قالت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية إن المتمردين الحوثيين الذين هددوا منذ بداية العدوان على غزة، بمهاجمة أي سفينة تتجه نحو إسرائيل أو مرتبطة بها، نفذوا عمليات جريئة بشكل متزايد بعد اختطافهم سفينة شحن تابعة لملياردير إسرائيلي يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأوضحت الصحيفة –في تقرير بقلم لوك ماتيو- أن سفينة غالاكسي ليدر، البالغ طولها 189 مترا وعرضها 32 مترا، تحولت إلى عنصر جذب سياحي، حيث يزورها يمنيون في قوارب صيد بميناء الصليف قرب الحديدة على البحر الأحمر، ويلتقطون الصور ويدوسون على العلمين الإسرائيلي والأميركي.

وترتكز هذه العملية بالنسبة للحوثيين المعادين لإسرائيل والمناهضين لأميركا، "على المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للحصار الظالم والمجازر الفظيعة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي".

وجاءت هذه التطورات بعد تحذير من الزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي، يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما قال -في خطاب له- "أعيننا مفتوحة للرصد والتفتيش المستمر عن أي سفينة إسرائيلية".

أهداف مشروعة

وأشارت الصحيفة إلى أن اختطاف السفينة غالاكسي ليدر ليس عملية معزولة، إذ جعل الحوثيون من البحر الأحمر جبهة جديدة.

وأضافت أنهم أطلقوا منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صواريخ كروز باتجاه إسرائيل، وطائرات مسيرة مسلحة ضد السفن التجارية والعسكرية، واستهدفوا ناقلة نفط ترفع العلم النرويجي بصاروخ طويل المدى.

كما أعلنوا في بيان صحفي أن "جميع السفن المرتبطة بإسرائيل أو التي تنقل البضائع إليها أهداف مشروعة"، ما لم تتم زيادة المساعدات الإنسانية لغزة.

ويقول لوران بونفوا، الباحث بالمركز الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا، إن "الحوثيين يجسدون اليوم موقفا متطرفا، وهم الوحيدون الذين طوروا في المنطقة قدرتهم على التسبب في الضرر، وهم يضعون أنفسهم على أنهم المدافعون الوحيدون عن فلسطين، مما يسمح لهم بإضفاء الشرعية على أنفسهم داخليا، في نظر الشعب اليمني".

وبدأ الحوثيون الذين خبروا الحرب بمعارضة تعاون اليمن مع الولايات المتحدة التي شنت الحرب على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ورفعوا شعار "الموت لإسرائيل، الموت لأميركا، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، الذي هو نسخة من شعار الثورة الإيرانية عام 1979.

وبعد مقتل الزعيم الأول للحركة حسين بدر الدين الحوثي، انطلقت الحركة تحت قيادة شقيقه عبد الملك من جديد بفضل الربيع اليمني عام 2011.

وعزز الحوثيون سيطرتهم على شمال البلاد بعد الهجوم على العاصمة صنعاء التي استولوا عليها في سبتمبر/أيلول 2014، وواصلوا هجومهم باتجاه الجنوب حتى عدن، قبل أن يشن تحالف تقوده السعودية في مارس/آذار 2015 عملية "عاصفة الحزم" ضدهم.

تحالف قوي

ولم يكن باستطاعة الحوثيين الصمود –كما تقول الصحيفة- دون مساعدة إيران، ويعمل مبعوثو الحرس الثوري وحزب الله اللبناني كمرشدين لهم.

و"قد برز مجلس الجهاد الحوثي كشريك مميز لإيران، ولا ينبغي بعد الآن النظر إلى العلاقة بين الاثنين على أنها علاقة ضرورة، بل كتحالف قوي وعميق، يدعمه تقارب أيديولوجي وثيق واصطفاف جيوسياسي"، كما ترى لجنة مكافحة الإرهاب التي تشبه الحوثيين بحزب الله اللبناني.

وأدى التقارب الإيراني الحوثي –حسب الصحيفة- إلى تسليم الأسلحة ونقل التكنولوجيا، وقام خبراء من الأمم المتحدة ومنظمات بحثية بتوثيق عمليات تسليم أسلحة الكلاشينكوف والصواريخ المضادة للدبابات والذخيرة عن طريق القوارب من إيران على نطاق واسع.

وأصبح الحوثيون قادرين على تصنيع مسيراتهم مباشرة من النماذج الإيرانية، كما أن لديهم صواريخ بالستية وصواريخ كروز، وهي نسخ معدلة قليلا من صواريخ القدر والقدس المصنعة في إيران.

وسمحت لهم هذه الترسانة باستهداف المنشآت النفطية بشكل متكرر في السعودية والإمارات، وبعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب، أصبح الصراع متجمدا الآن، مع عدم وجود احتمال للتوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض.

إلا أن معاناة السكان -تضيف الصحيفة- لا تزال مستمرة، حيث يحتاج ما يقرب من 25 مليون يمني أو ثلاثة أرباع السكان، إلى المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، وحيث تموت امرأة كل ساعتين أثناء الحمل أو الولادة بسبب عدم حصولها على الرعاية، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

سيناريوهات جيش إسرائيل للتعامل مع سفينة تحاول كسر حصار غزة

​​​​​​​قال الجيش الإسرائيلي، إنه يستعد "بمجموعات سيناريوهات" للتعامل مع وصول السفينة "مادلين" التي أبحرت من إيطاليا لكسر الحصار عن غزة .

ووفق ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي: "تستعد البحرية الإسرائيلية لوصول السفينة مادلين، وعلى متنها 12 ناشطًا، بينهم ناشطة المناخ غريتا ثونبرغ والممثل ليام كانينغهام".

وردا على طلب تعليق توجهت به الإذاعة، قال الجيش في تصريح مقتضب: "نطبق الحصار البحري الأمني على غزة ومستعدون لمجموعة من السيناريوهات" دون مزيد من التفاصيل.

وانطلقت، الأحد، سفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية جنوب إيطاليا لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة.

وتقل السفينة 12 شخصا، بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام.

وقالت ثونبرغ قبل مغادرة الميناء إنهم في "مهمة مدنية تهدف إلى كسر الحصار (عن غزة) رمزيا".

وأضافت: "إذا بقيت ذرة واحدة من الإنسانية، فعلينا أن نناضل من أجل فلسطين، من أجل فلسطين حرة. أنا هنا لأن ذلك واجب".

وجاء في بيان لتحالف أسطول الحرية بشأن مهمة السفينة الشراعية: "تتجه مادلين إلى غزة محملة بمسحوق الحليب والإمدادات الطبية ومساعدات حيوية أخرى. وتهدف إلى الوصول إلى المياه الإقليمية الفلسطينية عبر المياه الإقليمية الأوروبية، وهي مياه دولية تماما".

وأضاف البيان: "هذه الرحلة، غير المسلحة وغير العنيفة، متوافقة تماما مع القانون الدولي. أي هجوم أو تدخل يُعدّ عملا متعمدا وغير قانوني ضد المدنيين".

ومن المتوقع أن تصل "مادلين" إلى شواطئ غزة بعد رحلة تستغرق حوالي أسبوع، وسط مخاطر إيقاف القوات الإسرائيلية لها في المياه الدولية، كما حدث مع سفينة "الضمير" التابعة لائتلاف أسطول الحرية في مايو/ أيار الماضي.

سفينة "الضمير" التي أُنشئت بمشاركة مبادرات وحملات دولية من مختلف أنحاء العالم لوقف الهجمات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، تعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة، يوم 2 مايو الماضي.

وأدى الهجوم إلى ثقب في هيكل السفينة واندلاع حريق في مقدمتها، وفق ما أفادت مصادر التحالف.

وعبر سياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، تمارس إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الخارجية ترحب برفع عضوية فلسطين لـ"دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية السلطات الإسرائيلية تهدم مساكن قرية العراقيب للمرة 241 صحيفة: مساعٍ مصرية - قطرية لإنقاذ مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة الأكثر قراءة الأونروا: انهيار النظام الصحي في غزة مع توقف غالبية المراكز الطبية فشل إسرائيلي.. تحقيق داخلي يكشف ما حدث خلال هجوم 7 أكتوبر في "مفلاسيم" هآرتس: ترامب سئم من الحرب في غزة ويسعى لإتمام صفقة حديث عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة 2025 عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • سيناريوهات جيش إسرائيل للتعامل مع سفينة تحاول كسر حصار غزة
  • الملاحة بالبحر الأحمر أبرزها.. الخارجية تكشف تفاصيل المشاورات السياسية بين مصر وايران
  • بقيمة 190 مليون جنيه.. القوات البحرية تحبط تهريب مخدرات بالبحر الأحمر
  • في جولة ميدانية موسعة.. رئيس مدينة الغردقة يتابع مشروعات التطوير والتجميل
  • تنفيذاً لتعليمات مشددة.. حملة موسعة ترصد مخالفات جسيمة بعدد من المحال والمطاعم بالغردقة
  • الحوثيون : سنسقط طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف بلادنا 
  • غروندبرغ يقول إنه ناقش مع وزير الخارجية المصري الوضع بالبحر الأحمر والسلام في اليمن
  • الحوثي: سمحنا بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر
  • بعد أخذ الإذن منهم.. أنصار الله الحوثيون يسمحون بمرور حاملة طائرات بريطانية بالبحر الأحمر
  • الحوثيون يقولون إنهم سمحوا بمرور حاملة طائرات بريطانية في البحر الأحمر