مدينة لوزيرن السويسرية.. تاريخ عريق ومقومات طبيعية جاذبة للسياح
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
"عمان": تعتبر مدينة لوزيرن أحد أبرز الأماكن السياحية في سويسرا، وهي مدينة تاريخية تقع في وسط سويسرا، كما تقع على الشاطئ الغربي من بحيرة لوزيرن، وعلى ضفاف نهر الرويس. وتمتد المدينة على طول البحيرة وتحاذيها جبال شاهقة، وتقع المدينة بين جبال الحجر الجيري شديدة الانحدار، وأشهرها جبل ريغي في الشمال وجبل بيلاتوس في الغرب.
تتغذى بحيرة لوزيرن التي تقع في المدينة من نهر رويس، وتبلغ مساحتها 114 كيلومترا مربعا، وتحيط بها الجبال وتتميز بجمالها الخلابة، وسميت البحيرة باسم مدينة لوزيرن التي تقع في طرفها الغربي. كما يوجد في مدينة لوزيرن جبل بيلاتوس الذي يعتبر أحد جبال سلسلة جبال الألب إيمينتال، ويحتل المرتبة رقم 365 في قائمة جبال سويسرا من حيث الارتفاع، ويبلغ ارتفاعه حوالي 2132 مترا عن سطح البحر، ويوجد في الجبل العديد من الخدمات السياحية أهمها خدمة التلفريك الذي ينقل السياح لمشاهدة جمال الطبيعة في الجبل والمسطحات الخضراء التي تفترش الأرض على مدى النظر عند الصعود إلى الجبل، ويوجد في قمة الجبل فندق جميل 5 نجوم واستراحة ومطاعم ومقاه، وتصل درجة البرودة في قمة الجبل إلى -1 درجة مئوية.
وتحيط ببحيرة لوزيرن العديد من المباني ذات التصميم السويسري المعاصر، ويوجد على البحيرة جسر خشبي ذو تصميم مميز يمتد على طرفيه وهو جسر "كابيلبروكا" أو جسر تشايل الذي سمي على اسم الكنيسة القريبة من الجسر، ويعتبر الجسر أقدم جسر خشبي مغطى في أوروبا، حيث تم بناء الجسر في عام 1356م، وهو بمثابة رمز للمدينة وكأحد أهم معالم الجذب السياحي، ويتميز الجسر باحتوائه على عدد من اللوحات الداخلية التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، وفي عام الـ 1993 کاد الجسر أن يحترق، مما أدى إلى تدمير ثلثي لوحاته الداخلية، بعد ذلك بوقت قصير أعيد بناؤه من جديد وافتتح مرة أخرى للسياح بعد عام من احتراقه.
ويعتبر متحف النقل من أهم الأماكن السياحية في المدينة، حيث تم تأسيسه عام 1959م، ويهتم المتحف بعرض صناعة وسائل النقل ومراحل تطورها في التاريخ ولاسيما التكنولوجيا الحديثة، ويضم أكثر من 3000 قطعة من وسائل النقل البحرية والجوية والبرية والفضائية، ويعتبر من أشهر المتاحف الموجودة في سويسرا كونه يوثق تاريخ النقل والاتصالات من خلال المعارض، ويحتضن المتحف مدن الملاهي المزودة بأدوات محاكاة تمثيلية ومحطات وأفلام تفاعلية لتستعرض مراحل تطور النقل عبر الطرقات وبالقطار وبحرا وجوا وفضاء.
ويوجد في مدينة لوزيرن "مصنع ماكس للشوكولاتة"، الذي يعد من أفضل مصانع الشوكولاتة الرائعة والمصنوعة يدويا، ويستخدم المصنع مكونات محلية وطبيعية؛ لذلك تختلف منتجات الشوكولاتة بحسب الموسم، فتوجد مجموعات الربيع والصيف والخريف والشتاء بمكونات ووصفات مختلفة، بالإضافة إلى الشوكولاتة الأساسية كالحليب والداكنة والبندق والكراميل والبرتقال، وغيرها، وأيضا بنكهات الفلفل الحار وبعض النكهات العالمية الأخرى.
وتحتضن المدينة مركز لوزيرن للثقافة والمؤتمرات، وهو عبارة عن مبنى جديد صممه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، ويقع المركز بالقرب من بحيرة لوزيرن، ويضم المركز متحفا للفنون، ومطاعم، وقاعة حفلات كبيرة تقام فيها العديد من الحفلات بانتظام، كما ويوجد فيه مسرح عملاق تقام فيه عديد الفعاليات سنويا، ويحيط بالمبنى من الخارج البرك المائية والنوافير الجميلة، ويمكن للسياح من قاعات المركز الاستمتاع بالمناظر الخلابة للمدينة القديمة وبحيرة لوزيرن.
كما يعتبر فندف ماندارين أوربتنال بلاس أحد الفنادق العشرة المشهورة في مدينة لوزيرن، وينفرد هذا الفندق الأنيق ذو الخمسة نجوم بموقع جميل على ضفاف بحيرة لوزيرن، ويتمتع بإطلالات على جبال الألب السويسرية، حيث يقع في قلب المدينة منذ عام 1906، وبعد صيانة وتجديد شامل للفندق تم إعادة افتتاحه تحت اسم ماندارين اورينتال بالاس، ويعتبر الفندق أكثر تميزا في لوسيرن من خلال 136 غرفة وجناحا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العدید من
إقرأ أيضاً:
توماس فريدمان: مستقبل إسرائيل كدولة طبيعية مهدد بين الأمم
في مقال تحليلي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وجّه الكاتب والمحلل السياسي توماس فريدمان رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، محذرا فيها من خطورة السياسات التي تتبعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، والتي وصفها بأنها لم تعد تتصرف كحليف موثوق للولايات المتحدة.
واستهل فريدمان رسالته بالإشارة إلى دعم بعض سياسات ترامب خلال ولايته الثانية، باستثناء مقارباته المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، معبّرا عن ارتياحه لقرار الرئيس بعدم لقاء نتنياهو خلال زيارته المرتقبة للمنطقة، حيث اعتبر ذلك مؤشراً على إدراك متنامٍ لحقيقة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعمل ضد المصالح الحيوية لأمريكا في المنطقة.
ويؤكد فريدمان أن نتنياهو أخطأ التقدير حين ظن أنه يستطيع التلاعب بترامب كما فعل مع رؤساء أمريكيين سابقين، ويثني على الرئيس لقيامه بإشارات واضحة في مفاوضاته مع قوى إقليمية مثل حماس وإيران والحوثيين، بأنه لا يخضع لأي إملاءات من نتنياهو، ما دفع الأخير إلى حالة من الذعر السياسي.
ويضيف أن الشعبين الأمريكي والإسرائيلي يحتفظان بروابط تاريخية وثقافية عميقة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يتزعمها ائتلاف يميني متطرف ذي نزعة قومية٬ لم تعد تضع تحقيق السلام مع العرب في سلم أولوياتها، بل تركز على ضم الضفة الغربية، وطرد الفلسطينيين من غزة، وإعادة بناء المستوطنات فيها، وهي سياسات يرى فريدمان أنها تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة وتُقوّض النظام الأمني الإقليمي الذي بنته الولايات المتحدة على مدار عقود.
ويعود فريدمان إلى جذور هذا التحالف الأميركي-العربي-الإسرائيلي، فيُذكّر بأن أساسه وُضع بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 من قبل إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر، اللذين نجحا في إبعاد الاتحاد السوفيتي وتعزيز الهيمنة الأمريكية في المنطقة من خلال دبلوماسية معقدة أفضت إلى اتفاقيات فك الاشتباك ثم معاهدة كامب ديفيد، ما مهّد لاحقاً لاتفاقيات أوسلو، وترسيخ منظومة أمنية شرق أوسطية تخدم المصالح الأمريكية.
إلا أن فريدمان يرى أن هذا البناء الاستراتيجي القائم على الالتزام بحل الدولتين، مقابل اعتراف فلسطيني بدولة الاحتلال الإسرائيلي ونزع سلاح الدولة الفلسطينية المستقبلية، يتعرض الآن للانهيار بسبب سياسات حكومة نتنياهو. فمنذ عودته إلى السلطة في أواخر عام 2022، جعل نتنياهو من ضم الضفة الغربية أولوية، متجاهلاً الجهود الأمريكية الرامية إلى الحفاظ على استقرار المنطقة.
ويشير الكاتب إلى أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن سعت على مدار عام لإقناع نتنياهو بقبول فتح حوار مع السلطة الفلسطينية حول تسوية سياسية مستقبلية، وهو شرط سعودي لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، كان من الممكن أن يفضي إلى تحالف إقليمي جديد يوازن نفوذ إيران ويحد من التغلغل الصيني، ويُترجم بمعاهدة أمنية بين واشنطن والرياض.
لكن نتنياهو رفض هذا المسار تحت ضغط حلفائه من المتطرفين اليهود في حكومته، والذين هددوا بإسقاطه في حال التنازل. كما أن نتنياهو، الغارق في قضايا فساد ومهدد بالسجن، متمسك بمنصبه لحماية نفسه من الملاحقة القضائية.
ويقول فريدمان إن نتنياهو بهذا السلوك لا يخدم لا الاحتلال الإسرائيلي ولا الولايات المتحدة، بل يقدّم مصالحه الشخصية على المصلحة الوطنية للطرفين.
ويتابع الكاتب أن التطبيع بين السعودية والاحتلال لو تم، لفتح الأبواب أمام تعاون اقتصادي وثقافي غير مسبوق بين إسرائيل والعالم الإسلامي، ولأسهم في تخفيف التوتر الديني على المستوى الدولي، وعزز الدور الأمريكي الإقليمي لعقود قادمة.
غير أن محاولات نتنياهو، على مدار عامين، لخداع الجميع أفشلت هذا المسار، وأجبرت الأمريكيين والسعوديين على استبعاده من أي اتفاق، ما اعتبره فريدمان خسارة مؤسفة لإسرائيل والشعب اليهودي على حد سواء.
ويستشهد فريدمان بتقرير لوكالة "رويترز" أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تشترط تطبيع العلاقات بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي للمضي في اتفاقات التعاون النووي المدني مع الرياض، في دلالة على تغير المقاربة الأمريكية.
ومما يزيد الطين بلة، بحسب فريدمان، أن نتنياهو يستعد لشن هجوم عسكري واسع على قطاع غزة، في خطة ترمي إلى حشر سكان القطاع في مساحة ضيقة جداً بين البحر والحدود المصرية، بالتزامن مع تسريع ضم الضفة الغربية.
ويحذر الكاتب من أن هذه الحملة قد تقود إلى مزيد من اتهامات جرائم الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً في ظل التوقعات باستخدام الجيش الإسرائيلي لقوة مفرطة قد تدمر ما تبقى من البنية التحتية المدنية، وتؤدي إلى موجات نزوح ومجاعات، بما يعرّض قادة إسرائيل للملاحقة القانونية، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير.
ويضيف أن تداعيات هذه السياسات قد تمتد إلى خارج حدود فلسطين، مهددة استقرار دول حليفة لأميركا مثل الأردن ومصر، اللتين تخشيان من أن تؤدي سياسات نتنياهو إلى تهجير الفلسطينيين باتجاه أراضيهما، ما قد يشعل اضطرابات إقليمية خطيرة.
وينقل فريدمان عن هانز ويكسل، المستشار السياسي السابق للقيادة المركزية الأميركية، قوله إن "اليأس الفلسطيني المتزايد يُضعف الرغبة الإقليمية في المضي قدماً في مشروع التكامل الأمني بين واشنطن والعرب وإسرائيل، وهو المشروع الذي كان يمكن أن يمنح الولايات المتحدة مزايا استراتيجية طويلة الأمد دون الحاجة لوجود عسكري كبير".
ويختتم فريدمان مقاله بنداء موجه لترامب يحثه فيه على الإصغاء لحدسه المستقل، محذراً من أن مستقبل إسرائيل كدولة طبيعية بين الأمم مهدد، مشيراً إلى أن أحفاده اليهود قد ينشؤون في دولة منبوذة دولياً، إن استمرت السياسات الحالية.