صحيفة التغيير السودانية:
2025-12-14@10:25:24 GMT

تسارع وتيرة الأحداث في دارفور

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

تسارع وتيرة الأحداث في دارفور

تسارع وتيرة الأحداث في دارفور

تاج السر عثمان بابو

1

تتسارع وتيرة الأحداث بشكل خطير في دارفور، ليعيد التاريخ نفسه يشكل مأساوي بعد الحرب اللعينة التي نشبت بين الجيش والدعم السريع بهدف السلطة والثروة، وتصفية الثورة، التي أدت إلى نزوح 6.3 مليون شخص حسب منظمة الهجرة الدولية، ومقتل أكثر من 10 آلاف شخص وما خلفته من دمار ومآسٍ إنسانية، واغتصاب وإبادة جماعية وجرائم الحرب، واحتلال الدعم السريع لمدن مهمة في دارفور مثل: نيالا، زالنجي، الجنينة.

الخ، مع الاتجاه إلى  الفاشر التي بها معسكرات للنازحين مما يزيد من خطر الهجوم عليها على المدنيين والنازحين، اضافة الى ما حدث من انتهاكات ضد الانسانية وإبادة جماعية، أدت إلى التخوف  من تكرار الإبادة الجماعية التي حدثت قبل عشرين عاما في العام 2003، وكان حصادها مقتل  300 الف شخص وتهجير 2  مليون شخص، حسب احصاءات الأمم المتحدة، مما أدى لأن يكون البشير ومن معه مطلوبون للمحكمة الجنائية الدولية، بتهمة الإبادة الجماعية. فقد حذرت الأمم المتحدة من تكرار الإبادة الجماعية في دارفور مع تصاعد العنف والابادة الجماعية والتطهير العرقي في الحرب اللعينة الجارية حاليا، مع خطورة تحولها لحرب عرقية مع إطالة أمدها تؤدي لتفتيت وحدة البلاد، وتغذي النزعات الانفصالية تنفيذا لمخططات خارجية تهدف لتقسيم البلاد ونهب ثرواتها اعتمادا على المرتزقة.

من جانب آخر حدث تباين  في مواقف  حركات دارفور الموقعة على سلام جوبا، فقد أعلنت حركات الخروج عن الحياد والوقوف إلى جانب الجيش مثل حركات جيش تحرير السودان (مناوي) والعدل والمساواة (جبريل إبراهيم)، في مؤتمر صحفي الخميس 16 نوفمبر، كما أعلنت أنها لن تسمح بتفكيك السودان، كما لن تسمح بأن تكون دارفور بوابة لتفكيك السودان، بينما أعلنت حركة تحرير السودان (الطاهر حجر) أن بيان مناوي وجبريل  لا يمثلنا، وأننا مازلنا في الحياد، والسعي لوقف الحرب عبر الطرق التفاوضية  واستعادة التحول المدني الديمقراطي.

تفاقمت الأوضاع بعد فشل مفاوضات جدة الأخيرة، وتم الهجوم على معسكرات النازحين كما حدث في مقتل 1335 نازح في الهجوم على معسكر واقع في مدينة أردمتا التابعة لولاية الجنينة، كما أشار مراقبو حقوق الإنسان، وإعلان الدعم السريع التحقيق في ذلك، وحسب الصحف فإن  هذا الهجوم يهدف لإخفاء معالم الإبادة الجماعية التي حدثت العام 2003 وأدت ليكون البشير ومن  مطلوبين  للمحكمة الجنائية الدولية.

2

اشرنا سابقا الى أن حرب دارفور كانت نتاجا للسياسات الخرقاء التي انتهجها نظام الانقاذ منذ انقلاب الإسلامويين المشؤوم في 30 يونيو 1989 ، عندما جاء الانقلاب كانت دارفور في ظروف ومتغيرات جديدة أدت لانفجار الأوضاع فيها، وجاء ملتقي الفاشر فبراير 2003 بعد انفجار الاحداث، لكن الحكومة لجات للحل العسكري، مما أدى لتلك المأسأة الانسانية، اضافة لعدم الحل الشامل باعتبار أن ما يجري في دارفور جزء من مشكلة السودان الكلية، ويجب أن ينظر اليها قوميا في اطار الحل السياسي الشامل، وصولا الي سلام حقيقي وتنمية متوازنة  وعدالة لكل انحاء السودان.

3

إضافة إلى أن الحكومة  لم تنزع سلاح الجنجويد، وتم التهاون مع مجرمي الحرب، وتم تقنين الجنجويد دستوريا، وادخاله العاصمة، واستحواذه على مواقع سيادية وعسكرية، أدي لاندلاع الحرب في سباق الصراع على السلطة والثروة، بين حميدتي والبرهان، بعد أن اصبح لحميدتي قوى عسكرية، وثروة راكمها من دعم الاتحاد الاوربي لمنع الهجرة، وحرب اليمن ومن الذهب حيث مُنح جبل عامر، ومن الميزانية المفتوحة التي خصصها البشير للجنجويد  الذين كان يطلق عليهم “حمايتي”، وشركاته مثل شركة الجنيد. الخ.

فدارفور، كما اشرنا سابقا، كانت المحطة التي انطلقت منها الحرب الى الخرطوم، لتتجدد مرة أخرى في دارفور، مما يتطلب:

–  وقف الحرب واسترداد الثورة التي كان شعارها في ميدان الاعتصام “ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور” في مواجهة دعاة التفرقة العنصرية والتطهير العرقي والابادة الجماعية وتقسيم السودان، والتمسك بوحدة وسيادة البلاد.

– الحل الشامل والعادل والتنمية  المتوازنة، ووحدة البلاد في دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن العرق او الدين أو اللغة أو الجنس والنوع.

– ترسيخ السلام والحكم المدني الديمقراطي وحل المليشيات (دعم سريع، مليشيات الكيزان، وجيوش الحركات)، وقيام الجيش القومي المهني الموحد.

– عودة النازحين لمنازلهم وقراهم والتعويض العادل لهم، وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.

– قيام المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهه في نهاية الفترة الانتقالية.

الوسومالبرهان البشير الجنجويد الجيش الدعم السريع السودان الفاشر المحكمة الجنائية الدولية تاج السر عثمان بابو حميدتي دارفور

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان البشير الجنجويد الجيش الدعم السريع السودان الفاشر المحكمة الجنائية الدولية حميدتي دارفور الإبادة الجماعیة الجنائیة الدولیة فی دارفور

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء العراق: نجحنا في تجنيب البلاد تداعيات الصراعات بالمنطقة

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن الحكومة ماضية في تنفيذ مشاريعها الوطنية واستكمال مسيرة البناء، مؤكداً نجاحها في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد رغم التحديات الداخلية والإقليمية.

وأوضح السوداني أن العراق تمكن من تجنيب نفسه تداعيات الصراعات التي تشهدها المنطقة، مشدداً على تطلع حكومته إلى إقامة علاقات متينة مع الأمم المتحدة تقوم على الاحترام المتبادل، بما يدعم جهود التنمية والاستقرار في البلاد.

دعا حاكم إقليم دارفور إلى تكثيف الدعم المحلي والدولي للجهود الهادفة إلى استعادة الأمن والاستقرار في السودان، مؤكداً أن حماية المدنيين تمثل أولوية قصوى في ظل الأوضاع الراهنة.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

جوتيريش: يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الجيش الروسي يستهدف مواقع للصناعة العسكرية والطاقة في أوكرانيا

واتهم الحاكم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات وصفها بالوحشية بحق المدنيين في إقليم دارفور، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الاعتداءات وضمان سلامة المواطنين وحمايتهم من العنف المستمر.

ولقى مواطن سوداني مدني مصرعه وتعرض آخرون للإصابة جراء هجوم للدعم السريع في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.

وأشارت مصادر سودانية إلى أن هجمات للجيش السوداني أسفرت عن تدمير ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع.

واستهدفت مُسيرات الجيش السوداني تستهدف عدة مواقع للدعم السريع في شمال كردفان.

وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق، بياناً قالت فيه إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت أمس مذبحة في مدنية كلوقي جنوب كردفان. 

وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً.

وأدان برنامج الأغذية العالمي الهجوم الذي استهدف شاحنة ضمن قافلة إنسانية شمال دارفور بغرب السودان، مطالباً بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان حماية المساعدات الإنسانية.

وقالت شبكة أطباء السودان، في وقتٍ سابق، إن الحصار المفروض على مدينتي الدلنج وكادوقلي يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.

وأضافت: "وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد خلال شهر بمدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان".

وقالت منظمة الهجرة الدولية، في وقتٍ سابق، إن تصاعد القتال في كردفان يُجبر سكانها على النزوح.

وذكرت مصادر سودانية أن هناك مواجهات اندلعت داخل مدينة بابنوسة في غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • حاكم دارفور يحدد خطوات لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة
  • تصعيد ميداني في شمال كردفان وتوسع للجيش السوداني نحو الجنوب
  • رئيس وزراء العراق: نجحنا في تجنيب البلاد تداعيات الصراعات بالمنطقة
  • حاكم دارفور يدعو لتكثيف جهود استعادة الأمن والاستقرار في السودان
  • انتهاكات وحشية..حاكم دارفور: أولويتنا حماية المواطنين من اعتداءات الدعم السريع
  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي: الإمارات أكبر ممول لحملة الإبادة الجماعية في السودان
  • الأمم المتحدة: المدنيين في دارفور وكردفان ما زالوا يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا
  • حرب السودان تخرج عن السيطرة
  • ارتفاع وتيرة العمليات النوعية التي تنفذها أوكرانيا ضد روسيا