“غزلان الشابي وبلاغة المعنى”… منتج أدبي جديد للشاعرة أحلام غانم
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
طرطوس-سانا
تتناول الشاعرة أحلام حسين غانم في كتابها الذي صدر مؤخراً، ويحمل عنوان (غزلان الشابي وبلاغة المعنى)، التجربة الشعرية لمجموعة من الشعراء التونسيين الذين تجمعهم اللغة العربية والأرض التونسية وهاجس التفرد والإبداع.
الكتاب الذي يقع على امتداد 144 صفحة من القطع المتوسط، هو نموذج للنقد التطبيقي، حسب حديث الشاعرة لمراسلة سانا، مشيرة إلى أنه إهداء لأبي القاسم الشابي الشغف بالشعر التونسي.
وتتحدث غانم في كتابها الصادر عن دار أمل الجديدة بدمشق، عن منجزات أربعة عشر شاعراً وشاعرة من خلال شعر كل واحد منهم، وما يتميز به، وأبرزهم الشاعر العربي “عادل بوعقة” الذي اعتمد في بحثه حسب غانم حركتي الاتصال والانفصال في آن معاً ليدافع بشعره عن الإنسانية وعن الأرض والكرامة والحرية.
وتناولت أيضاً التجربة المتفردة للشاعر (محمد بو حوش) والكثير من ومضاته المدهشة، والمجموعة النثرية (مهرة النور) للشاعرة (السيدة نصري) وجمالياتها ولم تغفل عن الشاعرة والروائية (لطيفة الشابي) وأسلوبها السردي الشعري الذي يظهر من خلال التضاد والإقحام ودرامية الحدث وغيرهم العديد من الشعراء التونسيين المتفردين بالأسلوب واللغة والأداء.
وبينت أن الهدف من كتابها تعريف القراء بنتاجات الأدباء في المغرب العربي وتحديداً في تونس الخضراء، حيث لا يزال الإرث التاريخي والحضاري ماثلاً في الكثير من ملامحها وفي الوجوه العروبية فيها.
يذكر أن الشاعرة أحلام غانم عضو اتحاد الكتاب العرب، ولها العديد من المشاركات في المهرجانات الدولية والمحلية، إضافة إلى شهادات التكريم والتقدير الثقافية.
نجوى العلي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الجزار .. رحيل الفنان و صمود التجربة
الجزار .. رحيل الفنان و صمود التجربة
محمد كبسور
استطاع الفنان السوداني الراحل محمد فيصل الجزار و عبر صوته الجميل و موسيقاه المتفردة ، كسر النمط الفني التقليدي الذي كان سائداً في السودان.
و في خلال وقت قصير، وصل الجزار بأغنياته ذات النكهة الشرقية و اللمسات الغربية لقلوب قطاع واسع من الشباب.
و عُرف الجزار بشغفه للموسيقى وإبداعه في تقديم أعمال فنية ذات جودة عالية، و هو ما جعله يحظى بشعبية كبيرة و احترام واضح.
استفاد الجزار من الوسائط الحديثة و ثورة الانترنت في توصيل أغنياته لجمهور عريض متجاوزاً المنابر الرسمية التي تفرض نوعاً من القيود علي أي منتج و ترهنه لذوق الحرس القديم.
و اللافت في تجربة الجزار انه انعتق من تأثير الفنانين محمود عبد العزيز و جمال فرفور و اللذين سبقاه في الظهور و أثّرا علي اغلب الفنانين الذين ترافق ظهورهم و صعود الجزار.
و لعل عامل الدراسة كان له أثره الكبير في حالة الجزار و في استقلالية أعماله الإبداعية، إذ درس التوزيع الموسيقي وهندسة الصوت. كما اظهر الجزار اهتمامًا خاصًا بالتفاصيل الموسيقية مثل الهارموني والزخارف الصوتية. و هو ما أعطي تجربته بعداً علمياً و جمالياً اضافياً و أسهم في تميزها و صمودها.
و كان الجزار من أوائل الفنانين الذين وظّفوا التكنولوجيا في الموسيقى، وهو ما أسهم في تطوير البنية الفنية لأعماله.
و لطالما لاحقت الجزار اتهامات من منافسيه علي شاكلة أن تسجيلاته لم تكن بصوته الحقيقي. و هو ما ظل ينفيه باستمرار و بشكل عملي من خلال ظهوره في الحفلات الحية.
يعتبر الجزار في ذات الخط الذي انتهجه ربشة و محمد الأمين و الهادي الجبل و شرحبيل احمد و غيرهم من الفنانين الذين اهتموا بنوع من الربط ما بين الموسيقي السودانية الخماسية و رصيفتها العربية ذات السلم السباعي.
و لعل تجربة الجزار قد شجّعت عدداً مقدّراً من الفنانين الشباب، خصوصاً الذين يغنون بمصاحبة آلة الجيتار، علي الانخراط في تعريب “او سبعنة” الغناء السوداني.
و لعل من أمثلة المتأثرين بنمط الجزار الفنان محمد عثمان و الذي ارتبط بثنائية غنائية رائعة مع الجزار و كانا جزءً من “فرقة السودانيين” التي حملت لونية الجزار و وضعت بصمة علي خارطة الغناء الجماعي في السودان.
تربّع الجزار علي عرش الأغنية لفترة من الزمن بدأت مع مطلع الألفية ، لكنه تراجع نسبياً لصالح مطربين آخرين. و إن لم يتراجع حضوره كملحن مميّز و موزّع بارع يمتلك طابع خاص و موسيقي مميّزة. كما صمدت تجربته من خلال ما لحنه من اغنيات لفنانين آخرين و من خلال الإعلانات التجارية اذ ارتبط اسمه
بإعلانات كبريات الشركات السودانية خصوصا قطاع الاتصالات، و هو ما عزز من شعبيته وأبقاه حاضراً في الذاكرة الجماعية.
ربما لم تعتني تجربة الجزار كثيراً بالمفردة المغناة، و لكن المؤكد انها اهتمت جداً بالتأليف و التوزيع الموسيقيين، و هو ما ظهر بوضوح في تناوله لمجموعة من الأغنيات القديمة و المدائح النبوية و محاولة تحديث موسيقاها، كما ظهر من خلال اغنياته الخاصة التي ارتكنت في نجاحها علي اللحن و الأداء و التوزيع.
وُلِد محمد فيصل سعد الملقب بـ”الجزار” عام 1986/1/31م في العاصمة السودانية الخرطوم. و نشأ و ترعرع في حي الصحافة شرق. و بدأ شغفه بالموسيقى باكراً، و دعمه بدراسة التوزيع الموسيقي و هندسة الصوت في مصر.
توفي الجزار صباح الأربعاء 14 مايو 2025 بمدينة القضارف شرقي السودان و التي انتقل إليها بعد اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم، حيث ترك خلفه مركزه المتخصص في الموسيقى والإنتاج الفني و منزله.
تغني الجزار بالعديد من الأغنيات التي حاول أن يضع فيها بصمته المجدِّدة مثل “يا غريب عن ديارك”، “أشوفك”، “أرحل”، “السويتو أنت”، “طار الكلام”، “ناديت عليك”، “من الأسكلا والحلا”،”إن شاء الله يضوي ليك”،”يا مارّة بي بابنا”،”ملك الطيور”، “أسمر جميل” (بتوزيع جديد لأغنية الفنان السوداني الكبير إبراهيم الكاشف)، و غيرها من أغنيات.
كما وزّع أعمالاً مدائحية بطابع عصري، مثل “مكاشفي القوم” و “بعد صليت”.
تعاون مع عدد من الفنانين الشباب أمثال طه سليمان، معتز صباحي، حسين الصادق. و قدّم الجزار مجموعة من الأعمال الغنائية التي لاقت رواجاً واسعاً، خاصة تلك التي جمعته بفنانات بارزات مثل أفراح عصام، نسرين هندي، سامية الهندي، الفنانة الإثيوبية حليمة.
نال الجزار احترام كبار الفنانين، واختاره الراحل محمود عبد العزيز للمشاركة في برنامج “مع محمود” بقناة الشروق.
يعد الجزار احد أبرز مؤسسي فرقة سودانيز باند.
و برغم موته المبكر و الفاجع إلا أن التاريخ سيكتب اسم الجزار من ضمن الفنانين المتمرّدين الذين أثّروا بنسبة مقدرة في تطوير الأغنية السودانية. و ستبقى أعماله شاهدًا على مسيرة فنية قصيرة، لكنها ثرية بالإبداع.
رحم الله محمد فيصل الجزار و اسكنه فسيح جناته.
الوسومالشاب الفنان رحيل كبسور محمد الجزار