دراسة: تناول الأسماك يساعد في خفض تأخر نمو دماغ الأطفال
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بولاية بنسلفانيا عن وجود صلة محتملة بين الاستهلاك المنتظم للأسماك أثناء الطفولة وانخفاض خطر تأخر النمو العصبي لدى الأطفال الصغار من المثير للاهتمام، وفق الباحثين، أن الدراسة وجدت أيضًا أن التأثير الإيجابي لاستهلاك الأسماك على النمو العصبي يتأثر بالميكروبيوم الخاص بالطفل، وهو مجتمع الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في جسمه.
ركزت الدراسة الحالية التي نشرت نتائجها في عدد ديسمبر من مجلة "الكائنات الحية الدقيقة" على 142 طفلا منذ الولادة وحتى عمر 18 شهرا، ويهدف إلى فهم العلاقة بين إستهلاك الأسماك ونتائج النمو العصبي لدى الأطفال الصغار.
وأشارت الدراسة إلى أن تناول الأسماك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع يرتبط بانخفاض خطر تأخر النمو العصبي.
وأوضح المؤلف الرئيسي تيرا كيك-كيستر الأستاذ فى جامعة بنسلفانيا، أنه على الرغم من أن بعض حالات النمو العصبي لها روابط وراثية، إلا أن الأدلة الناشئة تشير إلى أن العوامل البيئية والمحددات الاجتماعية للصحة يمكن أن تتفاعل مع علم الوراثة للتأثير على النمو العصبي، تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن النظام الغذائي، وخاصة استهلاك الأسماك، قد يكون أحد العوامل التي تؤثر على نتائج النمو العصبي.
قام فريق البحث بتقييم تغذية الرضع في عمر 6 و12 شهرًا باستخدام استبيان موحد طورته إدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، كما قاموا بجمع عينات لعاب من الرضع عند عمر 6 أشهر وقاموا بتحليل مستويات نشاط البكتيريا المختلفة داخل هذه العينات.
بدوره، أكد ستيفن هيكس أحد الباحثين المشاركين فى الدراسة، أنه تم اختيار اللعاب لأنه يسهل الوصول إليه أثناء زيارات رعاية الطفل، ولأنه قريب من الدماغ النامي، ويمثل أحد المواقع الأولى للاتصال الميكروبي للرضع أثناء اسشافهم لعالمهم المادي ..ولتحديد وجود أو عدم وجود تأخر في النمو العصبي ، استخدم الباحثون ردودًا من مسح للرفاهية لدى الأطفال الصغار، وهي أداة فحص معترف بها من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، عندما يصل الأطفال إلى عمر 18 شهرًا.
كشفت الدراسة أن تأخر النمو العصبي ارتبط بعدم تناول الأسماك عند عمر 12 شهرًا. إلى جانب ارتباط هذه التأخيرات بزيادة نشاط اثنين من الميكروبات اللعابية " كلوروبى" و" كانديداتوس".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النمو العصبی
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف: القلق والأرق يدمران جهاز المناعة
توصل باحثون سعوديون إلى أن اضطرابات القلق والأرق تؤثر سلبًا على كفاءة جهاز المناعة، حيث تؤدي إلى انخفاض عدد الخلايا القاتلة الطبيعية (NK) وفروعها في الدم.
تُعَد خلايا NK الخط الدفاعي الأول في الجسم، إذ تقوم بتدمير مسببات الأمراض والخلايا المصابة في مراحلها الأولية، مما يحد من انتشار العدوى والأمراض وتنتشر هذه الخلايا في مجرى الدم وتتمركز في الأنسجة والأعضاء، وعندما تقل نسبتها، يضعف الجهاز المناعي ويصبح الجسم أكثر عرضة للأمراض.
شملت الدراسة 60 طالبة سعودية تتراوح أعمارهن بين 17 و23 عامًا، حيث قمن بالإجابة على استبيانات تضمنت بيانات اجتماعية وديموغرافية إلى جانب أسئلة حول أعراض القلق والأرق. كما تم جمع عينات دم منهن لتحليل نسب خلايا NK وأنواعها الفرعية.
تنقسم خلايا NK إلى نوعين فرعيين أساسيين:
الأول CD16+CD56dim، وهو الأكثر شيوعًا ويقوم بربط الجهاز العصبي المركزي بأجزاء الجسم الأخرى ويتميز بقدرته العالية على قتل الخلايا الغازية.
الثاني CD16+CD56high، الأقل شيوعًا، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في تنشيط بروتينات جهاز المناعة وتنظيمها.
أظهرت نتائج الاستبيان أن حوالي 53% من المشاركات يعانين من اضطرابات تتعلق بالأرق، بينما 75% أبلغن عن أعراض القلق، من ضمنهن 17% يعانين من أعراض متوسطة و13% من أعراض شديدة. كشفت الدراسة أن الطالبات اللواتي يعانين من القلق أو الأرق لديهن نسب أقل بشكل ملحوظ من خلايا NK وأنواعها الفرعية مقارنة بالطالبات الأخريات. كما أظهرت البيانات أن زيادة شدة الأعراض تؤدي إلى انخفاض أكبر في أعداد هذه الخلايا؛ حيث لوحظ أن الطالبات اللواتي يعانين من أعراض متوسطة أو شديدة كان لديهن انخفاض واضح، بينما لم يظهر هذا التأثير الإحصائي بين من يعانين من أعراض طفيفة.
أوضحت الدكتورة ريناد الحموي، الأستاذة المساعدة في علم المناعة والعلاج المناعي بجامعة طيبة والمعدة الرئيسية للدراسة، أن فهم تأثير الضغوط النفسية على نشاط الخلايا المناعية، وخصوصًا الخلايا القاتلة الطبيعية، قد يساعد في تسليط الضوء على آليات الالتهاب ونشوء الأورام.
وأشار الباحثون إلى أن انخفاض خلايا NK قد يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطانات، فضلًا عن المشاكل النفسية مثل الاكتئاب. وعلى الرغم من النتائج المهمة، أكدوا محدودية الدراسة بسبب اقتصارها على عينة من الشابات السعوديات، مما يستدعي إجراء أبحاث إضافية تشمل فئات عمرية وجنسية وجغرافية مختلفة لتحقيق فهم أعمق للموضوع.
وقد لفتت دراسات سابقة إلى أن اتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، إدارة التوتر، واعتماد نظام غذائي متوازن يُسهم في تحسين عدد ووظيفة خلايا NK وتعزيز المناعة بشكل عام.