ظهور مفاجئ لوزير الدفاع الإيراني يفضح مزاعم إسرائيل عن تصفيته
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
ظهر وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، في زيارة رسمية إلى الصين، في تطور مفاجئ يحمل أبعادًا سياسية وعسكرية معقدة، بعد أسبوعين فقط من مزاعم إسرائيلية بتصفيته في إحدى ضرباتها الجوية على مقر وزارة الدفاع الإيرانية بطهران، ضمن حملة عسكرية استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي.
وفي منتصف يونيو 2025، تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن "مقتل نصير زاده" في غارة استهدفت منشآت سيادية في العاصمة الإيرانية، إلا أن مصادر إيرانية سارعت إلى نفي الخبر، مؤكدة أن الوزير "بصحة جيدة ويواصل أداء مهامه"، فيما نشر صحفيون مقربون من دوائر صنع القرار في طهران معلومات مماثلة، وهو ما أُثبت لاحقًا بصورة قاطعة بظهوره العلني في منتدى أمني بمدينة تشينغداو الصينية، ضمن أعمال منظمة شنغهاي للتعاون.
ترامب يلوح بضرب إيران مجددا حال قيامها بتخصيب اليورانيوم بمستوي يثير القلق
مدير الوكالة الذرية يعترف: لا نعرف مكان اليورانيوم المخصب لدى إيران
ظهور نصير زاده في الصين، وهو أول نشاط رسمي خارجي له منذ الهجمات، شكّل ردًا مباشرًا على الحرب الإعلامية التي حاولت تصوير القيادة الإيرانية على أنها مصابة بالشلل.
ونشرت وكالات إيرانية وصينية مثل IRIB وCCTV صورًا ومقاطع فيديو تؤكد مشاركته في الفعاليات، مما أعطى مصداقية قوية لنفي رواية تصفيته.
وجاء الظهور ليعزز صورة النظام الإيراني بأنه لم يتأثر بالضربات الإسرائيلية، وأن قياداته العليا باقية على رأس مهامها.
وتعكس مشاركة نصير زاده في فعاليات منظمة شنغهاي عمق التعاون الدفاعي بين إيران والصين، في ظل تصاعد التوتر مع واشنطن وتل أبيب.
وتحمل الزيارة بعدًا معنويًا ورسالة واضحة بأن إيران تحتفظ بزمام المبادرة سياسيًا وعسكريًا، رغم التصعيد الأخير.
وخدم اللواء عزيز نصير زاده، من مواليد 1964، طيارًا مقاتلًا إبان الحرب الإيرانية العراقية، وتدرج في المناصب حتى عُين وزيرًا للدفاع في أغسطس 2024.
ويشرف حاليًا على تطوير القدرات العسكرية والصاروخية الإيرانية، ومتابعة ملف الأمن السيبراني والبنية التحتية الدفاعية الحساسة.
وفي مايو 2025، كشف نصير زاده عن صاروخ باليستي جديد أُطلق عليه اسم "قاسم بصير"، بمدى يتجاوز 1,200 كيلومتر، مشيرًا إلى أن "أي هجوم أميركي سيُقابل برد فوري على قواعدهم في المنطقة".
وخلال جولة محلية لاحقة، كرر الوزير تحذيراته مؤكدًا أن إيران "لا تردعها التهديدات، وسترد في الوقت والمكان المناسبين".
الظهور العلني لعزيز نصير زاده في الصين ليس مجرد نشاط دبلوماسي، بل رسالة استراتيجية موجهة إلى تل أبيب وواشنطن معًا، تؤكد أن طهران ما تزال تمسك بخيوط المشهد، وأن صراعات التصعيد لا يمكن حسمها فقط في ميدان المعركة، بل أيضًا على مستوى الرمزية السياسية والدبلوماسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الدفاع الإيراني الصين مزاعم إسرائيلية وزارة الدفاع الإيرانية طهران نصير زاده العاصمة الإيرانية الصين الدفاع الإیرانی نصیر زاده
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإيراني: لا ثقة بإسرائيل وأمريكا في التزامات غزة.. ولا محادثات تتجاوز الملف النووي
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن إيران ترحب بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الإسرائيلي في قطاع غزة، لكنه نصح في الوقت نفسه بتوخي الحذر الشديد في ضوء حالات متعددة من خيانة تل أبيب للاتفاقيات السابقة.
وأدلى الدبلوماسي الكبير بهذه التصريحات في مقابلة تلفزيونية موسعة يوم السبت، تناولت موافقة حركة المقاومة الفلسطينية حماس مؤخراً على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار التي تهدف إلى إنهاء الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عامين.
وقال عراقجي: "لقد دعمنا دائماً أي خطة أو مبادرة من شأنها وضع حد للجرائم والإبادة الجماعية ضد شعب غزة"، لكنه حذر من أنه "لا توجد ثقة على الإطلاق في النظام الصهيوني، وكانت هناك حالات متعددة انتهك فيها وقف إطلاق النار".
وأشار إلى أن الجمهورية الإيرانية أصدرت تحذيرات ضرورية بشأن احتمال عدم الالتزام بوقف إطلاق النار من قبل النظام الإسرائيلي أو الولايات المتحدة، التي وضعت الخطة.
وذكر أن الفصائل الفلسطينية وافقت فقط على المرحلة الأولى من المقترح، مشيراً إلى أن هناك مراحل أكثر صعوبة تنتظرهم، مؤكداً وجود "شكوك جدية" حول التزام الولايات المتحدة بمطالبها ووعودها بشأن غزة.
وتابع: "سيكون هذا هو الوقت المناسب لمعرفة إلى أي مدى سيظل المسؤولون الأمريكيون والأطراف الأخرى ملتزمين بالمطالبات والوعود التي قدموها".
وفي الوقت نفسه، استشهد عراقجي بنقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً "رسالة" نقلها النظام حول عدم سعيه إلى الحرب.
لكن المسؤول أشار أيضاً إلى السابقة المتكررة لمهاجمة النظام للأراضي الإيرانية، بما في ذلك خلال الحرب غير المبررة وغير القانونية التي شنتها تل أبيب على الجمهورية الإيرانية في يونيو.
وأضاف أن القوات المسلحة للبلاد في حالة تأهب دائم وتزيد من قدراتها يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن "احتمالات الخداع والمكر في النظام الإسرائيلي عالية جداً".
وفي مكان آخر من تصريحاته، أشار المسؤول إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول ربط مثل هذه القضايا الإقليمية بالمحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، لكنه استبعد وجود أي علاقة بين الأمرين.
وأضاف عراقجي: "لقد أكدنا دائماً وبحزم أن مفاوضاتنا تقتصر فقط على القضية النووية".
وتابع: "ولم نعقد في الماضي ولا في الآونة الأخيرة أي محادثات مع الأمريكيين أو أي طرف آخر بشأن أي قضية تتجاوز القضية النووية، خاصة فيما يتعلق بالمقاومة".
واستبعد عراقجي بشكل قاطع أي احتمال لانضمام إيران إلى ما يسمى باتفاقيات إبراهيم، التي شهدت انفراجاً بين بعض الدول الإقليمية والنظام الإسرائيلي بوساطة الولايات المتحدة، ووصف الاتفاقيات بأنها "غادرة" وتهدف إلى تمكين الاعتراف بنظام غير شرعي ومحتل ومجرم وقاتل للأطفال، وتطبيع العلاقات معه، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
وتطرق عراقجي بشكل منفصل إلى قضية اقتراح الثلاثي الأوروبي (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) إجراء محادثات جديدة مع إيران، مشيراً إلى أن العرض جاء في الوقت الذي قامت فيه الدول المعنية بتفعيل ما يسمى بآلية "العودة السريعة" داخل الاتفاق النووي لعام 2015، والتي أعادت فرض العقوبات النووية على طهران.
وقال: "لا نرى أي أساس للتفاوض مع الأوروبيين"، مؤكداً موقف طهران بأن أوروبا فقدت دورها في القضية النووية بتفعيل هذه الآلية، وأضاف: "يجب عليهم أن يقدموا لنا سبباً واحداً فقط يدفعنا إلى التفاوض معهم مرة أخرى".
وفيما يتعلق بالمحادثات مع الولايات المتحدة، أشار عراقجي إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أبدى مؤخراً استعداده لإجراء محادثات، لكنه رفض الانضمام إلى المناقشات متعددة الأطراف التي تضم أيضاً الأوروبيين والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقل وزير الخارجية عن قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي وصفه للمحادثات مع الولايات المتحدة بأنها "طريق مسدود تماماً".
لكنه أشار إلى أن "هذا لا يعني رفضاً كاملاً للمفاوضات، فإذا تم تقديم اقتراح معقول ومتوازن يرتكز على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، ويحمي مصالح الشعب الإيراني من موقع المساواة، فسيتم النظر فيه بالتأكيد".
وأضاف أنه من أجل إجراء محادثات جديدة، يجب على الولايات المتحدة "عدم الخلط بين التفاوض وإملاء" تفضيلاتها.
وأشار المسؤول إلى اتفاق تم التوصل إليه في القاهرة في التاسع من سبتمبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف التعاون بين الجانبين، قائلاً إن تفعيل آلية "العودة السريعة" تسبب في "فقدان الاتفاق لفعاليته".
وأضاف عراقجي: "إذا تم تقديم مقترحات عادلة بطريقة تصون حقوق الأمة الإيرانية، وإذا تم تحديد دور للوكالة في عملية التوصل إلى حل، فإننا نستطيع العودة إلى هذا الاتفاق".