المتأهلون مُبكراً «في راحة بال» خلال «خامسة الأبطال»
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
شهدت الجولة الخامسة من مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا، نتائج مُتقلبة وغريبة بالنسبة للفرق التي ضمنت تأهلها المُبكر منذ الجولة الماضية، ولعل «الجنون» كان حاضراً بقوة في مبارياتهم الأخيرة حسب تعبيرات أغلب الصحف الأوروبية، وكان مانشستر سيتي بطل الواقعة الأولى ليلة الثلاثاء، عندما تأخر على ملعبه ووسط جماهيره بهدفين مباغتين لوصيف مجموعته، لايبزيج، الذي ضمن تأهله مُبكراً أيضاً بجوار «السيتي».
ورغم تأخره 0-2 في أول نصف ساعة من عمر المباراة، ودخوله المباراة ببعض العناصر التي كانت غائبة أو بديلة وكذلك منح الأساسين أوقات مُحددة، نظراً لاهتمامه الأكبر بمواجهة توتنهام المُقبلة في الأسبوع الـ14 من «البريميرليج»، إلا أن «بطل أوروبا» انتفض بقوة واحتاج إلى نصف ساعة مُماثلة في نهاية اللقاء لكي يُعدّل الوضع، ولم يكتفِ «البلومون» بإدراك التعادل، بل صنع «ريمونتادا» رائعة وفاز في النهاية 3/2، رغم عدم حاجته لهذا الانتصار، إلا أن «شخصية البطل» رفضت الهزيمة وحافظ على «راحة باله» في «الشامبيونزليج» حتى الآن، بينما لم يتأثر لايبزيج بتلك الخسارة على الإطلاق هو الآخر.
الأمر نفسه تكرر مع ريال مدريد، الوحيد الذي تأهل مُبكراً من المجموعة الثالثة، حيث تأخر أمام نابولي قبل مرور أول 10 دقائق ثم عادل النتيجة، قبل أن يتبادل «الثنائي» الوضع حتى بداية الشوط الثاني، وظلت النتيجة تشير إلى التعادل 2/2 حتى المُنعطف الأخير من المباراة، ورغم هدوء «الملكي» وإجراء كثير من التغييرات في تشكيلته بالدفع بالعناصر البديلة، وكذلك اطمئنان «السماوي» إلى التأهل بنسبة كبيرة في الجولة السادسة، الأخيرة، ليلحق بـ«الميرنجي»، إلا أن الأخير تمرّد على التعادل وسجّل هدفين في آخر 6 دقائق، ليفوز 4-2 ويسير على درب «السيتي» بحصد 15 نقطة و«علامة كاملة» حتى الآن.
وبلغت الإثارة والجنون أقصى الدرجات في مواجهة بنفيكا وإنتر ميلان، حيث تقدّم «نسور» البرتغال بثلاثية متتالية بواسطة «هاتريك» المُخضرم جواو ماريو خلال أول نصف ساعة أيضاً، إلا أن «الأفاعي» الذي تأهل مُبكراً منذ الجولة الرابعة، دخل المباراة بـ «راحة بال» وتشكيلة رئيسية أغلبها تكوّن من البدلاء، لم يقبل انتهاء الأمور بتلك الصورة، وبعد إجراء التعديلات ومشاركة بعض العناصر الأساسية، عادل «النيراتزوري» النتيجة خلال 21 دقيقة فقط لتصبح 3/3، ويحافظ الإنتر على سجله خالياً من الهزائم.
وفي ملعبيهما ووسط جماهيرهما، لم يكترث كلاً من بايرن ميونيخ وريال سوسيداد لمواجهة سالزبورج وكوبنهاجن، بعدما ضمن «البافاري» و«الملكي» التأهل منذ الجولة السابقة، ودخلا المباراتين الأخيرتين بنفس الأفكار والتوجه، ولهذا لم يكن غريباً أن يتعادلا بنتيجة سلبية (0/0) في كلتا المباراتين، وهو التعادل الأول لـ«البايرن» في تلك النسخة والثاني لـ «الريال» بعد 3 انتصارات متتالية، علماً بأن تعادله الأول كان في ملعبه أمام إنتر ميلان «وصيف» البطولة الماضية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال أوروبا مانشستر سيتي ريال مدريد نابولي بايرن ميونيخ م بکرا
إقرأ أيضاً:
ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟
أثار التحول المفاجئ في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إنكار وجود مجاعة في قطاع غزة إلى اعتبارها فظيعة، جدلا واسعا حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التغيير الجذري في الخطاب الأميركي.
وعبر ترامب عن صدمته من الأوضاع التي يعيشها الأطفال وأمهاتهم في غزة، مؤكدا أن رؤيتهم وهم يتضورون جوعا أمر فظيع، في تصريح لافت ومناقض لتصريحاته السابقة عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وقال ترامب في تصريحات على الطائرة خلال رحلة عودته من إسكتلندا، إن الجميع يعتقد أن الوضع في غزة فظيع، إلا من كان قاسي القلب أو مجنونا.
وطرح هذا التبدل الذي حدث خلال يومين فقط، تساؤلات عميقة حول طبيعة السياسة الأميركية تجاه الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع منذ أشهر.
وفي محاولة لتفسير هذا التحول، قدم المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو تفسيرا يركز على الجانب الإنساني لشخصية ترامب، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي رغم صورته القاسية، يملك قلبا لينا عندما يتعلق الأمر بمعاناة الناس.
وأكد أن ترامب تلقى مجموعة من التقارير والبيانات التي تشهد على الوضع الصعب في المنطقة، مما دفعه لتغيير موقفه.
وتابع المحلل الأميركي تفسيره بالتركيز على البعد الإستراتيجي للموقف، حيث يرى أن التعاطف العالمي تحول تدريجيا من قضية الأسرى إلى مسألة توزيع المساعدات والمجاعة.
وحذر فرانكو من أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعمل على استغلال الوضع الإنساني لصالحها في المنطقة، وأن هناك عاطفة كبيرة في أوروبا وأميركا تجاه هذه القضية، مؤكدا أن الطريق الوحيد لحل هذه المعضلة هو إدخال المساعدات إلى غزة تحت مراقبة دولية صارمة.
هروب من فضيحة
وفي المقابل، رفض الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي هذا التفسير، مشددا على أن المسألة لا علاقة لها برقة القلب بل كانت هروبا من الفضيحة التي تعصف بإسرائيل والولايات المتحدة.
إعلانوأكد البرغوثي أن أميركا لا تستطيع الآن التهرب من الاتهام بالمشاركة في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية، بما في ذلك تجويع الشعب الفلسطيني.
ولدعم موقفه، قدم البرغوثي تحليلا مفصلا لآليات القتل المتعددة في غزة، موضحا أن القتل يجري بوسائل عديدة تبدأ بالقصف المتواصل الذي يسفر يوميا عن 130 إلى 150 شهيدا جديدا و300 إلى 400 جريح، مشيرا إلى أن معظم الأسلحة المستخدمة تأتي من الولايات المتحدة.
وأضاف أن القتل يتم أيضا بالتجويع والأمراض عندما تمنع إسرائيل عن غزة المياه والكهرباء ومصادر الطاقة، وبالأوبئة من خلال منع إيصال مطاعيم الأطفال منذ 150 يوما.
وتؤكد البيانات الرسمية حجم الكارثة الإنسانية التي يصفها البرغوثي، حيث قال برنامج الأغذية العالمي إن الأرقام تؤكد أن غزة تواجه خطرا بسبب أزمة الجوع، وأن الوقت ينفد لإطلاق استجابة إنسانية شاملة.
وأضاف البرنامج في بيان له، أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يقضي أياما دون طعام، و75% يواجهون مستويات طارئة من الجوع، مشيرا إلى أن نحو 25% من سكان القطاع يعانون ظروفا شبيهة بالمجاعة.
وانطلاقا من هذا الواقع، اتفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى مع التقييم القائل بأن إسرائيل تواجه أزمة في إدارة الموقف، لكنه ركز على الجانب الإستراتيجي للفشل الإسرائيلي.
وأوضح مصطفى أن إسرائيل اعتقدت أنها تستطيع أن تجوع السكان في قطاع غزة كأداة سياسية للضغط على حماس وتركيع الشعب الفلسطيني، معتبرا أن ما يحدث هو أكبر عملية تجويع ممنهجة ومنظمة في التاريخ الحديث.
تورط إسرائيل
ولفت مصطفى إلى كيف تورطت إسرائيل في هذه السياسة معتقدة أن العالم سوف يصمت وأن الدعم الأميركي يجيز لها التجويع بهذه الطريقة المنهجية.
وأشار إلى أن إسرائيل تعيش الآن في وهم، معتبرة أن كل مشكلتها مع غزة هي مشكلة دعائية وليست جوهرية، مما يعكس انحدارا أخلاقيا عميقا في التفكير الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بملف المفاوضات المتعثرة، أكد البرغوثي أن المفاوضات متوقفة أصلا وأن الذي أوقفها هو الجانب الأميركي قبل إسرائيل.
وانتقد ما وصفه بالبيان المضلل وغير الصحيح الذي أصدره المسؤولون الأميركيون حول مسؤولية حماس عن تعطيل المفاوضات، مؤكدا أن الجانب الأميركي هو الذي أعلن انسحاب وفده وخرب عملية التفاوض.
ورفض البرغوثي الادعاءات حول استغلال حماس للمساعدات، مستشهدا بتصريحات رئيسة وكالة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة السيدة سيندي ماكين التي تدحض هذه الاتهامات.
وأوضح أن إلقاء المساعدات من الجو لا يحل أي مشكلة، بل يعقدها، مشيرا إلى أن آخر عملية إسقاط للمساعدات من الجو أدت إلى مقتل فلسطينيين عندما سقطت المساعدات على رؤوسهم.
من جهته، قدم البرغوثي اقتراحين عمليين لإنهاء الأزمة، وجههما للرئيس الأميركي مباشرة.
الاقتراح الأول هو إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بوقف جميع الأسلحة عن إسرائيل وعدم استخدام بطاريات الدفاع الأميركية لمساعدة إسرائيل في الدفاع الجوي.
إعلانوالاقتراح الثاني هو دعوة مجلس الأمن للاجتماع ودعم قرار بوقف الحرب على غزة دون استخدام الفيتو الأميركي، مؤكدا أن تنفيذ هذين الإجراءين سيدفع نتنياهو لوقف الحرب فورا.