باحثة إسرائيلية تكشف أسباب تخلي روسيا عن إيران خلال المواجهة الأخيرة
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
توقف الإسرائيليون أمام التراجع الروسي المفاجئ عن دعم إيران أمام الهجوم الذي تعرضت له، مما وضع قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، والموقع الاستراتيجي لبلاده على المحكّ، خاصة بعد انهيار النظام السوري.
وأكدت الخبيرة الإسرائيلية في الجغرافيا والسياسية والأزمات الدولية، عنات هوشبيرغ –ماروم، أنه "بعد إدانة الرئيس الروسي العلنية للهجوم الإسرائيلي على إيران، ووصفه للهجمات الإسرائيلية والأمريكية على مواقعها النووية بأنها "غير مبررة"، أعرب بوتين عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الإقليمي، ومع ذلك، ورغم كونه حليفاً استراتيجياً وقعت معها مؤخراً اتفاقية لتعزيز التعاون، دون الالتزام بالدفاع المتبادل، فإن روسيا امتنعت حتى الآن عن تقديم مساعدة عسكرية ملموسة لإيران".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أنه "بينما توزع روسيا بيانات علنية داعمة لإيران، وبجانب تحذيراتها لواشنطن من الانضمام مباشرة للصراع، فإنها قدمت نفسها كوسيط محتمل بين جميع الأطراف، وهي تدرك جيدا ضعف موقفها في الشرق الأوسط، الذي كان سابقا عنصرا أساسيا في سياستها الخارجية".
مخاوف تمدد الصراع
وأوضحت أنه "من وجهة نظر بوتين، فإن التدخل الأمريكي بجانب إسرائيل ضد إيران ليس مجرد خطوة جذرية قد تؤدي لتصعيد الأزمة، بل إن الهجمات الأمريكية وانضمام أطراف إضافية للصراع، بما فيها قوى غير إقليمية، تدفع العالم، إلى نقطة متطرفة خطيرة للغاية، فإلى جانب التهديد الكامن في استمرار الحرب، وتصعيد الصراع مع إيران، تشعر موسكو بقلق متزايد إزاء زعزعة الاستقرار في المنطقة، لأنها قد تمتد لجيرانها في القوقاز وآسيا الوسطى، بل وربما تهددها".
وأكدت أنه "من منظور جيوسياسي وجيوستراتيجي روسي، فلا شك أن هذا وقت وموقف حرجان بالنسبة لها، ومعقدان للغاية، ومتفجران، لأن الصراع مع إيران، واحتمال تدهور الوضع الأمني في المنطقة يزيدان من التهديد لمصالحها وأصولها الاستراتيجية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مثل تدمير المنشآت العسكرية في إيران، وفقدان الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية المتقدمة، بما فيها التقنيات النووية التي ساعدت ببناء محطة بوشهر للطاقة النووية، التي قصفتها إسرائيل والولايات المتحدة، إضافة للحدّ من وصولها لميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية في سوريا، عقب سقوط الأسد".
وأشارت إلى أن "امتناع روسيا عن تقديم المساعدة العسكرية الحيوية لطهران، بما فيها الطائرات المقاتلة المتقدمة (سوخوي 35) وأنظمة الدفاع الجوي (إس 400 إس) التي وُعدت بها في الماضي، يمثل تحديًا كبيرًا لها، وليس الأمر مجرد أنها تقرأ الخريطة بشكل صحيح، وتتبنى "سياسة واقعية" واضحة في صراعها في أوكرانيا، بل إن دعمها العسكري لإيران ينطوي على "ثمن" باهظ للغاية، وقد تؤثر سلبا على علاقاتها مع إسرائيل، وكذلك مع الدول العربية والعالم الإسلامي، مع التركيز على دول الخليج بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة".
المصالح الإقليمية
وأضافت أن "الأنشطة العسكرية والقدرات النووية الإيرانية تشكل تهديداً مباشراً ووجودياً وأمنياً لروسيا، وفيما يعيش مليوني يهودي روسي في إسرائيل فإن 15% من سكانها مسلمون".
وأوضحت أنه "رغم تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو، واتهام الدول الغربية بمساعدة إسرائيل٬ لكن ترسيخ قوتها في الشرق الأوسط، ومكانتها كوسيط دولي، يفوق أهميتها لديها إنقاذ إيران، وتطوير قدراتها العسكرية والدفاعية والهجومية في مواجهة إسرائيل٬ فضلا عن إعطاء الأولوية للعلاقات المعقدة بين موسكو وواشنطن وتل أبيب، مع تأمين مصالحها الإقليمية، ويبدو أنه من الواضح أن بوتين على استعداد للمخاطرة بالتخلي عن إيران، وفقدان ثقتها به".
وأوضحت أن "إمدادات الأسلحة السرية الروسية لإيران تعتبر أيضاً غير معقولة وغير مجدية، على الأقل في الوقت الراهن، ربما بسبب الضربة القاتلة التي وجهتها إسرائيل لقمة القيادة العسكرية والأمنية والاستخباراتية الإيرانية، وقدراتها العسكرية، بل وأكثر من ذلك، في ضوء احتمال كبير لانهيار النظام، مما سينعكس على مكانة روسيا وصورتها".
وأضافت أنه "رغم دعوة روسيا جميع الأطراف لضبط النفس، وتجنب التصعيد، فمن الواضح أن الصراع ضد إيران يحمل لها العديد من الفرص الاقتصادية والاستراتيجية، لأن ارتفاع أسعار النفط يساعد على استقرار اقتصادها الذي يعاني من ارتفاع التضخم، كما أن تفاقم التوتر بين طهران وتل أبيب يؤدي لزيادة كبيرة في طلب الصين على الطاقة الروسية، لأنها زادت وارداتها من النفط الخام منها في 2024، وشكلت 21.5% من وارداتها النفطية، مقارنة بمتوسط 15.5% بين 2018 و2021، وهذا وضع معقد في حد ذاته، ونتج عن انخفاض صادرات النفط الإيرانية للصين، مما يؤدي في الوقت نفسه لتقليل اعتماد موسكو على بكين مع توسيع قدرتها على المناورة".
الموقف الانتهازي
وأكدت أن "تفاقم الأزمة الإيرانية، التي أصبحت محط أنظار العالم، يسمح لروسيا بجني إنجازات الحرب في أوكرانيا، لأن تحويل انتباه الموارد الغربية عن تحركاته يسمح له بمواصلة مهاجمتها بكثافة أكبر، والاستيلاء على الأراضي، وإخضاعها، حيث أطلقت 440 مُسيرة باتجاه كييف وأوديسا، وهذه فرصة أمامها لإلحاق الضرر بالتضامن الغربي، وإعادة تشكيل التوازن الإستراتيجي للقوى، والتأثير بشكل كبير على البنية الأمنية في أوروبا".
وأضاف أن "تعزيز علاقات واشنطن وتل أبيب يزيد من قلق موسكو من دفعها للخروج من الشرق الأوسط، مما سيؤثر على تقويض قوتها ومكانتها في القوقاز وآسيا الوسطى، رغم أن الضربة القاسية التي تلقتها طهران يعزز أهمية التدخل السياسي والأمني لروسيا في الشرق الأوسط، مع التأكيد على "الثمن" الذي ستدفعه لغيابها عنه، لأن قربها الجغرافي من منطقة الصراع، وكونها حليفاً متورطاً بشكل عميق في الساحة الإيرانية، يوضحان الحاجة الملحة لتغيير نهجها تجاه إيران، مع الحفاظ على التوازن الدقيق والمناورة مع إسرائيل والولايات المتحدة".
وختمت بالقول إن "المراقبة الجيو-سياسية الواسعة لوقف إطلاق النار المحدود والهش بين تل أبيب وطهران، يخدم مصالح موسكو، ويحافظ على مرونتها الدبلوماسية، ويمنع تورطها العسكري غير المرغوب فيه في الحرب، لكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على موقفها الانتهازي وهشاشة شراكاتها مع طهران".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيليون إيران بوتين روسيا إيران إسرائيل روسيا بوتين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية: وثيقة مسرّبة تكشف خطة توني بلير لإدارة قطاع غزة
كشفت وثيقة مسرّبة مؤلفة من 21 صفحة عن خطة لإنشاء سلطة انتقالية دولية لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، بقيادة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ضمن مشروع أعدّه فريق مرتبط بمكتبه ودوائر أميركية إسرائيلية مقربة من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في تقرير لمراسلها أرئيل كاهانا، أن الخطة التي تحمل عنوان "الهيئة الانتقالية الدولية لغزة" (GITA) تقترح إقامة إدارة مؤقتة تمتد بين 3 و5 سنوات، يعقبها نقل السلطة إلى "سلطة فلسطينية إصلاحية" لم تحدد ملامحها بشكل واضح.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوباريزيان تروي قصة جنود احتياط يرفضون العودة لجيش إسرائيلlist 2 of 2غارديان: نوبة قلق جماعية تجتاح أوروبا بسبب المسيّراتend of listووفق الصحيفة، فإن الوثيقة تنص على تشكيل مجلس إدارة دولي يضم من 7 إلى 10 أعضاء من رجال الأعمال والدبلوماسيين والخبراء الاقتصاديين، يتولى بلير رئاسته ويتمتع بصلاحيات كاملة في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد.
ويُتوقع أن يكون المقر المؤقت للهيئة في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء بمصر أو بالدوحة في قطر.
وأوضحت الصحيفة أنه إلى جانب بلير، فإن الأسماء المطروحة تشمل نائبة رئيس وزراء هولندا السابقة سيغريد كاغ التي ستتولى منصب نائبة الرئيس للشؤون الإنسانية، والأميركي مارك روان رئيسا لصندوق الإعمار، والمصري نجيب ساويرس مسؤولا عن الاستثمارات الإقليمية، والإسرائيلي الأميركي آريه لايتستون ممثلا لاتفاقات أبراهام، إلى جانب ممثل فلسطيني "رمزي بلا صلاحيات تنفيذية حقيقية" لم يُكشف عن اسمه.
وبحسب المراسل كاهانا، فإن هذا الهيكل يعكس النهج الذي ستكون الإدارة بموجبه في يد جهات دولية، في حين ستظل المشاركة الفلسطينية في الغالب رمزية.
وتقضي الخطة أيضا بتعيين مديرين فلسطينيين "حياديين" لإدارة القطاعات العامة تحت إشراف المجلس الدولي، وإنشاء مجلس استشاري محلي من دون صلاحيات تنفيذية.
الهيئة ستتولى كافة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية من دون أن يكون لأي جهة فلسطينية حق إلغاء قراراتها
كما تشمل تأسيس "صندوق إعادة إعمار غزة والاستثمار" بتمويل من دول الخليج واستثمارات غربية وقروض دولية، يعمل وفق نموذج ربحي تشارك فيه الشركات في عوائد مشاريع الإعمار.
إعلانوفي المجال الأمني، تقترح الوثيقة نشر قوة متعددة الجنسيات تحت رعاية الأمم المتحدة أو بقيادة أميركية، مع حظر أي فصيل فلسطيني مسلح خلال الفترة الانتقالية، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية بإشراف دولي.
وتؤكد كذلك أن الهيئة ستتولى كافة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية من دون أن يكون لأي جهة فلسطينية حق إلغاء قراراتها.
وتحدد الوثيقة 3 مراحل لتنفيذ ما جاء في الخطة، تبدأ بفترة تحضيرية مدتها 3 أشهر، ثم انتشار أولي لفترة 6 أشهر، تليها أخيرا مرحلة إعادة إعمار تستمر من عامين إلى 3 أعوام، قبل نقل الحكم تدريجيا إلى "سلطة فلسطينية إصلاحية"، وهو مصطلح لا يزال مبهم الدلالة، على حد تعبير الصحيفة الإسرائيلية.