تلقى الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، تقريرًا من الدكتورة منال المصري عميدة كلية طب قصر العيني، حول المؤتمر السنوي لكلية طب قصر العينى تحت عنوان «الذكاء الاصطناعى في الطب» وذلك تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، حيث بحث المؤتمر الارتباط الوثيق بين الثورة المعلوماتية وتقدم استخدامات البيانات الضخمة وتقنيات الذكاء الاصطناعى من ناحية وتطور المنظومة الصحية والممارسات الطبية والتعليم والتدريب والبحث العلمي في مجالات الصحة.

أخبار متعلقة

كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة تحصل على تجديد الاعتماد الدولي لمرتين متتاليتين

بعد تحويله لدبلوم مهنى.. رابط شروط وخطوات التقدم لدبلوم اليقظة الدوائية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة

جامعة القاهرة: استقبال 722 حالة بطوارئ مستشفيات الجامعة.. وإجراء 95 عملية جراحية

وأكد الدكتور الخشت، على أن المؤتمر خلص إلى توصيات مهمة سيتم متابعة تنفيذها خلال الفترة القادمة، مشيرًا إلى ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تشخيص الأمراض من خلال تحليل البيانات الطبية والأشعات مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى والتحاليل المختبرية بصورة أسرع وأدق وبالتالي توفير توصيات علاجية، إلى جانب العلاج والرعاية الصحية حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير خوارزميات علاجية وتطبيقات وأجهزة ذكية توفر نصائح وتوصيات صحية شخصية للأفراد بناءً على بيانات إكلينيكية وجينية والتفاعلات الدوائية والمحيط الاجتماعي.

وأوضح الدكتور الخشت، أنه على مستوى الصحة العامة والمبادرات القومية في الصحة: يجب استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين توصيل الرعاية الصحية إلى المجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الطبية، ويمكن استخدام التقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول صحية مبتكرة وتوفير رعاية صحية مخصصة للمجتمعات النائية أو المحرومة، مع تعظيم الاستفادة من قواعد بيانات المبادرات القومية في تخطيط السياسات الصحية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ومن جانبها، صرحت الدكتورة منال المصري عميدة كلية الطب، أن التوصيات تتضمن دعم تتبع الأنشطة البدنية والنظام الغذائي وبالتالى توصيات ملائمة لتحسين الصحة بصفة عامة، كما سيلعب الذكاء الاصطناعى دور هام في طب الطوارئ لسرعة التعامل مع البيانات وتفعيل الخوارزميات العلاجية، موضحة أنه على مستوى البحث العلمي والاكتشافات الدوائية سيكون هناك دور محوري للذكاء الاصطناعى وللبيانات الضخمة خاصة في مجال الأبحاث الدوائية ولذا أصبح من الضرورى الإلمام بتقنيات الذكاء الاصطناعى للعاملين في هذا المجال إلى جانب الاعتماد المفرط وغير الرشيد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدى إلى اندثار بعض المهارات الشخصية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، كما يمكن أن يؤدي إلى تطورات في سوق العمل في مجال الرعاية الصحية وما يتلو ذلك من تبعات اجتماعية.

وأضافت الدكتورة منال المصري، أنه على مستوى الجراحات الدقيقة أوصي المشاركون باستخدام التقنيات الحديثة مثل الواقع المعزز وتعظيم نتائج الجراحات الدقيقة مثل جراحات الأوعية الدموية وجراحات المخ وجراحات العظام والتدخلات التنظيرية وغيرها من التدخلات الدقيقة، أما على مستوى التعليم والتدريب الطبي.

و أكد الدكتور الخشت على ضرورة إدراج الذكاء الاصطناعي والاستخدام الرشيد لقواعد البيانات ضمن مناهج جميع الطلاب والمتدربين في مجالات تقديم الرعاية الصحية بما فيها الجوانب الأخلاقية، والاستفادة من الإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في التدريب مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

وشدد رئيس جامعة القاهرة، على أن التوصيات أكدت على ضرورة التوعية بالأخطار المحتملة والتحديات التي قد تنتج عن الذكاء الاصطناعي خاصة في حال استخدامه غير الرشيد، ومنها: عدم الدقة والانحياز حيث يعتمد الذكاء الاصطناعي على بيانات كثيرة ودقيقة فإذا كان مصدر البيانات مشوب بعدم الدقة أو عدم اكتمالها أو عدم تحديثها دوريا فإن نتائج استخدامه ستكون فاسدة، كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب جمع وتحليل معلومات كثيرة وبيانات شخصية للمرضى، وهذا يمكن أن يؤدي إلى انتهاك الخصوصية والأمان.

وأكد الدكتور محمد الخشت، على ضرورة المتابعة المستمرة عن كثب للتطورات العالمية والمحلية في هذا المجال، كما أشاد بالمبادرات الرائدة لبعض أعضاء هيئة التدريس بالكلية للتطوير والابتكار في الذكاء الاصطناعي خاصة في مجال التعليم والتدريب.

جامعة القاهرة كلية الطب بالقصر العيني طب القصر العيني الذكاء الاصطناعي

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: جامعة القاهرة الذكاء الاصطناعي الرعایة الصحیة على مستوى فی مجال

إقرأ أيضاً:

حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي

كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.

إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.

تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».

انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.

طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».

أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!

حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».

ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».

لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».

الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.

كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.

وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.

في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.

مقالات مشابهة

  • طفل يتعرّض لهجوم عنيف من كلاب شاردة... وهذه حالته الصحية الآن (صورة)
  • أخلاقيات الإبداع: مستقبل العلاقة الجدلية بين الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • مؤتمر الذكاء الاصطناعي.. روبوتات شبيهة بالبشر تلعب وترسم وتنجز المهام
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • الطب 93.69% والهندسة 88.62%.. مؤشرات تنسيق كليات جامعة الأزهر 2025 علمي وأدبي
  • ترامب يتوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي.. وهذه أبرز بنوده
  • الدكتور أحمد صادق مديراً لمديرية الشئون الصحية بقنا
  • تهنئة للدكتورة بلقيس غازي المرايات بمناسبة حصولها على درجة الدكتور في الطب
  • أثر الذكاء الاصطناعي على إنتاجية المبرمجين: نتائج متباينة تكشفها دراسة حديثة