف ما تبقّى من "المجلس الطائفي اليهودي اللبناني"، وهي هيئة دينية مشلولة، لكنها ما تزال معترفًا بها رسميًا من قبل الدولة اللبنانية كإدارة تمثيلية للطائفة. وقد يعكس بقاء كنيس ماغين أبراهام كمعلَمٍ أثري مُرمّم، إعترافًا ضمنيًا من الدولة اللبنانية بتاريخ الطائفة اليهودية، حتى وإن كان هذا الاعتراف صامتًا ومحكومًا بسياق الصراع السياسي القديم والمتجدد مع الدولة اليهودية. علماً أن سائر الكُنُس الصغيرة في بحمدون وعاليه ودير القمر وطرابلس وصيدا تحوّلت إلى معالم مهجورة ومُهملة تروي تاريخاً اندثر.

عهد العثمانيين والانتداب الفرنسي 

شهد القرن التاسع عشر بداية تشكيل مجتمع يهودي متماسك في بيروت تحديدًا في ظل السلطنة العثمانية وتطور لاحقاً في ظل الانتداب الفرنسي والسنوات القليلة التي تلت الاستقلال، إلى أن وقعت نكبة فلسطين عام 1948 وقامت "الدولة العبرية".

يُعدّ العام 1839 مفصلياً في تكوين خصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية للطائفة اليهودية، فمع تطبيق الإصلاحات العثمانية التي عُرفت بالـ "تنظيمات" (1839 - 1876) أعطي اليهود وغيرهم من الأقليات الدينية حماية قانونية وجرى اعتبارهم متساوين مع المسلمين أمام القانون. ولأن بيروت كانت قد تحولت في تلك المرحلة إلى مركز اقتصادي وإداري مهم، أسّس اليهود المقيمون فيها أو الوافدون إليها نواةً مجتمعية في حيٍّ قريب من البحر ومن الأسواق التجارية هو حيّ "وادي أبو جميل" الذي عُرف بـ "حارة اليهود"، حيث شيّدوا أكبر كنيس وأنشأوا المدارس الدينية والمدنية. وكان من أوائل الكُنُس البيروتية كنيس صغير في حيّ باب إدريس يُعتقد أنه شُيّد في منتصف القرن التاسع عشر، لكنه خرج من الخدمة بعدما شُيّد الكنيس الأكبر والأكثر شهرة "ماغين أبراهام" لاحقاً في وادي أبو جميل عام 1925.

شهد القرن التاسع عشر بداية تشكيل مجتمع يهودي متماسك في بيروت تحديدًا في ظل السلطنة العثمانية وتطور لاحقاً في ظل الانتداب الفرنسي والسنوات القليلة التي تلت الاستقلال، إلى أن وقعت نكبة فلسطين عام 1948 وقامت "الدولة العبرية".استفاد اليهود من "عصر التنظيمات" فدخلوا مجالاتٍ كانت محظورة عليهم كالقضاء والتعليم والتجارة والصرافة، وصار لهم مؤسّسات اجتماعية مثل "الجمعية الخيرية اليهودية" لرعاية الفقراء والأيتام، وأخرى تعليمية مثل مدرسة التحالف الإسرائيلي العالمي (Ecole de l’Alliance Israélite Universelle). وتدريجياً، عززوا حضورهم في مختلف المجالات الفنية والثقافية وأسهموا في حركة الصحافة اللبنانية إذ أصدر رجل الأعمال اليهودي توفيق مزراحي مجلة "تجارة المشرق" باللغة الفرنسية  "Le Commerce du Levant" فيما أطلق آخرون نشراتٍ داخلية للطائفة، ومجلاتٍ دورية مثل"La Voix Juive"  و"العالم الإسرائيلي" التي تناولت قضايا ثقافية وتعليمية ودينية. وتلفت بعض المصادر إلى أن وجود مقالات وتحقيقات في صحف عربية بارزة في الخمسينات والستينات مثل "الزهور الأدبية" و"لسان الحال"، حملت توقيع أسماء من عائلات يهودية معروفة مثل شَيلاح وساسون.

لاحقاً وفي ظل الانتداب الفرنسي، نسج اليهود علاقات جيدة مع ممثلي الانتداب الفرنسي على لبنان، فتوثّق تعاونهم مع التجار الأوروبيين عبر موانئ بيروت وطرابلس وصيدا وهي مدن ساحلية إنتقل بعض يهود بيروت للعيش فيها مع عائلاتهم لتسهيل أعمالهم. وبفضل إلمامهم باللغات الأجنبية، لعب التجار اليهود دوراً وسيطاً بين الأسواق الأوروبية والمحلية، واشتُهروا باستيراد المنسوجات الفاخرة، والعطور، والساعات، والذهب ومعادن أخرى. ومع مرور الوقت، تحوّل عدد من هؤلاء التجار إلى وكلاء دائمين لشركات أجنبية، ما أكسبهم سمعة قوية في الأسواق اللبنانية، وأدّى إلى نموّ ثرواتهم وتوسُّع أعمالهم في أسواق بيروت التقليدية، خصوصاً في ساحة البرج وسوق النورية وسوق الطويلة. ومن أبرز أسماء العائلات اليهودية التي اشتُهرت في بيروت عائلة مزراحي، شيلاح، ساسون، حداد، عبادي، كوهين، فارحة، صفرا، زيلخا، طرّاب سرور، وبوليتّي.

هذا النجاح الاقتصادي على مدى عقود من الزمن عزّز موقع الطائفة اليهودية في مدينة بيروت، وأدى إلى صعود بعض أعضائها إلى مصاف كبار الفاعلين في الحياة الاقتصادية والمؤثرين في القرارات السياسية حتى منتصف القرن العشرين قبل أن يغادروا لبنان تدريجيًا في موجات هجرة نظّمتها سرّاً الوكالة اليهودية التي تولّت مهمّة نقل اليهود من دول العالم كافة إلى "الدولة" المستوطِنة أرض فلسطين.

وكان للطائفة اليهودية مجلسٌ طائفي يدير شؤونها الدينية والاجتماعية، ويتعاون مع السلطات المحلية، العثمانية ولاحقاً الفرنسية ثم اللبنانية المستقلة. وانتشر اليهود في مختلف المناطق إذ انتقل بعضهم إلى طرابلس وصيدا للإقامة قرب المرافئ وأسواق البيع بالجملة، فيما بحث بعضهم الآخر عن بلدات جبَلية لتمضية أشهُر الصيف بعيداً من الحرّ والرطوبة الساحلية فقصدوا بلدات عاليه وبحمدون ودير القمر حيث بنوا كنُساً صغيرة في كلّ منها لإقامة الصلاة والتجمعات الموسمية إذ لم تكن بلدات الاصطياف سوى مقرّ موقت للسكن.

استقطاب اليهود من سوريا والعراق

مع استقرار أبناء الطائفة اليهودية في لبنان وازدهار أعمالهم وتوسع حضورهم، إرتفع عدد اليهود من نحو 7 آلاف شخص سنة 1943 (التي شهدت إستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي) إلى نحو 10 آلاف شخص في منتصف الستينات وفق بعض التقديرات الغربية (مثل تقارير القنصليتين الفرنسية والأميركية في بيروت) وتركّز 75% منهم في وادي أبو جميل.

ولعلّ السبب الأبرز لارتفاع عدد اليهود في لبنان بين الخمسينات والستينات هو انتقال يهود سوريا والعراق للعيش في بيروت بنحو دائم أو موقت، هرباً من من الاضطهاد الذي تعرّضوا له هناك. ففي سوريا تعرض اليهود لتضييق اجتماعي وسياسي بعد نكبة العام 1948 تمثل في تقييد حركتهم وسفرهم، وفضّ الشراكات التجارية معهم ومصادرة بعض ممتلكاتهم في دمشق وحلب. أما في العراق، فكانت حالة العداء قد بدأت منذ العام 1941 في أعقاب سقوط حكومة رشيد عالي الكيلاني بانقلاب، وتجلت  في مجازر عُرفت باسم "الفرهود" راح ضحيتها نحو 175 قتيلا و2,000 جريح يهودي. وبلغ العداء ذروته في سنة 1950 حين صدر قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود وجرى تجميد ممتلكاتهم، ما دفعهم إلى الهجرة الجماعية إلى إسرائيل أو إلى بلدان عربية أكثر انفتاحًا كلبنان. وبحسب تقديرات السفارة البريطانية في بيروت سنة 1952، إستقر مئات اليهود السوريين والعراقيين في لبنان بنحو دائم، فيما اعتبر آخرون أن لبنان محطة مؤقتة للهجرة نحو الغرب أو الكيان الغاصب لفلسطين.

أما اليوم فلا يتخطى عدد اليهود في لبنان الـ30 شخصاً يُفضّل أغلبهم عدم الإفصاح عن ديانته إلا عند الضرورة (الانتخابات، إجراء المعاملات الرسمية) لتجنّب التنميط الاجتماعي والأحكام المُسبقة ولا سيما تلك المتعلقة بالولاء لإسرائيل أو التعامل المشبوه معها. وتشير الدراسات المتعلقة بيهود لبنان إلى أن موجات الهجرة الجماعية لم تبدأ مباشرة بعد نكبة فلسطين عام 1948 بل بعد حرب العام 1967 مع اشتداد الضغوط عليهم وتكثيف نشاط الوكالة اليهودية، ولاحقاً بعد اندلاع الحرب الأهلية التي بدأت عام 1975 وقد غادروا إمّا إلى الكيان الإسرائيلي وإما إلى دول المهجر ومن بينها فرنسا، وكندا، والولايات المتحدة، والبرازيل وغيرها من الدول.

وقبل العام 1967 كانت حياة اليهود في لبنان تتسم بالاندماج النسبي في الحياة العامة وجلّ ما يعيق الاندماج الكامل هو الطابع الديني التقليدي الذي تمثّل في منع الزواج من خارج الطائفة وتجنب الشراكات في مشاريع اقتصادية مع غير اليهود فضلاً عن الالتزام الصارم بالتقاليد السفاردية الشرقية التي تتميز بطقوسها الخاصة وهرمية التنظيم الديني، مع المحافظة على تعاليم التوراة والتلمود كمصادر رئيسة للحياة الدينية. وكان رجل الدّين "الحاخام" يحتل مكانة محورية في الحياة اليومية للطائفة، وكانت الكنس تُعد مراكز روحية واجتماعية أيضاً، حيث لا تُقام فيها الصلاة فقط بل تُدار من خلالها شؤون الزواج والطلاق والمواريث والتعليم الديني، إضافة إلى حلّ النزاعات بين أبناء الطائفة.

الدّور الوطني والتحولات السياسية

منذ إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، ضُمّت الطائفة اليهودية إلى قائمة الطوائف المعترف بها رسمياً في لبنان. وأعرب اليهود اللبنانيون آنذاك عن ولائهم للدولة اللبنانية الناشئة وليس للحركة الصهيونية العالمية واستمروا على هذا النهج لعقود تلت، وكان المجلس الطائفي اليهودي اللبناني يصدر البيانات التي تؤكد الولاء للدولة اللبنانية والنأي بالنفس عن المشروع الصهيوني.

وحرصت الدولة على التمييز بين اليهودية كطائفة والصهيونية كتيار إيديولوجي وسياسي يحتل فلسطين، فأُعطي للطائفة اليهودية مقعدٌ في المجلس النيابي ضمن نظام المحاصصة الطائفية في لبنان، وانتُخب إسحق ساسون عضواً في البرلمان اللبناني عام 1951 غير أن هذا المقعد لم يُشغَل بعد ساسون فأصبح بحكم المعطل منذ الستينات بفعل تصاعد الصراع العربي ـ الإسرائيلي وانعكاسه على حساسية الحضور السياسي العلَني للطائفة في لبنان.

منذ إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، ضُمّت الطائفة اليهودية إلى قائمة الطوائف المعترف بها رسمياً في لبنان. وأعرب اليهود اللبنانيون آنذاك عن ولائهم للدولة اللبنانية الناشئة وليس للحركة الصهيونية العالمية واستمروا على هذا النهج لعقود تلت، وكان المجلس الطائفي اليهودي اللبناني يصدر البيانات التي تؤكد الولاء للدولة اللبنانية والنأي بالنفس عن المشروع الصهيوني.هذا علماً أن يهود لبنان كانوا جزءاً من الحركة التي طالبت بإنشاء دولة لبنان الكبير (1920) ولاحقاً طالبوا بالاستقلال عن فرنسا، فشاركوا في بعض اللقاءات التي مهدت للاستقلال عام 1943. وانطلاقاً من مصالحهم في الحفاظ على بيئة اقتصادية حرة ومتعددة، سعى يهود لبنان إلى تأييد قيام دولة مستقلة ذات طابع مدني لا تهيمن عليها طائفة واحدة رغم ارتباطهم بعلاقات وثيقة مع النخب البيروتية المسيحية، خصوصاً من الطائفة المارونية، ورغم تحالفاتهم التجارية مع عائلات سنية بارزة، ما ساعدهم على لعب دور في الحراك الوطني وإن لم يكن مُعلناً بشكل مباشر. فقد تعمّدت الشخصيات اليهودية الفاعلة إبقاء دورها في الظل، نتيجة اعتبارات دينية تتعلق بموقف الحاخامية (المرجعية الدينية اليهودية) من الانخراط السياسي العلني في دولة غير يهودية، واعتباراتٍ أخرى يتداخل فيها الشأنان السياسي والاجتماعي وترتبط بالحذر من مواقف السياسيين والمفكرين اللبنانيين حيال أنشطة "الوكالة اليهودية" في لبنان وهي الذراع التنفيذي للحركة الصهيونية العالمية التي خططت وعملت على إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في  فلسطين، وترِد في  بعض الروايات الشفوية أسماء شخصيات مثل يوسف ساسون ونسيم شيلاح، ممن نُسبت إليهم مواقف وطنية أو علاقات مع النخب السياسية، وإن كان غياب التوثيق الرسمي يجعل من الصعب تعيين أدوارهم بدقة.

أما اليوم، فلا يؤدي يهود لبنان أي دور سياسي أو اجتماعي فعليّ، ولم تُسجّل لهم مواقف علنية في الشأن العام. ولا يُعرَفون كمجتمع فاعل بل كطائفة تاريخية منقرضة عمليًا، باقية قانونًا فقط. ورغم أن الدولة لا تمارس اضطهادًا ضدّهم فإن البيئة السياسية والمجتمعية المعادية لإسرائيل تجعل من الوجود اليهودي الفاعل مسألة بالغة الحساسية.

الهجرة من لبنان

إذا كانت نكبة فلسطين عام 1948 قد شكلت نقطة تحوّل مفصلية في مسار الطوائف اليهودية في العالم العربي، فإن العدوان الثلاثي عام 1956 وحرب حزيران 1967 قد شكلا نقطتَي تحول في مصير يهود لبنان. فعلى الرغم من أن السلطات اللبنانية لم تتخذ إجراءات مباشرة ضد اليهود كمجموعة دينية، حامت الشكوك حول ولائهم وارتفعت وتيرة الشك المجتمعي والتضييق الأمني، ما أدى إلى موجات هجرة متتالية باتجاه أوروبا وكندا والبرازيل والولايات المتحدة وكذلك إلى إسرائيل.

 وبرغم الرقابة اللبنانية على الهجرة إلى إسرائيل، تمكّنت الوكالة اليهودية من تنظيم رحلات هجرة ليهود لبنان، خصوصاً عبر البحر، اتسمت بالغموض والتكتم الشديد. وبحسب بعض المصادر، فإن تنظيم الهجرة تمّ على دفعات صغيرة لتجنب لفت الأنظار، وكان المهاجرون يموّهون هجرتهم على أنها سفر موقت أو انتقال لدواعٍ صحية أو تعليمية، لكنهم لم يعودوا. ويُقدَّر عدد اليهود الذين غادروا لبنان في الخمسينات والستينات بما يزيد عن 5 آلاف شخص.

وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية قد اعتقلت عشرات الأشخاص بتهمة "التجسس لصالح منظمة الهجرة اليهودية" منهم من ثبتت التهمة بحقه ومنهم من أخلي سبيله فغادر على الفور.

ومن أشهر الشخصيات التي اتُهمت بالعمالة  داود حداد الذي ذُكر اسمه في بعض الوثائق الاستخباراتية التي سرّبها جهاز الموساد الإسرائيلي ووُصف بأنه حلقة وصل ضمن شبكة تهريب ودعم لوجستي مرتبطة بإسرائيل ولكن لا توجد محاكمات موثّقة أو مصادر قضائية لبنانية واضحة تؤكد القصة، خلافاً لقصة شولا كوهين واسمها الكامل شولاميت كوهين كيشيك ولُقّبت بـ"زهرة الموساد" وقد بدأت أنشطتها الاستخباراتية منذ أواخر الأربعينيات، بعد تأسيس الكيان الإسرائيلي، بهدف جمع المعلومات وتسهيل تهريب اليهود إلى إسرائيل وتوفير التغطية لأنشطة الموساد في لبنان وسوريا. وفي عام 1961، اكتشفت السلطات اللبنانية شبكتها فصدر بحقها حكم بالسجن لمدة 20 سنة غير أنها قضت منها 7  سنوات في السجن، ثم تم الإفراج عنها في صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل بعد حرب حزيران عام 1967 فنُقلت إلى القدس المحتلة حيث عاشت حتى العام 2017.

هزت قضية شولا كوهين وغيرها من المتعاونين مع الموساد أمان المجتمع اللبناني فارتفعت الأصوات التي تطالب اليهود بـ"الرحيل الطوعي" وعملت أجهزة الاستخبارات على تكثيف مراقبة الحركة داخل الأحياء اليهودية لمنع أي محاولة دعمٍ للصهيونية أو التواصل مع إسرائيل عبر الوكالة اليهودية التي استمرت بالعمل السري عبر مكاتب خاصة تحت غطاء الخدمات الاجتماعية أو التجارة.

لاحقاً، بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 والاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 دخل يهود لبنان مرحلة جديدة من الانكفاء والقلق، إذ باتوا عرضةً للتهديد في ظل الفوضى الأمنية وظهور الميليشيات المسلحة. وقد صرح قائد حركة "فتح" ياسر عرفات أثناء إقامته في بيروت في الحرب الاهلية أن يهود وادي أبو جميل هم تحت حماية منظمة التحرير الفلسطينية وكان عناصر من حركة "فتح" يتولّون حماية الحي اليهودي ويوفّرون لأهله المواد الضرورية .

 وعلى الرغم من أن الطائفة اليهودية لم تكن طرفاً في النزاع الطائفي المسلَّح، إلا أنها بقيت موضعٍ شكّ وريبة من قبل بعض الأطراف، لا سيما اليسارية والقومية العربية التي ربطت الوجود اليهودي بالشبهة الصهيونية سياسياً وأمنياً، فتعرّضت المؤسسات والمنشآت اليهودية للتخريب، وتوقفت الطقوس الدينية العلنية في كنيس ماغين أبراهام.

في عام 1982، خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، تفاقمت عزلة الطائفة أكثر، إذ تزايد الضغط عليها، وسُجلت حالات خطفٍ وقتلٍ بثّت الذعر في نفوس من بقي من عائلات يهودية، وكان أبرزها اختطاف وقتل الحاخام الرسمي للطائفة إبراهيم حمدان وقد عُثر لاحقاً على جثته مكبلة في أحد الشوارع وعليها آثار تعذيب، بالإضافة إلى خطف وقتل أشخاص آخرين من بينهم إسحق طرّاب، وسليمان موشيه، وديفيد فاراج وألبير شوحيط. فتجددت موجات الهجرة التي لم يُعرف ما إذا كانت الوكالة اليهودية ساهمت فيها كما جرت العادة، لكنّ الشهادات الحية وبعض الأبحاث تؤكد أن وجهة هؤلاء لم تكن دائماً إسرائيل، بسبب التردد العقائدي أو النفسي لدى كثير من اليهود اللبنانيين وعدم رغبتهم في الارتباط بإسرائيل. بحلول أواخر الثمانينات، كانت الطائفة قد تقلصت بشكل شبه كامل، ولم يبقَ في بيروت إلا عدد محدود جداً من المسنين، بعدما تجاوز عدد المهاجرين اليهود بين 1975 و1990 الـ 1500 شخص، من أصل نحو 2000 كانوا لا يزالون في البلاد عشية الحرب. وأخذ هذا العدد بالتراجع بفعل الوفيات أو حالات الهجرة الفردية الناجمة عن الظروف المعيشية أو لدواعي لمّ الشمل العائلي.

في ظل الهجرة الكثيفة، اشتُهر العديد من اليهود ذوي الأصول اللبنانية الذين استقروا في إسرائيل أو غيرها من الدول. من بينهم السفير الإسرائيلي لدى القاهرة إسحاق ليڤنون وهو ابن الجاسوسة شولا كوهين، والوزير الأسبق يتسحاق (إسحق) موداي الذي تولى حقائب عدة خلال الثمانينات، والجنرال الإسرائيلي جاك نيريا الذي ألف كتاباً اسمه "اللبناني" والذي كان مستشاراً لدى إسحق رابين وبرز مؤخراً على شاشات التلفزة الإسرائيلية بصفته خبيراً في شؤون الشرق الأوسط، وكذلك الصحافي إيدي كوهين الذي اشتُهر بسبب تعليقاته الهجومية الحادة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الجندي ماركو مزراحي الذي ظهر في وثائقي على قناة "بي بي سي" يخبر فيه كيف دخل بيروت على ظهر دبابة إسرائيلية خلال اجتياح العام 1982 وكيف أخذه الفضول إلى الحي الذي عاش فيه قبل أن يقرر أهله الهجرة، ليسأل عن جيرانه ومعارفه هناك..

أما من الشخصيات التي عاشت خارج إسرائيل، فاشتُهر لاعب البوكر سامي فارحة الذي عاش في الولايات المتحدة ووصل إلى نهائي بطولة العالم للبوكر عام 2003 وكذلك الصحافي الفرنسي اليساري سليم نسيب والذي له أيضاً أصول سورية، وكان من أشهر الكتاب في صحيفة ليبراسيون وله العديد من المؤلفات وسيناريوهات الأفلام السينمائية، وعُرفت أيضاً المخرجة السينمائية الفرنسية هايني سرور التي كانت أول عربية تدخل مهرجان كان السينمائي بفيلم نسوي ذات طابع سياسي، والتي تعرّف عن نفسها على كل المنابر بأنها لبنانية وتجاهر بمواقفها المناهضة للاستعمار.

في الخلاصة، تكشف قصة الطائفة اليهودية في لبنان عن تداخل الانتماء الوطني بالحذر الوجودي، وارتباط التحولات السياسية الإقليمية بمصير جماعةٍ كانت ذات يوم جزءًا فاعلًا من النسيج الاجتماعي والثقافي للبلاد، لكنّ الكثير من أبنائها انخرطوا في المشروع الصهيوني كغيرهم من اليهود العرب. ويطرح غياب اليهود عن المشهد العام في لبنان أسئلةً حرجة حول العلاقة مع الدولة ومعنى العيش المشترك حين تتقاطع الهويات الدينية مع النزاعات السياسية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير لبنان تاريخه الطوائف اليهودية لبنان يهود تاريخ طوائف سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نکبة فلسطین عام 1948 للدولة اللبنانیة الحرب الأهلیة الشرق الأوسط ى یهود لبنان إلى إسرائیل عدد الیهود إسرائیل أو فی الحیاة الیهود من الیهود فی لبنان إلى فی بیروت لبنان ا إلى أن على کل

إقرأ أيضاً:

الحاج: لا أحد من الأطراف اللبنانية مستعد لحرب أهلية إلا من يهدد بها

كتب النائب رازي الحاج عبر حسابه على منصة "أكس": "لا أحد من الأطراف اللبنانية مستعد لحرب أهلية إلا من يهدد بها ومارسها على الأرض وهو حزب الله، ومن سيقف في وجه الحزب إذا حاول استخدام سلاحه في الداخل، ليس باقي اللبنانيين، بل القوى الشرعية المسـ.ـلحة المولجة حماية اللبنانيين". مواضيع ذات صلة الراعي: الوطن لا يبنى إلا بأيدي أمينة ونفوس مستعدة لأن تخدم لا أن تستفيد Lebanon 24 الراعي: الوطن لا يبنى إلا بأيدي أمينة ونفوس مستعدة لأن تخدم لا أن تستفيد 10/07/2025 23:57:35 10/07/2025 23:57:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "نيويورك تايمز": مستشارو ترامب يستعدون لحرب محتملة طويلة الأمد ضد ماسك يُجبر فيها حلفاء الطرفين بمجالي التكنولوجيا والسياسة على اختيار أحد الجانبين Lebanon 24 "نيويورك تايمز": مستشارو ترامب يستعدون لحرب محتملة طويلة الأمد ضد ماسك يُجبر فيها حلفاء الطرفين بمجالي التكنولوجيا والسياسة على اختيار أحد الجانبين 10/07/2025 23:57:35 10/07/2025 23:57:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الحجار لـ"لبنان24": لا أحد من اللبنانيين يرغب بحرب ومتمسكون بحماية لبنان من الأخطار Lebanon 24 الحجار لـ"لبنان24": لا أحد من اللبنانيين يرغب بحرب ومتمسكون بحماية لبنان من الأخطار 10/07/2025 23:57:35 10/07/2025 23:57:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الصين: الحروب التجارية لا رابح فيها وستضر كافة الأطراف Lebanon 24 الصين: الحروب التجارية لا رابح فيها وستضر كافة الأطراف 10/07/2025 23:57:35 10/07/2025 23:57:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً عن زراعة القنّب... ماذا قال وزير الزراعة؟ Lebanon 24 عن زراعة القنّب... ماذا قال وزير الزراعة؟ 16:29 | 2025-07-10 10/07/2025 04:29:02 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية 16:20 | 2025-07-10 10/07/2025 04:20:08 Lebanon 24 Lebanon 24 رياشي: بات الجميع يدرك أهمية حياد لبنان ومن دونه لا ازدهار Lebanon 24 رياشي: بات الجميع يدرك أهمية حياد لبنان ومن دونه لا ازدهار 16:07 | 2025-07-10 10/07/2025 04:07:59 Lebanon 24 Lebanon 24 عن "حزب الله"... تصريح جديد من الخارجية الأميركية Lebanon 24 عن "حزب الله"... تصريح جديد من الخارجية الأميركية 15:29 | 2025-07-10 10/07/2025 03:29:10 Lebanon 24 Lebanon 24 حزنٌ في البترون.. هكذا خسر الشاب إسطفان حياته في الإغتراب Lebanon 24 حزنٌ في البترون.. هكذا خسر الشاب إسطفان حياته في الإغتراب 15:10 | 2025-07-10 10/07/2025 03:10:11 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة حزن وذهول يعيشه الوسط الفني.. العثور على ممثلة شهيرة جثة داخل منزلها وهذا ما أظهرته التحقيقات (صورة) Lebanon 24 حزن وذهول يعيشه الوسط الفني.. العثور على ممثلة شهيرة جثة داخل منزلها وهذا ما أظهرته التحقيقات (صورة) 23:28 | 2025-07-09 09/07/2025 11:28:42 Lebanon 24 Lebanon 24 الموت يُغيّب فناناً سوريّاً: وداعاً يا عراب الفنّ Lebanon 24 الموت يُغيّب فناناً سوريّاً: وداعاً يا عراب الفنّ 13:55 | 2025-07-10 10/07/2025 01:55:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير عاجل من الجيش للمواطنين.. هذه تفاصيله Lebanon 24 تحذير عاجل من الجيش للمواطنين.. هذه تفاصيله 11:00 | 2025-07-10 10/07/2025 11:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 أحدهم توفي... نقل 7 أشخاص من عائلة واحدة إلى المستشفيات ما الذي أصابهم؟ Lebanon 24 أحدهم توفي... نقل 7 أشخاص من عائلة واحدة إلى المستشفيات ما الذي أصابهم؟ 14:39 | 2025-07-10 10/07/2025 02:39:03 Lebanon 24 Lebanon 24 انفجار قوي يهز إيران وسقوط إصابات (فيديو) Lebanon 24 انفجار قوي يهز إيران وسقوط إصابات (فيديو) 11:57 | 2025-07-10 10/07/2025 11:57:32 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 16:29 | 2025-07-10 عن زراعة القنّب... ماذا قال وزير الزراعة؟ 16:20 | 2025-07-10 مقدمات نشرات الأخبار المسائية 16:07 | 2025-07-10 رياشي: بات الجميع يدرك أهمية حياد لبنان ومن دونه لا ازدهار 15:29 | 2025-07-10 عن "حزب الله"... تصريح جديد من الخارجية الأميركية 15:10 | 2025-07-10 حزنٌ في البترون.. هكذا خسر الشاب إسطفان حياته في الإغتراب 14:51 | 2025-07-10 تحرّك ليليّ... هذا ما يفعله العدوّ الإسرائيليّ في الجنوب فيديو فنان سوري مُفاجأة سيرين عبد النور.. وتوجه له رسالة خاصة (فيديو) Lebanon 24 فنان سوري مُفاجأة سيرين عبد النور.. وتوجه له رسالة خاصة (فيديو) 03:10 | 2025-07-10 10/07/2025 23:57:35 Lebanon 24 Lebanon 24 خلعته وعادت إلى الغناء ثم ارتدته.. فنانة شهيرة تكشف لأول مرة قصتها مع الحجاب (فيديو) Lebanon 24 خلعته وعادت إلى الغناء ثم ارتدته.. فنانة شهيرة تكشف لأول مرة قصتها مع الحجاب (فيديو) 01:22 | 2025-07-09 10/07/2025 23:57:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد غياب 6 أشهر.. توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" والتطبيع مع إسرائيل (فيديو) Lebanon 24 بعد غياب 6 أشهر.. توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" والتطبيع مع إسرائيل (فيديو) 23:34 | 2025-07-08 10/07/2025 23:57:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • "لبنان قد يعود الى بلاد الشام".. توم بارّاك: بيروت أمام تهديد وجودي
  • وصول نائب وزير الخارجية اليونانية إلى مطار بيروت
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع (759) سلة غذائية في مدينة بيروت بجمهورية لبنان
  • إنجاز طبي في الرسول الأعظم – مركز بيروت للقلب: إنقاذ مريضين دون جراحة
  • مساع لاستقطاب الاستثمارات اللبنانية
  • الحاج: لا أحد من الأطراف اللبنانية مستعد لحرب أهلية إلا من يهدد بها
  • التجمع الديمقراطي: لاستعادة الشارع وانقاذ لبنان من هذا الواقع الخطير
  • أولمرت: أعداؤنا هم المليشيات اليهودية العنيفة التي تنكل بالفلسطينيين
  • بالفيديو.. مراكز أمنية في بيروت