اتفاق الهدنة في غزة.. من الرابح ومن الخاسر؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
يقضي اتفاق الهدنة الذي تم توقيعه بين الجيش الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس، بوقف القتال 4 أيام، للسماح بإطلاق سراح 50 رهينة محتجزة في غزة بينهم نساء وأطفال.
ويأتي ذلك، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا في السجون الإسرائيلية. وكذلك دخول مساعدات إنسانية تضم مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى قطاع غزة.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب، في تصريح لسكاي نيوز العربية، أن اتفاق الهدنة سيكون في الغالب لصالح حماس.
وقال أن حماس أجبرت إسرائيل على القبول بشروطها والتفاوض، في وقت كانت تصر إسرائيل على رفض الهدنة منذ أسابيع.
وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي عانى خسائر كبيرة في العدد والعتاد. واضطر إلى الهدنة بعد الإخفاق في تحرير الرهائن وازدياد الغضب الدولي من ممارساته في قطاع غزة”.
كما تتحدث تقارير إسرائيلية عن غضب وسط الرأي العام الداخلي من الإخفاق الاستخباراتي والعسكري في تقدير قدرات حماس على القيام بهجمات 7 أكتوبر.
فضلا عن الفشل في تحرير أكثر من 240 رهينة من قبضة الحركة طوال 45 يوما من الحرب المستمرة التي فاقمت أزمة الاقتصاد الإسرائيلي. وكلفت الداعمين الغربيين ملايين الدولارات.
فيما يرى الباحث اللبناني في الشؤون الدولية مؤسس ومدير مركز “سيتا” للدراسات علوان أمين الدين، أن “الطرفين مستفيدان من الهدنة. وخاسران في نفس الوقت من الحرب، لأنه لا رابح من القتال”.
وقال أمين الدين: “تبقى هناك خسائر فادحة لإسرائيل على المستويين العسكري والسياسي والاقتصادي أيضا. كما أنها تريد أن تفرمل حرب المدن والشوارع”.
وأضاف: “أما بالنسبة لحركة حماس التي أجادت استخدام المسافة صفر لإلحاق أكبر خسائر ممكنة بجيش إسرائيل. فهي تريد بالمقام الأول أن توقف الخسائر البشرية والممتلكات والبنية التحتية نتيجة قصف الطيران الحربي والمدفعي المستمر ليل نهار على قطاع غزة، في حرب مستمرة لأكثر من 46 يوما”.
وتابع: “حماس ستستفيد بصورة كبيرة من تأمين مصادر للوقود والأدوية والأغذية. وتأمين نقل الجرحى من المعارك وأماكن القصف، والاستعداد لأرض جديدة للمعارك”.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية تكشف إعلان مرتقب عن اتفاق شامل بشأن غزة
قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقترب من الإعلان عن حل شامل ينهي الحرب في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية وأمريكية، قولها إن احتمال إعلان ترامب "مرتفع جدا"، ومن المتوقع أن يتضمن خطة لوقف الحرب وإعادة الإعمار، بدور محوري لأمريكا.
ووفقًا للمصادر، فإن ترامب يسعى لصفقة تتجاوز مجرد التهدئة، نحو حل طويل الأمد يشمل إعادة إعمار غزة ووضع ترتيبات إدارية جديدة، مع تدخل أمريكي مباشر، رغم أن الاتفاق يتم تطويره بتعاون جزئي فقط من الاحتلال الإسرائيلي، ولا يلبي بالضرورة جميع مطالبه.
وتتضمن المرحلة الأولى من الخطة تدخلاً أمريكيًا مباشرًا لاستئناف الإمدادات الإنسانية عبر مراكز أنشأها جيش الاحتلال داخل غزة، يليها إشراف أمريكي واسع على إعادة الإعمار.
إلا أن العقبة الأكبر تظل جناح حماس العسكري (كتائب القسام)، الذي يرفض تسليم سلاحه أو الانسحاب من القطاع.
المصادر أشارت إلى ضغوط مكثفة تمارسها أطراف عربية، بقيادة مصر والسلطة الفلسطينية، على قيادة حماس لقبول الصفقة، خشية من عملية عسكرية كبيرة قد يشنها الاحتلال بعد انتهاء زيارة ترامب المرتقبة إلى الخليج.
وأضافت أن قادة حماس تم استدعاؤهم على وجه السرعة إلى القاهرة للمشاركة في محادثات مكثفة، بهدف تمهيد الطريق لإعلان ترامب.
أحد البنود المحتملة في الصفقة، بحسب المصادر، يشمل منح حماس دورًا مدنيًا في إدارة القطاع مستقبلاً، إلى جانب ضمانات بعدم استهداف قادتها، وربما دمج قواتها "الشرطية" ضمن جهاز أمني فلسطيني موحد، على أن تتم هذه الخطوات بالتوازي مع انسحاب جيش الاحتلال ونزع سلاح حماس.
لهذه الأسباب في حال نجاح الاتفاق، قد يُعرض على الاحتلال الإسرائيلي كأمر واقع، وهو ما من شأنه أن يضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام خيار صعب، إما قبوله والمجازفة بأزمة ائتلافية داخل حكومته، أو رفضه وتحمل العواقب الدبلوماسية.
ويأتي هذا التطور في ظل توتر غير معلن بين مكتب نتنياهو وإدارة ترامب، وفق ما أوردته الصحيفة.
وفي السياق نفسه، أعرب عضو الكنيست أميت هاليفي، المقرّب من نتنياهو، عن غضبه مما وصفه بـ"تهميش إسرائيل" في صفقات أمريكية إقليمية، خصوصًا الاتفاق الأخير مع الحوثيين.
وقال: "إذا كان هذا هو نموذج اتفاقيات ويتكوف القادمة، فإن على الحكومة الاستعداد جيدًا... نحن نتحول إلى حمل يُجهز على مائدته".
على الجانب الآخر، تحاول دوائر أمريكية تهدئة المخاوف الإسرائيلية، حيث نقلت الصحيفة عن مصدر في الكونغرس قوله: "رغم الخلافات، هناك تفاهم عميق على المصالح الأساسية. لن نسمح باتفاق يمس أمن الاحتلال".
مصدر سياسي رفيع في حكومة الاحتلال دعا لعدم المبالغة في القلق، موضحًا أن هدف الضربات الأمريكية في اليمن كان تأمين الملاحة الأمريكية فقط، وأن التنسيق العسكري مع واشنطن ما زال قائمًا