رد نائب وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال، حسين العزي، على التهديداتِ الأمريكيةِ الجديدةِ بخصوص “التصنيف في قوائم الإرهاب” مؤكّـداً أن “صنعاء لا تكترث لهذه التهديدات وفي حال أضرت بمصالح الشعب اليمني فستعتبرها إعلان حرب”.

وقال العزي في تغريدة على منصة إكس: “التهديد بالتصنيف لا يقلقنا أبداً؛ لأَنَّه إذَا حدث سيفضح معايير أمريكا وينسف مصداقيتها للأبد”.

وكان المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض” جون كيربي” قال قبل أَيَّـام: إن الولايات المتحدة الأمريكية “بدأت بمراجعة التصنيفات الإرهابية المحتملة” لمن أسماهم “الحوثيين” وذلك عقب إعلان القوات المسلحة الاستيلاء على سفينة “إسرائيلية” في البحر الأحمر.

وقال العزي إنه في حال أَدَّى هذا التصنيف الأمريكي للإضرار بمصالح الشعب اليمني فَــإنَّ صنعاء “ستعتبره إعلان حرب”.

وأضاف: “وقتها ستكتشف أمريكا كارثية ذهابها للتصعيد مع اليمن، مقبرة الامبراطوريات وبلد الاستنزاف الأول في التاريخ”.

وجاء هذا الإعلان الأمريكي ضمن تهديدات عدة كان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد كشف عنها في خطابه التاريخي الأخير، حَيثُ قال إن الولايات المتحدة الأمريكية هدّدت بعودة الحرب في اليمن، وأعاقت اتّفاقًا وشيكًا مع تحالف العدوان، واستخدمت ورقة قطع المساعدات؛ وذلكَ مِن أجل دفع صنعاء للتوقف عن مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته، مؤكّـداً عدم الاكتراث لهذه التهديدات واستحالة الاستجابة لها.

وتؤكّـد القوات المسلحة اليمنية، بما في ذلك القوات البحرية، أنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد كيان الاحتلال الصهيوني حتى وقف العدوان على قطاع غزة.

ومنذ بدء العدوان على غزة وجهت صنعاء والقيادة الوطنية الثورية والسياسية رسائل واضحة للولايات المتحدة بأن اليمن لا يخشى أية تهديدات ولن يخضع لأية ضغوط فيما يتعلق بالموقف المبدئي من القضية الفلسطينية وما يتضمنه ذلك الموقف من خطوات مساندة عسكرية للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها استهداف سفن العدوّ وضرب أي أهداف تقع ضمن نطاق النيران اليمنية.

وفاجأ اليمن العالم بانخراطه القوي في معركة “طُـوفان الأقصى” دعمًا وإسنادًا للشعب الفلسطيني ومقاومته، حَيثُ فرض معادلات استراتيجية مهمة من شأنها أن تغيّر الكثير من الموازين حاضرا ومستقبلا، وخُصُوصاً بعد التحَرّك ضد سفن العدوّ في البحر الأحمر وباب المندب.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

اليمن السعيد ينتصر لغزة

 

يبدو أن القحطانيين حطّوا عروبتهم هناك دون العرب البائدة والعرب المستعربة، ليبقى اليمنُ عربياً سعيداً، فلم يتاجروا بأصالتهم وتاريخهم، وامتدت جذور انتمائهم إلى فلسطين. هم الذين وصفهم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام في حديثه : «هم أرقُّ أفئدةً، وألينُ قلوباً، الإيمانُ يمان، والحكمةُ يمانية».
هذا ما تبقى من العرب والإسلام جماعة صغيرةٌ ظهرت على الباطل والعدوان، وظهرت على الإبادة والجرائم، لم تثنها تهديدات ترامب ولا بايدن من قبله، ولا تهديدات سيد الإبادة والإجرام نتنياهو، جابهت «ترومان» ومن قبلها «أيزنهاور» و”يو إس إيه” وكل أنواع الاعتداءات من جنسيات بريطانية وفرنسية وألمانية وإيطالية. اليمنيون السعداء لم تُرهبهم أساطيل أكبر قوة في العالم، وأكبر قوة إجرام صهيونية نتنياهوية، لم يُرعبهم قصف مدنهم وقتل المدنيين، فأظهروا التحدي لدول العدوان الغربي، فكان حصادهم نصرة فلسطين ونصرة غزة المظلومة، فأحرجوا «سُنة» العرب والإسلام، ولم يتاجروا «بشيعتهم»، فكانوا مثالا في الابتعاد عن المذهبية والعرقية والطائفية. قصفوا وضربوا وهاجموا العدوان، وكانت صفعتهم من حديد، كانت في الصميم، أصابت العدو بمقتلٍ وهزّت كيانه، ووصلت ارتدادات هجومهم إلى ما وراء البحار إلى بلاد العم سام، وغيّرت من مفاهيم وتصاميم الهجمات الصاروخية ومواجهة القطع البحرية المتقدمة تكنولوجياً.
اليمن أخضع العدو لحصارٍ بحري واليوم لحصارٍ جوي، وسخر من عتادهم وجبروتهم، عَمل اليمنيون – الفقراء لكنهم سعداء – على تغيير قواعد الاشتباك وردع العدوان، ولم تكن مواجهتهم للعدوان الإسرائيلي لعبةً سياسية وحرب بازار لكسب المواقف، أو لتغيير مسار العلاقات بين سين وجيم، ولم تكن مواقفهم إلا جدِّيةً منذ اليوم الأول لاشتداد العدوان على غزة وأهلها. كان فعلهم وصداه لشحذ همم الأشقاء وإيقاظهم من غفوتهم المديدة، وتنبيه الضمير العالمي والإنساني لتفعيله. لم يكن تحرّكهم ومواجهاتهم خاضعةً لتجاذباتٍ سياسيةٍ معينة، فكانوا أصفياء أتقياء أنقياء. كانت استهدفاتهم لمطار بن غوريون وتل أبيب وضواحيها وميناء إيلات والقواعد العسكرية في النقب، تؤكد صحة موقفهم وفعالية الصواريخ التي حملت رسائل سياسية قبل العسكرية، خاصة بعد اتخاذ حكومة نتنياهو قراراً بتوسيع الحرب في غزة، فأفشلت صواريخ فلسطين 1 وفلسطين 2 المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وكشفت عن عجز بنيوي في منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، حاتس والمنظومة الأمريكية ثاد. واستطاع صاروخ فلسطين 2 اختراق أربع طبقات دفاعية جوية لدولة الكيان، ما أربك الجبهة الداخلية الإسرائيلية وخلق حالات من الذعر والخوف والهلع والشلل لكل جوانب الحياة، وإيقاف الشركات العالمية رحلاتها الجوية إلى دولة الكيان المحتل. وكأنهم يقولون للنظام العربي أوقفوا التطبيع وقاطعوا بضائعهم واطردوا سفراءهم وفعّلوا سلاح نفطكم وثرواتكم وأموالكم. فيتوقف تدفق السلاح الغربي إلى الكيان ويوقف العدوان.
لقد كانت أنشودتهم دوماً «بيانٌ صادرٌ عن القوات المسلحة اليمنية»، بمثابة أغنية لغزة وأهل غزة، ليتنفسوا الصعداء، مما بقي لهم من أوكسجين الحياة من اليمن الحر الأبي، وبكلماتٍ عربيةٍ صادقةٍ وتسمياتٍ فلسطينيةٍ وليست عبريةٍ لمدن فلسطين. هكذا هو اليمن سيبقى مثلما كان في ماضي الزمن مقبرةً لكل الغزاة، ليس لوعورة جغرافيته ولا تضاريسه، بل لوعورة إنسانه الطيب المؤمن الملتزم بعروبته وإيمانه ولصلابته وقوته ومنعته أمام كل الضغوطات وإرهاب الدولة. لطالما حرص الغربُ على تمزيق اليمن فكان وحدةً لطمتْ وجوههم، أرادوا تقسيمه فكان صفعةً لمشاريعهم، أرادوا إذلاله بالحصار فكان عصياً على التجويع والقتل والتدمير والخضوع، كان مارداً أمام أقزام العدوان، لقد خبر اليمن وقادته معركة الأمة وكيف تُدار، وخبروا دهاليز السياسة ودهاء الدبلوماسية الغربية، فحافظوا على أواصر الأخوة حتى مع من ناصبهم العداء من الأشقاء، ووضعوا أولويات المعركة لنصرة غزة وشعب فلسطين، فترفعوا عن كل الترّهات والإساءات، وواجهوا التحديات بصلابةٍ تعجز الكلمات عن الارتقاء لوصف ما يحدث. كانوا فصل الخطاب في أمةٍ صامتةٍ، بل راكعةٍ لتاجر الاستثمارات والعقارات ورجل الصفقات. لقد جعلوا من مواقفهم صورة خزيٍ وعارٍ لكل المتخاذلين القريبين والبعيدين، الذين انكشفت عوراتهم أمام هذا الاستحقاق الإنساني والأخلاقي والعروبي والديني، فكانوا صرخةً في عالم الجريمة الممنهجة والمنظّمة، صرخةً في غزة العزة التي أصبحت مقبرةً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. لقد صدحوا بصرخةٍ مدوّيةٍ وصلت إلى كل الأرجاء والأصقاع، وإلى كل الشعوب التي تعشق الحرية “أن هبّوا وقاوموا وانتفضوا “، فليس قدرنا أن نعيش أبد الدهر أذلّاء خانعين، وليس قدرنا أن نكون سلعةً تُباع وتُشترى في سوق السياسة والاتجار العالمي، بل قدرنا أن نعيش أسياداً وأحراراً فلا حياة مع الاستسلام والقهر والعبودية. إن التاريخ لا يخلّد إلا العظماء وسيبقى اليمنُ عظيماً حراً شامخاً وعزيزاً.

*كاتب

مقالات مشابهة

  • "أبو ليمون" يشيد بإدراج جامعة المنوفية ضمن التصنيف الأمريكي "U.S. News"
  • اليمن السعيد ينتصر لغزة
  • قراءة في مضامين كلمة السيد القائد حول العدوان على غزة وفشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • بعد 52 يوماً من العدوان على اليمن.. ترامب يعترف بشجاعة أنصار الله ويرفع الراية البيضاء
  • محور المقاومة يستعيد المبادرة.. اليمن يفصل المسارين الأمريكي والإسرائيلي للمرة الأولى
  • وقفة قبلية مسلّحة في المنصورية بالحديدة دعمًا وإسنادًا للشعب الفلسطيني في غزة
  • وقفات قبلية ومسيرات مسلحة في عدد من المحافظات
  • “الخطوط اليمنية”: تأمين طائراتنا ضد الحرب ساري عدا مطارات اليمن بسبب “التصنيف العالمي”
  • أول رد من صنعاء بعد إعلان جيش الاحتلال قصف موانئ الحديدة
  • مسير مسلح لقوات التعبئة في مديرية الصافية بالأمانة