كيف تغير المجتمع الإسرائيلي بعد هجوم حماس؟
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
سلط تقرير لوكالة "بلومبرغ"، الخميس، الضوء على التغييرات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي بعد هجوم حماس الكبير في السابع من أكتوبر الماضي، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف العشرات، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.
وقال التقرير إن مشاهد الهجوم لا تزال تطارد المجتمع الإسرائيلي، الذي تمتع خلال الـ15 الماضية بفترة من الهدوء والازدهار.
وفقا للتقرير فإن الأطفال الإسرائيليين، الذين كانوا يتمتعون بحرية التجول لفترة طويلة، أصبحوا الآن تحت حراسة روتينية، فيما ارتفعت طلبات الحصول على ترخيص السلاح بنحو ثمانية أضعاف، كما أن دورات تعليم طرق الدفاع عن النفس باتت مكتظة.
ويشير التقرير إلى أن الإسرائيليين أصيبوا بصدمة نفسية بسبب الخوف من أن الآلاف من مسلحي حماس قد يعاودون الكرة مرة أخرى ويعبرون الحدود وأن أجهزتهم الأمنية قد تفشل مرة أخرى في التصدي لهم.
وفقا لإحصاءات رسمية فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على تراخيص السلاح خلال الشهرين الماضيين إلى 260 ألف شخص، مع تجاوز حجم الطلبات اليومية تلك التي تم تلقيها كل أسبوع قبل بدء الحرب.
وعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية وسعت نطاق الأهلية للحصول على الرخصة، فإن معايير الموافقة لا تزال صارمة، وفقا للتقرير، حيث جرى قبول 26 ألف طلب خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي بينما رفضت طلبات 16 ألف آخرين لعدم صلاحيتهم لحمل سلاح ناري.
في إسرائيل جرت العادة أن يتم تجهيز المباني بملاجئ للحماية من الصواريخ التي تطلقها الجماعات المسلحة الفلسطينية كحماس وغيرها.
ولكن نفس هذه الملاجئ تحولت لمصائد للإسرائيليين خلال هجوم السابع من أكتوبر، حيث تحدثت تقارير أنها لم تكن تحتوي على أبواب مقفلة مما ممكن مسلحي حماس الدخول إليها وقتل أو اختطاف من فيها.
ويبين التقرير أن العديد من السلطات المحلية في بلدات عدة بدأت باستخدام أقفال مستوردة وأخرى محلية الصنع لاستخدامها في حالات الطوارئ.
في المقابل، تؤكد منظمات مدنية معنية بمنح دروس الدفاع عن النفس أن نسب الإقبال ارتفعت بشكل مضطرد بعد هجوم السابع من أكتوبر.
ويقول المدير التنفيذي لمنظمة "إيل هاليف إسرائيل"، آدي ويمر، إن المنظمة كانت تركز في السابق على منح الدورات المتعلقة بضحايا العنف الجنسي، لكن على خلفية الطلب المتزايد بدأت باقامة دورات تتعلق بآليات الدفاع عن النفس.
ليس هذا وحسب، بل ظهرت أخيرا فرق مراقبة الأحياء التي تم تشكيلها حديثا، وهي عبارة عن جهد شعبي مدعوم من قبل السلطات المحلية يرتدي أعضاؤها ملابس مميزة.
تسير هذه الفرق دوريات في الشوارع من الساعة الثامنة مساء وحتى منتصف الليل، إما سيرا على الأقدام أو بالدراجات، يحمل أعضاؤها أجهزة اتصال لاسلكية وأسلحة شخصية.
وقال دان أورباخ، المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس، إن المزاج المظلم للأمة يعكس مستوى من التهديد غير معروف للجمهور الإسرائيلي منذ سنوات عديدة. وأضاف أن الناس كانوا مدفوعين بالقلق من أن "الجيش الإسرائيلي القوي المزعوم غير قادر على حمايتك، حتى بالمعنى الأساسي".
في المقابل، يشعر البعض بالقلق إزاء عواقب انتشار السلاح بين صفوف المدنيين، على الرغم من أن نسبة السكان الذين يحملون الأسلحة ستظل أقل بكثير من الكثير من البلدان الأخرى، حيث تقترب النسبة من 2 في المائة مقارنة بـ 32 في المائة في الولايات المتحدة مثلا.
ومع ذلك يعرب الكثير من دعاة التعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين عن قلقهم من تزايد طلبات الحصول على السلاح واحتمال أن يؤدي ذلك إلى مزيد من العنف، وفقا للتقرير.
ويقول المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية دان أورباخ إن "المزاج المتشائم للناس يعكس مستوى من التهديد غير معروف للجمهور الإسرائيلي منذ سنوات عديدة".
وأضاف أن "الناس كانوا مدفوعين بالقلق من أن الجيش الإسرائيلي القوي غير قادر على حمايتهم"، مشيرا إلى أن هذا الخوف سيبقى قائما في المجتمع الإسرائيلي لبعض الوقت".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المجتمع الإسرائیلی السابع من أکتوبر
إقرأ أيضاً:
مشادة حادة بين عضو بالكنيست الإسرائيلي ووزير دفاع الاحتلال
شهد اجتماع عقد بالكنيست الإسرائيلي، تراشقا لفظيا حادا بين النائب عن حزب الليكود، عميت هليفي، ووزير الدفاع الاحتلال يسرئيل كاتس، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.
وانتقد هليفي أداء الحكومة في التعامل مع حركة حماس في قطاع غزة.
وقال هليفي لوزير الدفاع، إن هناك نقصًا في الفهم حول الوضع ولا توجد أي خطة واضحة تؤكد إمكانية تدمير حماس.
وأضاف أن إسرائيل تخوض حربًا منذ 20 شهرًا بخطط فاشلة ولا تنجح في القضاء على حركة حماس.
يأتي ذلك فيما صرح المدير المساعد في منظمة هيومن رايتس ووتش، بأن مرور 80 يومًا دون تحرك لإنقاذ قطاع غزة غير مبرر.
وشدد على ضرورة تدخل الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها للقانون الدولي، كما أشار إلى أن المساعدات الغذائية تتعفن على الحدود في ظل الحاجة الملحة لسكان غزة إليها.