الأمم المتحدة تدعو لهدنة إنسانية.. والفاشر تنتظر انفراجة وسط أهوال الحرب المستمرة
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
أعلنت شبكة أطباء السودان، مقتل 13 مدنياً بينهم 3 أطفال، وإصابة 21 آخرين جراء قصف مدفعي متعمد شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب السودان.
وأدانت الشبكة في بيان صحفي استهداف الأسواق ومناطق تجمع المدنيين بالقصف، واعتبرت أن الحصار المستمر على المدينة يستهدف بشكل مباشر الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن، في تحدٍ واضح لكل القرارات الدولية الداعية إلى وقف التصعيد وفك الحصار.
كما طالبت الشبكة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بتنفيذ مقترح الهدنة الإنسانية الذي اقترحته الأمم المتحدة لمدة أسبوع.
وفي سياق متصل، أكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن المدينة شهدت صباح اليوم انفجارات وقصفاً مدفعياً عنيفاً هز الأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى المدنيين بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقل بعضهم إلى المستشفى الرئيسي وسط نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية.
وتزامن القصف مع اتصال هاتفي بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حيث وافق الأخير على مقترح بهدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر.
السودان: البرهان يوافق على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر استجابة لدعوة غوتيريش
وافق رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، على إعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع في محلية الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك استجابة لدعوة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا” أن غوتيريش دعا خلال اتصال هاتفي مع البرهان إلى إعلان الهدنة الإنسانية في الفاشر لدعم جهود الأمم المتحدة وتسهيل وصول المساعدات الإغاثية إلى آلاف المواطنين المحاصرين في المدينة.
من جانبه، أكد البرهان على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بوقف التصعيد وفك الحصار، مشدداً على أهمية تنفيذ هذه القرارات بشكل فعلي.
كما أعرب غوتيريش عن ترحيبه بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء، مؤكداً دعم الأمم المتحدة لهذه الخطوة في سبيل إكمال عملية الانتقال المدني في السودان.
وفي السياق ذاته، شدد البرهان خلال الاتصال على الجدية في تشكيل حكومة مستقلة تتمتع بكامل الصلاحيات لتولي أعباء الجهاز التنفيذي، معززة بذلك جهود الاستقرار السياسي في البلاد.
هذا وتفرض قوات الدعم السريع حصاراً خانقاً على مدينة الفاشر منذ مايو 2024، وسط اشتباكات متبادلة مع الجيش السوداني، الذي لا يزال يسيطر على المدينة بدعم من حركات دارفورية مسلحة، أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم، اللتان وقعتا مع الحكومة اتفاق “سلام جوبا” في 2020.
وتقع الفاشر على بعد 802 كيلومتراً غرب العاصمة الخرطوم، وتضم نحو 1.5 مليون نسمة، من بينهم 800 ألف نازح من مناطق أخرى في شمال دارفور، نتيجة النزاع المسلح في إقليم دارفور الممتد منذ 2003. وتضم المدينة ثلاثة معسكرات للنازحين هي أبوشوك، زمزم، والسلام.
يذكر أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بدأت منتصف أبريل 2023، خلفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين داخل وخارج السودان.
اكتشاف مقابر جماعية في ود مدني واتهامات لقوات الدعم السريع بجرائم قتل
عثرت شرطة ولاية الجزيرة وسط السودان على مقابر جماعية في عدة مواقع بمدينة ود مدني قرب السجن القومي، بعد تكثيف عمليات البحث. وأظهرت التحقيقات أن القبور كانت بطريقة دفن غير لائقة، ما استدعى نقل الرفات قبل هطول الأمطار التي قد تؤدي إلى جرفها، مما يشكل خطرًا صحيًا وبيئيًا كبيرًا.
وأعلنت السلطات العدلية بدء تحديد هويات الضحايا عبر الفحوصات الطبية، وتسجيل بلاغات جنائية ضد قوات الدعم السريع التي تتهمها شرطة الولاية بقتل ودفن عدد كبير من المدنيين لإخفاء الجريمة.
وتشارك في التحقيقات جهات أمنية وصحية متعددة، وسط استمرار عمليات التفتيش وسط مخاوف العثور على مزيد من الضحايا.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجوع في السودان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية السودان الأمم المتحدة الدعم السریع لمدة أسبوع
إقرأ أيضاً:
التفاصيل الكاملة لمباحثات الفريق أول البرهان وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي
التفاصيل الكاملة لمباحثات الفريق أول البرهان وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي على شاطئ بحيرة زيورخ السويسرية
كتب: عطاف محمد مختار
قالت مصادر متطابقة أن لقاءً مهماً عُقد بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسطية والأفريقية، مسعد بولس، يوم الإثنين، بناءً على طلب الحكومة الأمريكية، في مدينة زيورخ السويسرية بوساطة قطرية. وتم اللقاء وسط تكتم شديد من قبل السلطات السودانية والأمريكية. بينما أفاد عدد من الوزراء في حكومة الأمل ومصادر عسكرية سودانية بعدم علمهم بهذا اللقاء.
وكشفت مصادر مفتوحة مختصة بتتبع مسار رحلات الطيران وشؤون الاستخبارات في إفريقيا، منها الباحثان ريتش تيد وبودي بين، عن رحلة خاصة لطائرة قطرية من طراز Airbus ACJ-319، برقم التسجيل A7-MHH، تتبع للخدمة الأميرية القطرية، أقلعت من مطار زيورخ في سويسرا وهبطت في مطار بورتسودان الدولي يوم الإثنين، ثم غادرت مباشرة إلى سويسرا. وأشارت المصادر أن هذه الطائرة تُستخدم بانتظام في رحلات الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وأكدت مصادر صحيفة (السوداني) في واشنطن وبورتسودان أن اللقاء عُقد في أحد المنتجعات على شاطئ بحيرة زيورخ، وتناول جهود الولايات المتحدة لوقف الحرب في السودان.
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع يحمل رسالة واضحة تؤكد رغبة واشنطن في تغيير نهج التعامل الذي انتهجته الإدارة الأمريكية السابقة، لا سيما فيما يتعلق بسياسات مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة للشؤون الأفريقية، مولي فيي، التي حاولت تعقيد العلاقات بين السودان وإدارة الرئيس دونالد ترامب قبل مغادرتها منصبها.
وأكدت ذات مصادر الصحيفة أن البرهان شدد على موقف الحكومة السودانية الرافض لوجود ميليشيا الدعم السريع، مشيراً إلى أنه لا مستقبل لها في السودان، داعياً إلى تفكيكها وتسريح عناصرها ومحاكمة قادتها المجرمين، وقال أن وقف الحرب يتطلب إنهاء الاقتتال ووقف التدخلات الخارجية من جميع الأطراف خصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة.
يُعد هذا اللقاء المستوى الأعلى للمباحثات الأمريكية-السودانية منذ بداية الحرب، والذي يُعقد خارج السودان، بعد مباحثات جدة والمنامة بهدف إيجاد حلول لإيقاف الحرب في السودان.
من جهته، أدان مسعد بولس، الليلة، عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، مقتل مدنيين على يد ميليشيا الدعم السريع في مخيم أبو شوك للاجئين بالفاشر، وقال: “نشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع والتقارير عن عنف الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر ومحيطها. وندعو إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين، بما في ذلك توفير ممر آمن للفارين من العنف”.
كما أكد البرهان خلال اللقاء أن الحكومة الشرعية في السودان هي مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء برئاسة كامل إدريس، وفقاً لما أعلنه الاتحاد الأفريقي.
من جانبه، أعرب مسعد بولس عن حرص الولايات المتحدة على بناء علاقات مباشرة مع السودان، مؤكداً أهمية التحول المدني الديمقراطي وفق مطالب ثورة ديسمبر 2018. وأشار إلى ضرورة أن يتم هذا التحول عبر عملية شاملة تضم جميع الأطراف المدنية، باستثناء من يواجهون تهماً جنائية دولية.
وأضاف بولس أن الولايات المتحدة تسعى لاستعادة التعاون مع #السودان في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي، خاصة في منطقة البحر الأحمر.
على صعيد متصل، أوضح بولس أن اجتماعات “الرباعية” تهدف إلى التشاور حول وقف الحرب، وليس لفرض حلول خارجية، مؤكداً أن الحلول يجب أن تكون سودانية خالصة.
يُذكر أن هناك جهوداً مكثفة في الكونغرس الأمريكي لتصنيف ميليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية، مع احتمال تصعيد هذا الملف إلى الأمم المتحدة في حال استمرار رفضها وقف القتال وإنهاء حصار مدينة الفاشر وهجماتها في جنوب كردفان.
كما كشفت مصادر صحيفة (السوداني) أن ميليشيا الدعم السريع لم تُدعَ أو تشارك في أي اجتماعات، سواء مع الجانب الأمريكي أو السوداني.
ويأتي هذا اللقاء وسط تقاعس الجهود الدولية لإيجاد حلول للأزمة السودانية والأزمة الإنسانية العميقة التي يعاني منها المدنيون في الفاشر، في ظل الحصار والقصف المستمر الذي تفرضه الميليشيا على المدينة، وقتلها الأبرياء من المواطنين والأطفال، وسط آمال بأن تسهم هذه المباحثات في دفع مسار السلام وإنهاء الصراع المستمر في البلاد.
كتب: عطاف محمد مختار
السوداني