لجريدة عمان:
2025-05-24@20:27:09 GMT

نوافذ :حياة قصيرة

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

ashuily.com

نسمع هذه العبارة كثيرًا ويكاد تتكرر في كل يوم من أيام حياتنا، لكننا لا نعي ما تعنيه هذه الكلمة من معنى عميق في جوفها، فكلما سمعنا عن فقدان شخص أو إصابته بمكروه أو تنكرت له الدنيا وأدارت له وجهها الآخر نقول إن الحياة قصيرة ولا شيء فيها يرقى أن يضيع الإنسان وقته فيها إلا ما يجلب له السعادة والهناء وراحة البال ومحبة الناس، لكن ما إن نعود إلى طبيعتنا البشرية حتى ننسى أن الحياة هي قصيرة بالفعل ونعود إلى الدائرة ذاتها في البحث عن الشقاء وصراع الآخرين والبحث عما يعكر الحياة لا ما يصفيها حتى تأتي لحظة حزن أخرى فنعود لاجترار الموال ذاته إن الحياة قصيرة.

ما دمنا موقنين أن الحياة قصيرة فكيف يمكن أن نقضي هذه الحياة في شيء مفيد لنا وللمحيطين بنا وللإنسانية -إن فكرنا في إسعادها- وكيف يمكن أن نستغل كل دقيقة وهبنا الله إياها في هذه الحياة كي نحولها إلى ساعات فرح وسعادة وبهجة بدل قضائها في الحروب والصراعات والمشاكل والبحث عما يتعب الذات ويشقيها.

قبل كل شيء أود أن أوضح أن حيواتنا كلها تتشابه وتتقاطع مع بعضنا البعض نحن البشر منذ بدء الخليقة وحتى نهاية الكون فمسارات الحياة للإنسان غالبا ما يتكرر مسلسلها مع كل البشر في كل الأزمان والأحقاب مع بعض الاختلافات البسيطة بين إنسان الغاب وإنسان الذكاء الاصطناعي، فالإنسان البدائي الأول إنسان الكهوف كانت لديه أسبابه للفرح وأيضا أسبابه للحزن والشكوى، فرغم حياة الإنسان الحجري البسيطة التي لا تتعدى الحصول على غذائه من صيد الحيوانات والضباع المحيطة به وتعمير كهفه الصغير وتوفير لقمة العيش له ولأبنائه الصغار إلا أنه كانت لديه مشاكله الصغيرة والكبيرة، وفي ظني أنه كان يردد الكلمة ذاتها أن الحياة قصيرة، ولا يجب أن يكدر الإنسان خاطره ويبحث عن مشاكل مع زوجته أو أولاده وجيرانه وقبيلته، ورغم تلك القناعة إلا أن الإنسان ساكن الكهف كان يفتعل المشكلات مع عائلته ويشن الغارات على جيرانه ويدخل في حروب مع أصحاب الكهوف الأخرى ويتعارك مع البيئة المحيطة به ويفرح ويحزن حتى تمضي به الحياة إلى سنتها ويرديه الموت قرب الكهف الذي كان يسكنه وهو لا يزال يردد إن الحياة قصيرة، والإنسان الحديث إنسان العلوم والحضارة والمستقبل وأشكال الرفاهية المتعددة والنعم الوافرة يردد أيضا الكلمة ذاتها إن الحياة قصيرة، ولا داعي لأن يكدر الإنسان ذاته أو ذوات الآخرين وأن يفتعل الحروب والمشاكل والضغائن والصغائر من الذنوب الدنيوية والكبائر من الذنوب الأخروية لكنه في نهاية يومه هو يفتعل ذات المشاكل التي كان جده إنسان الكهف يفتعلها فلديه مشاكل وخصومات مع زوجته وأولاده وعائلته وجيرانه وقبيلته والمجتمع من حوله والعالم القريب والبعيد مع إضافة أطنان من تلك المشاكل التي طورها الإنسان الحديث كي تتلاءم مع العصر الحديث الذي يعيشه.

يبقى كيف يمكن أن نقضي هذه الحياة القصيرة فيما يبهج، ونبتعد عما يكدر، وكيف يمكن أن نحقق الفرح والسعادة ونسر الحزن والتعاسة وكيف يمكن أن نبقى متوازنين بين حزن مؤقت وسعادة شبه دائمة وهل من سبل وطرق للوصول إلى هذا الطريق؟

ما يمكنني قوله من أنه لا يوجد طريق يفضي إلى تلك النهايات السعيدة ولا وجود لوصفة سحرية يمكن أن يتجرعها المرء تصل به إلى آفاق السعادة حتى التعاليم الملتحفة بلحاف ديني وعقدي وبعض الدعوات المغلفة بغلاف علمي منهجي، وسير الصالحين السعداء لا يمكنها أن تمنح سعادة مطلقة وفرحا دائما، فالحياة مركبة بطبيعتها على المتناقضات مجتمعة بين الفرح والحزن والسعادة والشقاء والخير والشر والحرب والسلم والصفاء والغشاوة، فهذه من سنن الله تسري على كل بني البشر باختلاف أزمانهم وألوانهم وأعراقهم ولغاتهم وباختلاف كل شيء فيهم، لكنها قد تخفت في زمن وتبين في زمن آخر، لكن ما قد يحدث الفارق هنا هو الإنسان ذاته وما يحمله في داخله من وعي يمكنه أن يحدد فيه بين ما يمكن أن يمنحه سعادة وآخر يفضي به للحزن أين تكمن سعادته وأين هي منطقة شقائه، وكما قرأت مرة أن الإنسان يمكنه أن يتعلم كيف يكون سعيدا، فالسعادة كما قال الكاتب بحاجة إلى أن نتعلمها، فهي ليست هبة أو عطية من عطايا الرب تأتي منحة أو هبة بل هي عملية طويلة شاقة تتطلب الكثير من المراس والمداومة حتى يصل الإنسان إلى ما ينشده من سعادة.

قد تكون الحياة قصيرة ولكن الأهم من قصرها وطولها هو كيف نقضي أيامها في بهجة وسعادة ونبتعد عن آلامها وتعاستها وهذا ما لم يتحقق لكثير من البشر السابقين واللاحقين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دينا فؤاد: غزل شخصية أساسية في حكيم باشا ولا يمكن الاستغناء عنها

تحدثت الفنانة دينا فؤاد، عن كواليس ترشيحها لدور "غزل" في مسلسل "حكيم باشا"، موضحة أن السيناريو وصل إليها من خلال شركة سينرجي التي تتعاون معها منذ عام 2019، مؤكدة أن علاقتها بالشركة كانت سببًا رئيسيًا في تقديمها لعدد من أنجح أعمالها الفنية.

دينا فؤاد: مشاهد الابن في "حكيم باشا" الأصعب والأقوىدينا فؤاد تحتفي بتخرج ابنتها من المدرسة: عقبال الجامعة وأشوفك عروسة

وأضافت فؤاد، في حوارها مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، والإعلامية راغدة شلهوب، ببرنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّها شعرت بانبهار كبير عند قراءة شخصية "غزل" لأول مرة، مشيرة إلى أن الدور كان مليئًا بالتحولات الدرامية المعقدة، وأن الشخصية تمثل عنصرًا محوريًا في العمل: "من أول مشهد لآخر مشهد وأنا مش شايفة نفسي.. أنا كنت بتفرج على حد تاني".

وأكدت أن استبعاد شخصية "غزل" من المسلسل كان سيؤثر بشكل جذري على السياق الدرامي، مضيفة: "مش عايزة أقول إن الدور كبير، لكن الحقيقة إن جزء كبير من الأحداث قائم على وجود غزل، وهي نقطة تحول في العمل".

يترك النتائج

واختتمت دينا حديثها بأنها تحرص دائمًا على اختيار الشخصيات التي تُضيف بصمة داخل العمل، وأنها منذ بداياتها في "الدالي" مع الفنان الراحل نور الشريف، وهي تؤمن بأن الممثل عليه فقط أن يُجيد أداءه، ويترك النتائج بيد الله، قائلة: "عمري ما اشتغلت عشان النجاح.. بشتغل عشان أكون راضية عن نفسي".

طباعة شارك دينا فؤاد مسلسل حكيم باشا التحولات الدرامية نور الشريف الأحداث

مقالات مشابهة

  • هل يمكن نقل خدمات العمالة المنزلية حال وجود بلاغ هروب؟.. توضيح من مساند
  • "المركزي" التركي يشدد الخناق على نوافذ الليرة خارج البلاد
  • مدبولي: هيئة الإسعاف شريك خط الدفاع الأول لإنقاذ حياة الإنسان
  • شرب الماء مع الليمون على معدة فارغة يمكن أن يضرك
  • خلي بالك.. 10 علامات توضح ارتفاع ضغط الدم لا يمكن تجاهلها
  • يمكن أن يتواجد الكيزان في كل أسرة، هل الجنجويد موجودين في كل أسرة؟
  • الأكثر تألقًا على السجادة الحمراء..مجوهرات لا يمكن شراؤها
  • رسائل عيد الإستقلال الأردني واتس اب قصيرة وسريعة
  • دينا فؤاد: غزل شخصية أساسية في حكيم باشا ولا يمكن الاستغناء عنها
  • هل الخرف يمكن أن يظهر لدى الأطفال؟.. دراسة جديدة تفجر مفاجأة