‌نشرت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" مقالا لأستاذ دراسات الهولوكوست والإبادة بجامعة ستوكتون بنيوجرسي في الولايات المتحدة، راز سيغال تحدث فيه عن الكيفية التي يرى فيها باحث بالإبادة العنف الجماعي في غزة.

وذكر سيغال، "أن وقف العنف وعودة الرهائن هو أمر ملح لأي شخص يقدر الحياة الإنسانية، وصعوبة تخيل حدوث هذا ينبئ بحقيقة رهيبة، لأن من لديهم القوة للتأثير وإحداث تغيير يرفضون الإعتراف بإنسانية كل الناس".



وتابع، "لا يوجد شك بانتشار فكرة تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم في المجتمع الإسرائيلي قبل هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فقد بيعت القمصان التي طبعت عليها صور نساء فلسطينات حوامل حامل وأطفال فلسطينين كأهداف عسكرية".

وأضاف، "أن مسيرات الأعلام السنوية  للمستوطنين في القدس تميزت بهتافات  الموت للعرب، ويردد الأطفال الإسرائيليون الذي لا تتجاوز أعمارهم عن 13 عاما أغان  معادية للفلسطينيين (آمل أن تحرق قريتك)".



وأوضح، "أن اليوم بات الساسة والمجتمع والإعلام في إسرائيل كله يدعو إلى لغة إبادية ضد الفلسطينيين في غزة، من اللغة التي تجردهم من إنسانيتهم والتي استخدمها وزير الدفاع يواف غالانت حصار شامل لغزة حيث أشار لسكانها بـ (الحيوانات البشرية) إلى الصحافيين الذين دعوا لتحويل القطاع إلى مسلخ للأعلام المعلقة على الجسور في تل أبيب وتدعو لمحو غزة".

وأردف، "أن قادة دولة إسرائيل ووزراء الحرب والضباط البارزون في الجيش، وأشخاص بسلطة قيادية استخدموا اللغة هذه عدة مرات منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر بطريقة تحتوي على نية التدمير حسب ميثاق الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة".

 وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر تقدم مركز الحقوق الدستورية بدعوى قضائية ضد الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية انطوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن لتواطئهم بالإبادة. 

وقدمت الدعوى في محكمة فدرالية بسان فرنسيسكو بالإنابة عن أفراد ومنظمات فلسطينية، حيث طالبت الدعوة من المتهمين التوقف عن "تقديم المزيد من الأسلحة والمال والدعم الديلوماسي لإسرائيل نظرا لأن هناك إبادة جارية ترتكبها دولة إسرائيل ضد سكان مدنيين في غزة، وعلى قادة الولايات المتحدة واجب قانوني لمنعها وليس توسيع هذه الجريمة الخطيرة" حسب المركز. 

وشملت الدعوى للمحكمة على تقرير لثلاثة باحثين في الهولوكوست والإبادة، فيكتوريا سانفورد وباري تراتشتينبغرغ وجون كوكس.

 وكتب سانفورد بشكل موسع  عن الإبادة والعنف في أمريكا اللاتينية، وبخاصة في حالة غواتيمالا، أما تراتشتينبرغ وكوكس فقد نشرا عن الهولوكوست.

وأكدوا في تقريرهم أن "مستوى الدمار والقتل في حوالي شهر إلى جانب اللغة الداعية للإبادة وعبر عنها قادة إسرائيل والجنرالات البارزين لا تؤشر إلى استهداف أفراد حماس ومقاتليها وأهداف عسكرية لحماس، بل أطلقت العنان للعنف ضد الفلسطينيين في غزة، كما في لغة ميثاق الأمم المتحدة للإبادة".

ويقول سيغال، "إن التقييم الذي قدمه باحثون بارزون في دراسات الهولوكوست والإبادة هو دقيق، فغزة تشبه المدن الأوكرانية بعد القصف والغزو الروسي لها، لكن مستوى التدمير والقتل في شهر وتفوق على ما رأيناه في أوكرانيا على مدى عامين تقريبا".

واستدرك، "أن أرقام الأمم المتحدة لشهر أيلول/سبتمبر تكشف أن الهجمات الروسية قتلت أقل من 10.000 مدني منذ شباط/فبراير 2022، وجرحت عددا فوق 17.500 ، وقتلت إسرائيل حتى الآن أكثر من 11.000 فلسطينيا وجرحت 30.000 تقريبا".

ومن المهم أن بايدن وصف الهجمات الروسية على أوكرانيا بأنها "إبادة" في 12 نيسان/أبريل 2022 حيث علق قائلا "سنترك المحامين ليقرروا إن كانت كافية لاعتبارها قصدا أو غير ذلك، ولكنها تبدو كذلك لي". 



وبنفس السياق، فإن أمر غالانت بـ "حصار شامل" إلى جانب الترحيل القسري لأكثر من 1.5 مليون نسمة من مجموع 2.3 مليون نسمة في غزة، خلق ما يشبه إبادة، حيث يواجه سكان غزة موتا بطيئا من الجوع والعطش ويعتمدون على قطعتين من الخبز وثلاث لترات ماء للشخص في اليوم، أي بأقل من 97 لتر على الأقل يحتاجها الإنسان يوميا وفقا للكاتب.

 وأشار إلى أن غياب المياه النظيفة والإزدحام الكبير في جنوب غزة، حيث مئات الألاف من الفلسطيين من الشمال، قد زاد من مخاطر انتشار الأمراض المعدية، كما أن نقص الوقود والإمدادات الطبية وعمليات الجيش الإسرائيلي داخل مستشفى الشفاء حوله إلى مركز موت جماعي. 

وطالما استمرت إسرائيل بقصف جنوب القطاع، فلا مكان آمن من الهجوم الإسرائيلي على غزة، وهذا ما تنص عليه المادة  2 (سي) من ميثاق الإبادة الصادر عن الأمم المتحدة: "التعريض المقصود لمجموعة من الناس لظروف تهدف إلى تدميرها كليا أو جزئيا".

 ويرى الباحث أن الرعب المتكشف يجعل من الصعوبة تخيل مستقبل أبعد من العنف و "قد تحدثت في نهاية الأسبوع الماضي في الكنيس الذي ارتاده بفيلادلفيا كول تازديك، ومن منظوري كيهودي وإسرائيلي وباحث في دراسات الهولوكوست والإبادة".

وأضاف، "أن العنف الإسرائيلي الجماعي ضد الفلسطينيين نابع من  من الهوية الجديدة الداعية لتفوق العنصر اليهودي، والمرتبطة بإنشاء دولة إسرائيل عام 1948، ولاحظت أيضا أن دعاة التفوق العرقي الأبيض في أوروبا والولايات المتحدة يستلهمون من ممارسات الدولة اليهودية الداعية للتفوق ورغم كراهيتهم العميقة لليهود في أوروبا والولايات المتحدة".

وتابع، "في الوقت الذي يعمل فيه حلفاء إسرائيل على تصوير النقد لسياسات إسرائيل والعنف ضد الفلسطينيين بأنه معاداة للسامية، فإن أعظم داعمي إسرائيل مثل الداعي للتفوق العرقي الأبيض ريتشارد سبنسر ورئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان من المعادين للسامية".



وأكد سيغال، أن "هذه الحقيقة الرهيبة يجب أن توجه نظرنا نحو الكفاح التاريخي ضد معاداة السامية قبل إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، فقد كان كفاحا يهدف لحماية مجموعة عاجزة من دول قوية، وليس الدفاع عن هجوم دولة قوية ضد مجموعة عاجزة، وكان كفاحا للناس كي يعيشوا بكرامة في المجتمع يتم احترام إنسانية كل فرد وليس من أجل شرعنة دولة يدعو القادة السياسيون والإعلام إلى محو أماكن وشعب".

وختم بالقول، " تخيل مستقبلا محتملا، أبعد من إسرائيل الداعية لتفوق العنصر اليهودي، وبالنسبة لي فهو فعل سياسي متجذر في التواريخ اليهودية والهويات اليهودية وهذا ليس بعيدا عنا".

وشدد على "الحاجة الماسة لتسليط الضوء على الأصوات الفلسطينية وشرعنتهم في وجه محاولات الشيطنة والإسكات لهم، والدعوة لوقف إطلاق النار وعودة كل الرهائن في غزة والسجناء السياسيين الذين تعتقلهم إسرائيل والتأكيد على الحقيقة والعدل والمساواة للجميع ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة القصف غزة قصف إبادة جماعية مجازر الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ضد الفلسطینیین الأمم المتحدة دولة إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

محققون دوليون : إسرائيل تتمادى في الإبادة وتدمير الحياة في غزة

غزة.جنيف."وكالات": أكدت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة اليوم أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية في غزة تُشكل جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في "الإبادة".

واعتبرت اللجنة في تقريرها أن "استداف إسرائل للحاة التعلمة والثقافة والدنة للشعب الفلسطني سضر بالأجال الحالة والقادمة، وعرقل حقم في تقرر المصر".

وفي بيان مرفق، اتهمت اللجنة اسرائيل بأنها "دمرت النظام التعلمي في غزة ودمرت أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة، كجزء من جرم واسع النطاق لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطني ارتكبت فيه القوات الإسرائلة جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانة تتمثل في الإبادة".

وأكدت رئيسة اللجنة الجنوب إفريقية نافي بيلاي في البيان "نشهد مؤشرات متزادة على أن إسرائل تشن حملة منظمة لمحو الحاة الفلسطينية في غزة".

واتهمت اللجنة القوات الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب شملت هجمات على المرافق التعليمية و"بقتل المدنيين الذن لجأوا إلى المدارس والأماكن الدينية، ارتكبت قوات الأمن الإسرائلة جريمة ضد الإنسانة تتمثل في الإبادة".

وأضافت بيلاي "لقد فقد أطفال غزة طفولتم" مضيفة أن "ما يثير القلق بشكل خاص و استهداف المرافق التعليمية على نطاق واسع، والذي امتد إلى ماهو أبعد من غزة".

وأمام القصص والصور المروعة الآتية من غزة، تتزايد الأصوات التي تصف حرب إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بـ"الإبادة الجماعية".وفي خطاب صادم ألقاه في منتصف مايو امام مجلس الأمن، دعا منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر قادة العالم إلى اتّخاذ إجراءات "لمنع وقوع إبادة" في غزة.

وأكدت اللجنة أنها وجدت "أدلة دامغة" على أن قوات الأمن الإسرائلة استولت على مرافق تعليمية واستخدمتا "كقواعد عسكرة أو مناطق انطلاق لنشاطا العسكري، بما في ذلك تحول جزء من حرم جامعة الأزر في المغراقة، إلى كنس للجنود".

كما تتهم السلطات الإسرائيلية باستهداف الأساتذة والطلاب في إسرائيل الذين يتضامنون مع سكان غزة.

وستقدم اللجنة تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان في 17 يونيو.

وكانت نشرت عدة تقارير منذ بداية الحرب في غزة حيث يتعرض السكان لخطر المجاعة بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل والقيود الصارمة على المساعدات الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة.

وفي العام الماضي، اعتبرت اللجنة الهجمات على الطواقم الطبية في غزة "جريمة حرب وجريمة إبادة ضد الإنسانية"، وأن الهجمات "المنهجية" على الصحة الإنجابية "أعمال إبادة جماعية".

ميدانيا قالت سلطات الصحة في غزة إن 17 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأُصيب العشرات جراء إطلاق إسرائيل النار لدى اقتراب آلاف الأفراد من موقع لتوزيع المساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في وسط القطاع اليوم الثلاثاء.وذكر مسعفون أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط غزة ومستشفى القدس في مدينة غزة بشمال القطاع.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس "يوما بعد يوم، ترد تقارير عن سقوط قتلى وعشرات المصابين في نقاط توزيع تديرها إسرائيل وشركات أمن خاصة".

وأضاف "يواصل هذا النظام المُهين إجبار آلاف الجياع واليائسين على السير عشرات الأميال، ولا يراعي من هم في أمس حاجة للمساعدة والذين يعيشون على مسافات بعيدة جدا".

وفي الوقت الذي توعم فيه مؤسسة غزة الإنسانية إن مواقع التوزيع لم تشهد حدوث أي وقائع، يقول الفلسطينيون الساعون للحصول على مساعدات إنه لا يوجد نظام كما أن مسارات الوصول إلى هذه المواقع تشوبها فوضى وأعمال عنف دامية.

وقال لازاريني إن الأمم المتحدة يجب أن تشرف على توزيع المساعدات الغذائية. وأضاف "يجب أن تتم عملية إيصال المساعدات وتوزيعها على نطاق واسع وآمن. وهذا لن يحدث في غزة دون الأمم المتحدة... لأننا نحظى بالخبرة والمعرفة وثقة المجتمع".

وطالبت إسرائيل مرارا بحل الأونروا، متهمة إياها بأنها على صلة بحماس لكن الأونروا نفت ذلك.

في غضون ذلك، قالت السلطات الصحية المحلية في وقت لاحق من اليوم إن ثمانية أشخاص قتلوا بعد أن شنت قوات إسرائيلية هجوما على منزل في دير البلح وسط قطاع غزة، ليرتفع عدد القتلى إلى 25 على الأقل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخا أطلق من شمال غزة صوب مستوطنات إسرائيلية، مما يؤكد صمود المقاومة الفلسطينية وقدرة حماس وغيرها من جماعات المقاومة على شن هجمات رغم ادعاء إسرائيل تدميرأسلحتها.

مقالات مشابهة

  • وسط غضب إسرائيلي ورفض أمريكي.. الأمم المتحدة تصوت بأغلبية ساحقة لوقف فوري لـ«حرب غزة»
  • بأغلبية ساحقة.. الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • في مقدمتها أمريكا وإسرائيل .. 12 دولة ترفضت التصويت على وقف إطلاق النار بغزة
  • 12 دولة رفضت وقف حرب غزة بتصويت الأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة: التصويت بالأغلبية الساحقة لصالح مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة
  • الإمارات تسلط الضوء في الأمم المتحدة على مبادراتها لتحسين حياة أصحاب الهمم
  • خبراء أمميون: إسرائيل ترتكب “إبادة” وتخطط لمحو الحياة بغزة
  • الأمم المتحدة: هجمات إسرائيل على المدارس «جرائم حرب»
  • محققون دوليون : إسرائيل تتمادى في الإبادة وتدمير الحياة في غزة
  • لجنة أممية: هجمات إسرائيل على المدارس والمواقع الثقافية في غزة إبادة جماعية