العزري لـ"الرؤية": تنبيت 10 آلاف نخلة باستخدام "الدرونز".. وتطوير الخطط الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
الرؤية- فيصل السعدي
قال الدكتور مسعود بن سليمان العزري مدير عام التخطيط والمتحدث الرسمي باسم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، إن مختبر الأمن الغذائي 2023م استهدف التركيز على التقنيات الحديثة في قطاع الغذاء، ومعالجة تحديات الاستثمار في هذا القطاع، مع التركيز على القيمة المحلية المضافة في المنتجات المحلية وتأطير الخطة التفصيلية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي.
وأشار- في تصريح لـ"الرؤية"- إلى أنه يمكن الاستفادة من مختبر الأمن الغذائي في توفير فرص وظيفية جديدة وتبني مشاريع وطنية مستدامة من خلال الاستثمار في قطاع الغذاء وجذب استثمارات أجنبية في مختلف القطاعات الزراعية والحيوانية والسمكية وموارد المياه، مضيفا: "نعول من خلال هذه الاستثمارات على إيجاد فرص عمل جاذبة للشباب العماني خلال المرحلة القادمة، كما تهدف وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وبالتنسيق مع البرنامج الوطني التشغيل بوزارة العمل إلى زيادة عدد العمانيين العاملين بقطاع الغذاء، وتم إعداد الخطط التنفيذية المستهدفة لزيادة فرص العمل بقطاع الغذاء للفترة من 2024-2030".
وذكر العزري أن الوزارة تسعى بالتنسيق مع المركز الوطنى للإحصاء والمعلومات وجهاز الاستثمار العماني ممثلة بشركات الغذاء والقطاع الخاص، إلى التركيز على زيادة الإنتاج المحلي في المحاصيل الرئيسية، حيث تم العمل في مختبر الأمن الغذائي 2023 على تحليل الوضع الراهن للمحاصيل الزراعية حسب الاستهلاك ونسب الإنتاج المحلي مقارنة بحجم الاستيراد، وتم تحديد المحاصيل التى يتطلب التركيز على زيادة إنتاجها محلياً للوصول إلى الاكتفاء الذاتي المحلي من خلال استقطاب الاستثمارات في القطاع الزراعي، موضحا: "هناك العديد من التقنيات الحديثة المستخدمة في تطوير قطاعات الأمن الغذائي في السلطنة، ومنها عملية تنبيت أكثر من 10 آلاف نخلة عن طريق الطائرات المسيرة، وهي إحدى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهذه التجربة حققت نتائج جيدة تمثّلت في الارتقاء بعملية التنبيت من 6 نخلات في الساعة بالطريقة اليدوية التقليدية إلى 1000 نخلة في الساعة باستخدام طائرات الدرونز، كما بلغت نسبة الفعالية أكثر من 91% في أنواع أبو نارنجة والفرض والخلاص، وهي الأصناف الثلاثة التي تمت تنبيتها بنظام الرش، إذ أكدت هذه المؤشرات الإيجابية فعالية استخدام تقنيات الطائرات المسيرة والذكاء الصناعي في التنبيت وزيادة تنافسية وإنتاجية صناعة التمور العمانية، والتقليل من استخدام الأيدي العاملة الوافدة مما فتح المجال نحو التوسع في المشروع للموسم الثاني هذا العام 2020".
وأكد الدكتور مسعود بن سليمان العزري أن الوزارة تعمل على تحديد أولوياتها في المحاصيل الزراعية، وذلك لتوجيه الاستثمارات وسد الفجوة الغذائية في هذه المنتجات، ومنها البصل والبطاطس والثوم والموز والمانجو، كما تسعى إلى إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة التحديات في زيادة الإنتاج المحلي في المحاصيل من الأراضي الزراعية المتأثرة بالمياه المالحة وخصوبة التربة بها، مبينا أن الوزارة قامت بطرح بعض البرامج لنقل تقنيات الزراعة المائية (بدون تربة) إلى المزراعين والمنتجين لتفادي العوامل المؤثرة على الإنتاج لديهم، كما قامت بنشر بعض التقنيات المتعلقة باستخدام المياه المعالجة ثلاثيا لتقليل تأثير المياه المالحة، ونشرت الأصناف المحسنة للمحاصيل كالأصناف المقاومة للملوحة والجفاف، بالإضافة إلى الدخول في شراكات مع منظمات ومراكز دولية لتحسين الأراضي المتأثرة بملوحة المياه.
وأوضح العزري أن الوزارة تعمل على تطوير الخطط لرفع الكفاءة الإنتاجية من اللحوم الحمراء من خلال التركيز على استيراد سلالات تتميز بإنتاجيتها العالية من اللحوم، مثل سلالات السعانين الهولندي والبور من جنوب أفريقيا ليتم توطينها في السلطنة والإكثار منها، متابعا: "توطين السلالات ذات الطابع الإنتاجي العالي والإكثار منها يؤدي إلى رفع نسب الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء ويقلل من الاستيراد، ففي عام 2022 بلغ إجمالي رؤس الثروة الحيوانية 386700 رأس، ويتم استهلاك 80% منها كلحوم حمراء، في حين بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي 44%".
وقال العزري: "بلغ عدد المزارع السمكية التكاملية 28 مزرعة بحجم استثمار بقيمة 2.397 مليون ريال عماني، وبلغت كمية إنتاج أسماك الكوفر 2101 طن بقيمة 4.2 مليون ريال عماني، والروبيان ذي الأرجل البيضاء 1078 طن بقيمة 2.7 مليون ريال عماني، وأسماك البلطي 290 طن بقيمة 434 ألف ريال عماني".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الأمن الغذائی الترکیز على أن الوزارة ریال عمانی من خلال
إقرأ أيضاً:
باستخدام الدم وقشر البيض ويرفض الأدوات الحديثة.. هذا الفنان في مهمة لنسخ الفنون الصخرية القديمة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وتحت الشمس الحارقة، تبع ستيفن تاونلي باسيت، الذي كان يبلغ من العمر 14 عامًا آنذاك، عمّه باتجاه مكان مظلّل وفرته إحدى الكهوف العديدة المنتشرة بين جبال "سيدربيرغ" في مقاطعة كيب الغربية جنوب إفريقا.
انبهر المراهق ممّا رآه، فتناثرت على واجهة الصخرة لوحة فنية مذهلة لأشكال نصف حيوانية ونصف بشرية، وجعله ذلك يتساءل: من صنع هذا العمل؟ ومتى صنعوه؟ ولماذا؟
ولكن أكثر ما أثار فضوله هو كيفية صُنِع العمل بالتحديد.
أصبح باسيت "مهووسًا" بالعثور على الإجابات منذ خروجه من ذلك الكهف، وأمضى الفنان المولود في كيب تاون عقودًا في زيارة آلاف مواقع الفن الصخري القديمة المنتشرة في البلاد، ليُنتج نسخًا بالغة الدقة لمحاولات البشر الأولى في عالم الرسم.
نسْخ الأعمال ليس أمرًا جديدًا، ولكن أعمال باسيت ليست نسخًا طبق الأصل.
لا يستخدم الفنان ألوانًا أو فرشًا تجارية لصنع أعماله، فهو لا يستخدم إلا المواد والأدوات التي كانت متاحة لشعب "سان" الأصلي (الذي اعتمد على الصيد وجمع الثمار) عند ابتكاره هذه التصاميم منذ 10 آلاف عام تقريبًا.
قال باسيت لـ CNN: "الأمر يتعلق بفهم ما كان في قلوب وعقول من رسموا اللوحات.. لا أريد صنع نُسَخ أو أعمال فنية غريبة فحسب. منذ البداية، أردت أن يكون عملي دقيقًا للغاية بحيث يمكن للباحثين والأكاديميين استخدامه كمرجع".
شعب "سان" هم السكان الأصليون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولا تزال العديد من المجموعات المعتمِدة على الصيد وجمع الثمار موجودة حتى يومنا هذا في ناميبيا، وبوتسوانا، وجنوب إفريقيا، ودول أخرى في المنطقة.
بقايا لوحاتهم ونقوشهم لا زالت ظاهرة في آلاف المواقع في جميع أنحاء القارة، ويصل عددها إلى 7 آلاف عمل في جبال "سيدربيرغ" وحدها، وفقًا لمنسق الفنون الصخرية المحلية، لوندي ندزيما.
اعتُقِد سابقًا أنّ أعمالهم الفنية، التي تُظهر الحيوانات والبشر، وهجينًا من الاثنين أحيانًا، تجسِّد مشاهد من الحياة اليومية، ولكن تغيّر الفكر الأكاديمي ليرى أنّ الفن الصخري في جنوب إفريقيا غالبًا ما يعكس صورًا وزخارف ذات أهمية روحية وثقافية، بحسب المتحف البريطاني.
يُعتقد أنّ بعض الصور تعكس رؤى شاهدها الـ"شامان" أثناء دخولهم حالات أشبه بالغيبوبة لأداء مهام جماعية مثل شفاء المرضى.
وأوضح ندزيما: "عندما كانوا يرسمون، لم يفعلوا ذلك بغرض التزيين فحسب، بل كانت هناك دائمًا قصة وراء ذلك".
بدأ سعي باسيت لإظهار كيفية صنع الفن الصخري بجدية عام 1998 عندما تخلى عن وظيفته في إحدى الشركات لممارسة شغفه.
بالنسبة للفنان، تبدأ العملية في أيٍّ من المواقع المزينة بالفن الصخري، من بوتسوانا إلى زيمبابوي، حيث يقضي أيامًا في تصوير، ورسم، وقياس اللوحات المرسومة على جدران الكهوف المختلفة، والنتوءات الصخرية، والصخور الكبيرة.
عندما يتعلق الأمر بإعادة إنشاء اللوحات، يرفض باسيت الأدوات الحديثة، فهو يفضّل المواد المتوفرة في الموقع فقط، ولكن التكنولوجيا الحديثة خيار مُتاح خلال عملية التحضير.
على سبيل المثال، عند فحص فن صخري لأسدٍ يقفز بين قطيع من الماشية عن قرب، يرتدي باسيت عدسات مكبّرة للأسنان، وهي عبارة عن جهاز تكبير يُستخدم في العمليات الجراحية، لتوثيق كل نقطة وضربة فرشاة.
ومن ثمّ يعود الفنان إلى الاستوديو الخاص به في بلدة كوماني في كيب الشرقية، حيث يستعين بمختلف الأصباغ، والمواد اللاصقة، والأدوات التي صممها لتوثيق الأعمال القديمة.
إعادة إنتاج المواد المستخدمة كانت عملية استغرقت عقودًا من المحاولة والتعلم من الأخطاء.
وخلالها، اكتشف باسيت أنّ البيض، والدم، وشحم نخاع الحيوانات تُعدّ مواد لاصقة جيّدة، بينما أثبتت فضلات الطيور الجارحة، وقشور بيض النعام المسخّنة بالنار فائدتها الكبيرة في صنع الصبغة البيضاء، التي تُعدّ من أصعب الألوان التي يمكن حصول عليها من بين الألوان الأربعة الأساسية التي تهيمن على الفن الصخري (الأحمر، والأصفر، والأسود، والأبيض).
الكتابة على الجدرانبعد تأليف ثلاثة كتب عن الفن الصخري، والعمل مع علماء من جنوب إفريقيا وفرنسا فيما يتعلّق بتركيبة الأصباغ، يأمل باسيت أن تُشكّل أعماله "أداة بحث" لأجيال من المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا القادمين.