ليبيا الأحرار:
2025-12-07@18:58:33 GMT

فاجعة درنة.. أخذ عينات من قرابة 5700 جثمان

تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT

فاجعة درنة.. أخذ عينات من قرابة 5700 جثمان

قالت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين إن الفرق المختصة بمدينة درنة أخذت 5621 عينة من جثامين ضحايا فاجعة درنة مجهولي الهوية.

وأعلنت الهيئة في بيان لها انتهاء العمل داخل مقبرة الظهر الأحمر واستخرجت كافة الضحايا واستكملت كافة الإجراءات القانونية وإعادة دفنها مجددا.

وأضافت الهيئة أن فرق البحث عن الرفات استخرجت من مقبرة الظهر الأحمر 1739 جثة مجهولة الهوية إلى جانب 34 كيسا من الأشلاء، مشيرة إلى إعداد الفرق المختصة للتقارير الطبية لكل الجثامين والبالغ عددها 1875 جثمانا.

وعن مقبرة الفتايح أشارت الهيئة إلى أن إجمالي الجثث التي أعيد دفنها بعد استكمال الإجراءات القانونية والجوانب الشرعية لها بلغ 1847 جثمانا مجهول الهوية إلى جانب 28 كيسا للأشلاء.

وأكدت الهئية أن كامل فرقها الميدانية بجميع تخصصاتها مازالت مستمرة في أعمالها بمدينة درنة والمناطق الشرقية الأخرى وفق منشورها.

المصدر: هيئة البحث عن المفقودين

فاجعة درنة Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف فاجعة درنة

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: حرب الهوية

في حياتنا اليومية، تمر علينا أحداث تبدو للوهلة الأولى كصدف عابرة، لكنها عند التدقيق وربطها ببعضها البعض، يظهر لنا أنها ليست بريئة على الإطلاق. ما يحدث في المجتمع المصري اليوم ليس مجرد تغير في الأذواق أو أسلوب الحياة، بل هو عملية متكاملة لتغيير وعي الأفراد، تدوير القيم، وتفريغ الهوية من جوفها بطريقة هادئة، ناعمة، ومنظمة بدرجة تجعلها تبدو طبيعية، وكأنها لم تؤثر فينا، وكأن كل ما يحدث عابر وغير مهم.

إن مراقبة الشهرة السريعة لبعض الشخصيات التي تظهر فجأة وكأنها خرجت من العدم، وتلك التي يتم تضخيم صوتها أكثر من حجمها الحقيقي، تكشف لنا أن الأمر ليس مجرد حظ أو صدفة، بل هو توجيه متعمد. إن رفع التفاهة، وإخفاء القيمة، وتقديم قدوات مشوهة للشباب، يجعل المجتمع غير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ، بين المهم والتافه. هذه الاستراتيجية تعمل على فصل الأجيال الجديدة عن جذورها الثقافية والقيمية، وتجعلها مرتبطة بما هو سطحي وعابر، بعيدًا عن جوهر هويتها الحقيقية.

الإعلام، الذي كان دوره يومًا نقل الخبر والمعلومة، أصبح اليوم أداة مركزية لإعادة برمجة الذوق العام وصناعة الرأي الجمعي. حين تتكرر نفس المحتويات يوميًا: العري، البذاءة، التفاهة، الفضائح، العنف، الجدل التافه، والمحتوى الفارغ، يصبح المجتمع مشغولاً ومشتتًا باستمرار، فلا يجد الوقت أو القدرة على التفكير النقدي والتحليل. المجتمع الذي يفكر ويحلل صعب التأثير عليه، بينما المجتمع المشغول والمنشغل بما هو سطحي يكون سهل التأثير عليه، وبالتالي يسهل توجيهه نحو مصالح خارجية دون وعي حقيقي.

تكسير الذوق العام يعد خطوة استراتيجية أخرى في حرب الهوية. اختفاء الأزياء المحتشمة، انتشار محتوى العري، تطبيع الألفاظ السوقية، وتشويه أي شيء محترم، لا يحدث فجأة، بل يتم تدريجيًا خطوة بخطوة، حتى يصبح المنظر الخاطئ مألوفًا، والصحيح يُنظر إليه على أنه ماضٍ وتراث لا قيمة له في الزمن الحالي. عندما يفقد المجتمع ذوقه واحترامه، يفقد وعيه أيضًا، ويفتح هذا الباب أمام مشاريع خارجية لإعادة تشكيله بما يخدم مصالح القوى العالمية، بعيدًا عن جوهره وهويته الأصلية.

ضرب الرموز ورفع الأقزام هو جزء آخر من هذه الحرب على الوعي. حين يتم تهميش الشخصيات التي تمثل القيم الحقيقية، ويهيمن على المشهد السطحيات العابرة، يصبح الشباب غير قادر على العثور على قدوة حقيقية. المبادئ، الكلمة، الرجولة، والشرف تتحول إلى موضوعات مضحكة أو غير مهمة عند بعض الناس، بينما تكتسب الأقزام قيمة زائفة تتجاوز حجمها الطبيعي. هذه العملية ليست مصادفة، بل هي منهج واضح لتقزيم العمالقة وعملقة الأقزام، بحيث تكون الأجيال الجديدة مرتبطة بقدوات غير حقيقية وفارغة من أي قيمة جوهرية، مما يجعلها أكثر قابلية للتأثر بما يُفرض عليها من خارج حدود الثقافة الأصلية.

تفريغ الهوية من جوفها يتم بأساليب دقيقة ومتدرجة. لا حاجة لأن يقول لك أحد صراحة: “سوف نغير هويتك”، فالأمر يحدث تدريجيًا عبر جعل العري طبيعيًا، السفالة كوميديا، القبح فنًا، الانحراف حرية، الأسرة قيودًا، الدين تشددًا، الأنثى سخرية، والرجولة رجعية. ومع مرور الوقت، سيجد المجتمع نفسه مفصولًا عن جذوره، دون أن يلاحظ أحد، وبعيدًا عن القيم الحقيقية التي كانت دائمًا مصدر قوته.

حتى الرياضة، التي يفترض أن تكون مصدرًا للترفيه والتواصل الوطني، تتحول إلى أداة للتعصب والانقسام، حيث يصبح الخناق والسب والشتم أمرًا مألوفًا. الشخص المشغول والغاضب أسهل في السيطرة عليه من الشخص الواعي الهادئ، وتحويل الرياضة إلى ساحة صراع يساهم في قتل السلام الداخلي داخل المجتمع، وإبقائه في حالة توتر دائم، بحيث يصبح مستعدًا لتلقي أي تأثير خارجي بسهولة.

إلى جانب ما سبق، يجب أن ننتبه إلى التأثير النفسي والاجتماعي للتكنولوجيا الحديثة على الهوية. وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، صممت بطريقة تجعل الفرد دائم الانشغال بالمظاهر، والمقارنات، وملاحقة النجوم والمحتوى السطحي. كل صورة، كل فيديو، كل ترند، يسرق جزءًا من وعي الفرد ويصرفه عن القضايا الحقيقية، ويزرع في ذهنه قيمًا سطحية وغير متجذرة. الشباب، أكثر من غيرهم، يصبحون عرضة لهذه الموجات الإعلامية، فيتكون لديهم شعور بأن العالم الحقيقي محدود بالمشاهد الرقمية، وأن القيم التقليدية أو التاريخية قديمة ومملة.

هناك أيضًا حرب على اللغة والفكر، فاللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاء للهوية والثقافة. حين تُهمل اللغة العربية الفصحى وتُستبدل باللهجات المستوردة أو بالمصطلحات الأجنبية الغريبة، تتآكل مفاهيم الثقافة والأخلاق تدريجيًا. من يسيطر على اللغة، يسيطر على التفكير، ومن يسيطر على التفكير، يسيطر على المجتمع بأكمله. هذا يفسر لماذا نشهد اليوم محتوى إعلاميًا وفنيًا يركز على التعابير السطحية، والألفاظ السهلة، والتقليد الأعمى لما يأتي من الخارج، بدلاً من بناء جيل قادر على التحليل والفهم العميق.

إضافة لذلك، هناك محاولات لتقزيم التاريخ والذاكرة الجمعية. يُعرض التاريخ بشكل انتقائي، تُطمس البطولات، ويُضحك على الرموز الوطنية الحقيقية، بينما تُرفع الشخصيات غير المؤهلة أو الفارغة. الشباب الذين ينشأون على هذا النسق لا يمتلكون شعورًا بالفخر أو الانتماء، بل يعيشون في حالة ارتباك دائم تجاه هويتهم. هذه الاستراتيجية تعمل على تعطيل الشعور بالمسؤولية الوطنية، وتجعل المجتمع أكثر هشاشة أمام أي تدخل خارجي، سياسي كان أو اقتصادي.

من ناحية أخرى، هناك حرب على الأسرة والمجتمع الصغير، فالأسرة التي هي العمود الفقري للهوية والقيم، تتعرض لهجوم غير مباشر من خلال ما يُقدم للشباب من محتوى يسيء إلى صورة الوالدين، ويعطي فكرة أن الحرية تعني التمرد على كل ما هو تقليدي. حين يضعف رابط الأسرة، يضعف المجتمع بأكمله، ويصبح الشباب غير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ، مما يسهل السيطرة على توجهاته وأفكاره.

ولا يمكن إغفال الجانب الاقتصادي في حرب الهوية، فالفقر والبطالة يسهلان التحكم في المجتمع. الفرد المشغول بمعاناته اليومية، غير القادر على تأمين حياته الأساسية، يصبح غير مهتم بالقيم أو الثقافة أو التاريخ. القوى الخارجية تعرف هذا جيدًا، فتعمل على توجيه الرسائل الإعلامية والترفيهية نحو هذا الفرد المشتت، ليصبح التركيز على المتعة الفورية والسطحية بدل التفكير الاستراتيجي أو الوطني.

الهدف من كل هذا ليس انهيار المجتمع بين ليلة وضحاها، ولا انقلابًا مفاجئًا، بل تفتيته تدريجيًا، بطريقة ناعمة، هادئة، ومنظمة، حتى تسقط الهوية الوطنية تدريجيًا دون أن يلاحظ أحد. من أهم أدوات هذه الاستراتيجية: رفع التفاهة، تلميع الانحراف، خلق قدوات مزيفة، تشويه الرموز، إسكات الفكر الحر، تحويل القيم إلى تراث بلا تأثير، وتقديم نمط غريب مكان الثقافة الأصلية.

وهنا يظهر الرابط الواضح مع المؤامرة الصهيوأمريكية والسعي لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يهدف إلى تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة، يسهل السيطرة عليها، وتكون متناحرة فيما بينها، بحيث تصبح أي مقاومة وطنية ضعيفة وغير مؤثرة. مخطط برنارد لويس جاء ليعزز هذا المشروع الفكري والثقافي، حيث اقترح تقسيم العرب، التركيز على النزاعات الطائفية، وتشويه الوعي الجمعي، وذلك لإضعاف الهوية الوطنية وتقويض الوحدة المجتمعية.

في هذا السياق، نشهد اليوم محاولات ممنهجة لتحويل المجتمعات إلى نسخة ضعيفة من نفسها، بعيدًا عن جذورها وقيمها، بحيث يصبح الشباب مرتبطًا بمحتوى سطحي لا يعكس تراثه وثقافته. كل ما يحدث من تضخيم للشخصيات الفارغة، انتشار للمحتوى الفارغ، التركيز على الفضائح، أو الترفيه السطحي، هو جزء من خطة أكبر تهدف إلى تعطيل الفكر النقدي، خلق أجيال سهلة التأثير، وحرف الانتباه عن القضايا الحقيقية التي تهدد أمن المجتمع واستقراره.

إن تحليل هذه الظواهر بشكل موضوعي يظهر كيف يتم استخدام أدوات مختلفة لزعزعة الهوية الوطنية، مثل الإعلام الموجه، الرياضة المشتتة، الشهرة المزيفة، والفن الذي لا يعكس القيم الأصيلة. كل هذه العناصر تعمل كشبكة متكاملة لإشغال الشباب عن التفكير المستقل، وخلق حالة من الانقسام الثقافي والاجتماعي، بما يخدم مصالح القوى الخارجية الساعية إلى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير.

من هذا المنطلق، يصبح الدفاع عن القيم والهوية والثقافة أصلاً لا غنى عنه لكل مصري يهتم بمستقبل وطنه. حماية الرموز الحقيقية، تعزيز القيم المجتمعية، دعم التعليم الواعي، وصيانة الأسرة، كلها وسائل ضرورية لمواجهة محاولات تفكيك المجتمع وتشويهه. لأن المجتمع الواعي، المرتبط بقيمه وتراثه، هو المجتمع الذي يستطيع مواجهة أي مخطط خارجي، سواء كان فكريًا أو سياسيًا، بما يحافظ على استقلاله وكرامته.

اللهم احفظ مصر، وأهلها، ووعيها، وهويتها من أي محاولة لطمسها، وأثبت شبابها على قيمها وثقافتها العريقة، فالحفاظ على الهوية هو حماية لمستقبل الأمة، في مواجهة مشاريع التدمير الصهيوأمريكية ومخطط برنارد لويس، الذي يسعى لإعادة تشكيل مجتمعاتنا، وتحويل أمتنا إلى نسخة ضعيفة، مشتتة، بعيدة عن جذورها وقيمها الأصيلة.

طباعة شارك الشهرة السريعة الهوية الإعلام

مقالات مشابهة

  • نجاة عبد الرحمن تكتب: حرب الهوية
  • الدفاع المدني ينقل جثامين 48 شهيداً من مقبرة داخل مشفى المعمداني بغزة
  • مشاجرة بالسب والتنمر في الجيزة.. ضبط متهم واستمرار البحث عن شريكه
  • وزير الداخلية: حادث بني عباس فاجعة.. نعزي أهالي الضحايا ونتمنى الشفاء للجرحى
  • فاجعة في الجزائر.. عشرات القتلى والمصابين غربي البلاد
  • إيلام تحيي تراثها: الأزياء الكوردية التقليدية بين الهوية والحداثة
  • اكتشاف تماثيل جنائزية داخل مقبرة ملكية في دلتا النيل
  • العثور على جثة شاب مجهول الهوية بإسنا
  • محمد موسى يكشف كواليس جديدة عن فاجعة مدرسة «سيدز»
  • مصر.. اكتشاف استثنائي في مقبرة أثرية عمرها 2800 عام