أمين عام «التعاون»: قمة الدوحة إضافة للمسيرة المباركة
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أكد سعادة السيد جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على ما تمثله قمة الدوحة من إضافة في تقديم كل ما فيه خير ونجاح لتعزيز المسيرة المباركة للمجلس الذي لم ينفك عن اتخاذ التشاور نهجا، والتنسيق مسلكا، والترابط سبيلا، والتكامل طريقا، والوحدة هدفا، والتي انطلقت من روح الأخوة الصادقة، والإيمان بالمصير المشترك، ووشائج المحبة المتجذرة بين شعوب هذه المنظومة الخليجية الخيرة.
ورفع سعادته، في الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أصدق مشاعر الشكر والتقدير على الاستضافة الكريمة للاجتماع الرابع والأربعين للمجلس الأعلى الموقر (قمة الدوحة).
كما توجه سعادته بالشكر إلى مقام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عمان، لما شهدته فترة رئاسة جلالته للمجلس الأعلى خلال هذا العام من تميز مشهود ونتائج ملموسة، وعلى ما بذلته جميع الجهات المختصة في السلطنة من جهود كبيرة خلال رئاستها اللجان العاملة في إطار مجلس التعاون، الأمر الذي أثرى أعمالها وساهم في تعزيز المسيرة المباركة للعمل الخليجي المشترك.
وقال سعادة الأمين العام للمجلس «إن مسيرة المجلس ومنذ تأسيسه مضت تحقق نجاحا تلو النجاح»، منوها بجهود أصحاب الجلالة والسمو المؤسسين «الذين نهضوا بهذا المجلس العظيم بقوام من التعاون لمجابهة هذه التحديات».
وأضاف «ها نحن اليوم نجد أنفسنا محاطين بشدائد شاخصة، وخاصة ما نشهده من جرائم دموية جسيمة تقترف بحق الشعب الفلسطيني في غزة»، مشيدا في هذا السياق بمواقف دول مجلس التعاون الراسخة والثابتة لنصرة الشعب الفلسطيني، وتخفيف معاناته، لا سيما وأن هذه المواقف الخليجية تأتي استكمالا للمواقف السابقة لدول مجلس التعاون.
وأعاد سعادة السيد جاسم بن محمد البديوي إلى الأذهان ما تضمنه أول بيان ختامي للمجلس الأعلى في 26 مايو 1981 بمدينة أبوظبي، من تأكيد على «أن ضمان الاستقرار في الخليج مرتبط بتحقيق السلام في الشرق الأوسط الأمر الذي يؤكد على ضرورة حل قضية فلسطين حلا عادلا يؤمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيه حقه في العودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة ويؤمن الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي طليعتها القدس الشريف».
ونبه سعادته إلى خطورة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته، داعيا المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته والعمل أولا على ضمان وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين، بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة ويحمي المدنيين.
ونوه سعادته، في هذا الصدد، بمستوى التنسيق العالي والمستمر بين أصحاب السمو والمعالي والسعادة أعضاء المجلس الوزاري حول هذا الموضوع، وما واكب هذا التنسيق من جهود متميزة تمكنت من حشد الدعم الإقليمي والدولي بهدف نصرة الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه.
وتطرق سعادة الأمين العام لجلس التعاون، في كلمته، إلى ما حققته منظومة دول مجلس التعاون بفضل السياسات الحكيمة والمتوازنة التي تتبناها دول المجلس، من مكانة إقليمية ودولية رفيعة المستوى، مؤكدا أن مجلس التعاون أصبح قبلة للعديد من الدول والمنظمات التي ترغب في توطيد علاقاتها مع دول المجلس، وأن تدخل معها في شراكات إستراتيجية.
وأوضح سعادته أن الأمانة العامة، وبالتنسيق المباشر مع دول مجلس التعاون، تعمل بشكل دؤوب محتفظة بتركيزها على تحقيق مصالح وأهداف دول المجلس لتعزيز الشراكات مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، معربا عن تطلعه إلى مزيد من جسور التواصل تمهد لروافد متينة للتعاون، وترسخ المكانة المرموقة لمنظومة مجلس التعاون على المستويين الإقليمي والدولي.
كما لفت سعادته إلى أن المجلس سيناقش في هذه الدورة المباركة العديد من الملفات الهامة التي تهدف إلى تعزيز المشاريع الخليجية المشتركة، وتوطين رأس المال الخليجي وتكامل خارطة الصناعات الخليجية، ومشاريع الأمن المائي والغذائي وأمن الطاقة، والتعامل مع التحديات البيئية، وتفعيل دور القطاع الخاص الخليجي، والدفع بمتطلبات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتعزيز أولويات التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي والتنموي والأمني والعسكري، وتقوم الأمانة العامة عبر آليات متابعة العمل الخليجي المشترك بمتابعة هذه الملفات الحيوية والهامة.
واختتم سعادة السيد جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كلمته بتهنئة دولة الإمارات العربية المتحدة على نجاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، والمملكة العربية السعودية بمناسبة فوزها باستضافة معرض الرياض «إكسبو 2030»، ودولة قطر على نجاح استضافتها لـ»إكسبو الدوحة 2023» للبستنة، لتضاف هذه السلسلة من الفعاليات المهمة إلى مصاف الأحداث الإقليمية والدولية المحورية التي تحتضنها دولنا.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر القمة الخليجية قمة الدوحة أمين مجلس التعاون دول مجلس التعاون الشعب الفلسطینی الأمین العام
إقرأ أيضاً:
أمين الأعلى للثقافة: المجلس منصة مهمة لدعم الإبداع والتبادل الفكري
أكد أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الدكتور أشرف العزازي، أهمية دور المجلس في رسم السياسات الثقافية، وتعزيز الحركة الثقافية والفكرية في مصر، باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي تساهم في حفظ الهوية الوطنية، ويشكل منصة مهمة لدعم الإبداع والتبادل الفكري.
وقال أمين عام المجلس، في حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأربعاء/، إنه يسعى إلى تطوير دور المجلس الرائد في تعزيز الفكر المستنير تجاه قضايا الثقافة والفنون، قائلا "إن المجلس هو المسئول عن وضع السياسة الثقافية للدولة المصرية من خلال الأنشطة المختلفة التي يقدمها، فنحن نختار موضوعات محددة تهم الدولة المصرية، ويتم تنظيم ورشة عمل أو موائد مستديرة أو عقد مؤتمرات يشارك فيها علماء أجلاء على مستوى مصر كلها وليس القاهرة فقط، وكل يدلوا بدلوه ويتم الخروج بتوصيات تُرفع إلى وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو وهو بدوره يرفعها للجهات المعنية للاستفادة منها".
وأضاف "لدينا في المجلس 24 لجنة تتناول جميع مناحي الحياة الأدبية والثقافية والاجتماعية، والفكرة تكون في كيفية اختيار الموضوع وكيفية العمل عليه وهو الفارق في الموضوع..هذه اللجان تعمل في هذا الاتجاه فمثلا تتم حاليا دراسة موضوعات الدراما، الذكاء الاصطناعي، التغيرات المناخية، الطاقة الجديدة والمتجددة، والمدن النظيفة".
وتابع قائلا: "الأنشطة ليست مقتصرة على المجلس فقط، ولكن يتم تنظيم أنشطة في جامعة القاهرة وكلية الإعلام والمكتبة المركزية وكذلك في مكتبة الإسكندرية وجامعتي دمياط والمنصورة، فنحن نجوب جامعات مصر كلها وأحيانا نستعين بقصور الثقافة المصرية، وهذه ميزة تحقق الانتشار، ويتم إيصال صوت المجلس الأعلى للثقافة ليس فقط على مستوى المثقفين، ولكن كل من يقرأ ويكتب تصل إليه معلومة أن هناك مجلسا أعلى للثقافة يقوم بأنشطة وفعاليات تخدم الثقافة المصرية".
ووجه العزازي رسالة لكل المهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي، قائلا: "أبواب المجلس الأعلى للثقافة مفتوحة على مدار الساعة لكل طوائف المجتمع بشكل عام"، معربا عن ترحيبه بأي صاحب فكرة لعرضها، ولكن بشرط عدم ضياع الوقت وأن تكون الفكرة مرضية وقابلة للتنفيذ حتى نخرج بفكرة تفيد الدولة لأن البلد تحتاج إلى الشغل العملي وليس الشو الإعلامي.
وفيما يتعلق بنشاط إدارة الشئون الأدبية والمسابقات ومنح التفرغ، قال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، "بدأنا ننظم موسما ثقافيا بهدف أن نجوب به محافظات مصر كلها عن طريق تنظيم الأنشطة والفعاليات المختلفة"، مشيرا إلى اهتمامه بالمحافظات الحدودية والمدن النائية، حيث قام بزيارة للعريش وبئر العبد، ومؤخرا قام بزيارة إلى حلايب وشلاتين، وسيذهب إلى مطروح ثم الداخلة والخارجة في الوادي الجديد، مستهدفا المحافظات الحدودية والمدن النائية لإيصال صوت الدولة لأهالي هذه المحافظات والمدن وخاصة شمال سيناء".
وعن أبرز المشاريع الثقافية التي يعملون عليها حاليا في المجلس، أوضح العزازي "أن كل ما نفعله هو مشاريع جديدة، وعندما ننظم أنشطة وفعاليات في المحافظات الحدودية والمناطق النائية فهذا جديد، وسيتم تنظيم العديد من الفعاليات خلال فترة عيد الأضحى وموسم الصيف المقبل في العديد من المدن منها العلمين، والداخلة والخارجة بتكليف من وزير الثقافة".
وبشأن أبرز الجوائز في المجلس وهل هناك جائزة جديدة استحدثت لتكريم المثقفين العرب، قال "أبرز الجوائز هي جائزة المبدع الصغير التي تم الإعلان عنها منذ أيام قليلة بالإضافة إلى جائزة الدولة التشجيعية، جائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل التي بها المبدعون العرب والمصريون".
وعن أهم لجان المجلس، والاهتمام بالجانب الثقافي في الصعيد ودعم المواهب هناك، أكد أن لدينا 24 لجنة تغطي جميع مناحي الحياة المصرية الثقافية والاجتماعية والأدبية، ونهتم بالمحافظات الحدودية والمناطق النائية ولدينا أنشطة عديدة في الصعيد، كما في المنيا وسوهاج وأسيوط، ولم نترك محافظة في الصعيد إلا وفيها نشاط ثقافي بالتعاون مع قصور الثقافة.
وعن دور المجلس في دعم الشباب والمواهب الشابة، قال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، "نحن ندعم ليس فقط الشباب ولكن ندعم ذوي الهمم أيضا وعقدنا لهم ندوة الأسبوع الماضي في المجلس، بناء على طلبهم بعنوان (مشروع حلم) وكانت ندوة عظيمة جدا، وهناك جوائز للشباب الجامعي في جميع التخصصات الأدبية والثقافية تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي، ونحن نهتم بالشباب اهتماما بالغا لأنهم بذرة البلد التي يجب الاهتمام بها".
وبشأن الشراكات مع الجهات المعنية مثل وزارات التربية والتعليم، التعليم العالي، الشباب والرياضة، الاتصالات، والأزهر الشريف، لوصول المنتج الثقافي إلى أكبر عدد من المتلقين، أوضح أن هناك شراكات موجودة بالفعل مع هذه الجهات، وهو هدف من أهداف المجلس الأعلى للثقافة لأن وزارة التربية والتعليم بها 25 مليون طالب، ووزارة التعليم العالي بها حوالي 5 ملايين طالب، مستهدفا حوالي 30 مليون طالب، وهم خيرة شباب البلد ومستقبله، وتم تدشين مبادرة الــ"مليون كتاب"، والتي دشنها وزير الثقافة، وتم إرسال الكتب إلى الوزارات والجهات المستفيدة، والتي تشمل وزارات التربية والتعليم والتعليم الفني، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعي، التعليم العالي، جامعة الأزهر، الكنيسة المصرية، وغيرها.
ولفت إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى إهداء "مليون كتاب" للجهات المشاركة، كخطوة جادة لنشر الثقافة وتعزيز الوعي المعرفي في جميع المجالات، بما في ذلك الأدب والفكر والفن والعلوم والترجمة، مشيرا إلى أن التركيز سيكون على الكتب التي تسهم في بناء الإنسان وتطوير قدراته، وهذه المبادرة تأتي انطلاقًا من إيمان الدولة المصرية العميق بأن الثقافة هي أساس بناء المجتمعات المتقدمة، وأن الكتاب هو الركيزة المهمة والمُلهمة لاحتضان العلوم وترسيخ الأفكار والارتقاء بالعقول.
وعن تعامل المجلس مع القامات الثقافية المصرية، قال العزازي "كل قامة أدبية وثقافية تحصل على حقها، ويأتي الاحتفاء في إطار توجه أوسع تتبناه وزارة الثقافة لتكريم القامات الوطنية وتوثيق منجزاتها، بما يعزز من حضور الرموز الثقافية في الوعي العام، ويحفّز الأجيال الجديدة على مواصلة مسيرة الإبداع والتميّز، وأبرز مثال على هذا الاحتفاء تكريم الكاتب الكبير محمد سلماوي منذ أيام في المجلس بحضور وزير الثقافة الذي أعلن عن اختيار أحد أعمال سلماوي المسرحية لإنتاجها وعرضها في المحافظات المختلفة احتفالا بثمانينية الأديب الكبير".
وبشأن مستقبل الثقافة في مصر، أشار العزازي إلى أن أنشطة المجلس التي يتم تنظمها هي التي تبرهن على مستقبل الثقافة في مصر، فإدارة مركزية واحدة في المجلس عقدت أكثر من 180 نشاطا خلال 6 أشهر، مؤكدا أن مستقبل الثقافة في مصر بخير، فمصر هي الثقافة والتراث والتاريخ.
يذكر أن الدكتور أشرف العزازي، هو أستاذ بكلية الدراسات الإفريقية العليا، وتقلد العديد من المناصب الدبلوماسية منها: "الملحق الثقافي المصري - ومدير المركز الثقافي المصري - سفارة جمهورية مصر العربية - بنيجيريا، الملحق الثقافي المصري ـ ومدير المركز الثقافي المصري - سفارة جمهورية مصر العربية - نواكشوط عام 2015، المستشار الثقافي المصري - مدير المكتب الثقافية المصري - رئيس البعثة التعليمية المصرية - سفارة جمهورية مصر العربية - المملكة العربية السعودية في عام 2016، كما تم تكليف العزازي بالإشراف على المركز الثقافي المصري بنواكشوط - بجانب عمله الأصلي كمستشار ثقافي مصري ومدير للمكتب الثقافي والتعليمي بالسعودية، وتم تكليفه بتقييم وضع المكتب الثقافي المصري بأبو ظبي بالإمارات عام 2019، بجانب عمله الأصلي كمستشار ثقافي بالمكتب الثقافي المصري بالرياض.
ووضع العزازي، الخطة التنفيذية للمراكز الثقافية في نيجيريا وموريتانيا والسعودية، ونجح في تطوير الخدمة الإلكترونية لجميع الطلاب والطالبات المصريين من أبناء الجالية المصرية بالسعودية، المقدمة إلى جميع أنواع وفئات التعليم المختلفة لعدد يتجاوز 2.5 مليون مواطن مصري بالمملكة، كما حصل على العديد من الدروع والتكريمات بالعديد من المحافل محليًا وإقليميًا ودوليًا.
وكان العزازي رئيسا لقطاع الشؤون الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ثم مستشارا ثقافيا بسفارة مصر بالسعودية مرة أخرى، ثم أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة.