مرض الاكتئاب..5 خطوات يجب اتباعها لمحاربة حالة الحزن
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتزايد حالات الاكتئاب في الولايات المتحدة. وإذا كنت لا تعاني من هذه الحالة، فمن المؤكد أنك تعرف شخصًا ما يعاني منها.
وأبلغ نحو 18% من البالغين في الولايات المتحدة، أي أكثر من 1 من كل 6 أشخاص، أنهم يعانون حاليًا من الاكتئاب أو يتلقون علاجًا للاكتئاب، وفقًا لبحث أجرته شركة "غالوب" لاستطلاعات الرأي في عام 2023.
وفي عام 2015، عندما بدأت شركة "غالوب" لأول مرة في جمع المعلومات حول هذا الموضوع، بلغت النسبة أقل من 11%.
وتظهر بيانات "غالوب" أن الاكتئاب السريري كان يرتفع ببطء في البلاد قبل ظهور جائحة "كوفيد-18"، لكنه نما بشكل أسرع بعد تلك الفترة، في خضم العزلة الاجتماعية، والشعور بالوحدة، والخوف من العدوى، والإرهاق النفسي، وتعاطي المخدرات، وتعطيل رعاية الصحة النفسية.
وترتفع المعدلات بين النساء والشباب والبالغين من السود واللاتينيين بشكل أسرع.
بالنسبة للمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، فإن الإحصائيات تُعد وخيمة أيضًا. ووفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن 5 ملايين طفل في هذه الفئة العمرية، أي ما يزيد قليلاً عن 20%، تعرضوا لنوبة من الاكتئاب الشديد في عام 2021 (آخر سنة تتوفر فيها البيانات).
من جانبه قال الطبيب النفسي تشارلز رايسون، وهو أستاذ البيئة البشرية والطب النفسي بجامعة ويسكونسن ماديسون، "ليس هناك شك في أن حالات الاكتئاب، والقلق، والانتحار، وتعاطي المخدرات آخذة في الارتفاع في الولايات المتحدة... ربما لمدة 20 أو 25 عامًا، وربما لفترة أطول".
ولفت رايسون إلى أن "الارتفاع ليس متساويا بين جميع الفئات العمرية، والأشخاص الذين يعانون حقًا هم فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، حيث الزيادة المثيرة للقلق حقًا".
وفي حين أن ارتفاع معدلات الاكتئاب بين الأمريكيين أمر مثير للقلق، فإن ما يثير القلق أيضًا هو صعوبة تحديد السبب وراء هذه الحالة، إذ لا يمكن اكتشف الحالة خلال فحص سريري، ولا يمكن قياس خطورتها بدقة.
وأكد رايسون أن محاولة القيام بأي نشاط عندما تكون مكتئبًا تُعد أشبه بمعركة شاقة.
إليكم، خمس نصائح يقدمها رايسون للرعاية الذاتية خلال حالات الاكتئاب: الالتزام بالحصول على المساعدةحدد موعدًا مع اختصاصي الصحة النفسية، إذ أوضح رايسون أنه "إذا كنت تشعر بالإحباط بشكل متواصل، أو فقدت الاهتمام بالحياة، أو تغيرت جودة نومك وشهيتك، أو شعرت باليأس، أو تراودك أفكار حول إيذاء نفسك، فإن هذه الأعراض تشير إلى الاكتئاب".
ويُعد الحصول على المساعدة أمرًا مهمًا بشكل خاص، إذا كنت قد عانيت من هذه الأعراض لأكثر من شهر.
وقال: "كل من يعاني من الاكتئاب يعلم أن وجود طبيب يمكن أن يساعدك، إما بالعلاج النفسي أو الأدوية".
تدخلات نمط الحياةمن الواضح أن ما هو مفيد للجسم مفيد للدماغ أيضا، إذ قال رايسون: "حاول حقًا أن تمارس الأنشطة التي قد تمارسها من أجل صحتك البدنية"، مضيفًا: "كثيرًا ما أنصح بالتفكير في الأنشطة التي تساعد صحة القلب والقيام بها من أجل صحة الدماغ، مثل إدارة وزن الجسم، وتناول الأطعمة الصحية، والحصول على قسط كاف من النوم، وممارسة ما يكفي من التمارين الرياضية، والتعرض لأشعة الشمس".
كن محاطا بالناسحاول الحفاظ على علاقات وثيقة، وقد يشكل ذلك تحديا صعبًا للغاية عندما تكون مكتئبًا، إذ أوضح رايسون: “ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو محاولة تقوية علاقاتنا الشخصية مع الآخرين”، مشيرًا إلى أنه "إذا كانت لديك علاقات داعمة مع أشخاص آخرين، فهذا يعد عاملا وقائيا كبيرا ضد الإصابة بالاكتئاب. كما يعد عاملا يمكن أن يساعدك في التغلب على الاكتئاب".
لا تستسلمكن مثابرًا في طلب المساعدة.
وأشار رايسون إلى أن الطريقة التي يستجيب بها الناس، وخاصة في الولايات المتحدة، للأدوية المضادة للاكتئاب تميل إلى أن تكون متشعبة للغاية. وهناك مجموعة صغيرة من الأشخاص التي بمجرد أن تبدأ بتناول مضادات الاكتئاب، تشعر بالتحسن في غضون أسبوعين من ثم يختفي الاكتئاب لديها، بينما يعاني آخرون من الاكتئاب المزمن.
لذا، إذا لم ينجح أحد مضادات الاكتئاب التي تستخدمها، قم بتجربة دواء آخر.
وينصح رايسون بعدم الاستسلام، إذ أن هناك أشخاص لا يستجيبون لمجموعة من مضادات الاكتئاب، لكنهم ليسوا أقل عرضة للاستجابة للعلاج النفسي.
احتضان الرضاقال رايسون: "اعمل على تطوير حالة الامتنان".
ويعترف رايسون أن القيام بذلك ليس بالأمر السهل دائمًا عندما تكون مكتئبًا. وقال: "إذا تمكنت من جعل الامتنان عادة، فيمكن أن تصبح سلاحا لمنع الاكتئاب، ولكن أيضًا لتشعر بالتحسن إذا كنت مكتئبًا".
صحة نفسيةنشر الاثنين، 20 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: صحة نفسية فی الولایات المتحدة من الاکتئاب إذا کنت إلى أن
إقرأ أيضاً:
إلى أي حد يمكن الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفية كريستينا كارون قالت فيه إن مضادات الاكتئاب تُعدّ من أكثر الأدوية شيوعا وسهولة في الحصول عليها في الولايات المتحدة، ويتناولها الكثيرون لسنوات، ونظرا لغموض الإرشادات السريرية، قامت الصحيفة باستشارة أطباء نفسيين حول ما يجب مراعاته عند اتخاذ قرار بشأن الاستمرار في تناول هذه الأدوية.
وذكرت أنه عندما بدأت مارجوري إيزاكسون بتناول دواء الاكتئاب في أواخر العشرينيات من عمرها، اعتبرته منقذًا لحياتها، في ذلك الوقت، كانت تعاني من مشاكل في زواجها وصعوبة في تناول الطعام، ووجدت أن الدواء ساعدها على استعادة توازنها النفسي. وقالت: "كنت ممتنة للغاية لمجرد قدرتي على القيام بمهامي اليومية".
لكن مؤخرًا، بدأت إيزاكسون، البالغة من العمر 69 عاما، بالتفكير فيما إذا كانت ترغب في الاستمرار بتناول مضادات الاكتئاب مدى الحياة، وأشارت إلى أن إيزاكسون تتساءل تحديدًا عن الآثار طويلة المدى لدواءها، وهو مثبط استرداد السيروتونين والنورابينفرين المعروف برفع ضغط الدم، كما أنها تشعر بالقلق إزاء ردود الفعل السلبية المتزايدة ضد الأدوية النفسية التي أدانت آثارها الجانبية وأعراض الانسحاب الصعبة، وقالت إيزاكسون: "مع مرور السنين، تغير الوضع من 'تناوله وجرّبه، لا داعي للقلق الآن' إلى 'حسنا، يبدو أن الأمور قد تكون معقدة نوعا ما'. وهذا أمرٌ مُقلق".
الصحفية قالت، إنه على الرغم من أن مضادات الاكتئاب الحديثة موجودة منذ عقود - فقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء بروزاك لعلاج الاكتئاب عام 1987 - إلا أن المعلومات المتوفرة حول استخدامها على المدى الطويل قليلة جدا، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء على هذه الأدوية بناء على تجارب استمرت، في أقصى الأحوال، بضعة أشهر، وعادة ما امتدت التجارب العشوائية المضبوطة لمضادات الاكتئاب لمدة عامين أو أقل. ولا تُحدد الإرشادات السريرية الحالية المدة المثلى لتناولها.
وأشارت إلى أن نقص البيانات يجعل من الصعب على الناس معرفة متى - أو حتى ما إذا كان عليهم التوقف عن تناولها. لذلك لجأت الصحيفة لسؤال أطباء نفسيين: ما هي المدة المثلى لتناول مضادات الاكتئاب؟
ما هي العوامل التي يجب مراعاتها؟
وذكرت أن الأطباء النفسيون يقولون إن هذا القرار يُتخذ بالتشاور مع الطبيب. وتعتمد الإجابة على الأعراض، والتشخيص، والاستجابة للدواء، والآثار الجانبية، وعوامل أخرى - وكلها أمور يجب مناقشتها مع الطبيب المختص، لكن في كثير من الأحيان، لا تُجرى هذه المحادثات، كما يقول أويس أفتاب، طبيب نفسي في كليفلاند، والذي أكد أن الأطباء يستمرون في وصف مضادات الاكتئاب لأشخاص ذوي خطر منخفض للانتكاس إلى الاكتئاب "بدافع العادة.. هذه هي المشكلة، ويجب معالجتها".
وقالت إن من المعروف أن لمضادات الاكتئاب آثارًا جانبية تتلاشى غالبا مع تكيف الجسم. لكن بعض الآثار الجانبية، مثل زيادة الوزن والضعف الجنسي، قد تستمر، وأضافت، أن أليس، 34 عاما، تعيش في ماساتشوستس، وطلبت الإشارة إليها باسمها الأول فقط حفاظًا على خصوصيتها، استمرت في تناول دواء سيتالوبرام لمدة عامين قبل أن تقرر التوقف عنه.
وذكرت أن أليس، إن الدواء كان مفيد في علاج نوبات الهلع. لكن السيتالوبرام، وهو مثبط انتقائي لإعادة امتصاص السيروتونين، تسبب بالمقابل في زيادة وزنها ومنحها شعورًا بـ"استقرار مصطنع"، على حد قولها. أرادت معالجتها النفسية أن تستمر في تناوله، لكن أليس عارضت ذلك. لذا توقفت عن تناول الدواء فجأة - وهي عملية مؤلمة - وتستخدم الآن أساليب مثل التأمل وكتابة اليوميات للسيطرة على أعراضها.
ماذا يوصي الأطباء؟
أشار التقرير إلى أن الدكتور جوناثان ألبرت، رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى مونتيفيوري أينشتاين بنيويورك، يقول إن الإرشادات السريرية لعلاج الاكتئاب الشديد تقترح الاستمرار في تناول الأدوية حتى يشعر المرضى بتحسن كبير، وأضاف أنه بعد ذلك، من المهم الاستمرار في العلاج لمدة تتراوح بين أربعة وتسعة أشهر على الأقل لترسيخ التعافي. وتشير الأبحاث إلى أن التوقف عن تناول الأدوية قبل ذلك قد يزيد من احتمالية الانتكاس.
يمكن للمرضى بعد ذلك الاستمرار في تناول الأدوية لمدة عام أو عامين إضافيين على الأقل، وهو ما يُعرف بالعلاج الوقائي، وتستند هذه التوصيات، جزئيًا، إلى دراسات وجدت ارتفاعًا في معدلات الانتكاس بين من توقفوا عن تناول الدواء مقارنة بمن استمروا. وهي تمثل إجماعًا بين الخبراء، تم تلخيصه في إرشادات من قِبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي وجمعيات مهنية أخرى مثل الشبكة الكندية لعلاجات المزاج والقلق.
وبيّن أنه عند التفكير في الاستخدام طويل الأمد، يأخذ الدكتور ألبرت في الاعتبار عدة عوامل، وهي:
أولا، ما هي مدة معاناة المريض من المرض؟ هل عانى من نوبات اكتئاب متكررة؟ تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لمدة عامين أو أكثر، أو نوبتين اكتئابيتين على الأقل، مثل إيزاكسون، هم أكثر عرضة للإصابة بنوبات أخرى.
ثانيا، يأخذ الطبيب في الاعتبار شدة المرض. هل تم إدخال المريض إلى المستشفى؟ هل واجه صعوبة في ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، أو احتاج إلى تجربة أدوية متعددة قبل أن يجد الدواء المناسب؟، وأوضح أن المرض الشديد الذي يصعب علاجه يستدعي استخدام الدواء لفترة طويلة.
أخيرًا، ينظر الطبيب إلى فعالية الدواء: هل يُؤتي الدواء ثماره؟ قد يتحسن بعض المرضى، لكن تبقى لديهم أعراض متبقية. ويقول الدكتور ألبرت إن الاستمرار في تناول الدواء غالبا ما يكون منطقيًا لتجنب "خطر انتكاس الحالة".
وأوضح أن مضادات الاكتئاب تُستخدم أيضا لعلاج مجموعة واسعة من الحالات الأخرى، مثل القلق، والوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة، والألم المزمن. ويقول الخبراء إن العلاج طويل الأمد ضروري في كثير من الأحيان لهذه الحالات.
هل يصعب التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب بعد الاستخدام المطول؟
وأكد التقرير أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البيانات، لكن تشير بعض الدراسات إلى أن الاستخدام طويل الأمد قد يُسبب أعراض انسحاب قوية، وأنه بشكل عام، يُقدّر أن حوالي واحد من كل ستة أشخاص يتوقفون عن تناول مضادات الاكتئاب يُعانون من أعراض جانبية، قد تشمل هذه الأعراض الدوخة والتعب وصدمات كهربائية في الدماغ. بالنسبة لواحد من كل 35 مريضًا، قد تكون الأعراض شديدة للغاية. في بعض الحالات، تكون هذه الأعراض مزعجة لدرجة أن محاولة التوقف عن تناول الدواء تُصبح صعبة للغاية، ويقول الأطباء إن التخفيض التدريجي للجرعة قد يُساعد.
هل هناك أي خطر من تناول هذه الأدوية على المدى الطويل؟
قالت الصحفية إن من الصعب الجزم بذلك، حيث تشير بعض الدراسات القائمة على الملاحظة إلى أن مضادات الاكتئاب آمنة بشكل عام. لكن لم تُموّل شركات الأدوية أي دراسات عشوائية مضبوطة لدراسة استخدامها على مدى عقود.
وأضافت أنه بالنظر إلى أن أعدادا كبيرة من الناس يتناولون مضادات الاكتئاب (حوالي 11 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة)، فإنه لو كانت هناك مشاكل إضافية مرتبطة باستخدامها "لكان من الصعب جدا تجاهلها"، كما قال الدكتور بول نيستادت، المدير الطبي لمركز الوقاية من الانتحار في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة.
ولفتت إلى أنه لا تخلو هذه الأدوية من المخاطر، والتي تختلف باختلاف نوع الدواء. فقد ارتبطت بعض مضادات الاكتئاب بارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والكوليسترول. كما يمكن أن تخفض مستويات الصوديوم وتزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.
كما وجدت دراسة دنماركية نُشرت في أيار/ مايو أن الأشخاص الذين تناولوا مضادات الاكتئاب لمدة تتراوح بين سنة وخمس سنوات كانوا أكثر عرضة للوفاة المفاجئة بسبب أمراض القلب مقارنة بمن لم يتناولوا هذه الأدوية. ومع ذلك، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت الوفيات ناجمة عن الدواء نفسه أم عن المرض النفسي.
وأضاف الدكتور نيستادت: "أتمنى إجراء المزيد من الدراسات لتحديد هذه المشاكل بشكل أدق"، ويؤكد الأطباء النفسيون على ضرورة موازنة أي سلبيات مع المخاطر الحقيقية لتجنب تناول الأدوية، قال الدكتور نيستادت: "ما زلت أعتقد أن الفوائد تفوق المخاطر بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اكتئاب حقيقي".