الصهاينة .. وحشية مقززة وعنصرية لا مثيل لها!
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
استضافت قناة الجزيرة مباشرة قبل أيام “مسخاً” صهيونياً بدا في ثياب وهيئة سيدة تزعم أنها أم لشابة أسيرة لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
-حاول مذيع القناة جاهدا ومطولا واستخدم كل خبراته الإعلامية والمهنية استخراج تعاطف أو حتى شبه تعاطف مع نساء وأطفال فلسطين ممن تساقطوا قتلى وجرحى بعشرات الآلاف بصواريخ وقنابل الحقد الصهيوني من هذه السيدة التي تشدقت طويلا بأنها أم مثالية وقد ربت أولادها على قيم الحب والخير والسلام واحترام الآخر.
– فشل الإعلامي المصري المخضرم فشلا ذريعا ولم تجدِ احترافيته الإعلامية في تذكير ضيفته “الربل” بأولئك البشر من الرضع والخدج ممن قضوا بدم بارد في حضاناتهم بالمستشفيات المحاصرة والمحرومة من الوقود والكهرباء ومن كل الوسائل الضرورية المنقذة للحياة بقرار ظالم من حكومة بلادها المحتلة ولا بتلك المشاهد المروّعة لأشلاء وبقايا جثامين آلاف الأطفال والنساء من الفلسطينيين الأبرياء الذين هدمت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية منازلهم وأماكن نزوحهم على رؤوسهم ولا بأولئك الصغار المطمورين مع أمهاتهم تحت الأنقاض.
-كلمات وأسئلة المذيع اليائسة كانت تشي في آخر المقابلة بأنه لم يعد يطمح من هذه الأم “الدعيّة” أكثر من إعلان الرفض لقتل الأبرياء ممن لا علاقة لهم بالنزاع من أي طرف كان، وليس انتقاد وحشية حكومة نتنياهو كما كان يرجو في بداية اللقاء، فذلك بديهي ولن يكون مرفوضا من أي طرف مهما بلغ في تعصبه وعنصريته، لكنها أبدت إصرارا غريبا على الحديث فقط عن أولئك الإسرائيليين “المسالمين” الذين قتلهم من أسمتهم الإرهابيين في حماس صبيحة يوم السابع من أكتوبر، أما آلاف الأبرياء في غزة وفلسطين ممن تنكل بهم حكومة الاحتلال فلا يستحقون حتى مجرد التعاطف وأن حياتهم أرخص من كلمة عابرة قد تقال إنصافا لهم ولو على سبيل المجاملة والتجمّل الإعلامي أمام الرأي العام كما يفعل جو بايدن الذي “انفطر” قلبه أمس الأول وهو يشاهد صور القتلى من الأطفال بصواريخه وقنابله في مذبحة النازحين الفلسطينيين في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر.
-كل من تابع حديث هذه الصهيونية يدرك بوضوح أن العنصرية والشعور بالسادية والتعالي على الجنس البشري والإنسانية بأسرها ليس حكرا على الساسة والمتطرفين في المجتمع الصهيوني وإنما هو شعور عام وثقافة سائدة وممارسات وأخلاق وسلوكيات يتميز بها هذا الصنف من البشر على ما سواهم من بني آدم.
-المجتمع الصهيوني كيان لقيط يتسم فطريا بعنصرية وعقلية سادية تبيح لنفسها القتل والتدمير والسطو على حقوق الآخرين وسفك دماء الملايين من الأبرياء لإشباع رغبة الانتقام والشعور بالتعالي في نفوسهم المريضة وهي الحقيقة التي تأكدت حاليا مع عدوان حكومتهم الوحشي على قطاع غزة .
-تؤكد استطلاعات الرأي- التي نشرتها وسائل إعلام عبرية مؤخرا- أن غالبية الصهاينة يؤيدون قرارات وإجراءات حكومة الإرهابي بنيامين نتنياهو بالاستهداف العشوائي للأحياء السكنية وقصف المستشفيات وإخلائها والبطش بنزلائها من المرضى والجرحى والنازحين ومنع إمدادات الغذاء والدواء والكهرباء وكل وسائل الحياة الإنسانية عن قطاع غزة الذي يسكنه قرابة ثلاثة ملايين مدني، قتل العدوان منهم خلال 45 يوما عشرات الالاف معظمهم من النساء والأطفال ولا يزال يضيف إلى قائمة ضحاياه من المدنيين المزيد والمزيد دون أن يشبع أو يكتفي من الدماء والأشلاء ومن سماع صرخات الثكالى وأنين الجائعين وآهات الخائفين واستغاثات النازحين.
-عنصرية وعنجهية ووحشية وصلافة وصفاقة الكيان الصهيوني لا مثيل لها على وجه الأرض ولا يضاهيها شيء في العالم غير نفسية صهيوني البيت الأبيض الذي ما زال يرى في كل تلك المجازر و الفظاعات التي هزت الضمير الإنساني وآلمت كل شعوب العالم عملا مقبولا وشرعيا ويتفهم دوافعه ومنطلقاته وأهميته.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
(فؤادنا) الذي رحل
حينما كنت طالبا في الثانوية العامة بمدينة تعز، كان هناك شاب يكتب الشعر ويلقيه في المناسبات الوطنية او المساندة لقضيتنا العربية فلسطين، وكان الكثيرين يتحدثون عن فؤاد مطر الذي شعره لا يختلف كثيرا عن شعر الغاضب العربي احمد مطر..
لم اعرفه بشكل مباشر، حتى انتهيت من دراستي في إعلام جامعة صنعاء وبدأت العمل الصحفي، عرفته على المنابر في صنعاء شاعرا في الفعاليات وسمعت عنه خطيبا مفوها في جامع بجنوب العاصمة صنعاء، وتعرفت عليه أكثر في مؤتمرات الإصلاح العامة حيث كان يلقي أشعارا تحظى بتصفيق من قبل الحاضرين في الجلسات الافتتاحية لتلك المؤتمرات الإصلاحية.
لم يقف الأمر عند ذلك، لكن سمعت عن ذات الشاب الشاعر والخطيب المفوه انه ناشط مجتمعي ويقدم الخدمات لشباب وناس الحي الذي يسكن فيه، الي ان تعرفت عليه في صحيفة الصحوة بعدما تعرض له من اعتقال من قبل السلطات الأمنية بسبب خطبه الغاضبة من الأوضاع المتردية، وكان الكثير من الأصدقاء يحدثونني عن خطبه التي يتوافدون لحضورها في جامعه من مختلف مناطق العاصمة صنعاء.
كان الجميع قد تعودوا على قصائده الجميلة التي يلقيها في افتتاح مؤتمرات الإصلاح العامة، وحتى كان حضوره وطنيا في خطبه وشعره في ٢٠١١ من على منبر ساحة التغيير في الستين، كان الكثيرين يحرصوا على الحضور لسببين حماسهم لثورة ١١ فبراير وتأييدها وأيضا للاستماع لعدد من الخطباء الذين يعبرون عن مطالبهم وفي مقدمتهم فؤادنا الجميل ذو الجسم النحيل والكلام العذب واستخدام فنون اللغة الجميلة الفارس في محرابها.
خلالها ألتقينا لقاءات معدودة في أماكن عدة حتى كان آخر لقاء لي به في مدرسة نعمة رسام عام ٢٠١٥ حينما كنت ناطقا للمقاومة الشعبية بمدينة تعز، لم يزد الأمر على المشاركة في الحديث للصحفيين برفقة الشيخ حمود المخلافي والشهيد ضياء الحق الاهدل، وانقطعنا عن بعض باستثناء تواصل محدود عبر الفيسبوك وحينها وصلتني اخباره عن مرضه وخضوعه لعملية زراعة كلى، حتى كان تواصلي الأخير به تلفونيا وهو في تعز لأجل خدمة لصديق ولم يخذلني فيها بالتواصل معه والسعي لخدمته، وحينما زرت تركيا مؤخرا كنت عازم على التواصل معه واللقاء به فإذا بي اسمع بالصدفة انه تم نقله إلى القاهرة وحالته خطيرة.
كان فؤاد نموذجا للشاب الثائر والإصلاحي المنفتح على مختلف شركاء العمل السياسي كانت بوصلته موجهة نحو الظلم والفساد والفشل ايا كان نوعه ويخاصم سياسيا بأخلاق وقيم قل ان تجدها لدى فرقاء العمل السياسي، لم يقل كلاما جارحا في حق أيا من خصومه ولكنه انتقد وعارض وفق قواعد الديمقراطية المتعارف عليها.
كان فؤاد الحميري مربيا فاضلا وعرفت ذلك من خلال الشباب الذين تعلقوا به وتعلموا على يديه وداعية وسطي وخطيبا غير تقليدي يطوع اللغة الجميلة لإيصال رسالته الوعظية ومقارعة الظلم الجبروت وثائرا يعبر عن ملايين اليمنيين وخاصة شريحة الشباب وشاعرا مفوها كتب قصائده القصيرة والطويلة لأجل القضية التي حملها في وطنه اليمني وامته العربية والإسلامية.
حالة الحزن التي طفت علي سطح الوسائط الاجتماعية تؤكد ان فؤاد الحميري لم يكن صوت معبر عن نفسه وحتى حزبه ولكنه يعبر عن اوجاع وآلام وطموحات واحلام اليمنيين، رحمة الله تغشاه واسكنه فسيح جناته وتعازينا لكافة أسرته واحبائه ومحبيه داخل الوطن اليمني وخارجه.