موقع 24:
2025-07-06@10:13:58 GMT

تسوية "غزة أولاً".. ثم المنطقة

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

تسوية 'غزة أولاً'.. ثم المنطقة

استبق ياسر عرفات، إشهار "اتفاق غزة-أريحا"، ثم التوقيع عليه في القاهرة (4-5-1994)، فراح يمهد الطريق له بإطلاق عبارة "أريحا أولاً".

سبب ذلك أن أحاديث وراء الكواليس، التي سبقت التوصل لاتفاق أوسلو (13-9-1993)، كانت تدور حول اقتصار تطبيق الحكم الذاتي على منطقة أريحا، بقصد ملاحظة هل سيتمكن أبو عمار من إحكام قبضة سلطته في تلك المنطقة أولاً، قبل الإقدام على توسيع دائرة نفوذها لتشمل قطاع غزة، ثم باقي مناطق الضفة الغربية.

مبتسماً، كان أبو عمار، سيد التكتيك الفلسطيني بلا منازع، يردد أمام كاميرات الإعلام ما مضمونه أن الرجل أقام دولة في منطقة الفاكهاني ببيروت، فما المانع أن يُجرَّب أسلوبه في أريحا أولاً.

قياساً على مقولة "أريحا أولاً"، ربما يمكن القول إن تسوية قطاع غزة، بذريعة الرد على "طوفان الأقصى"، صارت المبرر القابل لأن يُسوَّق للعواصم المتحالفة مع تل أبيب أولاً، وللرأي العام العالمي ثانياً.. المقصود بالتسوية هنا هو تسوية مدن القطاع بالتراب تماماً، بمعنى "FLATTENING IT"، حتى تصبح صعيداً جُرُزاً، ثم تُقطع أوصالها فتمسي جُزراً متناثرة.

التعبير ليس من عندي، بل ردده غير مراقب ومتابع عن كثب لما وقع في القطاع من قصف ممنهج، وتدمير متواصل للمباني والأبراج. من هؤلاء، مثلاً، الصحافي والكاتب الأميركي كريس هيدجز، الذي نشر في الثالث من الشهر الحالي تقريراً تضمن ما خلاصته التالي: "عندما يقول غلاة المتطرفين الصهاينة إنهم يريدون مسح غزة عن سطح الأرض صدقوهم".. وهناك أيضاً جوديث بتلر، اليهودية الأمريكية، التي تُعد بين أبرز الفلاسفة المعاصرين، والتي حذرت في مقابلة مع "ديموكراسي ناو" من وجود "مخططات تهجير إسرائيلية للسكان ومسح غزة بأكملها"، وفقاً لما أورد موقع بي بي سي العربي.

حسناً، إذا تحقق ما سبق، عندئذ يمكن تصوّر أن يتوقف إطلاق النار، ويصمت دوي المدافع، ثم تُشرع النوافذ، وتُمهد الطريق، فتفتح الأبواب على مصاريعها لكي تولد تسوية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومعه العربي طبعاً.. تسوية من نوع التسويات السياسية الحاسم بشكل نهائي -كما في المصطلح الغربي "Once And For All"، على غرار اتفاق وقف الحرب العالمية الأولى (11-11-1918)، المحتفى به يوم الأحد الماضي.

الأرجح أن تسوية كهذه لن يقف أمامها عائق يمكنه إحباطها، وسوف تسمح بإعادة رسم خرائط منطقة شرق أوسط جديدة، كما تراها أطراف دولية تقبض على مفاتيح اتخاذ القرار الدولي.. بالطبع، كي يكتمل المشهد لحظة العرض أمام الجماهير، سوف تؤخذ في الاعتبار بضع نقاط قيل إنها "شروط" بعض الأطراف لإتمام الصفقة، فيما يدرك كثيرون أنها فقط تريد إنقاذ ماء الوجه.. ساعتها، سوف تُطلق إشارات الانطلاق في إعادة إعمار قطاع غزة، ويبدأ إنفاق مليارات، كي تنهض العمارات، من جديد، وتخضر الحدائق، كما لو أنها لم تُحرق أساساً.

واضح أن مخططاً ما سبق الذي وقع مساء السابع من الشهر الماضي.. والأرجح أن خللاً ما أوقع ارتباكاً في التفاصيل والعواقب.. سوف يمضي وقت طويل جداً قبل أن تتضح حقائق كاشفة لأسرار مخيفة لم تزل وراء الستار.. يبقى القول إن مفاجأة التعديل الوزاري في حكومة ريشي سوناك الإثنين الماضي، ليست بعيدة كثيراً عن هذا السياق.. المفاجأة الكبرى هي تعيين ديفيد كاميرون في موقع وزير الخارجية.. صحيح أن قبول رئيس وزراء سابق منصب وزير في حكومة لاحقة ليس غريباً على الديمقراطيات الغربية عموماً، لكن تسلم كاميرون حقيبة الخارجية تحديداً، وهو الخبير في المنطقة العربية عموماً، وفي هذه المرحلة غير العادية إطلاقاً، ينبئ بأكثر من تطور مهم مقبل.. عما قريب يتضح الجواب عن أكثر من سؤال، أو الأصح أن هذا هو الذي نأمل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

عاجل.. حريق كبير وتصاعد أعمدة الدخان في المنطقة المحيطة بقصر الشعب بدمشق

تداولت منصات التواصل الاجتماعي لقطات تظهر نشوب حريق كبير في المنطقة الملاصقة لقصر الشعب الرئاسي في العاصمة السورية دمشق.

وأفاد الدفاع المدني السوري باندلاع حريق حراجي في منطقة بين ضاحية الشام الجديدة (مشروع دمر سابقا) وقصر الشعب بدمشق، مشيرًا إلى أن فرق الإطفاء تعمل على إخماده ومنع امتداد النيران.

وأفادت مصادر محلية بأن فرق الإطفاء هرعت إلى مكان الحريق في محاولة لاحتواءه قبل تمدده إلى بقية الأشجار والحراج المنتشر في المكان. 

وتشهد العديد من مناطق الريف الشمالي والشمال الغربي من محافظة اللاذقية حرائق واسعة في المناطق الحراجية والمناطق الحدودية المتداخلة مع تركيا بينما تحاول فرق الدفاع المدني السيطرة عليها.

وشهدت منطقة قصر الشعب في دمشق مساء أمس احتفالات واسعة بمناسبة الإطلاق الرسمي للهوية البصرية الجديدة لسوريا. وتزامنت الاحتفالات مع إطلاق ألعاب نارية واحتفالات وحضور جماهيري واسع في المكان وفي أماكن أخرى بالبلاد.

مقالات مشابهة

  • عاجل | الأمن العام يوضّح تفاصيل الفيديو الذي جرى تداوله للمشاجرة في منطقة الصويفية
  • "عالم صُنّاع المحتوى" يشعل أجواء بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في السعودية
  • تحذير إسرائيلي جديد لسكان خان يونس بالإخلاء الفوري
  • قوات العدو الصهيوني تصدر تحذيراً لسكان خان يونس بالإخلاء الفوري
  • “حماس”: سلمنا ردنا الذي اتسم بالإيجابية للوسطاء وجاهزون للتفاوض حول التنفيذ 
  • إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغلات عسكرية في درعا وجنوب سوريا
  • عاجل.. حريق كبير وتصاعد أعمدة الدخان في المنطقة المحيطة بقصر الشعب بدمشق
  • تقارير تكشف خطورة الطريق الذي شهد مقتل ديوغو جوتا
  • موريتانيا والاتحاد الأوروبي يبحثان التهديدات الأمنية بالساحل الإفريقي
  • حاكم منطقة كورسك الروسية: مقتل نائب قائد البحرية الروسية في المنطقة