((عدن الغد )) خاص


شهدت منطقة الشرق الأوسط مؤخرا تصعيدا جديدا بإعلان جماعة الحوثي، أمس الأحد، احتجاز "سفينة شحن إسرائيلية" جنوبي البحر الأحمر واقتيادها إلى ميناء على الساحل الغربي لليمن.

ولم يكشف بيان الجماعة موقع السفينة "غالاكسي ليدر" حاليا، لكن وكالة "فرانس برس" قالت إن الحوثيين نقلوها إلى ميناء الصليف في الحديدة.

السيناريوهات المحتملة

 


ويتوقّع خبيران عسكريان السيناريوهات التي قد تتم عقب الواقعة، ففي الوقت الذي حذّر فيه خبير عسكري من تداعيات اختطاف سفينة الشحن، وهو الأمر الذي قد يدفع المجتمع الدولي لتشكيل شبه تحالف لحماية الملاحة كما حدث في الصومال، توقّع الآخر عدم تطوّر الأمر والاحتواء السريع عبر القنوات الدبلوماسية بين إيران وأميركا.

في وقت سابق، قالت إسرائيل إن الجماعة احتجزت سفينة في البحر الأحمر، لكنها "ليست مملوكة لإسرائيليين وليس من بين طاقمها إسرائيليون"، وكانت ترفع عَلم جزر الباهاما.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنّ السفينة "غادرت تركيا في طريقها إلى الهند، وأفراد طاقمها مدنيون من جنسيات مختلفة، وليس من بينهم إسرائيليون.. إنها ليست سفينة إسرائيلية".

واعتبر أن "خطف سفينة شحن من قبل الحوثيين قرب اليمن في جنوب البحر الأحمر، حادث خطير للغاية وله عواقب عالمية".

 

المحلل العسكري، العقيد أحمد حمادة، قال في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن جماعة الحوثي هي إحدى أذرع إيران في المنطقة، وتريد تصدير اختطاف السفينة باعتباره انتصارا، لكن دعم القضية الفلسطينية ليس بالأعمال المخالفة للقانون الدولي وتهديد الملاحة، ويضيف:

الحلف الإيراني الذي تحدّث عن وحدة الساحات وتحرير القدس، وجد نفسه في ورطة، ولم يكن أمامه للحفاظ على خطاباته الشعبوية إلا القيام ببعض الأعمال المضبوطة ضد إسرائيل بضرب بعض الصواريخ والمسيّرات.
استيلاء جماعة الحوثي على سفينة تجارية لا يخدم القضية الفلسطينية، بل قد تسهم هذه الخطوة في تعقيد المَشهد، لأن ردود الفعل الدولية باعتبار جماعة الحوثي "قراصنة" ستتجه إلى حماية الممرّات، وقد تسعى للسيطرة على باب المندب، وهذا يسيء للمنطقة.
إيران تقاتل بأذرعها لتحصد النتائج وتقايض بها لمصلحتها، وهناك تهديدات للحوثيين وحزب الله من قبل إسرائيل على أعمالهما العسكرية ضد إسرائيل.
لا أتوقّع أن تتدخّل الولايات المتحدة بشكل مباشر، لكن ربما يكون هناك شبه تحالف لحماية الملاحة، كما حصل في الصومال من قبل، ومن المرجّح تعزيز الدفاعات الأميركية والإسرائيلية ونشر سفن.
الولايات المتحدة لا تريد حربا مفتوحة، فالمليشيات الإيرانية منتشرة وتضرب القواعد الأميركية، كما أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، في سنة حاسمة وعلى أبواب انتخابات.
احتواء سريع

من جهته، يتوقّع المحلل العسكري، مالك الكردي، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، احتواء الموقف سريعا عبر القنوات الدبلوماسية لإسرائيل والولايات المتحدة مع إيران، وإنهاء الأمر بانتهاء التحقيق الذي تجريه القوة البحرية الحوثية، وإيجاد تبرير لذلك، ويقول:

معلوم للجميع أن جماعة الحوثي هي إحدى أذرع إيران في المنطقة والتي تتحرّك بإيحاء منها، والبحر الأحمر الذي توجد به عدة قطع بحرية للولايات المتحدة ولدول أخرى تشاطئ البحر، ليس بالسهولة أن تقوم أي جهة بمهاجمة سفينة لأي دولة أخرى، وأظن أن هذه العملية تأتي في إطار مسرحيات الاستعراض.
في جميع الأحوال، لن يتطوّر الأمر لاختطاف سفن وحرب ناقلات في البحر الأحمر أو في بحر عدن، لأن المنطقة مراقبة بشكل دقيق من قوات بحرية متعدّدة الجنسيات، وسيتم التركيز خلال هذه الفترة على مراقبة تحركات السفن الحوثية العسكرية والمدنية.
مِن المستبعد أن يكون هناك رد مباشر للردع يقود إلى توتّر المنطقة، وهو الذي تتحاشاه الولايات المتحدة، في وقتٍ تركّز جهودها على حركة حماس، وتعاني من رفض شعبي عالميا ومتزايد لسياستها الداعمة لإسرائيل.
 

قال المتحدّث باسم الحوثيين في اليمن، يحيى سريع، الأحد، إن الجماعة تستهدف جميع السفن التي تملكها أو تديرها شركات إسرائيلية أو التي ترفع العلم الإسرائيلي.

ودعا سريع، عبر قناة الجماعة على "تلغرام"، جميع دول العالم إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن وتجنّب الشحن على متن هذه السفن أو التعامل معها.

وسبق لزعيم الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، أن قال إن قواته ستواصل الهجوم على إسرائيل، وقد تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ومنذ هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، وما أعقبه من قصف إسرائيلي متواصل على غزة، أعلن الحوثيون تنفيذ سلسلة عمليات بالصواريخ والمسيّرات على جنوب إسرائيل، في أول انخراط لهم في حرب إقليمية، لكنّ تل أبيب أكدت غالبا أنها اعترضت هذه المقذوفات.

وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، "بشدة الهجوم الإيراني على سفينة دولية"، متّهما الحوثيين بخطف "السفينة المملوكة لشركة بريطانية وتديرها شركة يابانية، بناءً على تعليمات إيرانية".

وأوضح نتنياهو أن "على متن السفينة 25 فردا من طاقم من جنسيات مختلفة، من بينهم أوكرانيون وبلغاريون وفلبينيون ومكسيكيون"، مؤكدا أنه "لم يكن هناك أي إسرائيلي على متنها".

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: البحر الأحمر جماعة الحوثی

إقرأ أيضاً:

غارات إسرائيلية على موانئ يمنية والحوثيون يطلقون صاروخيْن على تل أبيب

قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثي إن "غزة ليست وحدها واليمن لا ينام على ضيم"، مهدداً بأن "من يعتدي على القطاع وعلينا، لن ينعم بالهدوء". اعلان

نفذ الجيش الإسرائيلي، فجر الاثنين، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، شملت موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، إلى جانب محطة كهرباء رأس الكثيب. ووفق بيان رسمي، أسقط سلاح الجو نحو 60 قنبلة على تلك الأهداف، في إطار ما سُمّيت عملية "الراية السوداء"، بينما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بجعل الحوثيين "يدفعون ثمناً باهظاً".

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الموانئ المستهدفة تُستخدم لتهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين، متّهماً الجماعة بتسخير هذه الموارد لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل وحلفائها في المنطقة. كما أعلنت تل أبيب أنها استهدفت سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المحتجزة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مدعية أن الحوثيين قد حوّلوها إلى منصة رادار بحرية لمراقبة حركة الملاحة في البحر الأحمر.

رد حوثي صاروخي

في المقابل، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) إطلاق صاروخين باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما دفع صفارات الإنذار إلى الانطلاق في عدة مناطق داخل إسرائيل. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه عمل على اعتراض الصواريخ وأن التحقيقات جارية لتقييم نتائج عملية الاعتراض.

وتعليقاً على الهجمات، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين إن "غزة ليست وحدها واليمن لا ينام على ضيم"، مهدداً بأن "من يعتدي على غزة وعلينا، لن ينعم بالهدوء".

Relatedحصيلة صادمة: قتلى "حملة ترامب" في اليمن تضاهي 23 عامًا من الضربات الأميركية على البلادمن غزة إلى اليمن وقبلهما إيران.. هل يحتمل الجيش الإسرائيلي القتال على كل الجبهات؟ هجوم مسلح على سفينة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمنهجوم مسلح جديد على سفينة في البحر الأحمر

جاء هذا التوتر بعد يوم واحد من هجوم مسلح استهدف سفينة تحمل علم ليبيريا قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليمن، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها وغمرها بالمياه، وإجبار طاقمها على مغادرتها. وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة "أمبري" للأمن البحري بأن المسلحين استخدموا ثمانية زوارق صغيرة مزودة بقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة، لمهاجمة السفينة التي كانت تبحر على بُعد 94 كيلومتراً من ميناء الحديدة.

وبحسب تقارير دولية، نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية منذ نوفمبر 2023، تسببت في غرق سفينتين والاستيلاء على ثالثة، وأسفرت عن مقتل أربعة بحارة على الأقل. هذه الهجمات أدت إلى تغييرات استراتيجية في خطوط الملاحة العالمية، حيث اضطرت شركات شحن عديدة إلى تجنب المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس، التي تمثل نحو 12% من حركة التجارة البحرية العالمية، واللجوء إلى طرق بديلة عبر رأس الرجاء الصالح، رغم كلفتها العالية.

التصعيد يتقاطع مع تحولات إقليمية ودولية

يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد الشرق الأوسط لحظة حرجة، حيث أن وقف إطلاق نار محتمل في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية على المحك، ووسط حالة ترقّب حول نوايا إيران بشأن استئناف المحادثات النووية، بعد تعرض منشآتها الحساسة لغارات أميركية في سياق الحرب المفتوحة مع إسرائيل.

وفي ظل هذه التعقيدات، توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد أطلقت، منذ مطلع 2024، ضربات جوية ضد الحوثيين في محاولة لردع هجماتهم البحرية. إلا أن ترامب أعلن، في مايو الماضي، تعليق العمليات العسكرية الأميركية في اليمن بموجب اتفاق توسطت فيه سلطنة عُمان، نص على تجنب استهداف متبادل يشمل السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • غارات إسرائيلية على موانئ يمنية والحوثيون يطلقون صاروخيْن على تل أبيب
  • هجوم مسلح على سفينة قرب ساحل الحديدة
  • سفينة تغرق.. والرسالة تطفو: الحوثيون يختبرون الخطوط الحمراء
  • بعد هجوم مسلح.. سفينة تجارية على وشك الغرق قبالة الحديدة
  • هجوم على سفينة قبالة سواحل البحر الأحمر باليمن
  • هيئة بريطانية: سفينة تبادلت النيران مع مهاجمين قبالة سواحل غربي اليمن
  • هجوم مسلح على سفينة في البحر الأحمر
  • إطلاق نار على سفينة قرب الحديدة اليمنية.. والعملية لا تزال مستمرة
  • عاجل. هجوم مسلح على سفينة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن
  • نيران غامضة في البحر الأحمر.. هجوم مسلح على سفينة قرب الحديدة وسط تكتم حول التفاصيل