بوابة الوفد:
2025-08-01@10:34:26 GMT

عالم الإنفاق فى أرض الأنبياء

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

أنفاق غزة حكايات وأسرار ولوغاريتمات، أصبحت صداعًا فى رأس إسرائيل، وفك طلاسمها بات عصيا على ترسانة اليهود العسكرية التى وقفت عاجزة عن حل لغز عالم الأنفاق فى أرض الأنبياء.

استنفدت إسرائيل كل قواها ووسائلها التكنولوجية الحديثة خلال 60 يوما للتخلص من أنفاق غزة دون جدوى، وفشلت فى معرفة عددها لتبقى الأنفاق حائط الصد المنيع لحسم المعركة، وربما شهدت الأيام المقبلة مفاجآت من داخلها تغير مسار الصراع وموازين القوى.

ستون يوما منذ السابع من أكتوبر الماضى، وإسرائيل تبحث عن رعاياها المحتجزين لدى حماس، بل تلهث وراء أعضاء حماس فى كل مكان دون جدوى، وأصابهم اليأس بعدما باتت غزة كلها تقريبا تحت أيديهم وجن جنونهم لفشلهم فى تحقيق أهدافهم.

الحقيقة أن سر الأنفاق أجابت عنه صحيفة فايننشال تايمز، أن أنفاق غزة ليست بالمعنى السطحى، وإنما هى مدن كاملة تحت الأرض مجهزة بكافة التجهيزات، ومشيدة بطرق تجعلها تتحمل المخاطر وتواجهها، وربما امتدت لأكثر من دور تحت الأرض.

إسرائيل فشلت فى معرفة أعداد الأنفاق، واستخدمت كل أنواع التكنولوجيا المتاحة لديها ولدى حلفائها الأمريكان والأوروبيين، من الروبوتات مرورا بالكلاب والأقمار الصناعية والمسيرات، إلا أن الفشل كان حليفهم دائما فى الوصول إلى آخر الأنفاق لأنها ممتدة إلى ما لا نهاية فى باطن الأرض.

وكشفت الصحيفة أن قوات الاحتلال وضعت أكثر من فكرة للخلاص من الأنفاق وتدميرها دون جدوى، الأمر الآخر هو الرعب الذى يصيب إسرائيل من فكرة اقتحام الأنفاق، والسبب أن جنود الاحتلال يعرفون جيدا أنها مقابر أعدت لهم، لأنها مفخخة على أعلى مستوى، ومن ناحية أخرى سيتم اصطيادهم بداخلها بصورة تجعل نسبة الضحايا والإصابات فى الجيش الإسرائيلى أكثر مما يتوقعون.

وبحث الاحتلال عن طرق بديلة تساعده فى القضاء على هذه الأنفاق، حيث تلقى عرضا من شركة بلاك وتر الأمريكية صاحبة الأعمال السابقة فى العراق، لفك لغز الأنفاق، وقدمت الشركة عروضا منها إغراقها بالكامل عن طريق غمرها بالماء بصورة منتظمة، الأمر الذى سوف يساعد على خروج المختبئين بداخلها ومعهم الرهائن طلبا للنجاة، ولكن هذه الطريقة التى تعتمد على مضخات المياه باءت بالفشل خوفا من تجهيز الأنفاق بمضخات لنزح المياه وتصريفها.

واقترح قادة جيش العدو ضرب قنابل الدخان الكثيف فى عمق الأنفاق بهدف أن كثافته سوف تتسرب من فتحات الأنفاق المختلفة الأمر الذى يحدد أبعادها فيمكن السيطرة عليها وتدميرها.

ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين إسرائيليين، أن الفكرتين فشلتا فى تحقيق الهدف.. وبالطبع كان ذلك نابعا من خوفهم فى المقام الأول على الرهائن، والأمر الثانى أن الاحتلال يأمل فى الإمساك بعناصر حماس أحياء، وأن فكرة العثور عليهم أمواتا تعد مكسبا منقوصا، لأنه فى النهاية حياتهم تحت يديه تعنى له الكثير.

وأخيرا يفكر جيش الاحتلال وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، بغمر الأنفاق بمياه البحر أو مياه الصرف كحل نهائى خلال الأسابيع القادمة، إلا أنه لم يتخذ قرارا حاسما بشأن هذه الخطوة.

الجيش الإسرائيلى الذى يلهث خلف قادة حماس ورجال المقاومة، ترك شمال القطاع وتوغل فى الجنوب فى محاولة لإنجاز المهمة بسرعة، الأمر الذى زاد من أعبائه لطول جبهة القتال، ولقربه من إعلان الفشل فى مهمته، فعدد قتلاه وصل إلى 408 قتلى بالإضافة إلى آلاف الإصابات فى صفوف جنوده، والأمر معرض للزيادة بصورة كبيرة فى جنوب غزة، بالإضافة إلى انهيار روح الجنود المعنوية.

باختصار.. إسرائيل فى حرب الإبادة الجماعية لأهالى غزة على مدار 60 يوما، وصلت إلى جنوب القطاع وفشلت رغم ما تملكه من ترسانة أسلحة ودعم الحلفاء فى الوصول إلى الرهائن والإمساك بقادة حماس، وخصوصا محمد الضيف والسنوار.

الأمر الذى يعنى عسكريا أنه رغم الدمار الذى ألحقاه بغزة، إلا أن الحرب لم تحقق أهدافها وستخرج إسرائيل منها مهزومة ومحملة بخسائر اقتصادية تتعدى المليارات.

تبقى كلمة.. إذا فشل الاحتلال فى تحقيق أهدافه المزعومة، التى ملأ الدنيا صراخا من أجلها، فهل يجر أذيال الخيبة ويعود إلى ثكناته ليواجه ضغوط الجبهة الداخلية وأسر الرهائن؟ أم أنه سوف يتعامل مثل المجنون فاقد الأهلية ويفتح بؤرا جديدة للصراع ليكتسب وقتا ويهرب من ضغوط المواطنين الإسرائيليين؟

الثور الهائج يحتاج العقل فى المواجهة، لكنه غدار يهاجم النقاط الثابتة والمتحركة وليس له عهد ولا أمان فاحذروه. 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار غزة رأس إسرائيل الأمر الذى

إقرأ أيضاً:

انخفاض أسعار الوقود في إسرائيل بدءًا من فجر الجمعة

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن سعر لتر البنزين من نوع 95 أوكتان (خالي من الرصاص) سينخفض بنسبة 4.5% بمقدار 9 – أغورات، بدءًا من فجر يوم الجمعة المقبل الموافق 1 آب/ أغسطس 2025.

ووفقا لخبراء في الاقتصاد فإن ضعف الدولار مقابل الشيكل بنحو 1%، وانخفاض أسعار النفط بنسبة 4.5% خلال شهر تموز/ يوليو، سيؤدي إلى انخفاض حاد بنحو 9 - 10 أغورات في سعر لتر البنزين 95 أوكتان في الأول من آب المقبل.

والحديث يدور عن أكبر انخفاض في أسعار الوقود خلال الأشهر الأخيرة، ومن المتوقع أن يُخفف هذا الانخفاض من حدة ارتفاع المؤشر. وسيتم تحديد السعر النهائي بناءً على أسعار الدولار وبيانات تداول الوقود اليوم وغدًا.

ويُقدَّر أن يصبح سعر لتر البنزين بنحو 7.05 شيكل (التزود بالوقود ذاتيًا)، وهو سعر قريب من أدنى سعر سُجِّل في كانون الثاني/ يناير 2023 (أقل من 7 شيكل للتر). وفي إيلات، سيُباع بدون ضريبة القيمة المضافة بنسبة 18%.

 

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن نتنياهو يؤجّل التصعيد مؤقتًا والكابينيت يناقش ضمّ مناطق في غزة نتنياهو يحمل حماس مسؤولية إفشال المفاوضات الأكثر قراءة الخارجية تدين جميع أشكال المطالبة بضم الضفة مستوطنون يعتدون على مواطن ويسرقون أدواته الزراعية غرب سلفيت حماس تدعو إلى حراك شعبي عالمي حتى إنهاء جريمة التجويع في غزة الأمم المتحدة: المدنيون بغزة يُستهدفون أثناء اقترابهم من شاحنات الغذاء عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • هل نفّذت إدارة الشرع في السويداء ما أرادته إسرائيل؟
  • إسرائيل تُقدّم مقترحًا جديدًا للوسطاء
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل ملاحظات إسرائيل على رد حماس
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تعرقل المفاوضات وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية
  • أحمد موسى: أعضاء حماس بيهاجموا مصر وهما قاعدين في الأنفاق ووزنهم زاد
  • أحمد موسى: مصر تقدم الدعم لغزة وحماس قاعدين في الأنفاق وزنهم زاد
  • إسرائيل تسلم تعديلات على رد حماس على مقترح الصفقة
  • حماس تُعقّب على سلوك إسرائيل القائم على “هندسة التجويع” في غزة
  • مفاوضات غزة: الوسطاء سلّموا حماس اعتراضات إسرائيل على ردّها.. ما هي؟
  • انخفاض أسعار الوقود في إسرائيل بدءًا من فجر الجمعة