جدَّدت الفصائل العراقية هجماتها ضد إسرائيل، الأحد، بقصف مدينة إيلات لثاني مرَّة خلال أسبوعين، وهو ما يراه خبراء محاولة "غير ناجحة" حاليًّا لتوسيع الصراع في المنطقة.

في بيانٍ مقتضبٍ لما يسمَّى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، قالت إنّ استهداف إيلات في جنوب إسرائيل جاء "بالأسلحة المناسبة"؛ ردًّا على استهداف المدنيين في قطاع غزة، لكن لم تُوضّح ما الأهداف التي وجّهت لها الهجمة داخل إيلات.

وسبق لهذه الفصائل أن أعلنت الأسبوع الماضي قصف مدينة إيلات الإسرائيلية، وقالت: "نصرة لأهلنا في فلسطين، وثأرًا للشهداء، سنبدأ الأسبوع المقبل، مرحلة جديدة في مواجهة الأعداء، وستكون أشد وأوسع على قواعده في المنطقة".

 محاولة لفتح جبهة جديدة

في تقدير الخبير العسكري العراقي، اللواء ماجد القيسي، مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صُنع السياسات الدولية، فإنّ هجمات الفصائل "محاولة لجرّ إسرائيل إلى الجبهة العراقية، وبذلك تكون فتحت على نفسها جبهة واسعة".

إلا أنه فيما يخصّ احتمالات الرد الأميركي والإسرائيلي عسكريًّا على هذه الفصائل، خاصّة في العراق، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية":

قدرات الفصائل التسليحية والتجهيزية أصبحت مرتفعةً نوعًا ما مؤخّرًا، لكن ما زالت قدراتها التسليحية غير معروفة.

هذه الفصائل عبارة عن مجاميع ليس لها مقر، لكن لديها أسلحة وتعمل في جغرافيا واسعة؛ وبالتالي مِن الصعب استهدافهم.

إذا أرادت إسرائيل أن ترد على هذه الفصائل سترد في سوريا، ولن يكون الرد في العراق مثلما فعلت واشنطن بعد استهداف قواعدها بـ46 هجومًا.

 السبب أن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بالرد في العراق؛ لأنّه دولة ارتكاز بالنسبة إلى واشنطن، ولديها فيه مصالح كثيرة، ونقطة ضعف واشنطن هي مصالحها، والفصائل تحتاج إلى شرارةٍ لإشعال الأمور ضد مصالح أميركا وإسرائيل، وواشنطن تعلم جيدًا أن أي رد داخل العراق قد يُسبّب انفجار الأوضاع بكل المنطقة.

واشنطن أيضًا لا تريد إحراج الحكومة العراقية؛ فالوضع هناك معقّد جدًّا، وقد تقدِّم الولايات المتحدة تنازلات لهذه الفصائل التي تحرّكها أطراف إقليمية؛ لأنها لا تريد الانخراط في الحرب، خاصّة أن ضرباتها ضد مصالح أميركا وإسرائيل غير مؤثّرةٍ سياسيًّا أو عسكريًّا، لكنها ضربات للإزعاج والقلق.

ردّ أميركي في سوريا

تُواجِه القواعد الأميركية في العراق وسوريا من جانبها تصعيدًا في الهجمات ضدها منذ 17 أكتوبر الماضي، ألقت واشنطن باللوم فيه على فصائل تدعمها إيران.

استهدفت هذه الهجمات قاعدتَي عين الأسد في الأنبار غرب العراق، وحرير في أربيل شمال العراق، فضلًا عن القواعد في محيط مطارَي بغداد وأربيل الدوليين.

وطالت استهدافات الفصائل العراقية قاعدة التنف الأميركية جنوبي سوريا، وقواعد أخرى للتحالُف الدولي ضد "داعش" في الحسكة ودير الزور شرقي سوريا.

 وقدَّرت نائبة المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، سابرينا سينغ، هذه الهجمات بنحو 46 هجمة، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس"، أسفرت عن: "جرح 56 جنديًّا أميركيًّا جرّاء هذه الاعتداءات ضدنا في البلدين".

وترد الولايات المتحدة بهجمات مضادة، تقول إنها تستهدف مواقع لفصائل تتبع إيران أو تدعمها، مثلما قصفت منشأة لتخزين الأسلحة في شرق سوريا بطائرتين من طراز "إف-15"، في 8 نوفمبر، قال "البنتاغون" إن الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له يستخدمونها.

الأحد الماضي، قام وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بزيارة للعراق الذي شهد شنّ أغلب الهجمات على القوات الأميركية.

وينتشر في العراق نحو 2500 جندي أميركي بصفة أنهم يقومون بمهام استشارية للقوات العراقية في إطار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، بينما ينتشر في سوريا نحو 900 جندي أميركي في عدة قواعد.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المقاومة الإسلامية في العراق إسرائيل العراق عين الأسد عين الأسد قصف عين الأسد قاعدة عين الأسد التنف هجوم التنف قاعدة التنف إيلات ميناء إيلات المقاومة الإسلامية في العراق إسرائيل العراق عين الأسد أخبار العراق هذه الفصائل فی العراق

إقرأ أيضاً:

واشنطن ترفع تحرير الشام عن قائمة الإرهاب.. خطوة مفاجئة وتداعيات محتملة

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، بتاريخ 23 حزيران/يونيو 2025، عن قرار رسمي بإلغاء تصنيف "جبهة النصرة"، المعروفة أيضاً باسم "هيئة تحرير الشام"، كمنظمة إرهابية أجنبية. وجاء هذا القرار بعد التشاور مع المدعي العام ووزير الخزانة الأمريكي، ويعكس تغييراً جوهرياً في موقف واشنطن تجاه هذه الجماعة التي لطالما اعتُبرت فرعاً تنظيمياً مرتبطاً بالقاعدة.

ويأتي هذا القرار الذي ينشر رسمياً في السجل الفيدرالي الأمريكي بتاريخ 8 تموز/يوليو 2025، ليُفعّل فوراً بمجرد نشره، ما يعني رفع العقوبات والقيود القانونية المرتبطة بتصنيف التنظيم كمنظمة إرهابية.

"هيئة تحرير الشام" هي تحالف فصائلي مسلح تأسس في سوريا خلال سنوات الحرب الأهلية، ويعتبره المجتمع الدولي في معظم تصنيفاته منظمة إرهابية، وذلك بسبب ارتباطاته بتنظيم القاعدة وأنشطته المسلحة التي شملت عمليات ضد قوات النظام السوري والمدنيين.

إلغاء هذا التصنيف قد يشير إلى تغييرات استراتيجية في السياسة الأمريكية تجاه الجماعات المسلحة في سوريا، وربما يعكس محاولة واشنطن إعادة تقييم أولوياتها في المنطقة، وسط تعقيدات الصراع السوري والتحولات الإقليمية والدولية.

من الناحية القانونية، فإن رفع التصنيف يعني رفع القيود على تمويل ودعم التنظيم، مما قد يفتح المجال أمام إعادة دمج بعض فصائل "هيئة تحرير الشام" في العملية السياسية، أو على الأقل يحد من العمليات القانونية الأمريكية ضد أعضائها ومؤيديها.

يبقى السؤال الأبرز: ما الذي دفع الإدارة الأمريكية لاتخاذ هذه الخطوة في هذا التوقيت، وما هي تداعياتها المحتملة على مسار الوضع السوري وعلى السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط؟

يذكر أنه وفي إطار جهوده الحثيثة لاستعادة السيطرة الكاملة على الأراضي السورية ووضع حد نهائي للفوضى المسلحة، أصدرت الحكومة السورية قراراً رسمياً بحل "هيئة تحرير الشام" وجميع الفصائل المسلحة المنتشرة في مناطق شمال غرب البلاد، وذلك خلال الأشهر الماضية من العام الجاري. ويأتي هذا القرار كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى دمج هذه الفصائل ضمن مؤسسات الدولة أو تفكيكها عسكرياً وإدارياً.

وترافق هذا القرار مع حملات عسكرية وأمنية مكثفة لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الفصائل، إلى جانب دعوات للحوار والتهدئة تحت مظلة الدولة السورية، وطرح برامج مصالحة محلية تشمل العفو وإعادة دمج المسلحين السابقين.

ورغم إصرار دمشق على اعتبار هذه الخطوة نهائية وحاسمة لإنهاء حالة التمرد المسلح التي شهدتها البلاد على مدار السنوات الماضية، فإن الواقع الميداني يحمل تحديات كبيرة، حيث تستمر بعض الفصائل في رفض الحل، بينما تسعى أخرى إلى إيجاد موطئ قدم سياسي ضمن المعادلة السورية الجديدة.


مقالات مشابهة

  • من واشنطن تحويل جبهة النصرة من قوائم الإرهاب إلى بوابة السلام الأمريكي في سوريا
  • الإدارة الأميركية تلغي تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية أجنبية
  • واشنطن ترفع تحرير الشام عن قائمة الإرهاب.. خطوة مفاجئة وتداعيات محتملة
  • غارات إسرائيلية تستهدف محافظة الحديدة الساحلية في اليمن
  • الخزانة الأمريكية:وزارة النفط العراقية تحت انظار الحكومة الأمريكية
  • غارات إسرائيلية على اليمن تستهدف موانئ ومحطات كهرباء
  • من يقف وراء هجمات المسيّرات بين أربيل وبغداد؟
  • ما أهداف جبهة ماسينا من جر جيش مالي لحرب على خريطة جغرافية متعددة؟
  • سويسرا تمثل مجددا المصالح الأميركية في إيران
  • القوات المسلحة تستهدف مجدداً مطار اللد في منطقة “يافا” المحتلة