بعد 45 يوماً من القصف.. كيف تسير الحياة في شمالي غزة؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
وسط الظلام الدامس في شمال غزة جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، رصد مراسل شبكة سي إن إن الأمريكية ما تم الكشف عنه بجوار محيط مستشفى الشفاء، وذلك برفقة مركبات الجيش الإسرائيلي، حيث رصد أجواء الحياة كيف تسير عقب القصف المستمر منذ 45 يوماً.
وأكدت الشبكة الأمريكية أنه تم رصد فتحة لنفق تم الكشف عنه حديثاً في مجمع مستشفى الشفاء التي تعتبر أكبر منشأة طبية في قطاع غزة، وذلك بعد رحلة طويلة بداية من السياج الحدود عند قطاع غزة مع إسرائيل.
وقال مراسل الشبكة "كانت محطتنا الأولى من على شاطئ البحر المتوسط، حيث أقام الجيش الإسرائيلي منطقة انطلاق، ومن هناك، انتقلنا إلى ناقلات الجنود المدرعة مع العديد من المراسلين الآخرين حتى الكيلومتر الأخير من المستشفى. وكان المنظر الوحيد في الخارج يأتي من خلال شاشة الرؤية الليلية، وكان مستوى الدمار صادماً".
لا حياة في غزةوقال مراسل سي إن إن "داخل مدينة غزة، كانت البقايا الهيكلية للأبراج السكنية والمباني الشاهقة تملأ شوارع المدينة الخالية، حتى لو تمكنا من التحدث إلى الفلسطينيين أثناء تواجدنا مع الجيش الإسرائيلي، لم يكن هناك أحد للتحدث معه".
وأضاف "عندما خرجنا من السيارة المدرعة، كان الظلام الدامس يحيط بنا. ولم يُسمح لنا باستخدام أضواءنا الحمراء إلا للانتقال إلى مبنى مجاور، حيث انتظرنا حتى قامت القوات الإسرائيلية الموجودة على الأرض بتأمين المنطقة. وكان عمود النفق قريباً جداً، لكنه كان مكشوفًا بالكامل".
وقال القائد المسؤول عن المجموعة المقدم توم، "إن هذا النفق أكبر بكثير من النفق الآخر الذي رآه من قبل. وأضاف "هذا نفق كبير". “لقد واجهت أنفاقًا في عام 2014 في عملية الجرف الصامد، وكنت قائد سرية وهذا النفق أكبر حجمًا من النفق العادي”.
وتابع المراسل "كنا نتوقع سماع صوت القتال بمجرد دخولنا مدينة غزة نفسها. وبدلاً من ذلك، سمعنا صمتاً شبه كامل، وسمعنا صوت نيران الأسلحة الصغيرة من بعيد مرة واحدة فقط خلال تواجدنا في المستشفى، والتي دامت حوالي 45 دقيقة، وكان من المستحيل معرفة مدى بعده، وكان الصمت يجعل الظلام يشعر بمزيد من القمع".
وأشار المراسل إلى أنه كان الوقت يقترب من منتصف الليل حين وصلوا إلأى فتحة النفق المكشوفة، ووعد الجيش الإسرائيلي بتقديم "أدلة ملموسة" على أن حماس تستخدم مجمع المستشفيات فوق الأرض كغطاء لما وصفه بالبنية التحتية الإرهابية تحته.
CNN visits exposed tunnel shaft IDF believes is part of larger network under hospital pic.twitter.com/MaOZQyErl4
— TV MOKO (@GospelfestCROIX) November 19, 2023 ماذا كان داخل النفق؟بالوقوف على حافة عمود النفق، كان من الواضح أن الهيكل نفسه كان كبيراً. وفي الأعلى، بقايا سلم معلقة فوق حافة الفتحة. وفي وسط العمود الدائري، كان هناك عمود مركزي يشبه مركزاً لدرج حلزوني. امتد العمود نفسه إلى مسافة أبعد مما يمكننا رؤيته، خاصة في الضوء الخافت لمصابيحنا الأمامية.
وقال المراسل "أظهر مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي من داخل البئر درجًا حلزونيًا يؤدي إلى نفق خرساني. وقال الجيش الإسرائيلي إن عمود النفق يمتد إلى الأسفل حوالي 10 أمتار ويمتد النفق لمسافة 55 متراً. وفي نهايته باب معدني بنافذة صغيرة".
فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري: “نحن بحاجة إلى هدم المنشأة الموجودة تحت الأرض التي وجدناها”. “أعتقد أن قيادة حماس تتعرض لضغوط كبيرة لأننا وجدنا هذه المنشأة، وسنقوم الآن بهدمها. وسوف يستغرق منا الوقت. سنفعل ذلك بأمان، لكننا سنفعله”.
وأضاف لشبكة سي إن إن "يمكن القول إن هذا هو الدليل الأكثر إقناعاً حتى الآن على أن الجيش الإسرائيلي عرض احتمال وجود شبكة من الأنفاق أسفل المستشفى. ولا يثبت دون أدنى شك أن هناك مركز قيادة تحت أكبر مستشفى في غزة، لكن من الواضح أن هناك نفقاً في الأسفل. إن رؤية ما يتصل بهذا النفق أمر بالغ الأهمية".
ونفت حماس مراراً وتكراراً وجود شبكة أنفاق أسفل مستشفى الشفاء. وقال مسؤولو الصحة الذين تحدثوا مع شبكة سي إن إن الشيء نفسه، وأصروا على أنها مجرد منشأة طبية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی سی إن إن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي شريك رئيسي في إنشاء المزارع الاستيطانية بالضفة الغربية
القدس المحتلة- كشف ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تعاون وثيق بين المؤسسة العسكرية والمستوطنين في إنشاء بؤر استيطانية زراعية في الضفة الغربية المحتلة، وذلك منذ تولي آفي بلوط قيادة المنطقة الوسطى.
كما كشف الضابط، الذي صرّح للإعلام الإسرائيلي دون الكشف عن اسمه، عن تخصيص مبالغ كبيرة من موازنة وزارة الدفاع الإسرائيلية لدعم المشروع الاستيطاني، عبر تعزيز الأمن والبنية التحتية في المستوطنات والبؤر الجديدة والمزارع الفردية للمستوطنين بالضفة الغربية.
يأتي هذا التطور في سياق توسّع ممنهج للمشروع الاستيطاني، يتقاطع مع الخطة الحكومية التي أعلنها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والهادفة إلى تخصيص 2.7 مليار شيكل (نحو 850 مليون دولار) لإقامة 17 مستوطنة جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
تخصص الخطة الاستيطانية الجديدة التي أعلنها سموتريتش أكثر من 1.1 مليار شيكل (375 مليون دولار)، لتعزيز المستوطنات الموجودة أو إقامة أخرى جديدة، حيث تخصص 660 مليون شيكل (296 مليون دولار) لتأسيس 17 مستوطنة جديدة، و338 مليون شيكل (106 ملايين دولار) لتطوير 36 بؤرة استيطانية وزراعية.
وتشمل الخطة إنشاء مستودعات استيعاب بالكرفانات، ودعم مالي للمستوطنات الحديثة والقديمة، وتأهيل البنية التحتية، إضافة إلى ميزانيات لحماية الطرق والحافلات، مع توقع زيادات لتعزيز الأمن والأسوار الذكية والكاميرات.
إضافة إلى ذلك، تنص الخطة الحكومية على نقل 3 قواعد عسكرية إلى شمال الضفة، في خطوة تعيد الجيش إلى مواقع كان قد أخلاها سابقا بموجب اتفاقيات أوسلو، بما يعكس إستراتيجية طويلة الأمد لتعزيز البنية التحتية الاستيطانية وترسيخ السيطرة على مناطق جديدة.
إعلانوتتضمن الخطوات المعلنة نقل مقر لواء "منشيه" وقاعدتين عسكريتين إضافيتين إلى محيط مستوطنة "شانور"، في إطار توجه إسرائيلي لإعادة تثبيت وجود عسكري دائم يوازيه توطين وإحياء النشاط الاستيطاني في تلك المنطقة.
ميزانيات أمنية
وفي إطار دعم هذه الخطة، خصص وزير الدفاع يسرائيل كاتس مئات ملايين الشواكل لتعزيز المنظومة الأمنية في المستوطنات الجديدة، بما يشمل إقامة أسوار ذكية، ومحطات لتجميع المعدات والكرفانات، وأنظمة مراقبة وكاميرات، إلى جانب تدابير أمنية أخرى، ما يعكس انخراط المؤسسة الأمنية بشكل مباشر في توسيع وتعميق الاستيطان بالضفة الغربية.
وفي سياق التنسيق بين المشروع الاستيطاني والمؤسسة الأمنية، توصل وزير الدفاع كاتس ووزير المالية سموتريتش، الذي يمتلك بدوره صلاحيات واسعة بوزارة الدفاع فيما يتعلق بالمشروع الاستيطاني في الضفة، إلى اتفاق على ميزانية دفاعية بقيمة 112 مليار شيكل (35 مليار دولار) لعام 2026، أي أقل بمقدار 32 مليار شيكل عن المطالب الأصلية التي كانت تصل إلى 144 مليار شيكل (45 مليار دولار).
يشار إلى أنه منذ 2015، تمنح الحكومة منحة أمنية للمجالس الإقليمية الاستيطانية بالضفة تتراوح ما بين 7.4 و10.1 ملايين شيكل، لكنها ارتفعت فعليا بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، لتصل إلى قيمة تتراوح ما بين 35.5 و39.2 مليون شيكل سنويا.
كما تضاعفت المنحة الإضافية السنوية المقدمة للمستوطنات، من 34 مليون شيكل إلى 76.8 مليون شيكل في العام المقبل، حسب بيانات حركة "السلام الآن".
وتظهر هذه المعطيات الدور المباشر للجيش في إقامة البؤر الاستيطانية الزراعية وتوفير الحماية لمحيطها، بما يمكّن المستوطنين من ترسيخ وجودهم في المناطق الرعوية والزراعية، ويقيّد وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم المجاورة لتلك المزارع.
وأوضح الضابط الذي كشف عن دعم الجيش للمزارع الاستيطانية، في مقابلة مع برنامج "زمان إيميت" على القناة الإسرائيلية "كان-11" بثت هذا الأسبوع، أن العمل على إنشاء المزارع الاستيطانية بدأ فعليا منذ تموز/يوليو 2024، في إطار آلية منظمة وبتنسيق كامل مع قيادة الجيش.
وقال إن الجيش لم يعد يقف عند حدود التعامل مع البؤر الاستيطانية كأمر واقع، بل بات شريكا في التخطيط المسبق لإقامتها بالضفة الغربية.
وبيّن الضابط أن الوضع كان مختلفا خلال فترة قيادة العقيد يهودا فوكس للمنطقة الوسطى، حيث كانت المزارع الاستيطانية تقام بشكل مفاجئ وبدون أي تنسيق مع الجيش، ما كان يفرض على القوات التعامل معها كأمر واقع بعد حدوثه، وكشف أن توليه منصبه تزامن مع تعيين الضابط إليتسور طرابلسي مسؤولا مركزيا عن ملف المزارع الاستيطانية.
ويقوم طرابلسي -وفق الضابط- بدور أساسي يهدف إلى إبقاء قائد المنطقة بعيدا عن التفاصيل المباشرة، إذ يزور المواقع المخصصة للمزارع، ويجري مقابلات مع المستوطنين الذين وضعوا اليد على الأراضي، ويقوم بجولات استطلاعية لتقييم الظروف قبل بدء التنفيذ.
إعلانوبعد هذه المعاينات، يطلع قائد اللواء على المستجدات، وترسل له الخرائط اللازمة، ثم يرفع الملف إلى الجنرال المسؤول الذي يمنح الموافقة النهائية لإقامة المزرعة الاستيطانية أو المزرعة الفردية، في عملية تتسم بالتنسيق التام بين المستويات العسكرية المختلفة.
وأكد الضابط أن العملية "ليست مجرد تنسيق ميداني آني" بل هي "منظومة عمل متكاملة" تشمل الفرقة واللواء الإقليمي، الذي يصدر بدوره أمرا واضحا يحدد انتشار القوات، وآليات الحماية، وترتيبات إنشاء المزرعة، وعدد الكرفانات المستخدمة، مما يجعل إقامة هذه المزارع عملية منظمة ومدعومة رسميا من قِبل الجيش الإسرائيلي.
دور الجيشوفي السياق نفسه، كشف فريق أول في الجيش لصحيفة "هآرتس" أن إقامة المزارع الاستيطانية الزراعية تتطلب مشاركة مباشرة من الجيش الإسرائيلي، حيث يخصص لكل مزرعة مجموعة من الجنود لتوفير الحراسة والحماية، إلى جانب المستوطنين المقيمين في المزارع أو في التجمعات الاستيطانية القريبة، إضافة إلى عناصر من قوات الاحتياط.
وأوضح أن كل مزرعة استيطانية يخصص لها عادة ما بين 4 إلى 5 جنود، ومع وجود أكثر من 100 مزرعة تعمل بالآلية ذاتها في الضفة، فإن عدد العناصر المكلفين بحمايتها يتجاوز 500 عنصر، وهو ما يعادل كتيبة عسكرية كاملة.
وأشار إلى أن إقامة هذه المزارع غالبا ما يتسبب في احتكاكات سريعة التصاعد، ما يضطر الجيش إلى نشر قوات إضافية للسيطرة على الموقف.
ووصف المشهد بأنه دورة لا تنتهي، قائلا: "تنشأ المزرعة، فتندلع الاحتكاكات، ثم تتوسع لتصبح بؤرة استيطانية، ومع الوقت تتحول إلى مستوطنة كاملة، إنه مسلسل متواصل لا يتوقف".
وأضاف أن الجيش منخرط عمدا في هذه الأنشطة "رغم كونها غير قانونية ولا تندرج ضمن المهام الرسمية للمؤسسة العسكرية"، حسب قوله.
واستندت المعلومات عن الدور المباشر للجيش في إقامة البؤر الاستيطانية إلى تحذير صدر عن مسؤول عسكري رفيع في مارس/آذار الماضي، أشار فيه إلى أنه منذ بداية عام 2024 وحتى الآن تم توثيق أكثر من 200 مخالفة بناء في المشروع الاستيطاني، من بينها 36 مزرعة جديدة وعدة بؤر استيطانية.
ولفت إلى أن المقلق في الأمر هو أن "معظم هذه المزارع تُقام بعلم وموافقة جهات عسكرية مختلفة" وفق شهادات القائمين عليها، كما أوضح أن عمليات الإنشاء ترافقها غالبا قوات من الجيش تتولى تأمين مواقع البناء وشق الطرق وتوفير الغطاء لأعمال التطوير المرتبطة بتثبيت هذه المزارع الاستيطانية على الأرض.