رغم التهدئة على خطوط التماس.. الحوثيون ينزفون عسكرياً
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
أفادت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء، بأن الجماعة الحوثية تكبّدت خلال الأسابيع الأخيرة العشرات من عناصرها الذين قضوا في مختلف الجبهات على الرغم من التهدئة الهشة القائمة، حيث تتواصل عمليات التشييع والدفن بشكل يومي مع أعمال توسعة للمقابر التي كانت الجماعة استحدثتها.
ومثّلت جبهات غرب تعز، والضالع ومأرب - بحسب المصادر - أكثر الجبهات التي تكبّدت فيها الجماعة الحوثية عناصرها؛ بفعل تصعيدها المستمر، وقيام قوات الجيش الحكومي بالرد على الاعتداءات.
وكانت آخر تلك الخسائر في صفوف الجماعة قبل أيام؛ إذ قُتل وأُصيب 10 من مسلحيها إثر اندلاع مواجهات مع قوات الجيش اليمني في شمال محافظة مأرب وغربها، وهي المحافظة التي لا تزال تشهد منذ مطلع العام الحالي تصعيداً عسكرياً غير مسبوق لم تحقق الجماعة من خلاله أي تقدم ميداني.
وأفادت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، بأن قتلى الجماعة الحوثية ينحدرون من محافظة إب؛ إذ شيعت جثامين 4 منهم في مديريات متفرقة، بينما نقلت 6 آخرين إلى مشافٍ حكومية بالمحافظة لتلقي العلاج جراء إصابتهم.
وسبق ذلك بيوم إقرار الجماعة بمصرع أربعة من مشرفيها الميدانيين يحملون رتباً عسكرية مختلفة، بعضهم سقط في جبهات بمحافظة الضالع بعد سلسلة اعتداءات وخروق ارتكبتها الجماعة.
وتحدثت المصادر عن أن ثلاجات الموتى في مشافٍ عدة بصنعاء ومدن أخرى تحت السيطرة الحوثية لا تزال تكتظّ بأعداد من جثث قتلى الجماعة المنقولين من جبهات عدة، لافتة إلى أن الكثير من القتلى هم من شريحة عمرية تقل عن 18 سنة.
وتوالياً للخسائر المتلاحقة في صفوف الجماعة، كشفت عمليات التشييع والدفن التي تبثها وسائل إعلامها عن أنها تكبّدت خلال أول خمسة أيام من هذا الشهر ما يزيد على 16 قتيلاً، بينهم قادة ومشرفون ميدانيون، حيث تم تشييع جثامينهم في صنعاء وريفها، والمحويت، وذمار، وحجة، والجوف وتعز.
تكتم انقلابي
ذكرت المصادر اليمنية، أن الجماعة الحوثية تدفن يومياً أضعاف ما تُعلِن عنه في وسائل إعلامها، وسط تكتم شديد خشية تصدع صفوفها، عقب فرار عشرات العناصر من الجبهات.
ويتهم ناشطون يمنيون الجماعة بمواصلة تحركاتها العسكرية في محافظتَي مأرب وتعز وغيرهما، حيث عززت خلال الأسابيع الماضية عناصرها في تلك المناطق، في محاولة تصعيد جديد، بالتزامن مع حملات تجنيد إلى صفوفها في عدد من المناطق تحت سيطرتها.
وفي هذا السياق، رصد تقرير لوكالة «خبر» اليمنية اعترافات بثتها وسائل إعلام حوثية تفيد بمصرع ما لا يقل عن 13 من مقاتلي الجماعة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دون الإفصاح عن الجبهات القتالية التي سقطوا فيها.
وأشار التقرير إلى وجود جرحى آخرين في صفوف الجماعة تم نقلهم إلى مشافٍ في صنعاء، بينما القتلى تم تشييعهم في صنعاء ومحافظات حجة، وذمار، والجوف وتعز.
وبحسب التقرير، فإن من بين القتلى الذين شيّعت الجماعة جثامينهم في تلك الفترة قتيلاً ينتحل رتبة عميد، وآخر ينتحل رتبة عقيد، وقتيلين ينتحلان رتبة مقدم، و3 قتلى ينتحلون رتب نقيب، وقتيلاً ينتحل رتبة رائد، و3 ينتحلون رتب ملازم أول، وآخر ينتحل رتبة مساعد.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الجماعة الحوثیة ینتحل رتبة فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
حصاد المقامرة الحوثية.. إيذاء وحصار اليمنيين بدلاً من إسرائيل
مثل بروز نجاح الدور العربي في التوصل إلى اتفاق وقف الحرب في غزة سقوطاً مدوياً لغياب أي تأثير لما يُسمى بـ"محور المقاومة" الإيراني في المنطقة، في وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين التي دامت عامين كاملين.
وجسدت مليشيا الحوثي الإرهابية، وهي أحد أركان هذا المحور، هذا السقوط للمحور الإيراني بسرد زعيمها، في خطابه الأسبوعي الخميس، حصاد التصعيد الذي شنّته مليشياته طيلة العامين الماضيين تحت لافتة "إسناد غزة"، دون أي تأثير يُذكر.
وقدم زعيم المليشيا الحوثية إحصائية لـ"عمليات إسناد غزة" التي قامت بها المليشيا خلال عامي الحرب، وقال إنها بلغت "1835 عملية بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية، وطائرات مسيرة وزوارق حربية".
أما تأثيرات هذا الكم من العمليات، بحسب زعيم المليشيا الحوثية، فهي "دخول ملايين الصهاينة إلى الملاجئ"، بالإضافة إلى "التأثير على حركة الملاحة الجوية في إسرائيل"، مستشهداً بأن "الكثير من شركات الطيران العالمية أنهت عملها مع المطارات الإسرائيلية".
ورغم أن الواقع يؤكد استمرار نشاط المطارات الإسرائيلية، يواصل زعيم المليشيا تقديم ما يراه إنجازات لـ"عمليات الإسناد"، منها "حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر"، الذي يصفه بأنه "إنجاز عظيم ونجاح كبير له أهمية استراتيجية في الصراع مع العدو الإسرائيلي".
وفي حين يزعم الحوثي أن عمليات مليشياته "أثرت على الوضع الاقتصادي في إسرائيل بشكل كبير" دون أن يوضح ذلك أو يقدم أدلة تؤكده، لم ينسَ زعيم المليشيا ترديد أهم إنجاز تروّج له المليشيا طوال فترة الحرب في غزة، وهو تعطيل ميناء أم الرشراش (إيلات) الإسرائيلي.
ويزعم الحوثي أن تعطيل الميناء "كان له تأثير حقيقي وواضح ومؤكد على الاقتصاد الإسرائيلي"، متجاهلاً حقيقة أن الميناء "ثانوي"، وآخر موانئ إسرائيل الخمسة من حيث الأهمية والنشاط، ما يجعل تأثير وقفه محدوداً على الاقتصاد الإسرائيلي.
بالمقابل، يتجاهل زعيم المليشيا سرد تأثيرات "عمليات الإسناد" المزعومة على اليمنيين في مناطق سيطرة مليشياته جراء الغارات الإسرائيلية والأمريكية البريطانية خلال العامين الماضيين، ولعل أبرزها إغلاق المنافذ الجوية والبحرية بالكامل.
وفي هذا السياق، كان لافتاً ما نشرته وزارة الصحة بحكومة المليشيا قبل يوم من خطاب زعيمها عن "ضحايا العدوان الإسرائيلي الأمريكي البريطاني من المدنيين الذين وصلوا إلى المستشفيات والمرافق الصحية" منذ بدء ما تصفها المليشيا بعمليات الإسناد.
وقالت الوزارة في بيان لها إن عدد الضحايا اليمنيين جراء هذه الغارات حتى أكتوبر الجاري بلغ ألفاً و676 قتيلاً وجريحاً، موضحةً أن عدد القتلى بلغ 319 مواطناً، منهم 38 طفلاً و23 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 1357 مواطناً، منهم 197 طفلاً و96 امرأة.