أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى محاضرة بعنوان: "الأهمية الجيوستراتيجية لسيناء شريان الحياة لفلسطين"، نظمتها لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الدكتور عطية الطنطاوى، وذلك فى الخامسة من مساء أمس بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وتأتى هذه الفاعلية بالتزامن مع اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى.

"فلسطين والإعلام الدولي".. مائدة مستديرة  بالمجلس الأعلى للثقافة الخميس خطة عمل تتجاوب مع استراتيجية مصر 2023.. تفاصيل أول اجتماع للجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة

 

ألقت المحاضرة الدكتورة عزيزة محمد على بدر، أستاذة الجغرافيا البشرية بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، وأدار النقاش الدكتور عطية الطنطاوى، عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة ومقرر اللجنة، وعقب عليها الدكتور محمد نور الدين السبعاوى، أستاذ الجغرافيا البشرية كلية الآداب بجامعة المنيا وعضو اللجنة، وذلك بحضور المنسق العام لهذه الفاعلية الدكتور سامح عبد الوهاب، أستاذ جغرافيا السكان- كلية الآداب بجامعة القاهرة وعضو اللجنة.

تحدثت الدكتورة عزيزة بدر مشيرة إلى أن موضوع المحاضرة وهو: الأهمية الجيوستراتيجية لسيناء شريان الحياة لفلسطين ينقسم إلى عدة عناصر رئيسية وهى:
-أهمية سيناء الجيوستراتيجية على مر التاريخ.
-مظاهر تفرد سيناء.
-هل سيناء أفريقية أم أسيوية كما يروج؟
-سيناء أحد مفاتیح مصر الاستراتيجية المهمة.
-هل تُعد سيناء معزولة عن ظهيرها وهل تملك إمكانات التعمير والتنمية؟
-ما أهمية ربطها بالوادی؟
-مشروعات الربط، مواقعها ملامحها وأهميتها: الفرص والتحديات.
-جفرافية سيناء ومواردها وتعزيز فرص التنمية والتصدى لما يبرز من موانع معرقلة لذلك.
-متلازمة الأمن والتعمير فى سيناء ومفهوم أمن البشر أو الأمن الإنسانى.
-مشروعات مستقبل التنمية فى سيناء ومقوماتها.

 سيناء تمثل قطعة غالية من أرض مصر


وتابعت الدكتورة عزيزة بدر مؤكدة أن سيناء تمثل قطعة غالية من أرض مصر، منذ استوطن إنسان ما قبل التاريخ هذه الأرض فى بقاع مختلفة من وادى النيل، وفى الصحراوات وعلى شواطئ البحار،  كما أن سيناء تمثل الطريق الذى بربط بين قارتى آسيا وأفريقيا، والجسر الذى عبرت عليه حضارات عصور ما قبل التاريخ؛ حيث كان إنسان هذه العصور يتجول بين آسيا وأفريقيا، واستمر عبر العصور التاريخية المختلفة، وشهد ترابها تقديس الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة، وضمت أراضيها أحد أقدم الطرق الحربية فى تاريخ العالم القديم (طريق حورس)، وارتبطت فى الكتب السماوية بحدث خروج سيدنا موسى عليه السلام وقومه من مصر، واستقبلت أراضيها العائلة المقدسة أثناء عبورها إلى الوادى، وضمت الأديرة المسيحية وخاصة فى جنوب سيناء. وشهدت أرض الفيروز - سيناء مرور جيوش المسلمين وهى تتجه إلى مصر، ومنها إلى باقى أفريقيا لفتحها، ومازالت الرباطات على طول ساحلها الشمالى شاهدة على ذلك. كما تشهد الآثار القديمة ومواقع المناجم والمحاجر وطرق التجارة القديمة على ذلك أيضًا.
 


وأشارت إلى أهمية موقع سيناء الجيواسترتيجى التى تبلغ مساحتها  61000 كم حوالى %6 من جملة مساحة مصر، وتساوى ثلاثة أمثال مساحة الدلتا تقريبًا، تمتد شبه جزيرة سيناء على ثلاث درجات عرضية ونصف بطول 400 كم تقريبًا، وعرض يبلغ أقصاه حوالى 210 كم؛ حيث تقع رأس محمد على دائرة العرض 28 التى تقع عليها مالوى، وهي بذلك أقرب لثنية قنا من القاهرة والدلتا بالطرق البرية أو البحرية، وتمتد بذلك بأكثر من ثلث امتداد عمق مصر من الشمال إلى الجنوب، وهى المدخل الشرقى لمصر وأفريقيا، وحلقة الوصل بين قارتى أفريقيا وآسيا، وكما تتميز سيناء بالموقع فهى تتميز بالبنية والتضاريس؛ فهى عقدة جيولوجية بارزة بل معقدة، وهي نموذجاً مثالى للهورست الأخدودى؛ حيث تمثل كتلة يكتنفها الانكسار الأخدودى من الجانبين حيث خليجى السويس والعقبة، وبذلك تختلف عن الأخدود الأفريقى فهى يابس بين بحرين، وهو بحر واحد بين يابسين، وتختزل جيولوجية سيناء جيولوجية مصر كلها تقريبًا؛ حيث تجمع فى مساحتها المحدودة معظم أنواع التكوينات الجيولوجية، وطبقات الضخور التى توجد فى مصر، بل أنها تنفرد ببعض أنواع التكوينات والعصور التى لا تعرف فى بقية مصر كالعصر الكربونى، مثل فحم المغارة والجوراسى، وتجمع بين ليثولجية ومورفولوجية الصحارى التى تسود صحروات مصر الصخرية فى الحمادة والرملية أو العرق والحصوية أو الرق، وهى اصطلاحات علمية تشير إلى التكوينات الرملية والحصوية والصخرية.

وحول مسألة إنتماء سيناء إلى أفريقيا أم آسيا، استندت إلى قول جمال حمدان: "ما نظن مصريًا واحدًا بحاجة إلى أن يدافع عن مصرية سيناء. إن الإدعاء فيه من السفه أكثر ما فيه من السخف، وبه من الخطأ بقدر ما به من خطيئة؛ فسيناء جغرافيًا وتاريخيًا جزء لا يتجزأ ولم يتجزأ قط من صميم التراب الوطنى والوطن الأب، أو الأم، قد تكون غالبًا أو دائمًا أرض رعاة Nomad’s land، لكنها قط لم تكن أرضًا بلا صاحب Noman’s land، منذ فجر التاريخ، ولتاريخ ألفى هو تاريخ مصر القديمة بل مصر العصور الحجرية، وسيناء مصرية كما أسوان والبرارى وعلبة والواحات.. إلخ مصرية".

 

وفى مختتم حديثها قالت: "السؤال المحورى هنا إلى أي حد يتلازم الأمن والتعمير لتحدث التنمية، وكيف يمثل عدم تلازمهما تحديًا كبيرًا أمام تحقيق التنمية بأى من أنماطها أو مستوياتها أو أبعادها فى أى مكان، وأى زمان وإلى أى حد تعد تلك المتلازمة ملحة ومسألة حياة أو موت بالنسبة لشبه جزيرة سيناء بوابة مصر وأفريقيا الشرقية، وصمام الأمن القومى لمصر، ومن حولها العالم العربى، ومن ورائها أفريقيا حيث المجال الحيوى والاستراتيجى لمصر، ومن هنا جاء عنوان هذه المحاضرة".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجلس الأعلى للثقافة فلسطين الأعلى للثقافة الأعلى للثقافة

إقرأ أيضاً:

أبرز أبرز المُكرمين مصطفى بكري.. منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية تحتفي بـ«عيد الإعلاميين»

عقدت منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية، اليوم السبت 31 مايو 2025، احتفالية إعلامية رفيعة المستوى بمناسبة «عيد الإعلاميين»، لتكريم كوكبة من رموز الإعلام في العالم العربي والأفريقي والآسيوي، ممن ساهموا بجهودهم المهنية في خدمة قضايا التنوير، والدفاع عن القيم الإنسانية، ونقل الحقيقة وسط تحديات جسيمة.

وشملت الفعالية تكريم إعلاميين بارزين من دول عدة، منها: السودان، إثيوبيا، جيبوتي، موريتانيا، الصومال، جنوب إفريقيا، البحرين، الإمارات، السعودية، لبنان، مصر، اليمن، طاجيكستان، سيراليون، تركيا، فلسطين، كمبوديا، فيتنام، وبوروندي، وذلك تقديرًا لدورهم المؤثر في تطوير الخطاب الإعلامي وتعزيز رسالته الإنسانية في بيئات غالبًا ما تفتقر إلى الاستقرار والدعم المؤسسي.

الاحتفال بعيد الإعلاميين

واستهل الإعلامي والكاتب الصحفي نزار الخالد، رئيس اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، فعاليات الحفل، قائلًا: «إن هذه الاحتفالية تعقد في توقيت يشهد فيه العالم تغيرات إعلامية كبرى، وتحديات غير مسبوقة تتطلب من الإعلام أن يكون خط الدفاع الأول عن الحقيقة والمهنية»، مؤكدا أنه وقع الاختيار على قاعة الشهيد يوسف السباعي، تكريمًا لاسمه وتخليدًا لذكراه، مشيرًا إلى أن، تكريم اليوم لا يقتصر على الاحتفاء بالأسماء فحسب، بل يحمل دلالة رمزية لكل إعلامي حر، يؤمن بأن واجبه هو التنوير، ومهمته أن ينقل الحقيقة بشجاعة، مهما كانت الكلفة.

منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية تكرم الإعلامي مصطفى بكري

وأوضح الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشافعي، أمين عام اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، أن هذا التكريم لن يكون الأخير، مضيفًا أن هناك قائمة موسعة لتكريم 56 إعلاميا من 20 دولة مختلفة، من بينهم الإعلامي مصطفى بكري، والإعلامية سناء منصور، وذلك سعيًا لتسليط الضوء على كل من ساهم في بناء الوعي الإعلامي، سواء في العواصم الكبرى أو المناطق المنسية.

تكريم الإعلامي مصطفى بكري

وأسهب «الشافعي» إلى أن أنشطة الاتحاد لا تقتصر على التكريمات فقط، بل تشمل أيضًا إطلاق برامج تدريبية متخصصة لإعداد المدربين الإعلاميين، خصوصًا في مناطق النزاع، بهدف رفع كفاءة الإعلاميين الشباب، ودعم الإعلام المحلي في القارة الأفريقية وآسيا، بما يعزز من قدراتهم على التغطية المهنية في ظل النزاعات والكوارث الإنسانية، مضيفا ان هذا التكريم بعد بمثابة إعادة إحياء للمنظمة من جديد.

الاحتفال بعيد الإعلاميين

والجدير بالذكر أن، هذا الحفل عقد بالتعاون بين منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية واتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، ويقام تحت رعاية السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، ورئيس منظمة التضامن، وذلك في إطار رسالة الاتحاد التي تهدف إلى بناء جسور إعلامية قائمة على المهنية والتضامن العابر للحدود.

اقرأ أيضاًفي عيدها الـ 66.. منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية تحكي مسيرة نضال شعوبها

الحكومة: تأهيل وتمكين الشباب من أهم استراتيجيات بناء "الجمهورية الجديدة"

مقالات مشابهة

  • إبراهيم عثمان يكتب: شركاء الوجع والتضامن!
  • إحباط محاولة تنقيب عن الآثار أسفل منازل وشقة تابعة للثقافة فى الأقصر
  • أبرز أبرز المُكرمين مصطفى بكري.. منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية تحتفي بـ«عيد الإعلاميين»
  • إذاعة مطروح تنظم احتفالية بمناسبة عيد الإذاعة المصرية
  • دبي تفوز باستضافة وتنظيم المؤتمر الدولي للفنون الرقمية 2026
  • زوج يقص شعر زوجته المصابة بالسرطان ويدعمها بحلاقة شعره .. فيديو
  • شريان جديد يربط قرى منشأة القناطر .. رصف وتطوير طريق بهرمس
  • رامى عياش يعلن التعاون مجددا مع "مزيكا" في ألبوم جديد
  • المتاحف كجسور للثقافة.. فعالية ثقافية فنية بالمتحف القومي للحضارة
  • الاتحاد الدولي للتأمين البحري: قناة السويس شريان حيوي للتجارة العالمية