جدة تبكي حفيدها الرضيع: وُلد ومات في العدوان
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
كان الرضيع إدريس ملفوفا بكفن أبيض وبطانية زرقاء فاتحة منقطة وتحتضن جدته جسده الصغير بالقرب من صدرها وتبكي بلا توقف وهي تجلس وسط صفوف من الجثامين المسجاة على الأرض داخل أحد مستشفيات غزة.
وكان إدريس الدباري، الذي ولد قبل شهر واحد بينما الحرب مستعرة حوله، يعيش مع أسرته في خيمة في رفح بجنوب قطاع غزة عندما استشهد هو ووالدته وفاء في ضربة جوية إسرائيلية الليلة الماضية.
وبعد الضربة، وُضعت جثث أكثر من اثني عشر شخصا من البالغين والأطفال على بطانيات على الأرض في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، جميعها ملفوفة في أكفان بيضاء مكتوب عليها أسماء وتواريخ الوفاة باللون الأسود.
ومن بين الأقارب المكلومين الذين أحاطوا بالقتلى أم زياد الدباري، جدة إدريس، التي قامت بفك الجزء العلوي من الكفن بلطف حتى تتمكن من رؤية وجهه وتمسيد شعره الأسود الناعم وهي تحتضنه.
وقالت وصوتها يتهدج من البكاء «اتولد أول الحرب، له شهر أو شهر وشوية».
وأضافت «حبيبي» وقبلت جبهة إدريس قبل أن تكرر بصوت خافت «حبيبي».
ووضع جثمان إدريس فوق جثمان والدته التي كتب على كفنها عبارة «الشهيدة وفاء الدباري» وتاريخ وفاتها 12 ديسمبر 2023، وبقيت أم زياد جاثية على ركبتيها بجانبهما، ويدها فوق إدريس.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: مستشفيات غزة إدريس الدباري قطاع غزة رفح
إقرأ أيضاً:
أول حادثة سرقة لـ الحجر الأسود ودفنه على حدود مكة.. القصة كاملة
مر الحجر الأسود بعدد من الأحداث منذ إعادة بناء الكعبة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وحتى واقعة سرقته على يد القرامطة.
ويعد الحجر الأسود من أبرز المعالم التي يتطلع الراغبون في أداء مناسك الحج للوصول إليه وتقبيله، وهو حجر بيضاوي يقع في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة المكرمة، ويحظى هذا الحجر بمكانة عظيمة لدى قلوب المسلمين.
وفي السطور التالية من التقرير نتعرف على أبرز حوادث سرقة الحجر الأسود..
الحجر الأسود.. كيف نزل من الجنة إلى الأرض وثواب تقبيله
بنى سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، الكعبة المشرفة امتثالاً لأمر الله تعالى، وهو أول بيت وُضع للناس ليتعبَّدوا فيه، ويذكروا الله فيه عمومًا، وقال الله تعالى “إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ”.
وتم بناء الكعبة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ذلك بعد أن تشققت الكعبة وخافت قريش أن تنهدم، فقرروا هدمها لإعادة بنائها مرة أخرى، إلى أن جاء وقت وضع حمل الحجر الأسود وكادت قبائل قريش يقتتلوا لنيل شرف وضع الحجر الأسود إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم اقترح عليهم أن يتم وضع الحجر الأسود على قطعة القماش ويتم حلمه من جميع زعماء قريش.
أول حادثة سرقة لـ الحجر الأسودكان الحجر الأسود محط أنظار القبائل العربية، وكانوا يتنافسون على شرف خدمة البيت، وكان البيت تحت ولاية قريش، فغارت قبيلة إياد من ذلك، وأرادت أخذ الحجر الأسود من قريش وحرمانها من هذا الشرف العظيم فقاموا ليلاً بسرقة الحجر الأسود، ووضعوه على ناقة وخرجوا به من مكة، ولكن الناقة ما إن خرجت من مكة، بركت ولم تتحرك.
فقاموا بدفن الحجر على حدود مكة، وكانت معهم امرأة من خزاعة شاهدت مكان دفن الحجر، وأخبرت قومها بذلك، وتكدرت قريش لذلك كدراً عظيماً، فساومتها خزاعة إن دلوهم على مكان الحجر أن تكون لهم ولاية البيت، ففعلت قريش ذلك، وظلت ولاية البيت في كنف خزاعة إلى أن جاء قصي بن كلاب جد النبي الخامس، فأعاد ولاية البيت إلى قريش.
كانت القرامطة من الفرق الباطنية المتطرفة وظهرت في القرن الثالث الهجري، وعرفوا بسفك الدماء، وكان زعيمهم يسمى "أبو طاهر القرمطي"، وكانت لهم مواقع دموية أبرزها ما قاموا به من قتل حجاج الشام وهم في طريقهم لأداء فريضة الحج.
وكان من قبيح أفعال القرامطة أنهم تمادوا فاقتحموا مكة المكرمة في موسم الحج، وقاموا بقتل الحُجاج، ولم يكفهم ذلك فقاموا بسرقة الحجر الأسود، ونقلوه على عدد من الجمال، فكانت الجمال يصيبها القرح والهزال، فكانوا ينقلونه من جمل إلى جمل حتى وصلوا به إلى شرق الجزيرة العربية مكان عاصمتهم.
وظل الحجر الأسود مع القرامطة مدة اثنتين وعشرين سنة، وبذل المسلمون جهوداً عظيمة لإعادة الحجر الأسود، ولكنها باءت بالفشل لشدة فتنة القرامطة، وكان يقول زعيمهم أبو طاهر وهو كاذب: "أخذنا الحجر لأمر ونعيده لأمر"، يقصد أنهم مأمورون من السماء بذلك، ولكنهم أعادوه بعد ذلك على جمل واحد، فما أصاب الجمل بأس، على خلاف ما أخذوه.