أكاديميون: الذكاء الاصطناعي يجنب 95% من الحوادث المرورية
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
أكد البرفيسور طارق السيد، الباحث بجامعة كولومبيا البريطانية بكندا، أن إجمالي وفيات الطرق يتجاوز 5 مليون شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم.
وأشار إلى أن أرقام الوفيات المرتفعة تستدعي البحث عن الأسباب والعمل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لخفض الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية.
أخبار متعلقة إطلاق المرحلة الثانية من التسجيل المهني للإعلامييناتفاق جديد لزراعة 5 ملايين شجرة في المملكةجاء ذلك خلال الجلسة الأولى بعنوان "نحو شبكة طرق أكثر أمانا: دور التقنيات المتقدمة والبيانات الضخمة"، ضمن ملتقى السلامة المرورية السادس الذي انطلقت فعالياته اليوم الاثنين، في الدمام.
جانب من الجلسة- اليوم
وفيات الحوادث المروريةوقال "السيد" إن المسؤولية كبيرة على الجهات المختصة للبحث في أسباب الوفيات المستمرة جراء الحوادث المرورية.
وأوضح أن الدراسات تشير إلى تراجع إجمالي وفيات الحوادث المرورية خلال العقد الأخير في البلدان الاوروبية.
ولفت إلى أن إجمالي الوفيات الناجمة عن إساءة استخدام الطرق بالطرق السليمة يتجاوز 1,3 مليون نسمة، مؤكدا في الوقت نفسه، أن الحوادث المرورية تسببت في زيادة الوفيات بنسبة 20% بالولايات المتحدة خلال 2020.
جانب من الجلسة- اليوم
استخدام الإجراءات الوقائيةوطالب "السيد" بضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقليل إجمالي وفيات الحوادث المرورية من خلال استخدام الإجراءات الوقائية، مشددا على أهمية تحليل طرق السلامة المرورية بشكل منفرد عوضا من التحليل بشكل عام، من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، عبر التوسع في تقنيات الاتصالات والدعم الفني، مما يسهم في الحصول على النتائج الدقيقة والقدرة على التنبؤ قبل وقوع الحوادث المرورية.
وذكر أن البيانات الضخمة تساعد على إدارة السلامة المرورية بشكل مباشر، من خلال تحليل كافة البيانات المتوافرة للحوادث خلال السنوات الخمس الماضية، الأمر الذي يعطي معلومات دقيقة لتفادي المخاطر في المرحلة القادمة.
وأشار إلى أن تكنولوجيا (القيادة الذاتية) تقوم بجمع البيانات المستخدمة على مسافة 50 مترا حول المركبة نفسها، الأمر الذي يسهم في توفير بيانات ضخمة قادرة على رفع مستوى السلامة المرورية.
جانب من الجلسة- اليوم
تقليص حجم الحوادثمن جانبه، قال البرفسور فريد مانويل بجامعة فلوريدا الامريكية، إن المسببات البشرية عنصر أساسي في الحوادث المرورية، خاصة مع صعوبة التنبؤ بالسلوكيات البشرية في الطرق أثناء القيادة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يسهم في حل المشاكل والمساعدة في اتخاذ القرارات، مشددا على ضرورة النظر في المسببات والعمل على التحليل الإحصائي، مما يوفر الكثير من البيانات التي تساعد في التنبؤ بالمستقبل، بحيث يفضي إلى تقليص حجم الحوادث المرورية.
وأضاف، أن النماذج الإحصائية تكتسب أهمية بالغة في السلامة المرورية، إذ تسهم في توفير المعلومات، وبالتالي المساعدة في تطوير نماذج قادرة على توظيف الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى السلامة المرورية على الطرق، لاسيما وأن التحليل الإحصائي يكشف الكثير من الأسباب الناجمة عن الحوادث المرورية منها سلوك قائد المركبة وكذلك الظروف المناخية السائدة.
سلوك قائدي المركباتوأشار مانويل إلى أن سلوك قائد المركبة في عام 2002 يختلف عن سلوك قائدي المركبات في عام 2023، معتبرا، أن التعرف على العوامل المعقدة في سلوك قائدي المركبات يؤدي إلى حل الكثير من المشاكل، وبالتالي الوصول إلى السلامة المرورية.
وطالب بضرورة تصميم أنظمة قادرة على تحديد سلوك قائدي المركبات عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية دمج البيانات الضخمة مع الذكاء الاصطناعي للبحث في المسببات عن السلوكيات لدى قائدي المركبات على الطرق.
جانب من الجلسة- اليوم
التنبؤ قبل وقوع الحوادثوأكد البرفسور أسد خطاب، أن اجمالي وفيات الحوادث المرورية بالمملكة يتجاوز 6 آلاف شخص سنويا، مضيفًا أن 99% من الحوادث المرورية ناجمة عن أخطاء بشرية، الأمر الذي يستدعي التحرك للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقليص إجمالي الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية.
وقال إن استخدام الذكاء الاصطناعي يساعد في التنبؤ بنحو 95% قبل وقوع الحوادث المرورية.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس قادراً على معالجة جميع الأمور المتعلقة بالطرق، مثل التعرف على الأشياء بالطرق، لاسيما بالنسبة للمركبات ذاتية القيادة.
وأوضح أن المشاكل في النظر تتسبب في وفاة أكثر من 7.5 آلاف شخص في أمريكا، فيما نحو 70% من الحوادث تحدث في ساعات المساء جراء صعوبة الرؤية أو نتيجة الظروف المناخية.
وشدد على أهمية التحرك لخلق البيئة المثالية لإيجاد الطرق الآمنة والمركبات الامنة، خصوصًا أن البشر معرضين على الدوام للحوادث جراء بعض السلوكيات البشرية.
جانب من الجلسة- اليوم
منطقة الشرق الأوسطبدوره، قال البرفسور جورج مانيرنك بجامعة أثينا الوطنية، إن استخدام الذكاء الاصطناعي عبر تحليل البيانات عملية أساسية لتحسين التنبؤ بالحوادث المرورية.
وأضاف أن السلامة المرورية من المشاكل المجتمعية على المستوى العالمي، مما يستدعي الكثير من الاستثمارات.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي تتوافر فيها الكثير من الفرص الاستثمارية في مجال السلامة المرورية.
جانب من الجلسة- اليوم
المركبات ذاتية القياديةوأكد "مانيرنك" أن البيانات الضخمة تأتي من المركبات ذاتية القيادية وقائدي المركبات المحترفين والخرائط الرقمية، مما يسهم في معالجة الكثير من المشاكل المتعلقة بالسلامة المرورية.
وأوضح أن احد المشاكل الحقيقية تتمثل في إساءة استخدام البيانات الضخمة لدى أصحاب النيات السيئة، مما يستدعي إدارة البيانات بطريقة صحيحة لتفادي استغلالها بأساليب غير سليمة.
واعتبر أن البيانات الضخمة فرصة جيدة لوضع تصنيفات متعددة وفئات مختلفة، بهدف الاستفادة منها لتحسين السلامة المرورية على الطرق وغيرها من الطرق غير التقليدية.
أجهزة الاستشعاروبين "مانيرنك" أن الذكاء الاصطناعي قادر على مراقبة قائد المركبة عبر استخدام أجهزة الاستشعار لقياس السلوكيات، مما يسهم في توفير بيانات بالغة الأهمية.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة يساوي السلامة المرورية، فالاعتماد على البيانات دون الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ودون دراسة دقيقة، يسهم في إعطاء معلومات انحيازية إيجابية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: محمد السليمان ملتقى السلامة المرورية الملتقى الدولي السادس للسلامة المرورية الدمام السلامة المرورية الذكاء الاصطناعي الحوادث المرورية السعودية الاستفادة من الذکاء الاصطناعی وفیات الحوادث المروریة أن الذکاء الاصطناعی السلامة المروریة البیانات الضخمة وأشار إلى أن الناجمة عن الکثیر من وأوضح أن یسهم فی
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي