حماة الوطن: 30 يونيو إرادة شعب صنعت التاريخ وأعادت للوطن صوته وهويته
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
أكد الدكتور هاني حليم، القيادي بحزب حماة الوطن، أن ثورة 30 يونيو المجيدة ستظل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، حين خرج ملايين المصريين في لحظة إدراك وطني فريدة، لإجهاض مشروع اختطاف الوطن، واسترداد هويته التي كادت أن تُنتزع تحت شعارات زائفة، مضيفا أنها أصبحت رمزاً لقدرة الشعب على حماية مستقبله وصناعة مصيره .
وقال حليم، في بيان له اليوم، إن 30 يونيو لم تكن مجرد انتفاضة شعبية ضد جماعة، بل كانت لحظة وعي حقيقي تجلت فيها الإرادة الشعبية في أنقى صورها، لتعلن أن مصر ليست أرضًا مستباحة ولا شعبها قابلًا للهيمنة أو التغريب، فوقف المصريين بمختلف فئاتهم في مواجهة محاولات تزييف الواقع، وأعادوا تصحيح مسار الدولة نحو المستقبل.
وأوضح القيادي بحزب حماة الوطن، أن الدولة المصرية كانت آنذاك على وشك الانهيار التام على كافة المستويات، سواء فى الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو السياسية، وكانت مهددة بفقدان كيانها وتماسكها، وجاءت استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنداء الشعب بمثابة لحظة إنقاذ تاريخية، أنقذت الوطن من مصير مظلم، وانتقلت به إلى مرحلة جديدة من البناء والتحديث، لتُطلق بذلك مسيرة الجمهورية الجديدة، التي تستند إلى أسس متينة من الاستقرار والنهضة الشاملة.
وأشار حليم إلى أن ذلك اليوم المهيب لم يغير فقط مجرى الأحداث داخليًا، بل أرسل رسالة للعالم بأن الشعوب قادرة على تقرير مصيرها، وأن الأمن القومي لا يُفرط فيه، وأن الجيش المصري، ومعه الشرطة، كانا ولا يزالان حائط الصد الصلب في حماية الدولة والحفاظ على تماسكها ووحدتها.
وأضاف حليم، أن ما شهدته مصر بعد ثورة 30 يونيو يؤكد أن إرادة البناء لم تكن شعارات، بل رؤية واضحة تُرجمت إلى واقع ملموس، مشيرًا إلى حجم الإنجاز الذي تحقق في ملفات الطاقة، والبنية التحتية، والمشروعات القومية، والنهضة العمرانية، فضلًا عن إعادة رسم السياسة الخارجية لمصر بما يليق بتاريخها ومكانتها.
وشدد حليم، على أن ثورة 30 يونيو لم تكن فقط رفضا للواقع القائم آنذاك، بل كانت بداية لعصر جديد، يُعاد فيه بناء مؤسسات الدولة على أسس من الكفاءة والانضباط، ويتم فيه ترسيخ مبادئ العدالة والمواطنة، ويُطلق فيه العنان لتنمية شاملة تمس حياة المواطن في عمقها.
وشدد حليم ، أن الثورة لم تكن فقط انتفاضة ضد حكم جماعة حاولت الاستئثار بالدولة، بل كانت صحوة وطنية كبرى جسدت وعي الشعب المصري العميق، وتمسكه بدولته الوطنية ومؤسساتها، ورغبته في استعادة الوطن من فكر الإقصاء والانقسام.
وأشار إلى أن ما تحقق منذ 30 يونيو وحتى اليوم هو ثمرة لتضحيات شعبٍ رفض الانكسار، ودولةٍ وضعت نصب أعينها بناء حاضرٍ آمن ومستقبل مزدهر ولقد أسست هذه الثورة لمرحلة جديدة من البناء والتنمية والإصلاح، بقيادة وطنية مخلصة حملت الأمانة بكل شجاعة وإخلاص.
ووجه حليم ، تحية تقدير وإجلال إلى القوات المسلحة والشرطة المصرية، التي انحازت لإرادة الشعب وساهمت في حماية البلاد من الانزلاق إلى الفوضى، موجها التحية أيضا إلى أبناء الشعب المصري، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوطنية والإصرار على التغيير السلمي.
وأعرب حليم ، عن تقديره التام وامتنانه العميق لحكمة وقوة وبُعد نظر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي نجح في إنقاذ الدولة المصرية من الانهيار خلال مرحلة فارقة في تاريخ الوطن، ولا يزال يبذل جهوداً عظيمة للحفاظ عليها في مواجهة كافة التحديات والمخططات الداخلية والخارجية التي تستهدف زعزعة استقرارها والنيل من وحدتها، مؤكدا دعمه الكامل والمطلق لكافة الخطوات والقرارات والسياسات التي يتبناها الرئيس والتي تمضي بخطى ثابتة نحو استكمال مسيرة البناء والتنمية، وتحقيق مستقبل واعد يليق بالشعب المصري العظيم.
واختتم هاني حليم بيانه قائلاً:" إن ما بدأ في 30 يونيو لا يزال مستمرا كمسيرة وعي وعمل وتضحية، مؤكدًا أن الحفاظ على مكتسبات الثورة يتطلب اليقظة والتمسك بثوابت الدولة، وتحية مستحقة لكل شهيد ومخلص ساهم في أن تبقى مصر قوية وآمنة ومستقلة، مشيرا إلى أننا مستمرون في دعم كل خطوات الدولة نحو التقدم والإصلاح، وماضون خلف القيادة السياسية في استكمال مسيرة البناء والتنمية، من أجل غدٍ أفضل لكل أبناء هذا الوطن العظيم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حزب حماة الوطن حماة الوطن الوطن الشعب لحظة حماة الوطن لم تکن
إقرأ أيضاً:
خناجر الخيانة في خاصرة الوطن!
من قلب المعركة الكبرى التي يخوضها اليمن، شعباً وجيشاً وقيادة، ضد المشروع الأمريكي الصهيوني وأدواته الإقليمية والمحلية، تتكشف أوراق الخيانة من جديد، وتحاول الفلول القديمة أن تنهض من تحت ركام التاريخ بوجه قبيح وروح مأجورة، علّها تظفر بفرصة أخرى لطعن الوطن في خاصرته.
إن خناجر العفافيش، التي ما زالت ملطخة بدماء الأبرياء، تسعى اليوم للعودة لتطعن في الظهر، بعدما فشل الأعداء في إسكات اليمن، فاتجه نحو الجبهة الداخلية ليبحث عن شقوقٍ يتسلل منها إلى النسيج الوطني، مستعيناً بأكثر أدواته قذارة ورخصا.
العفافيش الذين باعوا السيادة منذ زمن بعيد، هم ذاتهم الذين جعلوا من اليمن طاولة مزادات يديرها السفراء وتُحسم قراراتها في واشنطن والرياض، لقد كان مشروعهم منذ البداية واضحاً، دولة رخوة، مرتهنة، منهوبة، تُدار من خلف الستار، فثلاثة عقود من الحكم العفاشي لم تكن سوى مسيرة تدمير ممنهج، تخلّلتها صفقات فساد وتهريب ثروات وإضعاف لمؤسسات الدولة، حتى صار القرار اليمني ورقة في يد الخارج.
لقد قُسّم الوطن إلى مناطق نفوذ، وحُوّلت الثروات النفطية والغازية إلى حسابات بنكية في الخارج، وتحوّل الفساد إلى قانون غير مكتوب، حتى صار كل شيء خاضعا للبيع والنهب باسم الدولة.
لكن الأخطر من كل ذلك، أن خيانة هؤلاء لم تقتصر على الداخل، بل امتدت إلى تعاون سري وخطير مع العدو الصهيوني، بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي، حين فُتحت الأبواب للموساد ليمارس نشاطه على الأرض اليمنية تحت غطاء التهجير، في لحظة كانت فيها القضية الفلسطينية بأمسّ الحاجة للثبات، تواصل هذا التعاون وبلغ ذروته في التسعينيات، بدعم استخباراتي وتسليحي استخدم في الحرب الظالمة على صعدة، ليظهر جليًّا أن النظام السابق لم يكن مجرد أداة محلية للفوضى، بل جزء من مشروع أوسع هدفه ضرب روح المقاومة في المنطقة وتمرير أجندة التطبيع بالتقسيط .
وحين سقط الخائن عفاش، لم تسقط المؤامرة، بل ورث العفافيش أدوات الخيانة وتقمصوا أدوارًا جديدة، لكن بذات الولاء للخارج، متحولين إلى أذرع تعمل لصالح الرياض وأبوظبي، تحت الرعاية الأمريكية المباشرة، فاستمرّ العبث، واستمرت محاولات تمزيق الصف، وإشغال الداخل بالأزمات، في لحظة كانت البلاد فيها أحوج ما تكون للوحدة واليقظة.
إنهم لا يزالون يعملون بنشاط في تأجيج الصراعات، وتشويه المقاومة، وزرع الفتنة، متناسقين تماما مع مشروع صهيوني يستهدف تحويل اليمن إلى ساحة فوضى لا تنتهي.
ولأنهم تعوّدوا على نهب الوطن وكأنّه غنيمة، لم يترددوا في الاستيلاء على الأراضي العامة، ففي عام 1991، صدرت توجيهات رئاسية بتمليك مجاني وليس حتى بتأجير، لآلاف اللبَن من الأراضي الحكومية لصالح حزب المؤتمر الشعبي العام، في واحدة من أكبر عمليات النهب المشرعن في تاريخ الدولة اليمنية.
أراضٍ في قلب العاصمة، كانت ملكًا للشعب، تحوّلت بلمسة قلم إلى ملكيات شخصية يتاجر بها قيادات الحزب، بينما بقية الشعب يعيش بين الجوع والحرمان، لم تكن تلك مجرد عملية فساد، بل جريمة بحجم وطن، جسّدت كيف تحوّلت الدولة حينها إلى شركة عائلية، يُدار قرارها من فوق ويُنهب مالها من تحت.
ورغم هذا الإرث الأسود، فإن اليمن اليوم يكتب قصة جديدة، منذ انطلاق ثورة 21 سبتمبر، استعاد اليمنيون زمام المبادرة، وبدأوا بصياغة مشروع دولة حرة، تملك قرارها، وتحمي سيادتها، وتقف بصلابة في وجه عدوان لم يعرف للإنسانية طريقا، لم يعد القرار اليمني مرهوناً، ولم تعد الكلمة العليا إلا للشعب، وهذا ما أفزع أعداء الداخل والخارج، فاستنفروا أدواتهم لعرقلة المسار التحرري الذي يمضي بخطى ثابتة.
إن المعركة ليست فقط عسكرية، بل معركة وعي، معركة بين مشروع تحرري يحمل همّ الأمة ويقف إلى جانب فلسطين، وبين مشروع تابع لا يرى الوطن إلا سوقاً للنهب ومسرحاً للتطبيع، ولن يتحقق النصر الكامل إلا بتطهير الداخل من كل رموز الخيانة، وكشف كل الأقنعة، وفضح كل من تآمر على هذا الشعب.
فالعفافيش، رغم محاولاتهم للعودة من النوافذ بعدما أُخرجوا من الأبواب، لا مستقبل لهم في يمن الثورة والسيادة، وقد آن الأوان لأن يُغلق ملفهم القذر إلى الأبد، وتُطوى صفحة كانت مليئة بالقبح والخيانة، ليفتح اليمن صفحة المجد والبناء والانتصار.