في ظل استمرار الحرب التي تدور رحاها بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي. وشن غارات مكثفة على مناطق عديدة فى قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليونى فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء الحصار الإسرائيلى، ودمار هائل بالمناطق السكنية وخسائر كبيرة فى الأرواح وحالة نزوح جماعي من القطاع.


يواجه كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، ردود فعل عنيفة متزايدة بشأن موقفه من الصراع منذ أن أجرى مقابلة الشهر الماضي بدا فيها وكأنه يشير إلى أن لإسرائيل الحق في حجب المياه والكهرباء عن المدنيين في غزة.


وقد حاول معالجة تلك الانقسامات في خطاب ألقاه مؤخرًا في مركز أبحاث تشاتام هاوس، حيث حث إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي لكنه لم يصل إلى حد الدعوة إلى وقف إطلاق النار.


قالت صحيفة الجارديان البريطانية، أن زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر تعرض لضغوط، الأربعاء، بعد أن صوت ٥٦ من نواب حزبه، بينهم عدد من أعضاء فريقه السياسي، مع حزب معارض آخر لمطالبة الحكومة بالدعوة لوقف إطلاق النار في الصراع بين إسرائيل و«حماس».


ولم يقر البرلمان الطلب أو ما يعرف بالتعديل، وهو إضافة مقترحة لجدول أعمال الحكومة للعام المقبل، وبالتالي لن يصبح قانونا. لكن دعم عدد كبير من مشرعي حزب العمال للتعديل الداعي لوقف إطلاق النار أظهر مدى القلق داخل الحزب تجاه الصراع في الشرق الأوسط.


وأيد نحو ثلث أعضاء حزب العمال البالغ عددهم ١٩٨ مشرعا التعديل الذي قدمه الحزب الوطني الإسكتلندي الذي جاء فيه «ندعو الحكومة إلى الانضمام إلى المجتمع الدولي في الضغط بإلحاح على جميع الأطراف للموافقة على وقف لإطلاق النار».


وقال زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي ستيفن فلين، إن البرلمان عليه إظهار القيادة الأخلاقية، والتصويت لصالح دعم الوقف الفوري للأعمال العدائية.


ودعا سترمر، مثل رئيس الوزراء ريشي سوناك، إلى "هدنة إنسانية " للمساعدة في وصول المساعدات إلى غزة بدلا من وقف إطلاق النار الذي يقولون إنه سيسمح لحماس بإعادة رص صفوفها بعد هجومها في السابع من أكتوبر.


وترك ثمانية أعضاء من فريق «الظل» الوزاري لستارمر أدوارهم في تحد لموقف الحزب.
وقالت جيس فيليبس التي استقالت من دورها السياسي للتصويت لصالح وقف إطلاق النار، في رسالة إلى ستارمر نُشرت على منصة التواصل الاجتماعي إكس «في هذه المناسبة يتعين على التصويت مع جمهور الناخبين بعقلي وقلبي... لا أستطيع أن أرى أي طريق يؤدي فيه العمل العسكري الحالي إلى أي شيء سوى تعريض الأمل في السلام والأمن لأي شخص في المنطقة للخطر حاليا وفي المستقبل».


وكانت هذه ضربة لستارمر الذي يحرص على تصوير حزبه على أنه متحد ومنضبط ومستعد لتولي السلطة قبل الانتخابات العامة المتوقعة العام المقبل والتي يسعى حزب العمال للفوز بها، وفقا لاستطلاعات الرأي.


وقالت السيدة هايز، وزيرة الظل للأطفال، إن "ضميرها" أخبرها أنها يجب أن تدعم وقف إطلاق النار.


"يجب علينا جميعًا أن نكون قادرين على الوقوف أمام ناخبين بنزاهة وفي سلام مع ضميرنا بشأن القضايا الأكثر أهمية بالنسبة لهم.


وقال عضو البرلمان عن دولويتش وويست نوروود: "ضميري يخبرني أنه يجب علي أن أدعو إلى وقف إطلاق النار اليوم".


وقال وزير الأعمال في حكومة الظل أفضل خان، الذي يمثل مانشستر جورتون: “لو حصلنا على وقف لإطلاق النار بالأمس، لكان ١٤٤ طفلًا في غزة ما زالوا على قيد الحياة اليوم. لقد تجاوزت إسرائيل بالفعل كل الخطوط الحمراء التي يمكن تصورها، انتهكت القوانين الإنسانية الدولية.


"لقد أظهر لنا التاريخ أن العمل العسكري وحده لا يحل الصراعات، وأن استخدام إسرائيل للقوة لن يحل هذه الصراعات.


"نحن بحاجة إلى الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار الآن. لقد طالب ناخبي بذلك ولن أرفضه. إن دعم وقف إطلاق النار هو أقل ما يمكننا القيام.


وخرج الآلاف من البريطانيين، مساء الأربعاء، في مظاهرات حاشدة أمام البرلمان البريطاني في وقفة تضامنية مع غزة والفلسطينيين، وللمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.


كما طالب المتظاهرون في بريطانيا بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع، والتوقف عن دعم إسرائيل.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة حزب العمال البريطاني وقف إطلاق النار لإطلاق النار حزب العمال

إقرأ أيضاً:

جيرمي كوربن يعود من بوابة الشباب.. هل يهدد الحزب الذي أخرجه؟

كشف استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" البريطانية أن الزعيم اليساري المخضرم جيريمي كوربن يتمتع بشعبية تفوق بكثير شعبية رئيس الوزراء الحالي وزعيم حزب العمال كير ستارمر بين فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، في تحول مفاجئ قد يضعف أحد أهم رهانات حكومة ستارمر الانتخابية.

ووفق الاستطلاع الذي نُشر بالتزامن مع إعلان كوربن تأسيس حزب سياسي جديد بالشراكة مع النائبة اليسارية زارا سلطانة، فقد حصل كوربن على معدل تأييد إيجابي بلغ +18 في الفئة العمرية 18-24 عامًا، مقارنة بـ -30 فقط لستارمر في نفس الفئة.

ورغم أن نتائج الاستطلاع أظهرت تقاربًا في نسب الرفض العامة للزعيمين على مستوى عموم البريطانيين، حيث سجل كوربن -39 وستارمر -40 – إلا أن الفجوة الكبيرة بينهما بين الشباب تثير تساؤلات جدية داخل حزب العمال، خاصة مع قرار الحكومة الأخير توسيع قاعدة الناخبين لتشمل من هم في سن 16 و17 عامًا، ما يضيف نحو 1.6 مليون ناخب محتمل في الانتخابات المقبلة.

هل ينقلب رهان "الشباب" على الحكومة؟

كان قرار السماح لمن هم دون 18 عامًا بالتصويت يُنظر إليه باعتباره خطوة تهدف لتعزيز رصيد حزب العمال انتخابيًا، في ظل توقعات بأن الشباب يميلون تقليديًا نحو اليسار. لكن استطلاع “يوغوف” – الذي شمل أكثر من 2000 شخص خلال يومي 24 و25 يوليو – يشير إلى أن هذه الفئة تميل بشكل أوضح نحو كوربن وحزبه الجديد، وليس نحو الحكومة العمالية الحالية.

وفيما يسعى كوربن لاستثمار حالة التذمر من أداء الحكومة وتراجع شعبيتها، أشار في تصريحات له إلى أن مشروعه السياسي الجديد "يستقبل أكثر من 500 منتسب جديد في الدقيقة"، مضيفًا أن أكثر من 200 ألف شخص انضموا للحركة منذ إطلاقها قبل أيام.

شعبية ستارمر في أدنى مستوياتها

تشير الأرقام أيضًا إلى أن شعبية ستارمر وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ توليه السلطة، إذ بلغ معدل رفضه العام -43، خاصة بعد قرار حكومته بالتراجع عن خطة إصلاح الرعاية الاجتماعية البالغة قيمتها 5 مليارات جنيه إسترليني، مما أثار غضبًا واسعًا بين مختلف التيارات، بما فيها قاعدة حزب العمال نفسها.

ويعتقد سبعة من بين كل عشرة بريطانيين أن حكومة ستارمر الحالية "فوضوية على الأقل" مثل حكومة المحافظين السابقة، بل إن ثلثهم يعتبرها أكثر فوضوية، بحسب تقرير نشرته "صنداي تايمز".

انتقادات ومخاوف داخل حزب العمال

في مواجهة هذه التحولات، حاولت شخصيات من حزب العمال التقليل من شأن مشروع كوربن، حيث وصف وزير التكنولوجيا بيتر كايل الزعيم السابق بأنه “سياسي غير جاد”، مضيفًا: “كوربن لا يفكر في الحُكم، بل في المزايدة… وهذا ما يضعه في مواجهة حتى مع أنصاره، كما رأينا من رفض جورج غالاوي الانضمام إليه”.

وفي تعليق ساخر من داخل حزب العمال على المشروع الجديد، قال مصدر في الحزب، وفق تقرير لصحيفة "الأندبندنت" البريطانية: "الناخبون قالوا كلمتهم مرتين عندما كان كوربن يقود الحزب… والنتيجة معروفة".

يبدو أن جيريمي كوربن، الذي أُقصي من قيادة حزب العمال بعد خسارتين انتخابيتين، يعيد تشكيل المشهد من جديد من بوابة الشباب الساخط على الأداء السياسي التقليدي. فهل سيستفيد من حالة الإحباط الشعبي تجاه حكومة ستارمر، ويحوّل حركته إلى تيار انتخابي فعّال؟ أم أن “الحنين اليساري” سيبقى حراكًا رمزيًا دون تأثير حقيقي في صناديق الاقتراع؟


مقالات مشابهة

  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • خارجية النواب: اللقاء المصري البريطاني يرسّخ الاستقرار الإقليمي ويدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة
  • جيرمي كوربن يعود من بوابة الشباب.. هل يهدد الحزب الذي أخرجه؟
  • مصدر عسكري يؤكد استمرار حظر الملاحة على الكيان الصهيوني​
  • رئيس الوزراء البريطاني: نحتاج إلى حشد دول أخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة
  • من عدن إلى الضالع.. أدوات الاحتلال تفتح الجبهات أمام الكيان الصهيوني
  • عراقجي يكشف كواليس الحرب مع إسرائيل و"محاولة اغتياله"
  • ترامب: على إسرائيل تحديد الخطوة التالية في غزة.. مقترح صفقة شاملة
  • غزة.. مفتاح عزل الكيان الصهيوني دوليًا        
  • بريطانيا تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة