درعا السورية في الواجهة من جديد.. فصائل محلية تلاحق خلايا تنظيم الدولة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
عادت المواجهات إلى درعا بين فصائل محلية وعناصر تابعة لتنظيم الدولة بعد غيابها عن المشهد الميداني لوقت طويل بتهمة ضلوعها في عمليات الاغتيالات والفلتان الأمني.
وشنت فصائل محلية هجوما، على مجموعات تتبع لتنظيم الدولة تحصنت في منزل في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من عناصر التنظيم وإصابة آخرين، بينما أُصيب 4 مقاتلين من الفصائل المحلية المهاجمة.
وقال الناطق باسم تجمع أحرار حوران أيمن أبو نقطة في تصريحات لموقع "عربي 21": "إن مجموعة محلية يقودها كاسر قداح معظم عناصرها من أبناء مدينة الحراك هاجموا منزلا في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي، وسط إطلاق نار كثيف، بعد توجيه اتهامات لصاحب المنزل، بانتمائه لعناصر تنظيم الدولة وقيادة خلية سرية تتبع للتنظيم، والمشاركة في عمليات اغتيال في المنطقة.
وذكر أبو نقطة أن الهجوم على مقر تنظيم الدولة أدى إلى مقتل كل من أحمد أنور الخطيب، وأخيه أغيد أنور الخطيب، واعتقال أحد أقاربهم عبد العزيز الخطيب في مدينة الحراك في الريف الشرقي من محافظة درعا، وذلك في أثناء الاشتباكات وأن الفصائل المحلية وحدها من شنت الهجوم دون مشاركة من قوات أخرى بعكس ما تروج له وسائل إعلام تابعة للنظام.
وكانت صحيفة الوطن الموالية للنظام نقلت مصدر وصفته بالمسؤول في محافظة درعا قوله: إنه تم تنفيذ عملية في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي أسفرت عن مقتل قياديين اثنين إخوة من تنظيم داعش الإرهابي وهم من آل الخطيب ومن الدواعش القدامى المتواجدين في المنطقة.
وأشار المصدر وفق صحيفة الوطن إلى أن المناطق التي تتواجد فيها تلك المجموعات هي ريف درعا الغربي والحراك ومنطقة اللجاة الواقعة شمال محافظة درعا على أطراف محافظة السويداء، لافتاً إلى تواجد مجموعات داعشية أيضاً في مدينة الصنمين الواقعة شمال المحافظة.
وأوضح المصدر أن وجود هؤلاء الإرهابيين يؤثر بشكل سلبي على الحالة الأمنية في المحافظة، إذ يقومون بتنفيذ اغتيالات تستهدف مسؤولين في المحافظة وكذلك ينفذون عمليات إرهابية تستهدف حافلات نقل عناصر الجيش والقوات المسلحة وكذلك حافلات نقل المدنيين وفق الصحيفة.
اجتماع سري للتنظيم في الحراك.
وأضاف أبو نقطة أن الحملة على مقر التنظيم في مدينة الحراك، جاءت بعد ورود معلومات عن اجتماع سري عقد بعد منتصف الليل حضره عدد من عناصر وقيادات التنظيم ترافق الهجوم مع توقف لحركة الأهالي وللأسواق وإغلاق للمدارس، نتيجة الاشتباكات التي وقعت.
وبين أن المجموعة التي يقودها أحمد الخطيب والتي تتبع لتنظيم الدولة متهمة بتنفيذ العديد من عمليات الخطف والاغتيال في مدينة الحراك والبلدات المحيطة بها، موضحاً أنه علميات متابعة خلايا التنظيم سوف تستمر في جميع مناطق ريف درعا.
حملة ضد التنظيم
وأشار أبو نقطة إلى أن هناك معلومات عن بدء تشكل خلايا تتبع لتنظيم الدولة يقود عمليات التشكيل الرائد في مخابرات النظام يحيى ميا الذي يعمل في شعبة الأمن السياسي ومقرب من الميلشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة ويقود الملف الأمني في معبر نصيب الحدودي مع الأردن يعمل على تشكيل خلايا تتبع للتنظيم بهدف تنفيذ عمليات اغتيالات في المنطقة.
وتابع متحدث تجمع احرار حوران أن الهجوم في الحراك يندرج ضمن مساعي الفصائل المحلية إلى تحقيق الاستقرار الأمني في المنطقة، بعد حالة الفلتان الأمني، الذي يتمثل بعمليات قتل واغتيال وخطف وسلب وتجارة المخدرات وستشمل الحملة في الأيام المقبلة جميع خلايا التنظيم التي تم الكشف عنها مؤخرا.
مجموعات تابعة لإيران وحزب الله
وذكر أبو نقطة أن حالة الفلتان الأمني التي تشهدها المحافظة تترافق مع تشكيل خلايا تابعة لحزب الله تعمل بشكل سري ويتم تجنيد عناصرها بشكل سري تنتشر في الريف الشرقي وتلك المناطق تخضع لنفوذ اللواء الثامن.
وتقوم مجموعات تابعة لحزب الله بتجنيد الشبان من هذه المناطق لتنفيذ عمليات اغتيالات وعمليات تهريب مخدرات من الجنوب السوري إلى الأردن.
هذا ووثقت منظمات حقوقية وشبكات محلية أكثر من 463 حادثة فلتان أمني في محافظة درعا جنوب سوريا، جرت جميعها بطرق مختلفة، وتسببت في مقتل 365 شخصاً؛ بينهم 135 مدنياً، و10 من عناصر تنظيم الدولة، وأخرى شملت عناصر من فصائل التسويات، وتجاراً للمخدرات، وعناصر متعاونة مع حزب الله والميليشيات الإيرانية منذ مطلع شهر يناير/ كانون الثاني الماضي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية درعا الحراك تنظيم الدولة حزب الله حزب الله درعا الحراك تنظيم الدولة ميليشيات إيرانية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لتنظیم الدولة تنظیم الدولة محافظة درعا فی المنطقة أبو نقطة
إقرأ أيضاً:
ندوة تناقش خطاب التطرف لدى تنظيم «الإخوان»
أبوظبي: ميثا الانسي
نظمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بمقرها في أبوظبي ندوة بعنوان «تنظيم الإخوان المسلمين: خطاب التطرف والتضليل»، ضمن ندواتها الفكرية الموجهة للمجتمع بهدف تعزيز الرؤى التي تتبناها دولة الإمارات، للحد من الأفكار الهدامة التي تتبناها التيارات المتطرفة، وتعزيز قيم التعايش والتسامح ونبذ الغلو والتطرف.
سلطت الندوة التي شارك فيها نخبة من أساتذة الجامعة، الضوء على خطاب الإخوان المسلمين، وكشفت توظيفهم للدين في خدمة مشاريع سياسية تتجاوز حدود الدولة الوطنية، وكشفت الرسائل المضللة التي ينتهجها تنظيم الإخوان المسلمين.
وأوضحت أثر التنظيم في تهديد بنية الدولة الوطنية وتقويض مفاهيم المواطنة، كما هدفت الندوة إلى تفكيك الأسس الفكرية التي يقوم عليها مشروع الإخوان من خلال تحليل مفاهيمه الدينية والسياسية، وتبيان مخاطر المشروع الإخواني على وحدة المجتمعات واستقرارها، إلى جانب دعم خطاب الاعتدال الديني والمؤسسات الدينية الرسمية في مواجهة الفكر المتطرف، وكشفت الندوة الممارسات الخطيرة التي يعتمد عليها تنظيم الإخوان في المجتمعات المسلمة.
وتناولت الندوة عدداً من الأوراق قدمها نخبة من أساتذة الجامعة، حيث جاءت الورقة الأولى بعنوان «الإخوان المسلمون وتحريف المفاهيم الدينية» قدمها الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أكد فيها أن دولة الإمارات تواصل جهودها في تعزيز قيم التسامح والمواطنة وفي مجابهة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، من خلال تفكيك بنيتها التنظيمية وضرب الأسس الفكرية للحفاظ على قيم السلام والوئام، وتعزز وعي المجتمع بما يقيه من الجهل والأفكار المغلوطة والشعارات الزائفة.
وقال إن الإسلام ليس نظرية سياسية ولا مشروع حاكمية ولا منظومة حزبية، فالإسلام دين محبة ورحمة وأخلاق جاء لتكريم الإنسان ونشر قيم السلام والوفاء والمحبة، وأضاف «نشأ تنظيم الإخوان الإرهابي متأثراً بالحركات العنيفة، مقتبسًا من النازية والسرية، فأسّس كتائب ومنظمات سرية، ونظَّر لفرض التغيير بالقوة تحت شعار تغيير المنكر.
وأشار الظاهري إلى أن الإخوان شبكة أيديولوجية ممتدة تتلون وتتشكل، تتخفى حينًا وتظهر حينًا آخر، لكنها تحتفظ بثوابت التخريب والانقضاض على الدولة مستغلة أزمات الشعوب، ومروّجة لخطاب الضحية، تارة باسم المظلومية، وتارة باسم الربيع.
وأضاف الظاهري أن جماعة الإخوان المسلمين قد ناصبت الدولة الوطنية العربية العداء منذ نشأتها، ورأت فيها عائقًا أمام مشروعها السلطوي، وحجر عثرة في طريق استيلائها على الحكم، ولم تعترف بأسس هذه الدولة ولا بمبادئها الحداثية، بل حاربتها، وعدّتها نقيضًا لتدينها المؤدلج، الذي اختصر الإسلام في رؤيتها الحزبية.
وأكد أنه لا ينبغي أن ننخدع بأي تبدل في خطابها، أو ما يُظهر من مرونة ظاهرية توحي بأنها تصالحت مع الدولة الوطنية أو قبلت بأسسها الحديثة، فذلك ليس إلا مظهرًا من مظاهر الخداع السياسي، والمخاتلة الأيديولوجية، غايته كسب التعاطف، واختراق المجتمعات، وتهيئة الطريق للوصول إلى السلطة.
وعرض الأستاذ الدكتور رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة ورقة بعنوان الدولة الوطنية ومواجهة التآمر الإخواني، لافتاً إلى أن جماعة جماعة الإخوان سعت منذ نشأتها إلى استخدام العنف بشتى أنواعه لبناء دولة الأمة على أنقاض الدولة الوطنية التي كانت ولا تزال خصمهم الرئيسي.
وقال إن الإخوان المسلمين تنظيم سياسي في جوهره يستغل المشاكل والتحديات الاقتصادية والاجتماعية في الدول، للوصول إلى السلطة وهدم الوطن تحت شعار تطبيق الشريعة وتحسين الأوضاع.
وأكد د.رضوان أن استخدام الدين ضد الدولة فيه ضرر على الدين والدولة معًا، وعلى الدين قبل الدولة.
إلى ذلك قدم الدكتور عدنان إبراهيم مستشار مدير الجامعة ورقة «الإخوان المسلمون والتهديد الفكري»، أوضح فيها أن تنظيم الإخوان يرى الدولة بمنظور عقائدي عابر للحدود لا يعترف بالوطن وحدوده الجغرافية، وهذا خلط خطير يقوم عليه الفكر المتطرف الذي يهدف لزعزعة الأوطان وقيم المواطنة. وقال «يجب على العلماء دعم حكوماتهم ودولهم في تعزيز الأمن والاستقرار والبناء والنماء وليس العكس، وعليهم مسؤولية فضح أسس الفكر المتطرف وتفكيكه وتحصين المجتمع ضده».
وتابع عدنان: تحرّك الجماعات الإرهابية المتطرفة دوافعُه الهيمنة والهوس بالسلطة، لا المشاريع الإصلاحية، وتنتهج في ذلك المراوغات الفكرية المضللة للتعبئة الحزبية.
وأشار إلى أن الفكر الإخواني المتطرف يفرض طاعةً عمياء تُفضي إلى سلب الحقوق، وإقصاء الآخر، ومصادرة الضمائر، وانتهاك حرمات الأوطان وتطبيق مبادئ الفكر الفاشي الإقصائي.
وفي ورقته بعنوان «مشروع الإخوان المسلمين التخريبي في المجتمعات المسلمة» قال الدكتور خالد الإدريسي عضو الهيئة التدريسية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، «ترتكز الدوغمائية السياسية الدينية للجماعات المتطرفة على العنف ومخالفة ضوابط التدبير الأخلاقي، والارتزاق الحربي الديني ومواجهة الدولة ومبدأ علانية العمل وسرية التنظيم»، وأضاف «تم إهمال التحليل الجيو-سياسي والجيو -ثقافي في دراسة الجماعات المتطرفة لفهم ومواجهة التهديدات التي تسببها هذه الجماعات».