مؤتمر ابتكار المطارات يناقش مستقبل صناعة الطيران واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
المعولي: سلطنة عمان تواكب العالم بأرقى وأحدث المطارات ومن المؤمل إنشاء مطار في محافظة مسندم خلال الفترة القادمة
الحوسني: اعتبارا من أغسطس 2023، وصلنا إلى تعافٍ عالمي في عدد الركاب بنسبة 92%.
لويس فليبي: توقع تعافي منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول نهاية عام 2023 لتصل لـ 87.3٪ من مستويات الركاب.
ناقش مؤتمر ومعرض ابتكار المطارات العالمية في مسقط اليوم مستقبل صناعة الطيران، والتقنيات الحديثة التي تساعد القطاع على النمو كالذكاء الاصطناعي، والابتكار الأخضر والاستدامة، ومختبرات الابتكار وأهم التقنيات الحديثة المستخدمة في المطارات، كما تطرق المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 400 شخص من قادة المطارات والمندوبين أهمية التحول الرقمي والبنية الأساسية ومستقبل القوى العاملة، بالإضافة إلى التجارة الإلكترونية والتجزئة، وإدارة المخاطر والأمن السيبراني، والمدن الذكية، واستراتيجية العلامة التجارية، وغيرها من المواضيع التي تنهض بالقطاع.
جاء المؤتمر الذي استضافته سلطنة عمان ممثلة بمطارات عمان ليبرز إمكانيات ومقومات السلطنة في إدارة المطارات والتقنيات والحلول التي تستخدم في تسهيل حركة الركاب والطيران.
وأكد معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، رئيس مجلس إدارة "مطارات عُمان" راعي حفل الافتتاح أن قطاع المطارات يمثل أحد ثمار هذه النهضة الحديثة، حيث تولي الحكومة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - جل اهتمامها بهذا القطاع الحيوي في ظل الموقع الاستراتيجي لسلطنة عُمان بين الشرق والغرب.
وأشار المعولي أن سلطنة عُمان شيّدت عديد المطارات الحديثة بأرقى المواصفات لخدمة المسافرين، منها مطار مسقط الدولي ومطار صلالة ومطار صحار ومطار الدقم، ومن المؤمل إنشاء مطار في محافظة مسندم خلال الفترة القادمة. موضحا أن هنالك نموا كبيرا في حركة السفر، من وإلى وعبر سلطنة عُمان. حيث تدلل الأرقام بأن النمو مستمر بعد انجلاء التحديات التي سببتها فترة جائحة "كوفيد 19" من حيث تراجع في حركة السفر عالميا، آملين أن تعود أرقام النمو لتسجل تجاوز للأرقام التي بلغتها مطاراتنا قبل الجائحة.
وأضاف معاليه: يأتي المؤتمر للبحث عن حلول وابتكارات ومعالجة التحديات أمام قطاع الطيران، في زمن نشهد فيه سرعة في التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي واندفاعا كبيرا نحو الابتكار بهدف تقديم كل ما يسهل حركة المسافرين عبر المطارات. وفي سلطنة عُمان، تم مؤخرا تدشين مختبر الابتكار لمطارات عُمان، لتعزيز جوانب الابتكار ودعم المبتكرين والشركات الناشئة لخدمة قطاع المطارات والسفر.
تعافي حركة الطيران
وقال الشيخ أيمن بن أحمد الحوسني، الرئيس التنفيذي لـ"مطارات عُمان"، رئيس مجلس إدارة مجلس المطارات العالمي: نحن في "مطارات عُمان" فخورون باستضافة النسخة الأولى من "مؤتمر ابتكار المطارات"، وأعرب عن تقديري العميق لدعم ورؤية جلالته التي تواصل رسم التقدم والابتكار في عُمان. مشيرا بأن إرث عُمان في الإبحار حول العالم عبر الطرق البحرية القديمة هو بمثابة رواية ملهمة يتردد صداها في تطور قطاع الطيران اليوم. متابعا حديثه: إنه على الرغم من التحديات التي شهدتها صناعة الطيران مؤخرا، إلا أن التعافي العالمي في حركة الركاب في مختلف المناطق يدل على الأمل والنهوض. لقد خطونا خطوات كبيرة من أوقات "كوفيد" العصيبة في سبيل استعادة حركة الركاب في صناعتنا. واعتبارا من أغسطس 2023، وصلنا إلى تعافٍ عالمي في عدد الركاب بنسبة 92%، بإجمالي سنوي قدره 4.7 مليار مسافر حتى الآن، وتشير التقديرات المتفائلة إلى حدوث تعافٍ كامل في منتصف عام 2024. وبالنسبة للتعافي الإقليمي، فقد تجاوزت أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط بالفعل إحصائيات عام 2019، وليست أفريقيا وأمريكا الشمالية ببعيدة عن تحقيق التعافي الكامل.
وأشار الحوسني قائلا: أما في أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ، فعلى الرغم من أنها متأخرة عن مناطق أخرى في التعافي، إلا أنها تشهد تحسنا مستمرا وزيادة في التعافي أيضا. مؤكدا أن التقدم المطرد في جميع أنحاء مناطقنا يبين مرونة الصناعة وقدرتها على التكيف. ومن خلال اغتنام هذه اللحظة المهمة كفرصة للابتكار والنمو، تقف "مطارات عُمان" بقوة لتمهيد الطريق لعصر جديد في مجال الطيران. وأضاف: إن مستقبل صناعة الطيران العالمية ينبئ بمشهد يتسم بالابتكار والمرونة والتغيير والتحول. إن الابتكارات التكنولوجية بما في ذلك الطائرات الكهربائية والهجينة، والذكاء الاصطناعي، وحلول الوقود المستدام، سوف تحدث ثورة في السفر الجوي. وحيث أن العالم وصناعة الطيران مازالا في مرحلة التعافي في فترة ما بعد جائحة "كوفيد-19"، فإن التركيز المتجدد على تدابير الصحة والسلامة، واستخدام الذكاء الاصطناعي على نحو مكثف، إلى جانب التأكيد المتزايد على الاستدامة والممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، سيشكل اتجاه الصناعة.
وأوضح: أن تكامل الرقمنة، مثل تحسن تجارب الركاب والكفاءات التشغيلية، يعد بإعادة تعريف أسلوب تفاعلنا داخل المطارات. وأن استقطب هذا الحدث الذي نظمته "مطارات عُمان" لأرقى العقول في مجال الطيران الرائدة في أكثر من 300 من الحلول الممكنة في العديد من المجالات التي تتضمن تجربة الزبائن، وعمليات المطار، والأتمتة والكفاءة والسلامة والأمن والاستدامة.
وأضاف الحوسني: نحن في "مطارات عُمان" نؤمن بأن الاستثمار في الرفاهية والذكاء العاطفي لموظفينا لن يؤدي إلى تعزيز الاكتمال العالمي لمطارات عُمان فحسب، بل إنه سيعزز أيضا التواصل الإنساني الذي لا غنى عنه في نجاحنا. وقال: أنا فخور جدا بفريق العمل للخطوات التي اتخذناها والمسار الذي نرسمه لمستقبل قطاع الطيران في سلطنة عُمان. وأشار إلى أن "مطارات عُمان" تأتي في طليعة الابتكار والتحول، وتقود الريادة في هذا العصر الجديد من الطيران.
ارتفاع حركة السفر
بدوره عبر لويس فليبي، المدير التنفيذي لمجلس المطارات العالمي، عن سعادته لافتتاح أول حدث للابتكار في المطارات، على أرض سلطنة عُمان بتنظيم مشترك من مجلس المطارات لآسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط، ومجلس المطارات في أوروبا ومجلس المطارات العالمي، وهو ما يشكل احتفالا بالابتكار في مجال الطيران ويثبت التزامنا الجماعي بتشكيل مستقبل المطارات والسفر الجوي.
وأشار أن حركة الركاب العالمية في 2023 سجلت ارتفاعا، وبحلول نهاية العام نتوقع أن نصل إلى 8.6 مليار مسافر، أي حوالي 94.2٪ من المستويات التي تم تحقيقها قبل الوباء.
وقال: من المتوقع أن تتعافى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول نهاية عام 2023، لتصل إلى 87.3٪ من مستويات الركاب لعام 2019، وذلك بفضل الانفتاح المستمر للسوق الصينية. مشيرا إلى أن الانتعاش لم يكن قويا، بسبب العوامل الاقتصادية والقيود المفروضة على السياحة الخارجية، ومن المتوقع أن تصل المنطقة في عام 2024 إلى نحو 3.4 مليار مسافر، وهو ما يمثل 99.5% من مستويات ما قبل الجائحة.
وأضاف: على الرغم من الوضع الجيوسياسي، فمن المتوقع أن تواصل منطقة الشرق الأوسط تعافيها ليصل أعداد المسافرين إلى 96.8٪ من مستوى ما قبل كوفيد. بينما شهدت أوروبا في عام 2022، زيادة في عدد المسافرين بسبب السفر في فصل الصيف. وبحلول نهاية هذا العام، من المتوقع أن تصل أوروبا إلى 2.3 مليار مسافر (أي 95.5% من مستوى ما قبل فيروس كورونا).
وتوقع فليبي أن يرتفع عدد المسافرين في أوروبا في عام 2024 إلى 2.5 مليار مسافر، متجاوزا مستويات ما قبل الوباء بنسبة 1.4%. أما منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي فقد شهدت انتعاشا أسرع، ومن المتوقع أن تصل المنطقة في نهاية عام 2023 إلى 102.9% من عدد المسافرين قبل الوباء (707 ملايين مسافر). وتوقع أن تكون المنطقة في عام 2023 أول منطقة تتجاوز أرقام عام 2019.
وأكد المدير التنفيذي لمجلس المطارات العالمي، في عرضه المرئي في الجلسة الافتتاحية قائلا: تتمتع منطقة أمريكا الشمالية بانتعاش مبكر للغاية بفضل سوقها المحلية القوية، ومن المتوقع أن يصل الانتعاش في عام 2023 ما نسبته 99.8% من مستويات ما قبل الوباء، بينما يتوقع أن تبلغ نسبة النمو في عام 2024 حوالي 103.7% من مستويات ما قبل كوفيد. كما أنه من المتوقع أن تصل أفريقيا إلى 93% من مستويات ما قبل الوباء بحلول نهاية هذا العام وتصل في عام 2024 إلى 110.6% من مستويات 2019 مع 253 مليون مسافر.
توقعات استعادة الركاب
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يكون عام 2024 علامة فارقة في انتعاش حركة الركاب العالمية حيث ستصل إلى 9.4 مليار مسافر، متجاوزة عام 2019 الذي استقبل 9.2 مليار مسافر. وعن المخاطر الإيجابية لتحقيق الأرقام التصاعدية، فقد أكد فليبي قائلا: يتمثل ذلك في إعادة فتح السوق الصينية، وتخفيف اضطرابات سلسلة التوريد، وتباطؤ التضخم. مؤكدا على أهمية توخي الحذر من المخاطر السلبية والتي تتمثل في الصراعات الجيوسياسية، وارتفاع سعر وقود الطائرات، وضغوط أسواق العمل في الاقتصادات المتقدمة، وارتفاع الأجور والأسعار مما يؤثر على الضغوط التضخمية، إلا أنه على الرغم من الرياح المعاكسة، فإن التطورات الإيجابية الرئيسية تتمثل في تحسن ثقة الأعمال والمستهلكين.
وتوقع أن تتضاعف حركة الركاب العالمية خلال العقدين المقبلين، وقال: هذا يعطينا الإدراك لأهمية التركيز على الابتكار في قطاع الطيران، والمطارات، لمواجهة النمو المتوقع بهدف تحقيق الاستدامة.
وأشار إلى أهمية تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، بما يتماشى مع اتفاقية باريس. ويعمل أكثر من 550 مطارا حول العالم على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل نشط ضمن برنامج اعتماد الكربون للمطارات التابع لمجلس المطارات الدولي (ACI)، والذي يديره مجلس المطارات الدولي (ACI EUROPE). مؤكدا أن تقليل انبعاثات الكربون أصبح ضرورة عالمية، وتتطلب استجابة موحدة. لذلك يجب علينا جميعا تعزيز التعاون بين أصحاب القرار في مجال الطيران، بما في ذلك الدول والجهات التنظيمية ومنتجي الوقود والقطاع المالي.
وأكد المدير التنفيذي لمجلس المطارات العالمي، أن المجلس والمنتدى الاقتصادي العالمي أطلق هذا العام ما يسمى "مطارات الغد"، وهو برنامج جديد لتمكين المطارات من تحقيق مستقبل مستدام. حيث تقوم المبادرة على أربع ركائز، وهي: البنية الأساسية، ووقود الطيران المستدام، والتمويل، والابتكار. وسيعمل كل منها على تعزيز تبادل الخبرات وتطوير الأدوات والنهوض بالدعوة.
وأكد أن هناك برنامجا لإنشاء أول إطار عالمي لإعداد التقارير البيئية والاجتماعية والحوكمة. ويعد هذا المشروع ضروريا لخلق الاتساق المطلوب بشدة في إعداد التقارير العالمية المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية والحوكمة في الصناعة وفي إطلاق التمويل من أجل المستقبل المستدام للمطارات.
وقال: إن المطارات أصبحت رقمية بهدف جعل الرحلات أكثر سلاسة وأمانا. مشيرا إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا يشهد نموا مطردا منذ عام 2020، حيث تتوقع 93% من المطارات أن يظل إنفاقها على تكنولوجيا المعلومات كما هو أو يزيد في عام 2023 مقارنة بعام 2022. فقد ارتفع الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في المطارات العام الماضي 2022 إلى ما يقدر بنحو 6.8 مليار دولار.
جلسات مؤتمر ابتكار المطارات
بعد ذلك عقدت جلسات العمل لمؤتمر ابتكار المطارات، فكانت الجلسة الأولى عن F5G الحلول البصرية في تمكين المطارات الذكية. وكانت الجلسة الثانية بعنوان، " قابل العمالقة: رحلة جديدة نحو المستقبل"، ناقشوا فيها أهمية النظام البيئي لقطاع الطيران لرسم آفاق جديدة من التحول غير المسبوق من خلال الابتكار في التكنولوجيا. مشيرين إلى أهمية استكشاف التقاطع الديناميكي لعمليات وتكنولوجيا المطار، من خلال تجمع عمالقة صناعة التكنولوجيا. خاصة وأن المطارات ليست فقط مراكزا للمسافرين ولكن أيضا للتقدم التكنولوجي الرائد. مؤكدين على أهمية التأثير العميق لعمالقة التكنولوجيا على النظام البيئي للطيران، وأكد على أهمية دفع جهود الاستدامة.
وكانت الجلسة الثالثة عن أهمية، طائرات الإقلاع والهبوط العمودي التي تعمل بالطاقة الكهربائية (eVTOL) ومدى تأثير العمليات على المناطق الحضرية والضواحي والريفية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مجلس المطارات العالمی من مستویات ما قبل فی مجال الطیران والمحیط الهادئ صناعة الطیران قطاع الطیران على الرغم من حرکة الرکاب الابتکار فی بحلول نهایة قبل الوباء فی عام 2024 فی حرکة عام 2019 إلى أن عام 2023
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!
في خطوة رائدة نحو تحسين إدارة مرض السكري، أعلنت شركتا IBM وRoche عن تطوير حل ذكي مشترك يُعالج واحدة من أكثر التحديات الصحية تعقيدًا: العبء اليومي المستمر لمراقبة مستويات السكر في الدم.
جاءت النتيجة على شكل تطبيق مبتكر يحمل اسم Accu-Chek SmartGuide Predict، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمستويات الجلوكوز قبل حدوث التغييرات المفاجئة، ما يمنح المستخدمين فرصة استباق الأحداث واتخاذ قرارات صحية مبنية على التوقع لا رد الفعل.
تنبؤ بسكر الدم... كما تتنبأ بالأحوال الجوية
يأخذ التطبيق مفهوم مراقبة السكري إلى بُعد جديد، إذ لا يكتفي بإظهار مستوى السكر الحالي، بل يرسم خريطة لتوجهاته المستقبلية. تمامًا كما تعتمد على نشرة الطقس لتخطط ليومك، يمكنك الآن الاعتماد على هذا التطبيق للتخطيط لمستويات سكر في الدم خلال الساعات المقبلة.
ويعمل التطبيق بالتكامل مع جهاز الاستشعار المستمر للجلوكوز من Roche، حيث يعالج البيانات لحظيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليمنح المستخدم رؤى دقيقة تساعده على تفادي التقلبات المفاجئة والخطيرة في مستويات الجلوكوز.
ثلاث ميزات رئيسية تحدث فرقًا حقيقيًا
يمتاز تطبيق SmartGuide Predict بثلاث وظائف رئيسية، كل منها يستهدف قلقًا شائعًا لدى مرضى السكري:
* Glucose Predict: ميزة تعرض تصورًا لمسار مستوى الجلوكوز خلال الساعتين المقبلتين، ما يمنح المستخدم وقتًا كافيًا لتعديل نظامه الغذائي أو أخذ جرعة إنسولين وقائية.
* Low Glucose Predict: بمثابة نظام إنذار مبكر، ينبّه المستخدم باحتمال حدوث انخفاض حاد في السكر قبل 30 دقيقة تقريبًا من وقوعه—وقت كافٍ لاتخاذ إجراء تصحيحي سريع.
* Night Low Predict: خاصية تُعد الأهم لكثير من المرضى، إذ تتنبأ بخطر انخفاض السكر أثناء النوم وهو أكثر الأوقات خطورة. التطبيق يقيم المخاطر قبل النوم ويقترح ما إذا كانت وجبة خفيفة ليلية ضرورية.
يقول موريتز هارتمان، رئيس قسم حلول المعلومات في شركة Roche: «من خلال تسخير قوة التكنولوجيا التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لتطبيق Accu-Chek SmartGuide Predict أن يمنح مرضى السكري قدرة أكبر على اتخاذ قرارات استباقية لإدارة حالتهم الصحية بثقة ووعي».
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أبحاث السكري
تتجاوز فوائد التعاون بين IBM وRoche الجانب العلاجي، لتصل إلى مجال الأبحاث السريرية. فقد طوّرت الشركتان أداة ذكية مدعومة بمنصة watsonx من IBM، تعيد تعريف كيفية تحليل البيانات في التجارب السريرية.
بدلًا من العمليات اليدوية البطيئة، تقوم الأداة الجديدة برقمنة وتصنيف وترجمة البيانات السريرية المجهولة الهوية، وربطها تلقائيًا بمعلومات أجهزة مراقبة السكر ونمط حياة المشاركين في الدراسة.
والحصيلة؟ اكتشاف أنماط وارتباطات دقيقة في وقت قياسي ما يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في فهم المرض وتطوير أساليب العلاج، وربما يكون أكثر تأثيرًا على المدى البعيد من التطبيق ذاته.
تحالف فريد بين التكنولوجيا والصحة
يجمع هذا التعاون بين قوتين من عالمين مختلفين: خبرة IBM التقنية والذكاء الاصطناعي من جهة، وخبرة Roche في علوم الحياة والرعاية الصحية من جهة أخرى. وهو نموذج ناجح لتكامل الصناعات لخدمة احتياجات صحية حقيقية.
يقول هارتمان: «شراكتنا طويلة الأمد مع IBM تعكس الإمكانات الكبيرة للابتكار بين الصناعات في تقديم حلول فعّالة لاحتياجات صحية غير ملبّاة، وتسريع الوصول إلى نتائج علاجية أفضل».
وأضاف كريستيان كيلر، المدير العام لـIBM في سويسرا: «التعاون مع Roche يُبرهن على قوة الذكاء الاصطناعي عندما يُستخدم لهدف واضح: دعم المرضى في إدارة حالاتهم بشكل أفضل. نحن نوفر بيئة تقنية موثوقة، آمنة، ومخصصة تُعزز الابتكار في مجال الرعاية الصحية».
دلالات الابتكار لمستقبل التكنولوجيا الصحية؟
بعد سنوات من متابعة التكنولوجيا الصحية، يمكن القول إن هذه الشراكة مختلفة. فهي لا تقدم وعودًا فضفاضة، بل تركز على حل واضح وملموس لمشكلة تؤثر على أكثر من 590 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض السكري.
إنّ التحول من الإدارة التفاعلية إلى الإدارة التنبؤية لا يُعد مجرد تحسين، بل تغيير في قواعد اللعبة. فبدلًا من انتظار المشكلة، أصبح بالإمكان توقعها ومنعها. الذكاء الاصطناعي هنا لا يستبدل الإنسان، بل يزوّده بالمعلومة في الوقت المناسب ليحسن اتخاذ القرار.
التطبيق متاح حاليًا فقط في سويسرا، وهي خطوة مدروسة لاختبار فعالية النظام قبل تعميمه عالميًا. ومن المتوقع أن يتابعه قطاع الرعاية الصحية عن كثب.
إذا أثبتت هذه التجربة نجاحها، فقد تفتح الباب أمام حلول مشابهة لأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب، الربو، أو حتى اضطرابات الجهاز العصبي كمرض باركنسون.
وفي الوقت الراهن، يبقى الهدف الأساسي هو منح مرضى السكري القدرة على عيش حياة أكثر راحة واستقرارًا حتى أثناء نومهم. وهو هدف إنساني نبيل، يستحق أن يُسخّر له الذكاء الاصطناعي بكل إمكاناته.