هجوم 7 أكتوبر.. اضطراب ما بعد الصدمة يحيق بالإسرائيليين
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
أورد تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الإسرائيليين لا يتوقفون عن مشاهدة مقاطع فيديو لهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي التي يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، قائلا إن عواقب ذلك مدمرة نفسيا لهم.
ويقول كاتب التقرير يائيل حلاق إن من يشاهدون هذه المقاطع يعانون من أعراض "اضطراب ما بعد الصدمة" بسبب المشاهدة المكثفة، وبإدمان؛ للصور التي يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية.
وينقل الكاتب عن إحدى الإسرائيليات قولها إنها لم تتعرض أبدا بشكل مباشر، وبهذا التفصيل، لفظائع من هذا النوع.
آلاف يطلبون المساعدةونقل التقرير عن الدكتور شيري دانيلز مدير منظمة تشرف على "خط عيران الساخن للإسعافات الأولية العاطفية" الإسرائيلي القول إنه منذ بداية الحرب استجاب الخط لأكثر من 50 ألف مكالمة، مضيفا أن معظم المكالمات من أشخاص لم يتأثروا بشكل مباشر بهجمات حماس.
وأوضح أن هذا العدد من المكالمات يمثل ارتفاعا بنسبة 100% مقارنة بالأوقات الروتينية، مشيرا إلى أنه خلال الأيام القليلة الأولى، تلقى الخط 3500 مكالمة في اليوم، وما زال يتلقى 1500 مكالمة يوميا. ويبلّغ الأشخاص الذين يتواصلون معه عن أعراض الصدمة التي يعانون منها من مشاهدة مقاطع الفيديو.
انهيار وتوقف عن الأكلومن بين المكالمات المعنية، يقول التقرير، تحدثت إحدى الأمهات عن ابنتها التي توقفت عن الأكل بعد مشاهدة مقاطع الفيديو"، وقال دانيلز "ذكرت طالبة أنها انهارت بعد رؤية مقطع. وقال رجل إنه تجاهل توصيات الخبراء، ولم ينم جيدا منذ مشاهدة لقطات الفيديو".
ونقل عن الدكتورة نيريت غوردون، مختصة علم النفس الإكلينيكي المتخصصة في علاج الصدمات، في إشارة إلى الأعراض التي يراها زملاؤها في عياداتهم، قولها إن الناس "لا يأكلون، لا ينامون، غير قادرين على الكلام وتتدهور قدراتهم على الأداء".
ويضيف المعالج غاليت فيلدمان، الذي يعمل مع الأفراد والأزواج والعائلات بأن لا أحد في البلاد ينام، "يقول لي المرضى "أنا لا أنام"، أو "أنام وأستيقظ بسبب كابوس". ويعلق فيلدمان على ذلك بأنها أعراض جماعية، وليس هناك شك في أنها مرتبطة بشكل مباشر ووثيق بالمشاهدة الهائلة لمقاطع الفيديو هذه".
يؤثر على الأزواج والأطفالويستمر فيلدمان قائلا إن التعرض لصور الحرب العنيفة له آثار تتجاوز قدراتنا النفسية، ويؤثر على العلاقات مع شركائنا وأيضا على علاقات الأبوة والأمومة، إذ يلاحظ الأطفال تعبيراتنا عندما نشاهد المقاطع، و"إذا نقلنا الصدمة فقط ولم نتوسط فيها برسائل أمل، فقد يكون لها تأثير سلبي على أطفالنا"، حيث عادة ما يستمد الأطفال الثقة والمرونة من مشاهدتنا.
ويضيف فيلدمان بأن الأطفال عندما يشاهدون والديهم يتأقلمون ويظلون متفائلين ويتعاملون مع التحديات، فإنهم يقلدون تلك السلوكيات، ومن ناحية أخرى، إذا رأوا والديهم يبكون ويتألمون، على سبيل المثال، بعد مشاهدة تقارير وسائل الإعلام، فسيصعب عليهم التغلب على مثل هذه المواقف بأنفسهم.
انخفاض الأداء الجنسيويلفت التقرير إلى أن دراسة إسرائيلية جديدة لم تنشر بعد عن الحرب الحالية في غزة وجدت أن التعرض لفترات طويلة للصور أو المحتوى المتعلق بأحداث الحرب يتسبب في انخفاض الأداء الجنسي، والأعراض المؤلمة، اليقظة المفرطة، والشعور باستمرار بأن الشخص "يقظ" باستمرار، وذكريات الماضي، ومشاعر الانفصال عن الواقع، والقلق، وما إلى ذلك.
وأعرب فيلدمان عن خشيته من حدوث موجة من العنف بعد الحرب، ومن العدوانية والعنف المنزلي، مشيرا إلى أن الدماغ يتعلم ويقلد، ويصبح هذا جزءا لا يتجزأ منا بدون وعي، إذ يؤدي التعرض لمحتوى عنيف بمرور الوقت إلى انخفاض الحساسية.
ويقول "نحن نطور السلبية، وتصبح الأمور طبيعية، ويعتاد دماغ مجتمع بأكمله على السادية والعنف على مستوى جديد ومتطرف، وسنصبح أقل حساسية للاحتياجات، وللضيق، وسنكون أقل تعاطفا مع الآخر".
منع توزيع فيلم الهجوموقال التقرير إن السلطات الإسرائيلية، إدراكا منها للعواقب النفسية القاسية المحتملة، منعت حتى الآن توزيع الفيلم الذي يستغرق 45 دقيقة لهجوم حماس والذي جمعته وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
ويقوم المسؤولون بعرض الفيلم، بإشراف وعلى أساس محدود، للصحفيين وصناع القرار في مختلف البلدان، من أجل إظهار ما حدث بالفعل وحشد الدعم الدولي لإسرائيل.
وحث ممارسو الصحة العقلية الحكومة الإسرائيلية على عدم إتاحة الفيلم الكامل للجمهور بشكل عام. وقبل بضعة أسابيع، كتب البروفيسور إيال فروشتر، رئيس المجلس الوطني الإسرائيلي لاضطراب ما بعد الصدمة محذرا من أن "مشاهدة الفيلم قد تضر بالمشاهد، وإذا تم تسريب الفيلم أو مشاهدته من قبل جمهور واسع، فسيكون ذلك ضارا بهم".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الغاز الموعود ينتظر التقرير وعقد الاستكشاف ينتهي غداً: هل تنسحب توتال؟
يشارف عقد الاستكشاف الموقّع بين لبنان والـ "كونسورتيوم" النفطي على الانتهاء في أيار 2025 والبدء بمرحلة استكشاف ثانية، وشركة "توتال إنرجيز" التي ترأس الـ "كونسورتيوم" الذي يضمّ شركة "إيني" وقطر للطاقة، لم تسلّم التقرير التقني بعد عن نتائج الحفر في البئر الأولى في حقل قانا في البلوك 9 الذي بدأ في آب 2023 وانتهى في تشرين الأول 2023 . لماذا لم يسلم التقرير وماذا ينتظرنا في ملف النفط والغاز؟في هذا الاطار كتبت باتريسيا جلاد في" نداء الوطن":سبق لشركة "توتال إنرجيز" أن أعلمت المعنيين اللبنانيين بعدم وجود استكشاف تجاري في البلوك رقم 9 بعد 4 أيّام من بدء عملية طوفان الأقصى في غزّة في 7 تشرين الأول 2023. إلا أنها لم تصدر تقريرها الفنّي رغم مطالبات الدولة اللبنانية بتقديم تقرير مفصّل حول نتائج أعمال الحفر في هذا البلوك في 27 آذار 2024، إذ أرسلت وزارة الطاقة اللبنانية رسالة إلى "توتال" تطالب فيها بتسليم التقرير قبل منتصف نيسان، مشيرة إلى أن المهلة المحددة بستة أشهر قد انتهت من دون تقديم التقرير، رغم الوعود المتكررة من الشركة بتسليمه إلى هيئة إدارة قطاع البترول اللبنانية.
حتى أن رئيس الجمهورية جوزاف عون تناول هذا الموضوع في شباط المنصرم مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، آملاً تسليم التقرير في وقت قريب. إلا أن كل تلك المطالب لم تنفع ولم يتمّ تسليم التقرير.
أما اليوم، وعلى مشارف نهاية الشهر، من المرتقب ولو بعد نهاية العقد في أيار 2025، (غدا السبت) أن تسلّم "توتال إنرنجيز" التقرير كما سبق وأكّد لـ"نداء الوطن" وزير الطاقة والمياه جو صدّي، إن "الشركة ستسلّم التقرير خلال أسابيع (أي نحو أسبوعين من اليوم). وقال: "اجتمعت مع المدراء العامين للشركات الثلاث في الـ "كونسورتيوم" ("توتال إنرجيز" الفرنسية و "إيني" الإيطالية وقطر للطاقة القطرية)، وتعهّدوا بتسليم التقرير خلال الأسابيع المقبلة. ومن المرتقب أن يفصح التقرير عن نتائج الحفر، حينها نبني على الشيء مقتضاه، أي على أساس التقرير نخرج بنتيجة الخطوة التالية. مع العلم أننا ندرس مع الـ "كونسورتيوم" الخطوات التالية التي يجب "تّخاذها بعد صدور التقرير".
لكن السؤال هل تريد "توتال إنرجيز" أن تستمر في أعمال الحفر في البلوك رقم 9؟
الخبيرة في قوانين وحوكمة الطاقة المحامية لمى حريز قالت لـ "نداء الوطن" إن "المرحلة الأولى من الاستكشاف في البلوك رقم 9 حسب العقد الموقع بين الدولة اللبنانية والـ "كونسورتيوم" تنتهي في نهاية أيار 2025 ومرحلة الاستكشاف الثانية تبدأ من أيار وتمتدّ لفترة عامين. وبالتالي على "توتال" أن تبلّغ الدولة اللبنانية ما إذا كانت ستتابع العمل وتضع خطة للحفر والاستكشاف، أم لا".
أضافت: "لم يعلن الـ "كونسورتيوم" نيته ترك البلوك رقم 9 ولكن "توتال إنرجيز" (التي ترأسه) تبدي اهتماماً بالبلوك رقم 8 وكأنها تربط البلوك رقم 9 بـ 8 . فهي لا تريد أن يتوقف العمل في البلوك رقم 9 قبل ضمانة البلوك رقم 8 الذي يحتاج إلى إجراء مسح زلزالي، لأن قسماً منه لم تجرَ عليه أية مسوحات زلزالية تحتاجها أي عملية حفر".
وتتوقّع حريز أن "يتمّ في نهاية حزيران أو تموز الاتّفاق على الحفر في البلوك رقم 8 ولكن قبل ذلك، سيتمّ إجراء المسوحات الزلزالية وبالتالي تكون عبّرت عن نيتها في ترك البلوك رقم 9 من دون أن تترك ثروة الغاز في لبنان وركّزت على البلوك رقم 8".
مواضيع ذات صلة عودة "توتال" المشروطة: البلوك 8 ينتظر Lebanon 24 عودة "توتال" المشروطة: البلوك 8 ينتظر