يسري جبر: 5 أسباب لتحقيق التوفيق في الحياة
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن سر التوفيق في الحياة لا يرتبط بالحظ أو الظروف كما يعتقد البعض، وإنما هو ثمرة الرضا بقسمة الله، وإتقان ما أقامك الله فيه، وحسن معاملة الخلق.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، في إجابة عن سؤال ورد إليه، يقول صاحبه: "حاسس إنّي مش موفق في أي حاجة في حياتي.
يسري جبر: النبي أول خلق الله من جهة نوره وروحه وليس جسده
يسري جبر يحذر: هذا مصير من يهمل القرآن بعد تعلمه في حياة البرزخ
لماذا أُبتلى رغم التزامي ديني؟.. يسري جبر يجيب
حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
واستشهد الدكتور يسري جبر بقصة شخصية، حيث قال: "بعد تخرجي من كلية الطب، تمنيت تركه والتفرغ للدعوة وعلوم الدين، وسألت الشيخ عبد الله الصديق الغماري، فقال لي كلمة عظيمة: "أقامك الله فيما أراد، فاعبده فيما أقامك فيه، ولا تعبده كما تريد أنت"، ومن هنا فهمت أن التوفيق الحقيقي هو في العبادة من خلال ما رزقني الله به، فأتقنت الطب، وسعيت فيه، فوجدت فيه الخير والبركة".
الدكتور يسري جبر: التوفيق له علامات واضحةوبيّن الدكتور يسري جبر أن التوفيق له علامات واضحة، منها: "الرضا بقسمة الله وقبول الواقع، إتقان العمل أو الدور الذي أقامك الله فيه، سواء مهنة أو عبادة أو دور في الأسرة، الاجتهاد مع حسن الظن بالله، والابتعاد عن المقارنات والحسد، ومصاحبة الناجحين والمتقنين، لأن النجاح مُعدٍ كما أن الفشل مُعدٍ".
وأشار الدكتور يسري جبر إلى أن كثيرًا من الناس يعيش في حيرة بين ما هو فيه وما يتمناه، فيضيع ما أقامه الله فيه، ولا يصل لما تمنى، ويظل في دائرة "اللا شيء".
وقال الدكتور يسري جبر إنه "إذا أردت أن تشعر بالتوفيق، لا تنظر إلى ما فاتك، ولكن اسأل نفسك: هل أتقن ما بين يدي؟ هل أتعامل برحمة مع زوجتي؟ هل أُرضي الله فيما أملك؟ إن فعلت، فاعلم أنك على طريق التوفيق".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور يسري جبر الأزهر سر التوفيق التوفيق في الحياة التوفيق يسري جبر الدکتور یسری جبر الله فیه
إقرأ أيضاً:
طمئنونا.. إن كنتم على قيد الحياة!
محفوظ بن راشد الشبلي
يسألني دائمًا شخص عندما أُقابله عن أحوال شخصٍ آخر ويوصيني بالسلام عليه، عِلمًا بأنني أعي أن ذلكم الشخصين كانت تربطهما صداقة قوية ويبدو أنهما أصبحا لا يلتقيان، وفي آخر مرة عند لقائي به سألني هل ذلك الشخص لا زال على قيد الحياة، فاستوقفني سؤاله هذه المرّة عن أسئلته السابقة، وحَملني السؤال نفسه عن كثير من البشر الذين أصبحنا لا نعي إن كانوا فعلًا على قيد الحياة أم أنهم رحلوا.
أشخاص غادروا حيّهم القديم وسكنوا في أحياء أُخرى ولا نعي عنهم شيئاً، ولا حتى يزورون قريتهم وناسهم ومكان مولدهم ولا يسألون عن ساكنيها وعن جيرانهم وعن صحبهم السابقين، وأشخاص هجروا أماكن كانوا يُداومون ارتيادها ويلتقون فيها بأصحابهم وغادروها وأصبحوا لا يسألون عنها وعن ناسها، وأشخاص تقاعدوا من عملهم ولا تجد لهم حضورا ولا تسمع لهم صوتًا ولا تعي عنهم خبرا، وأشخاص كانوا يُصلّون في مسجد اعتادوا عليه يلتقون فيه بالمصلين ويتبادلون معهم السلام وأحوال الدنيا فيها فغادروا تلك المساجد ولا أحد يعي عنهم خبرا، وآخرون غادروا مجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي ولا يُعرف عنهم شيء وكما قيل لا حسٍ ولا خبر، ويبقى السؤال نفسه يُراود الفكر هل أولئك الأشخاص لا زالوا أحياء أم أنهم رحلوا.
علامات الاستفهام وغرابة غياب بعض البشر تدعو للتساؤل عنهم، هل هي عِزلة عن الناس أم هي انتكاسات صحية لديهم منعتهم من الزيارة أو حتى عن السؤال، هل هو عُلو وتكبّر على الغير، أم هو مرض نفسي ينتاب البعض ليصل بهم لتلك العزلة التي تدعو للتساؤل عنهم بحجم تلك الأسئلة.
يسألني البعض: لِما لا تسألون عَمّن غاب؟ والجواب يأتيك على لسان كثير ممن طرحنا عليهم السؤال نفسه بالتردد للأماكن التي يعرفونها عنهم، وبالزيارات والوصاية لهم، ولكن لا يجدونهم ولا يعاودون التواصل مع من تواصل معهم رغم وضع وصاية على رد السؤال للاطمئنان عليهم، مع العِلم أنه لا يوجد خلاف بينهم وبين الآخرين عندما تحرّينا الأمر إن كان حدث بقصد أو بدون قصد.
إذن.. الأمر غريب ومُبهم في عِزلة بعض البشر وانطواءهم الغير مفهوم؛ بل إن علماء النفس يصنفون تلك الفئة بأنهم انعزاليين نفسيًا لأسباب متعددة، منها دخولهم في عالم غير عالمهم المعتادين عليه والذي وجدوا فيه ميول لغرائز نفسية ساقتهم له أنفسهم وساعدوهم به ناسٍ آخرين غير ناسهم السابقين وبسببه يتوارون عن أقرانهم كي لا يكتشفون تغيرهم وبه يسلكون دروب العزلة عن البشر، ويعود الأمر للبعض منهم حبهم لتغيير أقرانهم وأماكنهم السابقة ليعيشوا في عالم آخر يجدونه مناسبًا لهم، وبعضهم ينساق لأمور لا نفهمها ولا نعلمها ولأسباب لا يفقهها سواهم.
ونستخلص من هذا الأمر هو أن الإنسان يكون أحيان مجهول الهوية حتى في داخل نفسه ولا يعلم كيف تسوقه أحداث الحياة ومتغيراتها لتُشكّله وتُبدله لإنسان آخر غير الذي اعتادوا عليه الناس، وينسى نفسه وناسه وأماكنه وأرضه السابقة عندما يجد له بيئة حاضنة له ولانسياقاته الفكرية والحِسّية داخله، وتبقى عودته لوضعه السابق خارج اهتمامه حتى بمجرد السؤال عن الغير، ويبقى غيابهم يُراود ذهن من عاشروهم وعاشوا معهم وربطتهم بهم ذكريات جميلة، ومن حبهم لهم يسألون عنهم دائمًا كلما لاحت ذكراهم، ويبقى كما قيل حجة الغائب معه، وإن كانوا بخير فذلك ما نرجوه، ويبقى السؤال نفسه يراودنا: طمئنونا إن كنتم على قيد الحياة.