آلاف الأوروبيين في مسيرات مؤيدة لفلسطين منها مسيرة بلندن شارك فيها 300 ألف شخص
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تواصلت المظاهرات بعدة مدن أوروبية تأييدا للفلسطينيين والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء.
وشَارك أمس السبت نحو 300 ألف شخص في لندن في مظاهرة دعا إليها”ائتلاف أوقفوا الحرب” تحت شعار “المسيرة الوطنية من أجل فلسطين”.
فيما بلغ عدد المشاركين في مظاهرة مماثلة في العاصمة الألمانية أزيد من 2600 شخص، طالبوا عبر مكبرات صوت وعبارات على لافتات، بتحرير فلسطين، كما وصفوا ما يحدث في غزة بأنه “إبادة جماعية”.
وفي ميونيخ تجمع 2500 شخص في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين دعت إليها فرع حركة “فلسطين تتحدث” تحت شعار “أوقفوا الحرب – الحرية لفلسطين”.
وفي مدينة فوبرتال تجمع 2000 شخص في مظاهرة كانت مشحونة عاطفيا وفق ما ذكره مراسل “وكالة الأنباء الألمانية”.
وشارك نحو 21 ألف شخص في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في أنحاء العاصمة بروكسل، وردد كثير منهم شعارات مثل “فلسطين حرة”.
ورفع متظاهرون آخرون لافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية” مطالبين باعتقال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بسبب ما اعتبروه جرائم حرب.
وفي باريس، سار عدة آلاف من المتظاهرين، ومنهم بعض البرلمانيين من أحزاب اليسار، حاملين الأعلام الفلسطينية واللافتات للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. كلمات دلالية طوفان الأقصى غزة فلسطين لندن مسيرة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة فلسطين لندن مسيرة شخص فی
إقرأ أيضاً:
أحلام الهجرة الغير شرعية تتحطم على باب القنصلية المصرية بلندن
تتكرّر مآسي الهجرة غير الشرعية يومًا بعد آخر، حيث تنتهي أحلام آلاف الشباب بمصائر مأساوية، بين غرق في عرض البحر، أو ضياع في المنافي الأوروبية، أو تشرّد إنساني ونفسي.
قصة اليوم تسلط الضوء على أحد هؤلاء الشباب، الذي انتهت به رحلة الهروب من الفقر على أعتاب القنصلية المصرية في لندن، منهكًا ومجردًا من أوراقه وهويته، يتوسل العودة إلى وطنه.
بداية القصة
بدأت فصول المعاناة حين قرر الشاب المصري محمد حسن، من محافظة البحيرة، خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، انطلاقًا من السواحل الليبية.
وبعد أن دفع مبالغ طائلة للمهربين، استقل قاربًا مكتظًا بالمهاجرين في رحلة محفوفة بالمخاطر، واجه خلالها أمواجًا عاتية، قبل أن تنقلب المأساة إلى واقع، ويغرق القارب وسط البحر.
لكن محمد نجا من الموت بأعجوبة، بعدما التقطه قارب نجاة وتم نقله إلى السواحل الإيطالية، لتبدأ رحلة جديدة لا تقل صعوبة عن سابقتها.
من النجاة إلى المعاناة
لم تكن النجاة من الغرق نهاية الحكاية، بل كانت بداية رحلة قاسية بين الدول الأوروبية. فبعد وصوله إلى إيطاليا، توجه إلى فرنسا، ومنها إلى بريطانيا، باحثًا عن فرصة لحياة كريمة، ليصطدم بواقع مختلف تمامًا، حيث قضى الشاب المصري عامًا كاملًا في ظروف إنسانية قاسية، تنقّل خلالها بين أعمال شاقة لا توفر له أي حماية قانونية، وعاش في مساكن غير صالحة للآدمية، بلا استقرار ولا أمل واضح في الأفق، قبل أن تستقر به الرحلة أخيرًا في لندن، حيث لا تزال الحياة تضعه أمام تحديات يومية.
اعتقال وتشرد في شوارع بريطانيا
في بريطانيا، لم يحالفه الحظ، وتعرّض لمشكلات قانونية مع الشرطة، انتهت بسجنه، لكن بعد خروجه من السجن، كان قد فقد جزءًا من اتزانه النفسي، وظلّ مشردًا بين الحدائق والشوارع، بلا أوراق ثبوتية، ولا مأوى، ولا حتى طعام.
وفي لحظة انكسار ويأس، توجه إلى مقر القنصلية المصرية في لندن، يتوسل طالبًا العودة إلى مصر، لكنه لم يكن يحمل ما يثبت هويته، ولا يملك المال الكافي لتغطية تكلفة العودة.
تحرك إنساني من الجالية والقنصلية المصرية
وعلى الفور، تحرّك أعضاء بارزون من الجالية المصرية من بينهم جلال دردير ومحمود طه، لمساعدة الشاب، رغم حالته النفسية غير المستقرة، كما جرى التنسيق مع القنصلية المصرية لاستخراج وثيقة سفر بديلة، في ظل عدم امتلاكه أي مستند رسمي.
وبجهود كبيرة، تولّت السفيرة جوانا نجم الدين، قنصل مصر في لندن، مسؤولية إصدار الوثيقة، كما ساهم بيت العائلة المصرية في لندن بتوفير إقامة مؤقتة للشاب، وتذكرة سفر إلى القاهرة، حتى تكتمل إجراءات عودته.
دعوة للتفكير
بدوره، نصح مصطفى رجب، أحد أبرز وجوه الجالية المصرية في لندن ومدير بيت العائلة المصرية، الشباب قائلًا: “ننشر هذه القصص الواقعية كي يتّعظ شبابنا. فالمبالغ الطائلة التي تُنفق على الهجرة غير الشرعية، يمكن أن تكون نواة لمشروعات صغيرة داخل مصر، بدلًا من مراكب الموت ومآسي الغربة والتيه.”
قصة هذا الشاب ليست سوى مرآة تعكس وجعًا صامتًا يتكرر، بصور مختلفة، في حكايات لا تُروى، فالهروب من الوطن لا يُنبت أملًا، والطريق غير الشرعي لا يقود إلا إلى متاهات الألم.
ومع ذلك، تظل الإنسانية قادرة على أن تضيء العتمة، فالدعم الذي وجده من أبناء وطنه في لندن، كان طوق نجاة يثبت أن الانتماء لا يسقط بالتقادم، وأن العودة ممكنة.