اكتشاف نوع جديد من القوارض في البيرو يؤكد تنوع جبال الأنديز
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
أعلن فريق من الباحثين اكتشاف نوع جديد من القوارض شبه المائية في قلب محمية ماتشو بيتشو في البيرو، وهي أحد أبرز مواقع التراث العالمي، وذلك في كشف علمي يؤكد غنى التنوع البيولوجي في جبال الأنديز.
ويحمل الكائن المكتشف اسم "إنكانوميس مايوبوما Incanomys mayopum"، وهو يعد نوعا جديدا تماما، يجعله إضافة فريدة إلى سجل الثدييات في أميركا الجنوبية.
وجاء الاكتشاف ثمرة جهود باحثين من جامعتي "سانتا ماريا" و"سان أوغستين" الكاثوليكيتين في مدينة أريكويبا، حيث سُجل الحيوان لأول مرة في منطقة "ويانياواينا"، الواقعة ضمن الممر البيئي التابع لمحمية ماتشو بيتشو الطبيعية، التي تشرف عليها الدولة لحماية تراثها البيولوجي.
ويمتاز"إنكانوميس مايوبوما" بفرائه الرمادي الداكن، وأذنيه شبه غير المرئيتين، وأرجله الخلفية المتكيفة مع البيئات المائية، مما يتيح له العيش في المجاري المائية الباردة والغابات الجبلية الرطبة على ارتفاع يقارب 2800 متر فوق سطح البحر.
وأكدت الهيئة الوطنية للمناطق الطبيعية المحمية في البيرو أن الكائن يتمتع بخصائص شكلية وجينية لا تتطابق مع أي نوع معروف سابقا.
تعد محمية ماتشو بيتشو الطبيعية، التي تمتد على مساحة تتجاوز 35 ألف هكتار، من أغنى المناطق بالتنوع البيولوجي في البيرو، إذ تحتضن أكثر من 75 نوعا من الثدييات، و444 نوعا من الطيور، و377 نوعا من الفراشات، إلى جانب عشرات الأنواع من الزواحف والبرمائيات. ويظهر هذا الاكتشاف أن المنطقة لا تزال تخفي أنواعا لم ترصد من قبل.
ويعكس الاكتشاف أهمية المحميات الطبيعية، ليس فقط لحماية المناظر الطبيعية، وإنما بوصفها "مختبرات حية" تُكشف فيها أسرار التطور البيولوجي وأنماط التكيف في بيئات صعبة.
كما يؤكد العلماء أن مثل هذه الاكتشافات تعد دليلا على وجود فراغات معرفية حتى في المناطق التي يُعتقد أنها خضعت لدراسات موسعة.
البيرو مركزا للبحث البيولوجيكذلك يعد هذا الكشف إنجازا مهما للبحث العلمي المحلي في البيرو، حيث قاده بالكامل علماء محليون.
ويؤكد المختصون أن ظهور أنواع جديدة يعزز من موقع البيرو كمنصة بحثية دولية في مجال التنوع البيولوجي، ويفتح آفاقا جديدة لدراسة الأنواع بالمنطقة.
إعلانويحمل اسم النوع "مايوبوما" إشارة مزدوجة إلى البيئة الجبلية التي يعيش فيها الكائن، وإلى إرث الإنكا الذي لا يزال حاضرا في ثقافة البيرو وتضاريسها. هكذا، يصبح هذا القارض الجديد رمزا للصلة بين التراث الطبيعي والثقافي في آن واحد.
ماذا يعني اكتشاف نوع جديد؟يمثل اكتشاف نوع جديد خطوة علمية مهمة، ليس فقط لإغناء التصنيف البيولوجي، بل لفهم العلاقات التطورية بين الأنواع، ودراسة التفاعلات البيئية الدقيقة، ومعرفة المؤشرات الحيوية التي تنذر بتدهور أو استقرار الأنظمة البيئية.
وتلعب الكائنات الصغيرة، مثل هذا القارض المكتشف، أدوارا محورية في التوازن البيئي، كتوزيع البذور أو المساهمة في دورة المياه أو حتى في مكافحة الآفات. لذا، فإن توثيق وجودها يساعد العلماء على تطوير إستراتيجيات حماية أكثر فعالية للمواطن الطبيعية.
وفي ظل تزايد الضغط على النظم البيئية من التغير المناخي والسياحة الجماعية، يذكّر هذا الاكتشاف بضرورة الحفاظ على المحميات الطبيعية كملاجئ للتنوع البيولوجي ومصادر للمعرفة العلمية. فالكثير من الأنواع قد تختفي قبل أن تُكتشف، بسبب فقدان المواطن البيئية أو التلوث أو التحولات المناخية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع اکتشاف نوع جدید فی البیرو
إقرأ أيضاً:
بدقة تصل إلى 90%.. أبوظبي توظّف تقنيات متقدمة لرسم خرائط مواطن الموائل البيئية
هالة الخياط (أبوظبي)
تعزز إمارة أبوظبي جهودها في حماية التنوع البيولوجي وصون الموائل الطبيعية من خلال توظيف تقنيات متقدمة لرسم خرائط المواطن البيئية، وذلك في إطار استراتيجية شاملة تقودها هيئة البيئة – أبوظبي لحماية البيئة البرية والبحرية وضمان استدامتها للأجيال المقبلة. وتعتمد الهيئة في هذه المبادرة على أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية، ما يتيح لها رسم خرائط بيئية عالية الدقة تصل إلى 90 %، تغطي مختلف البيئات في الإمارة، بما في ذلك المناطق الساحلية والداخلية والبحرية. وتُحدّث هذه الخرائط بشكل دوري لضمان دقتها وتواكب التغيرات البيئية الناتجة عن العوامل الطبيعية والأنشطة البشرية.
وتُعد هذه الخرائط أداة حيوية لدعم السياسات البيئية واتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة ومحدثة، كما تسهم في توجيه الدراسات والمشاريع التنموية بما يراعي الحفاظ على المواطن الطبيعية للكائنات الفطرية.
الأثر البيئي
وتشمل الخرائط تفاصيل دقيقة حول استخدامات الأراضي، وأنواع الموائل، والتوزيع المكاني للأنواع، ما يعزز من قدرة المختصين على تقييم الأثر البيئي لأي مشروع تنموي بشكل علمي ومدروس.
وتفيد الخرائط في تطوير وتحديث «القائمة الحمراء لأنواع الحياة الفطرية في الإمارة»، والتي تعد تقييماً علمياً لحالة التهديد التي تواجه الأنواع البرية والبحرية. وتستند القائمة إلى معايير الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وتُستخدم لتحديد الأنواع الأكثر عرضة للخطر ووضع أولويات للحماية والتدخل. ويُعد تطوير هذه القائمة نتاج مشروع متكامل أطلقته الهيئة لفهم مدى المخاطر البيئية التي تتعرض لها الكائنات الفطرية في الإمارة، وهو ما يسهم في توجيه السياسات والاستراتيجيات الخاصة بصون الطبيعة بناء على بيانات علمية موثوقة. وتؤكد هذه المبادرات حرص إمارة أبوظبي على استدامة بيئتها الطبيعية وتعزيز دورها الريادي في مجال حماية التنوع البيولوجي إقليمياً وعالمياً، من خلال الاستثمار في المعرفة والتكنولوجيا والابتكار البيئي.
وتتميز إمارة أبوظبي بتنوعها البيولوجي حيث تؤوي حوالى 3800 نوع مسجل من الكائنات الحية، منها 438 نوعاً من الأنواع النباتية، و42 نوعاً من الثدييات، و425 نوعاً من الطيور، و50 نوعاً من البرمائيات والزواحف، وثلاثة أنواع من أسماك المياه العذبة، و2511 من اللافقاريات.
أبقار البحر
وتُعد أبوظبي ثاني أكبر موطن لتجمع أبقار البحر (الأطوم)، إذا تحتضن نحو 3500 آلاف بقرة بحر، وتعيش في مياهها أكثر من 8000 سلحفاة بحرية، وأكثر من 2000 دولفين يتمتع بحماية عالية حيث تعيش هذه القطعان في المحميات البحرية.