معركة جنين .. وكيف دحر العراقيون والفلسطينيون العصابات الصهيونية ؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
سرايا - معركة جنين.. حين دحر العراقيون والفلسطينيون العصابات الصهيونية الجيش العراقي خاض مواجهات شرسة مع الاحتلال في مدينة جنين (مواقع التواصل) "أكد لي القائد العراقي المقدم الركن عمر علي عندما زرته ببغداد أن قتلى اليهود في هذه المعركة كثيرون، وأنهم سحبوا جثث الكثيرين مِن قتلاهم، ومَن لم يسحبوهم أحصاهم فوجد أنهم ثلاثمئة وخمسون بينهم قائد الحملة وفتاتان"
مؤرخ فلسطين "عارف العارف" أثناء زيارته لقائد القوات العراقية في جنين المقدم "عمر علي"
لا تكاد جِنين تُذكر إلا ويُذكر معها مخيمات اللاجئين من أهالي وسكان قرى الضفة الغربية القريبة منها، التي استولى عليها الصهاينة أثناء النكبة عام 1948، ولا تزال هذه المدينة الباسلة تقف في وجه الاعتداء الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا.
وكان ياقوت قد زارها بعد تحريرها من الصليبيين الذين حصَّنوها بأسوار عالية على يد الأيوبيين بقيادة صلاح الدين، إذ هاجمها صلاح الدين مرتين، الأولى عام 580هـ حين استطاع النقَّابون من جنده فتح ثغرات في أسوارها، وتمكن جيشه من دخولها والاستيلاء عليها وإبادة القوة الصليبية التي كانت متحصِّنة بها، والثانية بعد معركة حطين عام 583هـ حين دخلها المسلمون وأعادوا تعميرها، كما بات السلطان صلاح الدين الأيوبي ليلة بها في شوال سنة 588هـ وهو في طريقه من القُدس إلى دمشق.
وقعت المدينة، كشأن فلسطين كلها، فيما بعد في أيدي المماليك ثم العثمانيين، حيث ظلت في أيديهم حتى احتلها الجنرال البريطاني أللنبي في سبتمبر/أيلول 1918م، وعقد فيها مؤتمرا لقادة جيوشه بعدما سيطروا على فلسطين كلها. وقد بقي فيها الاحتلال البريطاني حتى مايو/أيار 1948م، مسهما في تسريع وتيرة هجرة اليهود واستيطانهم وحمايتهم ومدِّهم بالسلاح والعتاد للسيطرة على الأراضي الفلسطينية. وبسبب هذه المظالم الإنجليزية اغتال شاب اسمه "علي أبو الرُّب" من قرية قباطية القريبة منها الحاكم البريطاني للمدينة "موفيت" يوم 24 أغسطس/آب 1938م، وبسبب هذه الحادثة انتقم الإنجليز من المدينة وأهلها بهدم سوقها الرئيسي وكثير من بيوت السكان وإلقاء الأبرياء في السجون، وهو أمر يشبه ما يقوم به" الإسرائيليون" اليوم في الضفة الغربية.
لقد ثبت أن القوات البريطانية كانت قد أعدَّت خطة تسليم المدن الفلسطينية للعصابات الصهيونية قبل الانسحاب بتنسيق وتواطؤ كاملين، وكان شعار عصابات اليهود دبَّ الرعب في قلوب السكان العرب؛ تخويفا لهم حتى يتقاعسوا عن المقاومة، وارتكبوا في سبيل ذلك المذابح المروعة مثل الذي حدث في دير ياسين والقسطل وطبرية ويافا وحيفا وبيسان. وقد أقرَّ الماريشال (المشير) "برنارد مونتغمري"، أحد قادة قوات الحلفاء، بحقيقة وجود تنسيق كامل بين العصابات الصهيونية والحكومة البريطانية آنذاك لتهجير الفلسطينيين بصورة نهائية من أراضيهم، وهي الخطة التي تسعى إليها "إسرائيل "حتى يومنا هذا، فيقول في مذكراته: "كان المفوّض البريطاني في فلسطين في هذا الوقت السير آلان كانينغام.. وقد اجتمعت بكانينغام يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1946م واستعرضنا الحالة، فأقرَّ كانينغام أن الجيش (البريطاني) لا يمكنه أن يقوم بالمهام المتعلقة به بسبب التضييقات المفروضة عليه بسبب تدخل الجهات العليا والنفوذ الصهيوني المنتشر في لندن، وأن هناك خططا موضوعة بإحكام للقضاء على البقية الباقية من العرب في فلسطين لتصبح فلسطين يهودية.
مقدمات المعركة ولئن خرج الإنجليز وتركوا فلسطين في مايو/أيار 1948م، وضمنوا قرارا من الأمم المتحدة منذ 1947م بتقسيمها دولتين بين الفلسطينيين واليهود، مع إنشاء وطن قومي لليهود؛ فإن هذا القرار كان سببا في إعلان خمسة جيوش عربية الدفاع عن فلسطين بغية تحريرها من العصابات الصهيونية، وهي مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان، الأمر الذي أدى إلى إعلان ترحيب المقاومة العربية من داخل فلسطين بهذه القوات ودعمها.
دخلت قوات الجيوش العربية الخمسة إلى فلسطين، وكان للقوات العراقية التي دخلت فلسطين عبر نهر الأردن في أواخر مايو/أيار 1948م، ورابطت في نابلس وطولكرم وقلقيلية، دور مهم ومحوري في الدفاع عن فلسطين وإنقاذ العديد من المدن في الضفة الغربية، وفي مقدمتها جنين، التي أراد الصهاينة احتلالها كي تكون منطلقا لاحتلال منطقة المثلث وبقية المناطق في الضفة الغربية.
كان اليهود قد تمكنوا من احتلال معظم القرى المحيطة بمدينة جنين، بل والمدن الكبرى في شمال فلسطين وعلى سواحلها عام 1948، وهو ما يثير التساؤلات حول سر صمود هذه المدينة الصغيرة تحديدا. ومما لا شك فيه أن جنين وقعت فيها واحدة من أكبر وأشرس المعارك أثناء الحرب وأكثرها بسالة، حيث شارك فيها المقاومون الفلسطينيون من أهالي الضفة الغربية وكذلك قوات الجيش العراقي التي أسهمت بدور بطولي في الدفاع عن المدينة وعدم سقوطها في أيدي العصابات "الإسرائيلية " في ذلك الوقت.
لقد أمرت قيادة الاحتلال وحدة تُسمى "كرميلي" لمهاجمة جنين بقيادة مردخاي مكليف، وكان سبب هذا التكليف أن هذه الوحدة الدموية كانت قد نجحت قُبيل معركة جنين في احتلال منطقة خليج حيفا. ومن ثمّ بدأ الصهاينة هجومَهم على جنين في وقت مبكر من صباح يوم الخميس 3 يونيو/حزيران 1948، وكانت قواتهم تتراوح ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف مقاتل، وقد قسَّموا قواتهم إلى أربع فرق، ثلاث منها تقدمت الهجوم والرابعة ظلت في المؤخرة لحماية أظهرهم. وقد جاءوا من منطقة العفولة القريبة، حيث احتلوا قُبيل ذلك قرى زرعين وصندلة وجلمة، أما وضع المقاومة من الداخل فكان ضعيفا، حيث تمركز فيها متطوعون فلسطينيون وأردنيون، على أن السرية الأردنية اضطرت للانسحاب فجأة قبل مجيء القوات العراقية التي غيَّرت من وقع المواجهة بصورة كبيرة.
انتصار وافتخار قطعت العصابات الصهيونية الطريق الواقعة بين نابلس وجنين، وشرعوا في الهجوم على المدينة من ثلاث جهات، وفي أثناء هذا الهجوم كان هناك فصيل عراقي مكون من 37 جنديا قد بلغ منطقة تل الخروبة القريبة يرافقه 50 متطوعا من المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. وحين أدرك هذا الفصيل أنه لن يستطيع مقاومة أعداد قوات العصابات الصهيونية للفارق الكبير في العدد والعتاد، اضطر للاستنجاد بالقيادة العراقية التي أمدته بسرية من المشاة تتكون من 80 مقاتلا مزودين بأربعة مدافع هاون وأربعة رشاشات وخمس مدرعات وفصيل هندسي، كلها تحت قيادة الضابط العراقي المقدم "نوح عبد الله الجلبي"، ثم جاءت سرية أخرى يقودها الضابط "محسن الأعظمي"، وبهذا المدد الجديد أصبح عدد القوات العراقية في جنين 250 مقاتلا، بالإضافة إلى 50 متطوعا فلسطينيا.
ورغم هذا المدد الجديد فإن التفوق في العدد والعتاد وسلاح الطيران الذي امتلكه الصهاينة وقتذاك جعلهم يسيطرون على التلال المحيطة بالمدينة، فاضطرت القوات العراقية والفلسطينية إلى الانسحاب والتمركز في قلعة جنين للتحصين والمدافعة، ودخل معهم عدد كبير من أهل المدينة من الشيوخ والنساء والأطفال ممن لم يخرجوا من المدينة وفضّلوا البقاء فيها. وشرع اليهود في الهجوم بمدافع الهاون والرشاشات على القلعة التي كان يقود المقاومة فيها المقدم العراقي نوح الجبلي، الذي بدأ في الرد على النيران واستمر القتال بين الجانبين طوال الليل، وكان اليهود قد احتلوا معظم أحياء جنين، وبعد هذه المقاومة الباسلة كادت ذخيرة المقاومين في القلعة تنفدُ وتسقط البلدة بكاملها وقلعتها في أيدي الصهاينة، لولا وصول فوج عراقي في الساعة السابعة صباح يوم 3 يونيو/حزيران 1948م، حيث كان له فضل كبير في تغيير شكل المعركة.
كان هذا الفوج العراقي بقيادة المقدم عمر علي، وكان مسلحا بخمسمئة بندقية وأربعة مدافع هاون وثمانية رشاشات وغيرها من الأسلحة الأخرى. وقد حاول اليهود صد هجوم هذا الفوج حتى لا يتقدم ويدعم المحاصَرين في قلعة المدينة، لكنه استطاع دحرَ القوات اليهودية عند منطقة قباطية على بُعد ثلاثة كيلومترات من جنين، ثم تقدمَ في محاولة منه لإنقاذ المحاصرين. وقد اقترح المقدم عمر على المقدم نوح أن ينسحب حفاظا على الأرواح، لكن الأخير رفض الاقتراح قائلا: "إنه لن يستطيع فعل ذلك لأنه محاصر أولا، ولو استطاع لما فعل ذلك لأن في القلعة نساء وشيوخا وأطفالا لا بد من التفكير بمصيرهم. ولو انصاع للأمر وانسحب لسقطت جنين وضاعت معالمها.
بعد هذا الرفض، طالبَ المقدم نوح زميله المقدم عمر تصويب مدافعه وقنابله صوب المواضع اليهودية التي حددها له بدقة، ففعل وقام بقصفها بصورة مكثفة. وفي المقابل ألقى الصهاينة حممهم على القوات العراقية التي كانت تتقدم في الشارع الرئيسي بالمدينة، وأمام كثافة النيران والقصف، قررت القوات مع المتطوعين الفلسطينيين الالتفاف خلف اليهود، وتمكنوا من السيطرة على سفوح برقين، مجبرين الصهاينة على الهرب بعد قتال عنيف. وعندما فشل الجناح اليهودي الأيمن تراجعوا إلى منطقة المحطة، وبقي الجناح الأيسر يحاول منع القوات العراقية من استكمال عبور المدينة في الطريق العام نابلس-جنين. ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد مواجهة قوية من الفلسطينيين والعراقيين راح فيها 20 قتيلا من الصهاينة، وفي الساعة الرابعة من بعد ظهر ذلك اليوم 3 يونيو/حزيران وصل فوج عراقي آخر بقيادة شليمون ميخائيل.
التحم فوج ميخائيل بفوج عمر العراقي، وظلوا فيما بقي من النهار في مواجهة محمومة، ولكن عندما حل الليل انضم إليهم 100 من المتطوعين الفلسطينيين الذين جاءوا من وادي برقين، ثم وصلت سرية الفوج الثاني العراقي بقيادة "حسيب علي توفيق"، وأمام هذا الدعم والضرب المتلاحق من الأمام والخلف اضطر اليهود إلى الانسحاب في الساعة 11 صباح يوم الجمعة الموافق 4 يونيو/حزيران، بعدما طُهِّرت مدينة جنين كلها من هذا العدوان الصهيوني الغاشم.
زار مؤرخ فلسطين عارف العارف فيما بعد العراق والتقى بالمقدم الركن عمر علي والمقدم الركن نوح الجلبي، اللذينِ روَيا له تفاصيل مهمة عن بطولة القوات العراقية في قلعة ومدينة جنين وخسائر العدو الصهيوني فيها، التي يقول عنها: "أكد لي القائد العراقي المقدم الركن عمر علي عندما زرته ببغداد أن قتلى اليهود في هذه المعركة كثيرون، وأنهم سحبوا جثث الكثيرين مِن قتلاهم، ومَن لم يسحبوهم أحصاهم فوجد أنهم ثلاثمئة وخمسون.. وأما الجرحى فأكثر من ذلك، إذ أكد لي سكان جنين أنهم رأوا عن بُعد ثلاثين سيارة من السيارات اليهودية المُصفَّحة الكبرى وهي تنقل القتلى والجرحى، وأما قتلى العرب فإنهم أقل من المئة.
لا تزال مدينة جنين تحتضن رُفات الشهداء العراقيين وعددهم 56 شهيدا، وكذلك استُشهد في هذه المعركة 20 من الشهداء الفلسطينيين المقاتلين من المدنيين، وقد أدى الضباط والجنود العراقيون في هذه المعركة دورا كبيرا في الانتصار، لا سيما القائدين نوح الجلبي وهو من مدينة الموصل، والمقدم عمر علي المولود في مدينة كركوك؛ إذ بفضل ثباتهم وشجاعة جنودهم احتفظ الفلسطينيون بمدينة جنين التي لا تزال إلى يومنا هذا تُقف صُلبة أمام المحاولات الإسرائيلية للقضاء على مخيماتها وإنهاء مقاومتها.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: العصابات الصهیونیة فی الضفة الغربیة القوات العراقیة فی هذه المعرکة العراقیة التی یونیو حزیران مدینة جنین عمر علی
إقرأ أيضاً:
معركة قانون الانتخاب تُهدّد بتعطيل مجلس النواب!
كتبت " الديار": بقي ملف تصويت الاغتراب في الواجهة ،حيث اكد مصدر سياسي مقرّب من القوات اللبنانية أن معركة قانون الانتخاب هي معركة مصيرية، وبالتالي فإن القوات اللبنانية لن تتراجع في هذه المعركة مذكّرًا بما طالبت به القوات سابقًا أي «إدراج اقتراح قانون إلغاء المادّة 118 من قانون الانتخابات لكي يصوّت عليه النواب، ويعود حقّ المغتربين في الاقتراع إلى مكانه الطبيعي من دون تمييز ولا تسييس ولا إبعاد ولا إقصاء ولا تهميش».
هذا التشدّد في المواقف قد يؤدّي إلى تعطيل الجلسات وإفقادها النصاب القانوني بحسب بعض المطلعين، خصوصًا أن بعض النواب على مثال النائب البعريني، أصبحوا ينتقدون إدارة الجلسات علانيةً.
وكان رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، اكد امس أن "إحدى ركائز قوتنا الأساسية، إلى جانب الأرض والكرامة والإرادة والحرية، هي الانتشار اللبناني. ولولا هذا الانتشار، خلال السنوات الماضية، لكان الكثير من الناس قد اضطروا إلى مغادرة البلد، ولكانت سبل العيش قد انعدمت بالكامل أمامهم. لذا، فإنّ محاولة إبعاد المغتربين عن الشؤون الوطنيّة أمر مرفوض كلّيًّا"، مشدّدًا على أننا "جميعًا معنيّون بهذه المواجهة الكبرى، التي عنوانها بسيط: إما أن نربط الانتشار بلبنان أكثر فأكثر كي يعود تدريجيًّا كلما تحسّنت الأوضاع، أو أن نُقصيه تمامًا ونقول له: "ابقَ في الغربة، لا علاقة لك بلبنان، صوتك يبقى في الخارج ونحن نقرّر عنك شؤونك في الداخل. وهذا مبدأ مرفوض تمامًا". ولفت جعجع إلى أننا "في حزب القوات اللبنانية، وفي تكتل الجمهورية القوية، ومع حلفائنا في حزب الكتائب اللبنانيّة، والتغييريين، وحتى في الحزب التقدمي الاشتراكي، وتكتل الاعتدال الوطني، ومجموعة كبيرة من النواب المستقلّين، قرّرنا أن نعمل بكل ما أوتينا من قوّة ووسائل ديموقراطيّة وقانونيّة، كي نعيد الحقّ إلى المغتربين اللبنانيين ليصوّت كلّ واحد منهم في بلدته، في منطقته، في وطنه، ليبقى على صلة بلبنان، وألّا يُفصل عنه".
وكتبت" الجمهورية":تتسارع الخطى السياسية على خطين يلتقيان يوم الاثنين المقبل، يفترض أن يتبدّى في الاول الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ويتظهّر الموقف اللبناني الرسمي من ورقة الحل الأميركية، ويُبلّغ إلى الموفد الأميركي توماس برّاك الذي سيصل إلى بيروت بداية الاسبوع المقبل، فيما تنطلق في اليوم نفسه جلجلة الانتخابات النيابية، مع الاجتماع المقرر للجنة النيابية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة لدراسة اقتراحات القوانين الانتخابية الستة المدرجة في جدول أعمالها، والتي من غير المستبعد ان تزيد أكثر ربطاً بالشهية النيابية المفتوحة على تعديلات لقانون الانتخابات النيابية الحالي.
أحبطت المحاولة التي قادها حزب «القوات اللبنانية » ومعه حزب «الكتائب » ومجموعة من النوّاب الذين يسمّون أنفسهم تغييريّين وسياديّين، وعبر عريضة نيابية ذرفت نهراً من الدموع السياسية على حق المقيمين في الخارج في التصويت لكلّ مجلس النواب وليس تخصيصهم فقط بستة نواب على مستوى القارات، وحصر التصويت لهم، فإنّ الأجواء النيابية والسياسية السابقة لاجتماع الاثنين تؤشر إلى أنّ الامور متّجهة نحو ما يصحّ وصفه ب «صدام الاقتراحات »، حيث أنّ النقاش في الاقتراحات الانتخابية يبدو مفتوحاً على بازار سياسي كبير تتجاذبه استنفارات نيابية متقابلة ومزايدات كاذبة، يشدّ فيها كلّ طرف الحبل الانتخابي في اتجاهه، ومحاولة تسويق اقتراحه الانتخابي المفصّل على مقاس مصلحته الانتخابية وتعزيز رصيده من المقاعد النيابية. وعلى ما توحي الأجواء، أنّه من غير المستبعد إعادة تكرار محاولة فرض إشراك المقيمين في الخارج في عملية التصويت لكل مجلس النواب، من قبل الجهات السياسية التي تراهن على صوت المغتربين كعنصر عددي لا أكثر، يتيح لها مصادرة التمثيل واحتكاره. ومن قبل نواب ما كانت أقدامهم لتطأ مدخل مجلس النواب وليس قاعته العامة، لولا الصدفة الإغترابية التي وفرها لهم القانون الانتخابي في الانتخابات السابقة، ولذلك تراهم أكثر المتحمّسين لتكرار تلك الفرصة في الإنتخابات المقبلة لتجديد ولايتهم المهدّدة بالزّوال نهائياً. ووصفت مصادر نيابية النقاش النيابي المرتقب، بأنّه عقيم، بالنظر إلى الفوارق الفاصلة بين المكونات السياسية. وأشارت إلى انّ اجتماع الاثنين المقبل، سيبدأ تلقائياً في البند الأبعد مدى، اي الاقتراحات المقدّمة من «كتلة التنمية والتحرير » التي يرأسها الرئيس نبيه بري، الذي يقوم على التلازم بين الوصول إلى مجلس نيابي خارج القيد الطائفي عبر انتخابات على مستوى الدائرة الواحدة في لبنان، او على مستوى الدائرة الواسعة ايالمحافظات وانتخاب مجلس للشيوخ. وقلّلت المصادر من احتمال السير بهذا الاقتراح، كاشفة انّه مطروح للنقاش، فإن تمّ التوافق عليه نكون بذلك قد قدّمنا خدمة جليلة للبلد، واذا ما تعذر ذلك فإنّ نواب كتلة بري مفتوحون على النقاش حول كل الاقتراحات، والتعديلات التي من شأنها تنقية القانون الحالي مما يعتريه من شوائب وثغرات كان لها الأثر البالغ في تخريب البلد، والأهم فيسياق التعديلات هو إقرار البطاقة الانتخابية وضرورة العمل فيها في الانتخابات المقبلة. وكشفت المصادر عن توجّه جدّي لطرح تعديل جذري في القانون الحالي، ولاسيما في ما خصّ الصوت التفضيلي، حيث ثمة اقتراحات برفعه إلى صوتين او ثلاثة. واما بالنسبة إلى تصويت المغتربين فالرئيس بري ووفق ما جرى في الجلسة التشريعية قبل يومين، وجّه رسالة إلى الجميع بأنّه لا مجال على الإطلااق للسير بهذا الأمر. وقالت المصادر انّ مهمّة اللجنة ليست طويلة او مفتوحة، بل مهمّتها محددة بفترة زمنية قصيرة، يُصار بعدها إلى طرح ما تعرضه اللجنة على الهيئة العامة للمجلس للبت به، وبالتالي فإنّ المسألة هيمسألة أسابيع قليلة، ليصار بعد ذلك إلى تفرّغ البلد ومكوناته للانتخابات والتحضير لها.
وكتبت" الشرق الاوسط": يعكس كلام عضو كتلة «حزب الله» في البرلمان اللبناني النائب علي فياض أنه «لا يوجد تكافؤ فرص في انتخابات المغتربين، وواجبنا أن نتفهم هواجس بعضنا» صورة واضحة عن سبب رفض «الثنائي الشيعي» تعديل قانون انتخابات المغتربين، وتمسكه بالقانون الحالي الذي ينص على أن ينتخب المغتربون ستة نواب موزعين على القارات وليس وفق دوائرهم على غرار المقيمين. وهذا الواقع يبدو واضحاً من سلوك مؤيدي التعديل من جهة ومعارضيه من جهة أخرى، بحيث ينطلق الطرفان من نتائج الانتخابات الأخيرة عام 2022 في الاغتراب التي كانت لصالح معارضي الحزب، ولا سيما نواب التغيير والمستقلين، وهو ما ينظر إليها «الثنائي» و«التيار الوطني الحر» اليوم على أنه تهديد لهم، ويقفون بوجه أي خطوة للتعديل. وتنقسم القوى اللبنانية، بين رافضي تعديل المادة 122 التي تنص على تخصيص 6 مقاعد للمنتشرين، وهي «حركة أمل» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» من جهة، مقابل كتل حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية» و«اللقاء الديمقراطي» وعدد من النواب المستقلين ونواب التغيير من جهة أخرى، الذين سبق أن تقدم بعضهم باقتراحات لتعديل المادة التي سبق أن عدّلت لمرة واحدة لوقف العمل بها في انتخابات عام 2022 على أن يجري العمل بها في انتخابات عام 2026. وكانت قد شهدت جلسة الاثنين البرلمانية اشتباكاً سياسياً على خلفية هذا الموضوع مع رفض رئيس البرلمان نبيه بري إدراج اقتراح تعديل المادة 122 على جدول أعمال الجلسة. ويؤكد الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين لـ«الشرق الأوسط» أن معارضة «الثنائي» و«التيار الوطني الحر» تعديل القانون سببها خوفهم من أن النتائج لن تكون لصالحهم.
ويصف شمس الدين انتخابات عام 2026 بـ«المفصلية والمصيرية»، مشيراً إلى أن هناك نحو مليون لبناني في الخارج يحق له الاقتراع، أي ما يمثل ثلث اللبنانيين. ويذكّر بأنه كان قد تسجّل في انتخابات عام 2025، 225 ألف ناخب واقترع منهم 141 ألفاً، كان لهم الدور الأساس في تغيير النتائج في 8 دوائر انتخابية من أصل 15 وفي 12 مقعداً، معظمهم من التغييريين والمستقلين. ويتوقّع شمس الدين أن يصل عدد المقترعين في انتخابات عام 2026 إلى 250 ألفاً، وهو ما سيكون له أنعكاس كبير أيضاً على نتائج الانتخابات بشكل عام، عادَّاً أن «هذا الأمر ليس تفصيلاً وليس عادياً، وهو السبب الأساسي خلف الاشتباك السياسي – الطائفي الحاصل اليوم في لبنان». مع العلم، وفق شمس الدين، كان قد اقترع 20 ألف مغترب لصالح «الثنائي» و9 آلاف لصالح «التيار الوطني الحر» مقابل 27 ألفاً لصالح «القوات اللبنانية»، وهي النتائج التي من المتوقع أن تتبدّل مع ما يرافقها من زيادة في عدد المقترعين، وألا تكون لصالح «الثنائي» و«التيار». وكتب مجد بو مجاهد في" النهار":تنتهي المعركة السياسية السيادية التي تخوضها القوى السيادية النيابية مع التيار الخصم، في حال حُسم حق اقتراع المغتربين اللبنانيين على طريقة المقيمين لانتخاب 128 نائباً. والمبارزة منذرةً بمرحلة لاحقة من النزال النيابي، وسط كثير من التجهيزات التي ستتخذها القوى السيادية في مواجهة كتل محور "الممانعة".
وإذ لم يُدرج رئيس مجلس النواب نبيه بري مشروع قانون انتخاب المغتربين في جدول أعمال الجلسة التشريعية، فإن تكتل "الجمهورية القوية" لن يتوانى عن جمع تواقيع النواب لتقديم عريضة نيابية وتسجيلها في الأمانة العامة لمجلس النواب وتوجيهها إلى مكتب المجلس.
ويتّضح أن العريضة لا تزال قيد التحضير، لذلك لم تُقدَّم سابقاً. ويقول النائب جورج عقيص ردّاً على أسئلة "النهار"، إن "النواب قدّموا اقتراح قانونٍ لم يُعرض فانسحبوا من الجلسة، وسيقدّمون عريضة في الأيام المقبلة".
ويتحدث بنبرة انتقاد عن "الاستنسابية في عرض الاقتراحات المعجّلة المكرّرة، وعدم تطوير العمل التشريعي والمجلس النيابي، لإبقائه مؤسسة خاضعة لشخص واحد، فيما لا بد له من التصرف كرئيس للسلطة التشريعية".
وسيخوض تكتل "الجمهورية القوية" المواجهة بكلّ قوّة، بحسب عقيص، "لإشراك المغتربين في صناعة الطبقة السياسية في لبنان، ولا تراجع قبل ضمان حقهم، ومن المهم أن يضغطوا بأنفسهم أيضاً".
ويتفاءل عقيص "بوجود منافذ وطرق ضغط على رئيس مجلس النواب، لكن الضغط يجب أن يأتي من جميع المرجعيات لا من كتل نيابية فحسب".
وفي هذا الإطار، يستنكر "غياب حديث مرجعيات لبنانية، ورئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، والبطريركية المارونية، في موضوع تصويت المغتربين". ويعتبر أن "قوى المجتمع المدني والجمعيات الاغترابية لم تضغط بما يكفي في هذا المجال، لكن الضغط سيرتفع في الأيام المقبلة داخلياً ومن الجاليات والجمعيات المعنية بحقوق المنتشرين، على نطاق هذه اللعبة السياسية، وسط شخص يعارض فئات كبيرة من اللبنانيين في الداخل والخارج ويتحمّل مسؤولية سياسية كبيرة".
ويطالب عقيص بـ"نقاش ديموقراطي تحت قبة البرلمان ضمن مشروع قانون معجّل مكرّر وإدراجه في جدول أعمال الجلسة اللاحقة، وإذا عُرض على الهيئة العامة فسيُقرّ". مواضيع ذات صلة معركة "القوات" قانون الانتخاب أوّلاً وتواصل جعجع وسعَيْد شخصيّ Lebanon 24 معركة "القوات" قانون الانتخاب أوّلاً وتواصل جعجع وسعَيْد شخصيّ 03/07/2025 05:34:33 03/07/2025 05:34:33 Lebanon 24 Lebanon 24 عدوان من مجلس النواب: تطور في مسار قانون الانتخابات Lebanon 24 عدوان من مجلس النواب: تطور في مسار قانون الانتخابات
03/07/2025 05:34:33 03/07/2025 05:34:33 Lebanon 24 Lebanon 24 جلسة تشريعية الاثنين...تصويب على بري ومطالبة بالغاء بند النواب الستة من قانون الانتخاب Lebanon 24 جلسة تشريعية الاثنين...تصويب على بري ومطالبة بالغاء بند النواب الستة من قانون الانتخاب
03/07/2025 05:34:33 03/07/2025 05:34:33 Lebanon 24 Lebanon 24 هل فُتِحت "معركة" تغيير قانون الانتخابات النيابية رسميًا؟! Lebanon 24 هل فُتِحت "معركة" تغيير قانون الانتخابات النيابية رسميًا؟!
03/07/2025 05:34:33 03/07/2025 05:34:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
ورقة برّاك تضع لبنان في موقع دقيق "ولا مجال لديه للمناورة" وتحذيرات من ضربة إسرائيلية
Lebanon 24 ورقة برّاك تضع لبنان في موقع دقيق "ولا مجال لديه للمناورة" وتحذيرات من ضربة إسرائيلية
22:05 | 2025-07-02 02/07/2025 10:05:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عون يسعى لتفادي اي صدام داخل الحكومة.. برّاك: العقوبات جاهزة لمن يعيق الإصلاحات
Lebanon 24 عون يسعى لتفادي اي صدام داخل الحكومة.. برّاك: العقوبات جاهزة لمن يعيق الإصلاحات
22:07 | 2025-07-02 02/07/2025 10:07:00 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي لزوّاره: سلام يطيح بمكتسبات السُّنَّة
Lebanon 24 المفتي لزوّاره: سلام يطيح بمكتسبات السُّنَّة
21:08 | 2025-07-02 02/07/2025 09:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدّمات النشرات المسائيّة
Lebanon 24 مقدّمات النشرات المسائيّة
17:03 | 2025-07-02 02/07/2025 05:03:25 Lebanon 24 Lebanon 24 سفير إيران في لبنان: سنبقى مستعدون للرد على أي عدوان إسرائيليّ آخر
Lebanon 24 سفير إيران في لبنان: سنبقى مستعدون للرد على أي عدوان إسرائيليّ آخر
17:00 | 2025-07-02 02/07/2025 05:00:01 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
قرار عاجل... فرنسا تُغلق المدارس وبرج إيفل
Lebanon 24 قرار عاجل... فرنسا تُغلق المدارس وبرج إيفل
05:54 | 2025-07-02 02/07/2025 05:54:53 Lebanon 24 Lebanon 24 لم تنجح محاولات إنقاذه.. وفاة مُفاجئة لفنان شهير بعد تعرضه لوعكة طارئة وهذا ما كتبه قبل ساعتين من رحيله (صورة)
Lebanon 24 لم تنجح محاولات إنقاذه.. وفاة مُفاجئة لفنان شهير بعد تعرضه لوعكة طارئة وهذا ما كتبه قبل ساعتين من رحيله (صورة)
01:00 | 2025-07-02 02/07/2025 01:00:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد تداول أخبار عن حصول تسونامي في البحر المتوسط... توضيح مهمّ من الأب إيلي خنيصر
Lebanon 24 بعد تداول أخبار عن حصول تسونامي في البحر المتوسط... توضيح مهمّ من الأب إيلي خنيصر
06:40 | 2025-07-02 02/07/2025 06:40:02 Lebanon 24 Lebanon 24 توقيف مطلوب في منطقة الحدت... هذا ما فعله لشابة مقابل مبلغ ماليّ
Lebanon 24 توقيف مطلوب في منطقة الحدت... هذا ما فعله لشابة مقابل مبلغ ماليّ
10:52 | 2025-07-02 02/07/2025 10:52:38 Lebanon 24 Lebanon 24 صوت قويّ سُمِعَ في الضاحية الجنوبية... هذه طبيعته
Lebanon 24 صوت قويّ سُمِعَ في الضاحية الجنوبية... هذه طبيعته
07:29 | 2025-07-02 02/07/2025 07:29:37 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
22:05 | 2025-07-02 ورقة برّاك تضع لبنان في موقع دقيق "ولا مجال لديه للمناورة" وتحذيرات من ضربة إسرائيلية 22:07 | 2025-07-02 عون يسعى لتفادي اي صدام داخل الحكومة.. برّاك: العقوبات جاهزة لمن يعيق الإصلاحات 21:08 | 2025-07-02 المفتي لزوّاره: سلام يطيح بمكتسبات السُّنَّة 17:03 | 2025-07-02 مقدّمات النشرات المسائيّة 17:00 | 2025-07-02 سفير إيران في لبنان: سنبقى مستعدون للرد على أي عدوان إسرائيليّ آخر 16:56 | 2025-07-02 حادثة مؤسفة في المتن.. حادثة تنهي حياة إبن الـ19 عاماً! فيديو للمرة الاولى... ميريام فارس تتحدث عن الامومة وهذا ما قالته
Lebanon 24 للمرة الاولى... ميريام فارس تتحدث عن الامومة وهذا ما قالته
01:37 | 2025-07-01 03/07/2025 05:34:33 Lebanon 24 Lebanon 24 سامسونغ تُطلق Galaxy M36... وتعليقات سلبية تُحرج الشركة على يوتيوب (فيديو)
Lebanon 24 سامسونغ تُطلق Galaxy M36... وتعليقات سلبية تُحرج الشركة على يوتيوب (فيديو)
10:55 | 2025-06-30 03/07/2025 05:34:33 Lebanon 24 Lebanon 24 مُرتدية روب الاستحمام فقط.. فنانة شهيرة تُفاجئ جمهورها بإطلالتها على المسرح! (فيديو)
Lebanon 24 مُرتدية روب الاستحمام فقط.. فنانة شهيرة تُفاجئ جمهورها بإطلالتها على المسرح! (فيديو)
03:05 | 2025-06-30 03/07/2025 05:34:33 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24