قالت الدكتورة فاطيمة عبدالحميد، الباحثة بوحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرف، إن المرأة الفلسطينية تتعرض لكافة أشكال العنف والقتل على يد محتل غاشم، يضرب بكل القيم الإنسانية عرض الحائط، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل ضد المجتمع الفلسطيني والذي تعتبر المرأة جزءا رئيسيا منه.

3500 شهيدة فلسطينية

وتابعت الباحثة بوحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرف، خلال مداخلة هاتفية بحلقة برنامج مع الناس، المذاع علي فضائية الناس: «3500 شهيدة فلسطينية قتلت على يد الاحتلال خلال الأحداث الأخيرة، وهذه الأرقام قابلة للزيادة، وأيضا منذ عام 2018 حسب التقارير الصادرة العالمية تم اعتقال 140 سيدة، وكذلك 6 شهيدات من السيدات منهم طفلة عمرها 8 أشهر، وسط صمت عالمي على هذه الجرائم».

واستكملت: «في عام 2020 تم اعتقال 184 سيدة، وما زلن في المعنقلات، واستشهد 48 سيدة، وكذلك في 2022 تم اعتقال 130 سيدة واستشهاد عدد منهم، وكذلك يوجد 17 ألف امراة في المعتقلات منذ العام 1967، ويتعرضن لكل أشكال التعذيب منها الحرمان من الطعام والتعذيب الجسدي، والتحرش والضرب والسب».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة فلسطين العنف ضد المرأة الأزهر

إقرأ أيضاً:

بين الدولة والإدارة: قراءة فلسطينية في خطة ترامب ومبادرة بلير

تبدو "خطة ترامب ذات النقاط العشرين" و"مبادرة توني بلير لليوم التالي" وكأنهما وجهان لمقاربة واحدة: تحويل القضية الفلسطينية من مشروع تحرر وطني إلى ملف أمني- إداري يدار من الخارج، تحت لافتة "إعادة الإعمار" و"الاستقرار". في الظاهر، تتحدث الخطة الأمريكية عن "حل عملي" لما بعد الحرب في غزة، لكنها في جوهرها تسعى إلى تفكيك البنية السياسية الفلسطينية وإعادة تركيبها في إطار يخدم أمن إسرائيل ويُخرج الفلسطينيين من معادلة القرار.

والمفارقة أن خطة ترامب لا تنفي الوجود الفلسطيني، لكنها تعيد تعريفه: ليس كشعب يسعى إلى دولة ذات سيادة، بل كمجموعة تحتاج إلى إدارة محلية منزوعة القرار. فمن خلال توزيع الأدوار بين السلطة الفلسطينية ودول إقليمية "ضامنة"، تسعى الخطة إلى خلق نظام إدارة متعددة المستويات تكون فيه واشنطن وتل أبيب مركز القرار الحقيقي، فيما يُترك للفلسطينيين هامش من "التمثيل الإداري" دون مضمون سيادي. بهذا المعنى،خطة ترامب لا تنفي الوجود الفلسطيني، لكنها تعيد تعريفه: ليس كشعب يسعى إلى دولة ذات سيادة، بل كمجموعة تحتاج إلى إدارة محلية منزوعة القرار يتحول "الكيان الفلسطيني" إلى جهاز تنفيذي بلا دولة، يتولى المهام اليومية بينما تظل مفاتيح السيادة خارج يده. إنها صيغة جديدة لـ"السلام الاقتصادي" الذي جرى تسويقه سابقا تحت عنوان "الواقعية السياسية".

أما خطة توني بلير لـ"اليوم التالي"، فتقدّم نفسها كخطة فنية لإدارة الإعمار، لكنها لا تنفصل عن الرؤية الأمريكية الأوسع. بلير، الذي يملك خبرة في تحويل النزاعات إلى ملفات "حوكمة انتقالية"، يعيد هنا تطبيق النموذج نفسه: احتواء الصراع عبر المؤسسات لا عبر الحلول السياسية. إنها مقاربة تستبدل فكرة إنهاء الاحتلال بإدارة تبعاته، وتستبدل مفهوم الدولة بمفهوم "الحكم الرشيد تحت الاحتلال".

الرفض المجرد لم يعد كافيا

في ظل ميزان القوة القائم، يدرك الفلسطينيون أن الرفض المطلق لمثل هذه الخطط قد يؤدي إلى تهميشهم مرة أخرى. لكن القبول بها على حالها يعني شرعنة واقع الاحتلال وتفكيك النظام السياسي الفلسطيني من الداخل. لذلك، يبرز خيار ثالث أكثر واقعية: الانخراط المشروط والواعي، أي التعامل مع أي مبادرة انطلاقا من محددات وطنية واضحة، لا من موقع الخضوع. ويمكن أن يتحقق ذلك عبر حكومة تكنوقراط فلسطينية مستقلة في القرار، تدير شؤون غزة بإشراف وطني، وتعمل بالتنسيق مع الدول الإقليمية الصديقة مثل قطر ومصر والأردن وتركيا، دون أن تتحول إلى أداة تنفيذية للسياسات الأمريكية، لا يمكن لأي خطة "بعد الحرب" أن تنجح إن لم ترتكز على مبدأ واضح: لا إعمار بلا سيادة، ولا استقرار بلا عدالة. فتحويل القضية الفلسطينية إلى ملف إنساني أو إداري هو الطريق الأسرع لإدامة الاحتلال، لا لإنهائهخاصة أن المشهد الحالي يذكّر بتجربة مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، حين اشترطت إسرائيل غياب منظمة التحرير عن المفاوضات، لكنها كانت الطرف الحقيقي في الكواليس وصاحبة القرار النهائي. اليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه: كل محاولات تجاوز الفلسطينيين تنتهي بعودتهم إلى الطاولة، وإنْ من الباب الخلفي.

حماس والسلطة: أدوار تتقاطع رغم الانقسام

رغم كل الانقسامات، ما تزال لكل من حماس والسلطة الفلسطينية قدرة على التأثير. حماس، بقوتها الميدانية، ما زالت عنصرا لا يمكن تجاوزه، والسلطة، رغم ضعفها، تملك الشرعية الدولية. إن التقاء الطرفين عند صيغة توافقية لإدارة المرحلة المقبلة قد يشكل فرصة لإعادة توحيد القرار الفلسطيني، وإفشال محاولة "تفريغ" المشروع الوطني من مضمونه.

الخلاصة: لا إعمار بلا سيادة

في نهاية المطاف، لا يمكن لأي خطة "بعد الحرب" أن تنجح إن لم ترتكز على مبدأ واضح: لا إعمار بلا سيادة، ولا استقرار بلا عدالة. فتحويل القضية الفلسطينية إلى ملف إنساني أو إداري هو الطريق الأسرع لإدامة الاحتلال، لا لإنهائه. وبين الرفض المطلق والقبول المذعن، يبقى الخيار الفلسطيني الأذكى هو الانخراط بشروط تحفظ الجوهر الوطني وتمنع استبدال الدولة بالجهاز.

مقالات مشابهة

  • باحثة تكشف مفاجأة: لا يوجد ضمانات من الجانب الإسرائيلي والضامن الوحيد هو ترامب
  • الأسرى الفلسطينيون بسجون الاحتلال يصعدون إلى الحافلات
  • هيئة شئون الأسرى: أكثر من 11 ألف أسير بسجون الاحتلال وآلاف من غزة مختفون قسريا
  • أمر اعتقال إداري 3 أشهر بحق طفل من أم الفحم
  • أمر اعتقال إداري ل3 أشهر بحق طفل من أم الفحم
  • حماس تُلاحق المشتبه في تعاونهم مع الاحتلال الإسرائيلي
  • اعتقال 6 فلسطينيين في الخليل بالضفة الغربية
  • إشادات فلسطينية بالدور المصري لرفع مُعاناة أهل غزة
  • مقابر الأرقام.. إسرائيل تحتفظ بأكثر من 700 جـ ثة فلسطينية
  • بين الدولة والإدارة: قراءة فلسطينية في خطة ترامب ومبادرة بلير