موقع 24:
2025-07-31@04:03:48 GMT

لماذا ترفض حماس إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين؟

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

لماذا ترفض حماس إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين؟

أثار إصرار حماس على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من الأطفال والنساء لديها دون غيرهم، تساؤلات عن عدم الحديث عن مصير االعسكريين، وهي ورقة قوية لدى الحركة الفلسطينية كما يقول محللون.

وأطلقت حركة حماس على مدار الأيام الأربعة الأولى من الهدنة سراح 50 محتجزاً من الأطفال والنساء مقابل إطلاق إسرائيل سراح 150 أسيراً فلسطينياً من النساء والأطفال، إضافة للإفراج عن عمال أجانب خارج إطار الاتفاق، كما من المقرر أن يتم إطلاق سراح 20 محتجزاً إسرائيلياً بعد تمديد الهدنة ليومين بنفس الشروط السابقة.


لكن ورغم الانفراج تل أبيب بعد تحرير الأطفال والنساء، يبقى ملف المحتجزين من العسكريين مصدر قلق خاصة بعد تجنب حماس الحديث عنه، وهو ما أمر كان واضحاً في الصحافة العبرية.
ونقلت صحف إسرائيلية بينها "يسرائيل هيوم" و"يديعوت أحرنوت" عن مصادر قولها إن رئيس جهاز المخابرات "الموساد" سافر إلى قطر التي تلعب دور الوساطة مع حماس، لبحث مصير الجنود الإسرائيليين ومحاولة التوصل لاتفاق لإطلاق سراحهم، إلا أنها أشارت إلى وجود رغبة لدى حماس بـ"ابتزاز" إسرائيل بهذا الملف، ومحاولة الوصول لهدنة دائمة من خلاله.

أزمة إسرائيلية

وفي قراءته للأسباب التي تجعل الحركة الفلسطينية تحافظ على المحتجزين العسكريين الأمريكيين، يرى المحلل السياسي الأردني، عامر السبايلة، أن حماس أطلقت سراح الأطفال والنساء ضمن الصفقة الأخيرة، للتخلص من "العبء" الذي شكلوه للحفاظ عليهم خلال فترة الحرب.

ويشير السبايلة لـ"24" إلى أن حماس لا ترغب في إطلاق سراح العسكريين الإسرائيليين والمحتجزين الأمريكيين، بهدف محاولة خلق أزمة داخلية في إسرائيل، إضافة إلى أن "الحركة تعلم أن موقف الولايات المتحدة الضاغط على إسرائيل والذي أدى إلى قبول الدولة العبرية بالهدنة سيتغير لو تم إطلاق سراح جميع الأمريكيين".


ويقول المحلل السياسي إن حماس ستحاول "تعظيم" ورقة العسكريين المحتجزين لتحقيق أكبر فائدة، لافتاً إلى أن الحركة كانت تتوقع أن تمنع هذه الورقة الحرب وتمنع اندلاعها بشكل كبير، واليوم تحاول أن تعطل فكرة استمرار الحرب ونقل أزمة أكبر للداخل الإسرائيلي.
ولا يستبعد السبايلة أن تستأنف الحرب بعد انتهاء الهدنة، لكن بخسائر أقل في صفوف المدنيين، على اعتبار أن الجيش الإسرائيلي كان يسعى للوصول لمرحلة التموضع بأماكن معينة وضرب البنية التحتية في القطاع، وخلق أزمة إنسانية.
وقال السبايلة إن "إسرائيل ترغب بعودة الحرب، لكنها تعلم أن المواجهة مع مقاتلي حماس ستكون في هذه المرحلة أكثر ضراوة".

فلسطينيون يعدون الطعام في مدرسة تابعة للأونروا تستخدم كمأوى في مدينة غزة pic.twitter.com/as2xqKyUSA

— 24.ae (@20fourMedia) November 27, 2023

لا حل عسكرياً

ويتفق الخبير الأمني والعسكري اللواء المصري المتقاعد، محمد عبدالواحد، بأن الحرب قد تعود بشكل عنيف، لكنها لن تستطيع تحقيق الأهداف التي أعلنتها إسرائيل وهي تحرير المحتجزين والقضاء على حركة حماس، وستسبب المزيد من الدمار في البنية التحتية لغزة، ثم العودة لمفاوضات لوقف الحرب.
ويقول عبدالواحد لـ"24" إن "الوصول للهدن خلال الحروب أمر صحي، يؤكد اقتناع طرفي الصراع بأن الحسم العسكري لن يحقق نتيجة"، إضافة إلى أن الهدنة قد تشكل ضغوطاً على الداخل الإسرائيلي والأمريكي وشكل المرحلة المقبلة.
وأشار إلى إسرائيل لم تكن تهتم في الأيام الماضية بحياة الرهائن لولا الضغط الداخلي، والتحول "الجزئي" في الموقف الأمريكي الذي قدم دعماً مطلقاً للحرب على القطاع.
وفيما يتعلق بالرهائن، يرى عبدالواحد أن الدمار الذي لحق بقطاع غزة والأزمة الإنسانية الكبيرة، وضع حركة حماس في مرمى الانتقادات داخل غزة، وهو الأمر الذي دفعها إلى الموافقة بإطلاق سراح المدنيين مقابل 3 أسرى من السجون الإسرائيلية، إضافة إلى دخول المساعدات لغزة.لكنه اعتبر أن إسرائيل تتلاعب بهذه الاتفاقات من خلال حملات الاعتقال التي تشنها يومياً في الضفة الغربية.
وفيما يتعلق بالمحتجزين العسكريين، يعتقد عبدالواحد أن "هذا الأمر يشكل إحراجاً وضغطاً للجيش الإسرائيلي الذي يرى نفسه ضمن الأقوى في المنطقة، وهو أمر قد يدفع حماس لعدم القبول بصفقة تقل عن الكل مقابل الكل"، أي إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس الأطفال والنساء إطلاق سراح إلى أن

إقرأ أيضاً:

إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون

في حوار سياسي وفكري معمّق، ناقش 3 من كتّاب صحيفة واشنطن بوست البارزين، وهم دامير ماروشيك، وماكس بوت، وشادي حميد، مآلات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وأسباب تعثر وقف إطلاق النار، وخيارات الخروج المتاحة من صراع بات يحمل طابع العبث والمأساة الطويلة.

واستهلت الصحيفة الأميركية تقريرها الذي تناول تفاصيل ما دار في الحوار بين الكُتّاب بالقول إن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تُظهر أي مؤشرات على قرب نهايتها، في وقت تؤكد فيه تقارير دولية حدوث مجاعة على نطاق واسع في القطاع المحاصر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: هذه حكاية محتال انتحل صفة وزير دفاع دولة نووية وسرق الملايينlist 2 of 2كاتب إيطالي: لماذا محادثات روسيا وأوكرانيا ليست مفاوضات حقيقية؟end of list

وأضافت أن تلك التقارير دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار أمر بوقف القتال مؤقتا في بعض المناطق لإفساح المجال لوصول المساعدات.

لكن المتحاورين الثلاثة يرون أن هذا التراجع من قبل نتنياهو لا ينطوي على نية إسرائيلية حقيقة لإنهاء الحرب، بل يعكس محاولة للتهدئة أمام ضغط دولي متصاعد.

انهيار المسار السياسي وتفاقم الكارثة الإنسانية

ويؤكد شادي حميد -الذي يعمل أيضا أستاذا باحثا في الدراسات الإسلامية في كلية فولر اللاهوتية بولاية كاليفورنيا- أن دوافع استمرار الحرب لم تعد عسكرية، بل سياسية بحتة، حيث يقاتل نتنياهو من أجل بقائه في السلطة وحتى لا يفقد دعم حلفائه في اليمين المتطرف.

وينتقد حميد الدور الأميركي، معتبرا أن واشنطن -رغم امتلاكها النفوذ الأكبر على إسرائيل- ترفض استخدامه بفعالية. ويرى أن تعليق الرئيس دونالد ترامب على صور الأطفال الجائعين كان لافتا، لكن التعويل على تقلبات مزاجه غير المتوقع ليس إستراتيجية جادة.

لكن ماكس بوت -وهو زميل أول في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي- يقول إنه لا يشعر بالتفاؤل إزاء الصراع لأن ديناميكياته الجوهرية لم تتغير، ذلك أن نتنياهو يعتمد على وزراء متشددين للبقاء في السلطة، وهؤلاء يطالبون باستمرار الحرب في غزة دون رحمة، بغض النظر عن التكلفة البشرية.

إعلان

وأضاف أن معظم الإسرائيليين باتوا مستعدين لإبرام صفقة تنهي الحرب مقابل استعادة الرهائن المتبقين. لكن نتنياهو يرفض ذلك، سعيا وراء "هدف خيالي" يتمثل في القضاء التام على حركة حماس، دون تقديم أي خطة واقعية لما بعد الحرب.

ويُشبّه بوت هذا المسار بسياسات ترامب وأنصاره الجمهوريين في الولايات المتحدة، الذين يتبنون قرارات غير شعبية لترضية قواعدهم الانتخابية. كذلك يفعل نتنياهو، الذي يستمد بقاءه السياسي من دعم قاعدته اليمينية، رغم أن سياساته باتت محل رفض متزايد داخل المجتمع الإسرائيلي.

ويُعقِّب حميد على هذا الحديث بأن المشكلة لم تعد محصورة في الحكومة وحدها، مشيرا إلى نتائج استطلاعات حديثة تُظهر أن غالبية الإسرائيليين اليهود يؤيدون الطرد الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة، مما يعكس تحوّلا أكثر تشددا في الرأي العام.

محتجون في إسرائيل يطالبون بإنهاء الحرب وإطلاق الأسرى لدى حماس (رويترز)هل يستطيع نتنياهو إنهاء الحرب والبقاء في السلطة؟

يتساءل دامير ماروشيك، المحرر المسؤول عن تكليف الصحفيين بتغطيات إخبارية في قسم الآراء بواشنطن بوست، عما إذا كان هناك سيناريو يستطيع نتنياهو من خلاله إنهاء الحرب والبقاء بالسلطة في الوقت ذاته، معربا عن اعتقاده بأن ذلك هو أكثر الطرق ترجيحا لوضع حد للصراع في غزة.

ويرى أن السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الحرب هو أن يجد نتنياهو طريقة تُمكّنه من الحفاظ على موقعه السياسي دون الاعتماد على اليمين المتطرف.

بوت: الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة

ويلتقط بوت خيط الحوار مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية باتت حكومة أقلية بعد انسحاب حزبين دينيين منها، مما قد يفتح الباب أمام تحالف جديد مع الوسط ينهي الحرب دون المساس ببقاء نتنياهو في السلطة.

لا استسلام من حماس.. ولا بديل جاهز

ويتفق المشاركون على أن الرهان على استسلام حماس أمر غير واقعي. فالحركة، كما يقول بوت، ذات طبيعة عقائدية لا تقبل الهزيمة، لكنها أيضا تستمد مشروعيتها من غياب البدائل السياسية، ومن تصاعد مشاعر الظلم والاضطهاد لدى الفلسطينيين.

ويعرض بوت تصورا لحل انتقالي يتمثل في نشر قوة حفظ سلام عربية، وتأسيس صندوق دولي لإعادة الإعمار، ومنح السلطة الفلسطينية دورا محدودا في إدارة قطاع غزة رغم ما تعانيه من ضعف وفساد. وهو حل لا يعد مثاليا، لكنه أفضل من استمرار الفوضى الحالية، من وجهة نظره.

دامير: حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين

ومن جانبه، يقول دامير إن حماس تبدو وكأنها نابعة من نسيج الحركة الوطنية الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل لا يزيدها إلا شرعية بين الفلسطينيين. ويصفها بوت بأنها قوة كبيرة في غزة، وأن من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم العربي، أن يعملوا على استحداث بديل لها، خصوصا بعد أن بدأت تفقد الدعم العربي، على حد زعمه.

إبادة جماعية وصمة أخلاقية دائمة

وفي أكثر فقرات الحوار إثارة للجدل، يصف شادي حميد النهج الإسرائيلي تجاه غزة بأنه يقترب من تعريف الإبادة الجماعية، قائلا إن القضاء على حماس كما يُصوَّر إسرائيليا يتطلب قتل كل من له أدنى صلة بالحركة، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون حرب مفتوحة بلا نهاية.

ويأمل حميد أن يدرك مؤيدو إسرائيل في الغرب أن ما يجري يُلحق وصمة أخلاقية دائمة بمشروع الدولة الإسرائيلية، ويطالبهم بإعادة النظر في مواقفهم قبل فوات الأوان.

إعلان

واتفق ماكس بوت مع حميد في هذا الرأي، إلا أنه -وهو المعروف بتأييده لإسرائيل- يعبّر عن "اشمئزازه" من أفعال دولة الاحتلال في غزة حاليا، معتبرا أنها تجاوزت حدود الأخلاق والقانون الدولي.

ويختم ماروشيك الحوار بنبرة واقعية، قائلا: "أكره أن أُنهي الحديث بهذا الشكل، لكنه يبدو مناسبا، فلا جدوى من اصطناع أمل أكبر مما تسمح به الوقائع "المأساوية" القائمة، فالمسار للخروج واضح منذ زمن، ولنأمل في أن يُسلك قريبا".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهاجم قرار كندا المرتقب بالاعتراف بفلسطين
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • كاتس يهدد حماس بـثمن باهظ ويؤكد تكثيف الجهود للإفراج عن المحتجزين
  • سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • 80 % من الإسرائيليين يدعمون التوصل إلى اتفاق يعيد جميع المحتجزين
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
  • لماذا لم تنتصر إسرائيل رغم تفوقها؟
  • ترامب: من الصعب إطلاق سراح المحتجزين المتبقين في قطاع غزة
  • تلغراف: جنود وجنرالات يتمردون على نتنياهو بسبب حرب غزة